النص الكامل للحوار الذي أجرته صحيفة Bûyerpress مع عبدالحميد درويش السكرتير العام للحزب الديمقراطي التقدّمي الكردي في سوريا

47

 

لست مع كيان كرديّ سوريّ, لا في سوريّا, ولا في العراق, أو في تركيا, وإيران في هذه المرحلة.

حتى الآن, وغداً, وبعد غد سيكون الحلّ في دمشق, والأحزاب الكرديّة التي تدّعي أنّ المشكلة الكرديّة ستحلّ في “جهة ما” من العالم, لا تدرك السياسة جيدا ولا تمارسها, إنّما تمارس عواطف سياسيّة.

– حتى الجيش الحر سنقاتله إن حاول الدخول إلى مناطقنا.

إذا سحب البارزاني يده من الديمقراطي الكردستاني – سوريا فلن يجد حوله عشرة أشخاص.

– قوات بيشمركة روجآفا تابعة للسيّد مسعود البارزاني, وليس لسعود الملا أو غيره.

– بالنسبة لـ “الأحزاب الصغيرة” يفضّل أن توجّهوا السؤال للسيّد سعود الملا, والسيّد صالح مسلم, لأن كلاهما أنشأا أحزاباً لا بأس بها من حيث العدد.

– أقولها بصراحة أنا مع وحدات حماية الشعب في قتالها وشهامتها من أجل الكرد وحمايتهم.

PYD لا يرى إلا نفسه.. إن كان يريد الوقوف مع الشعب الكرديّ عليه أن يوافق على قيام مرجعيّة سياسيّة.

– لا أدري ما هي الأسباب، لكن الرئيس جلال الطالباني طلب مني الخروج من سوريا، فخرجت لأسباب خاصّة..

– حاول السفير الأمريكي روبرد فورد في جنيف واسطنبول أن يلتقيني , ورفضت وقلت لا أريد أن ألتقي رجلا يريد الموت لبلدي.

– الـ (PDK-S) يستغل نفوذ البارزاني كي يهيمن على المجلس الوطني الكرديّ وهذا يؤدي إلى خسارة كبيرة وتعطيل المجلس الوطني.

أنا لا أعود إلى أي محور في هذه الدنيا, ظلمني الكثيرون خلال ستين سنة وحتى الآن, نحن محورنا محور سوريّ كرديّ مستقلّ.

– قد نعود إلى السليمانيّة لفترة معينة, لتسوية بعض الأمور, ولكننا قررنا البقاء في روجآفا…

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

حوار1

 

– بداية ما هو السبب الرئيسي لخروجكم من سوريا عند بدء الثورة في آذار 2011؟

طلب إليّ أحد أصدقائي القدامى, وهو الأستاذ جلال الطالباني لمرّات عدّة أن أكون خارج سوريا فخرجت, لأدري ما هي الأسباب, ولكنه طلب مني ذلك فخرجت لأسباب خاصّة..

– هل كان هناك تخوّف على حياتك حتى خرجت؟

لا أدري ما هو سبب طلبه, ولكن خرجت بعد أن طلب مني الخروج لأكثر من ثلاث مرّات ربما. وبعد خروجي كان صعباً عليّ العودة بسهولة.

– لكنكم ناضلتم طوال 50 عاما من أجل هذه الفرصة واللحظة التاريخية في تاريخ سوريا.!؟

دعني أقولها بصراحة, لست من أنصار الحرب في سوريا, ونقلت هذا الرأي بوضوح إلى الكثيرين, وخاصّة في المعارضة, أنا من أنصار الحلّ السلميّ, حلاً ليس بأي ثمن, وإنّما من أجل الحريّة والديمقراطيّة في سوريا.

هل تحسنت العلاقة بينكم وبين الـ (PYD) حتى حضرت المؤتمر وعدت إلى روجآفاي كردستان؟

علاقاتنا مع الـ (PYD) لا زالت كما هي, وعلاقتنا معها مرتبطة بالظروف التي نمرّ بها ككرد سوريا, أنا لا أؤيده في الكثير من سياساته ومواقفه, لكني أقولها بصراحة أنا مع وحدات حماية الشعب في قتالها وشهامتها من أجل الكرد وحمايتهم, وهي تلعب دورا بارزا, رغم أني مختلف مع قياداتها ولا أؤيد تصرفاتها, لكني أقف معهم في قتالهم ضدّ داعش وأخواتها.

ماهي أبرز النقاط الخلافيّة التي تختلفون فيها مع سياسة الـ “PYD”؟

هم لا يرون إلا أنفسهم, صار لي ستين سنة أناضل ولم أوافق على الفرديّة والشموليّة في السياسة, ولا يمكن أن أوافق على هيمنة الحزب الواحد بأي شكل كان, إن كان بالضغط أو الإكراه, إن كانوا يريدون الوقوف مع الشعب الكرديّ عليهم أن يوافقوا على قيام مرجعيّة سياسيّة, وهذا ما طرحته, ولا زلت أطرحه, وسأبقى أطرحه.

– لماذا لم تحضر أحزاب كردستانية إلى مؤتمركم، الديمقراطي الكردستاني, العمال الكردستاني, حركة كوران، أحزاب كردستانية من إيران وتركيا؟

ليست لدينا علاقات مع حركة “كوران”, نحن بعيدون عن بعضنا بُعد الأرض عن السّماء.

– لكنّه حزب كردستانيّ!؟

طبعاً هناك أحزاب كردستانيّة كثيرة لا نوافق على سياستهم, وهم لا يوافقون على سياستنا.. وهذا ينطبق تماما على حركة كوران, وبيننا خلافات فكريّة وسياسيّة.

– لكن الاتحاد الوطنيّ الكردستاني يتعامل مع هذا الحزب ويشركهم في الحكومة؟

أنا برأيي أنّهم مخطئون أيضاً.. الحزب الذي يحرق مكاتب الأحزاب الأخرى, ويقتل أعضاء الأحزاب الأخرى لا أوافق على تصرفاته, إذا أحرق أحد رفاقنا مكتبا لحزب مخالف لسياستنا, لن نتركه لحظة واحدة في الحزب. انشقاق “كوران” عن الاتحاد كان خطئاً, ولا يزالون يمارسون سياسة خاطئة تجاه الأحزاب الكرديّة.

أما بالنسبة للديمقراطي الكردستاني فقد أبدى لنا أسبابه الخاصّة لعدم الحضور, عدم حضوره لم يكن بسبب أنه لا يرغب بالتعاون مع حزبنا, وإنما أبدوا بعض الأسباب مثل خلافاتهم مع الـ ” PKK” كما أوضحوا, دون أن يدروا أننا لن ندعو حركة كوران.

– تقصد لو أنهم علموا أنكم لن تدعو حركة كوران, ربما كانوا قد حضروا؟

لا أعتقد ذلك, ربما هم اعتقدوا أنه سيحضر كوران و الـ ” PKK”, وبينهم خلافات ومشاكل, ولكي يتلافوا أي إساءة للعلاقة, قرروا عدم الحضور.

– لديهم خلافات مع العمال الكردستاني أيضاً ورغم ذلك حضروا مؤتمر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD), وهو حليف العمال الكردستاني؟

هذا يخصّ سياستهم, وحزبهم, أما بالنسبة لحزب العمال الكردستاني, صحيح هو لم يحضر, لكنه أرسل برقية لمؤتمرنا, وقالوا أيضاً طالما لم نحضر مؤتمر حزب الاتحاد الديمقراطيّ فلا يجوز أن نحضر مؤتمركم أيضاً.

– بدأت من السليمانية – قبل عودتك إلى روجآفا – بمغازلة الكثير من الأحزاب والأُطر الحزبية ومن بينها الإدارة الذاتية, وزيارتك لممثليتها في السليمانية, وحديثك عن شرعية وجود قوة واحدة وهي الـ(YPG), ما فحوى هذه الرسائل؟

نحن لسنا أعداء لأحد, أو ضدّ أحد, قد نختلف معهم, لكن لا نريد أن تتحول هذه الخلافات والآراء إلى عداء, سنزور مقرّات الإدارة الذاتيّة, وإذا اقتضى الأمر سنحضر إلى مقرّات حركة ” كوران ” وسنزورهم أيضاً.. لنا علاقات طويلة مع الـ ” PKK” رغم أننا نحافظ على خلافاتنا الفكريّة والسياسية معهم, ونتحدث إليهم بكل صراحة في الأمر.. اجتمعت مع مراد قريلان, وجميل بايك أربع مرّات, مرّتين لكل واحد منهم, تحدّثت معهم بقساوة, ولكن علاقاتنا قائمة على كل الأصعدة.

– لكن فهم الأمر بأنكم عائدون إلى روجآفا, ولديكم مؤتمر ينتظركم, وهناك تحوّل كبير في سياسة الحزب, لذلك بدأ السياسي عبدالحميد درويش بمغازلة جميع الأطراف قبل العودة بيوم؟

ليس هناك أي تحوّل مما يظنه الشارع الكردي, سياستنا ثابتة وهي سياسة السلم والتعاون مع جميع الأحزاب الكردستانيّة في إطار سياسة كردستانية معيّنة, تخدم الشعب الكردي ولا تخدم إطار حزبي أو جماعة معيّنة, نحن أتينا فقط لإنهاء أعمال مؤتمرنا الرابع عشر, واتخذت قرارات, وإذا استطعنا سنقيم علاقات مع الأحزاب الأخرى وسنجمعهم في إطار سياسة موحدة.

– تحدّثتم كثيراً عن سلميّة الحزب ودعوته للسلم في هذه الثورة, ولكنكم حملتم السلاح وقاتلتم, ولديكم شهداء؟

نحن قاتلنا, لكننا لم نقل أبدأً أنّ القتال هو النتيجة النهائية, نحن قلنا أن المناطق الكردية يجب ألا يبقى فيها جيش آخر عدا الكرد, حتى الجيش الحر سنقاتله إن حاول الدخول إلى مناطقنا, نحن لن نقبل أن يتحوّل بلدنا إلى ساحة قتال, ولن نرضى بأية قوة عسكريّة.

– حتى بيشمركة روجآفا؟!

كلا.. لأن بيشمركة روجآفا هي تابعة لنا, اسمها بيشمركة “روجآفا” وليست بيشمركة “روجهلات”, وتابعة لنا, للمجلس الوطني الذي انسحبنا منه, ومع ذلك لا نعادي وجودهم في كردستان سوريا.. إذا قلنا أن الـ” PYD” حزب شموليّ, فمن يقاتل عن الجزيرة وكوباني..؟ أليست وحدات حماية الشعب؟ هل من قوّة غيرهم؟ إذا نحن لم نملك هذه القوّات, هل يجب أن نقاتل الآخرين أيضاً؟

ماذا قصّد السياسي عبدالحميد درويش عندما قال: ” كان حزب التقدّمي دائماً هو حزب الشعب السوري”؟

حوار0

نحن أنشأنا المجلس الوطني الكرديّ, حقيقة لم يكن هناك مركز للقرار! وعملياً كنّا بعيدون عن هذا المركز, ليس فقط كنّا بعيدون, كل حزب يتصرف حسب هواه, بعض الأحزاب الصغيرة – مع احترامي لها – لا تمثّل هذه القاعة الصغيرة من الناس, تفرض رأيها, ولديها صوت معطِل كأي حزب كبير, لذا ارتأينا أن نكون خارج المجلس أفضل بكثير من أن نكون معطلين, ونخلق مشاكل, وإذا أتَوا غدا وقبلوا بالاتفاقية الثلاثية بين الأحزاب نحن جاهزون لها.

 

نحن خلاف الأحزاب الكرديّة, بعيدون عن النعرة العنصريّة والانعزالية, نحن سوريون, ونعتقد أنّ تقدّم الشعب السوري هو تقدّم للشعب الكرديّ, وحدة سوريّة تخدم الكرد, بينما انقسامها وتشتيتها يخدم جهات أخرى, هذا هو رأينا منذ نشوء الحزب وحتى الآن, نحن مدافعون عن وحدة سوريا شعباً وأرضاً, سوريا الديمقراطية, وليست سوريا البعث والعروبة.

نحن دافعنا عن الشعب السوري منذ اليوم الأول ونادينا “لبيك يا درعا” ووقفنا مع شعبها وأطفالها, وكان موقفنا هو الأول في سوريا, نحن لم نكن مع الحكم يوماً ولن نكون.

– أهم الأسباب الرئيسة لانسحابكم من المجلس الوطني الكردي، وبصراحة؟

انسحبنا لأنه لم يبقَ له أي دور في الحياة السياسيّة في سوريّا, منذ أربع سنوات وحتى الآن لا همّ لديهم سوى التآمر على بعضهم البعض, والتخطيط والإساءة لبعضهم البعض, وهذا هو السبب الأساسي في الانسحاب, أما السبب الثاني فهو أنه يوجد ضمنهم أحزاب صغيرة جداً, لا يقومون بالدور المنوط بهم, بل تحاول دوماً خلط الأوراق حتى لا يقوم المجلس بمهامه.

ورغم ذلك بقيتم أكثر من أربع سنوات ضمن هذا المجلس؟

حاولنا كثيرا في اتفاقيتي هولير الأولى والثانية, ودهوك وملحقها, أن نحسّن الوضع, لكن لم نستطع تغيير شيء, واتفقنا مع اثنين من الأحزاب هما البارتي ” الذي سمى نفسه الكردستاني- سوريا” وكذلك حزب “يكيتي” وعقدنا معهم اتفاقيات لثلاث مرّات, والمرّات الثلاث باءت بالفشل.

– ماهي أهم بنود هذه الاتفاقية الثلاثيّة التي كانت برعاية رئيس اقليم كردستان؟

أن نعمل سويّة نحن الأحزاب الثلاثة في استنهاض الجماهير الكرديّة ضدّ سياسة الـ “PYD” الشموليّة.

– دون الأحزاب الأخرى في المجلس الوطني الكردي؟

بالتأكيد.

– بعد انسحابكم من المجلس الوطني صرح الكثير من مؤيدي المجلس الوطني الكردي بأنّكم كنتم المعطلون لجميع قرارات المجلس.! والآن بدأ المجلس الوطني الكردي في استعادة نشاطه وتفعيل الشارع الكردي من خلال المظاهرات والاعتصامات في روجآفا؟

أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً, لست ضدّ أي نشاط لمصلحة الشعب الكرديّ, هم هكذا يقولون ولن أعلق على كلامهم, ولست بصدد الرد على كلامهم لأسباب كثيرة.

– هل مازلتم تعتقدون بأنّ الحل هو في دمشق ويجب الحوار مع النظام؟

طبعاً, حتى الآن, وغداً, وبعد غد سيكون الحلّ في دمشق, والأحزاب الكرديّة التي تدّعي أن المشكلة الكرديّة ستحلّ في “جهة ما” من العالم, لا تدرك السياسة جيدا ولا تمارسها, إنما تمارس عواطف سياسيّة.

ماذا سيكون ردّكم لو دعاكم النظام للحوار مرّة أخرى؟

أنا قلت هذا وأرسلت لهم الأجوبة كثيرا, لو كان الحوار مع القوى والجماهير السورية سيكون عبدالحميد درويش على رأسهم, أما حاليا, مع الأكراد لوحدهم, ربما ستتم دراسة الامر بكل عناية, ونتخذ القرار.

بداية حين رفضنا الحوار, لم تكن الأحداث مأساويّة هكذا, لم يكن هناك تسعة ملايين مهاجر, ولم يكن هناك نصف مليون قتيل. لم يكن ولم يكن.. الآن اختلفت الأمور..!

– دعوتم في بيانكم الختامي قوى المعارضة إلى توحيد صفوفها وفق رؤية وبرنامج سياسيّ واضح المعالم, والشروع بحوار جدّي بين المعارضة والنظام, بإشراف الأمم المتحدة ودون شروط مسبقة؟ ما هي تلك الشروط المسبقة؟

هذا الكلام قلته في جنيف دون خوف ووجل حين كنت رئيس الوفد الكردي, نحن نخطئ في عدم الحوار مع الحكومة, نحن نترك أمر بلادنا لروسيا وأمريكا, والاثنان لا يريدان الحل لسوريا, وأنا مسؤول عن كلامي.. كان بإمكان الأمريكان والروس حل المسألة في خمسة أيام, وحاول السفير الأمريكي روبرد فورد في جنيف واسطنبول أن يلتقيني , ورفضت وقلت لا أريد أن ألتقي رجلا يريد الموت لبلدي.

أيضاً شدّدتم في بيانكم الختامي بأنّ على المؤتمر تنشيط دور الحزب داخل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة! هل مازلتم في الائتلاف المعارض، كونكم كنتم تمثلون المجلس الوطني الكرديّ داخل الائتلاف؟

يوجد في الائتلاف السوريّ المعارض – حسب علمي- عناصر طيّبة وناس جيّدون, وهناك شوفينيين أيضاً, نحن – الحزب التقدّمي- أبرمنا معهم اتفاقاً ثنائيّاً, يعترفون بموجبه بحقوق الشعب الكردي حتى الفدراليّة, وتسمّى سورية ” بالجمهوريّة السوريّة ” وليست “الجمهورية العربية السورية”, وكذلك يُعتمد علم الاستقلال علما رسميا للبلاد, ووافقوا على جميع الأمور التي طرحناها في اسطنبول, وكان الاتفاق جيّدا ولصالح الشعب الكرديّ. إذا تحررت سورية غداً, سيكون تطبيق هذا الاتفاق بحذافيره.

هل ما زلتم في الائتلاف؟

طبعاً, نحن دخلنا الائتلاف على أساس حزبي, الحزب الديمقراطي التقدمي الكرديّ في الهيئة السياسيّة, الحزب الديمقراطي الكردستاني في الهيئة السياسيّة, وحزب يكيتي في الهيئة السياسيّة, وثمانية أحزاب في الهيئة.

– ولكن هذا القرار هو قرار المجلس الوطني الكرديّ؟

هذا لا يعني أننا إذا لم نكن في المجلس الوطني الكرديّ أن نخرج من الائتلاف.. ولكن برأيي أن ندرس وضعنا في الائتلاف أيضاً.

يقال أن بقائكم في الائتلاف هي مناورة؟

هي ليست كذلك, نحن سنطلب منهم أن يعترفوا بالمذكرة التي وقّعت مؤخراً, بيننا اتفاق, و لن نرضى بالخروج دون مكاسب سياسيّة, وبقائنا في الائتلاف هو رهن موقفهم. ولم يصدر عنهم أي موقف أو اتصال بيننا حتى الآن.

– ماذا تقصدون في طرحكم لبناء مركز للقرار السياسيّ الكرديّ؟

نحن أنشأنا المجلس الوطني الكرديّ, حقيقة لم يكن هناك مركز للقرار! وعملياً كنا بعيدون عن هذا المركز, ليس فقط كنا بعيدون, كل حزب يتصرف حسب هواه, بعض الأحزاب الصغيرة – مع احترامي لها – لا تمثّل هذه القاعة الصغيرة من الناس, تفرض رأيها, ولديها صوت معطِل كأي حزب كبير, لذا ارتأينا أن نكون خارج المجلس أفضل بكثير من أن نكون معطلين, ونخلق مشاكل, وإذا أتوا غدا وقبلوا بالاتفاقية الثلاثية بين الأحزاب نحن جاهزون لها.

– وماذا عن الأحزاب الصغيرة.. ومادورها؟

يفضل أن تتوجّه بهذا السؤال للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا و الـ (PYD), للسيّد سعود الملا, والسيّد صالح مسلم, لأن كلاهما أنشأا أحزاباً لا بأس بها من حيث العدد.

– ماذا قصدتم من موقفكم الرامي إلى ضرورة بناء مرجعيّة سياسيّة جامعة لقوات الـ(YPG) وأيضاً تكليفكم للجنة المركزية المنتخبة جديداً, بدراسة سبل التعامل مع الإدارة الذاتيّة، ماهي شروطكم للتعامل مع الإدارة الذاتية؟

نحن نتعامل مع الـ (YPG) في مرجعيّة سياسيّة, قد نتفق معها على الإدارة الذاتيّة في بعض الأمور وقد نختلف, المرجعية السياسيّة أولاً, ثم الأمور الأخرى ستحدّد على ضوء هذه المرجعيّة.

نحن قلنا يجب دراسة هذا الوضع والاتفاق على الإدارة الذاتيّة, لا أن تأتي جهة معيّنة, تشكل الإدارة الذاتية وتقول هذه هي الإدارة ويجب القبول بها, هذا الأمر غير مقبول على الأقل من قبل حزبنا.

– لو وافقت الإدارة الذاتيّة على شروط التقدّمي, هل سينضم إليها؟

هذا الأمر أيضاً بحاجة إلى دراسة.

– ماهو مشروعكم لسوريا الجديدة بعد سقوط النظام؟

سورية ديمقراطية وحرّة, ولا شيء آخر, ديمقراطيّة للأحزاب, وتعددية لجميع مكونات شعبها من عرب وكرد وتركمان وسريان..

– والفدراليّة..!؟

إذا طبقّوا الفدرالية, هي أفضل برأينا, وأي مشروع جاهز للفدرالية في سوريا, نحن نؤيده. نحن نحتفظ بحقنا كقوميّة في سوريا.

– هل انتم مع كيان كردي سوري مستقل؟

لست مع كيان كرديّ سوريّ, لا في سوريّا, ولا في العراق, أو في تركيا, وإيران في هذه المرحلة.. لأسباب كثيرة, الدولة الكردية غير قابلة للقيام والإنشاء في هذه المرحلة, وهو رأي الحزب.

– ما هو تصوركم للوجود القومي الكردي في سوريا المستقبل؟

ذات الوجود والإمكانات, سيستفيد الكرد برأيي من سوريا المستقبل أكثر من الماضي, في الماضي كانت دولة البعث من تدير الدولة, مستقبلا لن يكون الأمر كذلك, وإنما ستكون سوريّة لكل السوريين.

– في كلمتك الافتتاحية صرحت بأنّكم تعانون من كثرة الأحزاب الكردية كل يوم أو يومين حزب جديد، من يقف وراء تكاثر الأحزاب الكردية؟

كنت من الناس الذين كانوا في أول حزب سياسي, وكنت صغيرا, وعشت حتى الآن, وقد حاولت الابتعاد عن السياسة, لكن رفاقي لم يقبلوا الأمر.
برأيي المخابرات حاولت كثيرا إنشاء أحزاب سياسية كردية, ثم أتت بعدها الـ “PYD”ولم تقصّر في الأمر كذلك, وأنشأ عدّة أحزاب, حتى “محمد عباس” اعتبروه حزباً, هذا سلوك ليس فقط ضدّ الكرد, إنّما يؤذي الكرد, ويشتّتهم. حتى المجلس الوطني الكرديّ أيضاً ساهم في هذا الأمر, وأهم الأحزاب في المجلس الوطني الكرديّ التي ساهمت في تكاثر الأحزاب هو الديمقراطي الكردستانيّ, انضمت أربعة أحزاب إلى المجلس الوطني الكرديّ مؤخرا, دون أن يكون لي بهم علم, تيار المستقبل الكرديّ بشقيّه, وكذلك حزب اليسار الكردي بشقّيْه.

صرّحتم لبعض الوسائل الإعلامية بأنّكم لم تسمعوا بالإطار الثالث ” كتلة أحزاب المرجعية السياسية”؟

نحن لسنا بصدد إنشاء جبهة ثالثة, نحن نريد وحدة الكرد في إطار جامع, ليس هناك إطار ثالث, إنما هناك من يقول نحن مرجعية كردية ثانية, أو أحزاب المرجعيّة, هو ليس بالإطار, وليس هناك شيء من هذا القبيل.

هل تحاورتم مع أحزاب هذه الكتلة؟

لناعلاقات مع أحزاب هذه الكتلة ومع جميع الأحزاب, علاقاتنا طيّبة.

– لمَ لمْ تحضر أحزاب كتلة المرجعيّة السياسية المؤتمر؟

بل حضروا, حضر حزب الوحدة مثلاً, متمثلاً بشخص السيد أبو صابر وهو عضو المكتب السياسيّ.

– هل حقاً رفضتم أن تُلقى كلمة باسم كتلة أحزاب المرجعيّة؟

قد يكون الجواب الشافي لدى المكتب السياسيّ في الحزب.

– الآن أنتم أعلنتم في بيانكم الختامي عن ضرورة بناء مرجعيّة سياسيّة؟

هي عامة وشاملة دون رتوش, ولدينا مشروع جاهز, وهو عبارة عن مشروع سنبدأ بتفعيله ونقاشه خلال خمسة عشر يوما.

– هل صحيح ما يشاع بأنّ السياسيّ درويش يخشى العمل السياسيّ مع السياسيّ الكردي صالح كدّو في إطار واحد؟

يردّ ضاحكاً.. “حزبه كبير وسيلتهم حزبنا”.. السبب في عدم تعاملنا مع حزب آخر أننا لا نريد أن نقيم محاور, نحن لا نريد إنشاء محاور.

– هل لدى التقدّمي مقاتلين داخل قوات بيشمركة روجآفا؟

كلا, ليس لدينا مقاتلين ضمنها.

– لمن تتبع قوات بيشمركة روجآفا؟

هي تابعة للسيّد مسعود البرزاني, وليس لسعود الملا أو غيره.

– من يهيمن على المجلس الوطني الكردي، حتى انسحبتم منه؟

الهيمنة.. يحاولون الهيمنة على المجلس الوطني, لكنهم بعيدون , البارتي يستغل نفوذ البارزاني كي يهيمن على المجلس الوطني الكرديّ وهذا يؤدي إلى خسارة كبيرة وتعطيل المجلس الوطني.

– كان السيّد سعود الملا قد صرّح أنه لا يوجد غير قطبين رئيسين في روجآفايى كردستان, هما الآبوجيّة والبرزانيّة, أما الطرف الثالث فلا وجود له, ما مدى صحة هذا الكلام؟

ربّما هو يفقه في السياسة أكثر منّا, وهو أعلم منا بها..طبعا أنا لا أوافقه الرأي, لأنه إذا سحب البارزاني يده من الديمقراطي الكردستاني – سوريا فلن يجد حوله عشرة أشخاص.

– ماذا عن الاتفاق الثلاثي بين الأحزاب الثلاثة الـ (PDK-S)، والتقدّمي ويكيتي؟

لا أستطيع الخوض في التفاصيل, لم يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ, لكنّنا اتفقنا ووقعنا عليه نحن الثلاثة, أنا والسيد سعود الملا والسيّد ابراهيم برو, ونسخ الاتفاقات الثلاثة موجودة لديّ, وقد حاول السيّد سعود الملا إنكار ذلك فقال له السيّد آزاد برواري هذا هو توقيعك على الاتفاق فلمَ الإنكار..!

– أكثر من لقاء جرى بينك وبين رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني، أهم النقاط التي تم التباحث فيها؟

كانت نقاطاً تهمّ الحركة الكرديّة في سوريا بشكل عام, والكردستانية في كردستان العراق, تباحثنا سوريّاً ما يهمّ الوضع الكردي في سوريا.

– أيضاً لقائكم مع السيد جميل بايك الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني، سبب اللقاء وأهم نقاط الحديث؟

جميل بايك صديق قديم, كان يزورني دوماً, والتقيت به عشرات المرات, أتمنى له دوام الصحّة والعافية. طلبت منه حينها التدخّل لوقف ممارسات الـ (PYD) الخاطئة, وهو أبدى رغبته في أن يتم التعاون بين حزبهم وحزبنا.

– ألم تطلبوا من السيد رئيس اقليم كردستان تنبيه الديمقراطي الكردستاني – سوريا لتفرّده بالمجلس الوطني الكرديّ؟

طلبنا منه ذلك عدّة مرّات وكان رأيه إيجابيّاً, وقال أنا لست موافقاً على هيمنة حزب, ليس حزبنا فقط, بل أيّاً كان ذلك الحزب.

– هل كانت لديه معلومات عمّا يحصل داخل المجلس الوطني الكرديّ؟

نعم لديه جزء كبير من المعلومات حال المجلس الوطني الكرديّ, نحن أوضحنا له بعض الأمور, وغيرنا أوضح له أموراً أخرى.

كيف تتابعون عمل المعارضة السورية ( الائتلاف السوري، المجلس الوطني السوري، هيئة التنسيق، المجموعات المسلحة)؟

بالنسبة للمجلس الوطني السوري أعتقد أنه لم يبقَ منه سوى الهيكل, لدي فيه أصدقاء, مثل سمير نشار وجورج صبرا, وحتى إعلان دمشق وهيئة التنسيق أيضاً تشتت.
الائتلاف هو الآخر أصبح مشتتا بشكل غير معقول, رغم أن الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف إنسان طيّب, وشريف, ومعقول جداً. الأوساط السياسيّة في المجتمع الدولي والعربي تخلوا عنه, وصار كل منهم يطالب بشيء.

– كيف يتابع السياسي درويش التطورات الأخيرة في سوريا( السياسية والعسكرية) والحديث عن سيناريو لحل الأزمة السورية قريباً؟

اعذرني إنْ قلت إنّي أخشى من الأزمة السورية كثيراً, أخاف أن تتحول إلى شيء لا يحمد عقباه, أمريكا وروسيا وتطور الأحداث بهذا الشكل الدراماتيكي, أخشى أن تتحول إلى حرب بين الدول الكبرى, لا توجد حتى الآن ملامح حل حقيقي, وإنّما مناورات سياسيّة.

– وماذا عن فيينا والرياض؟

فيينا لا بأس بها إن طُبّقت, جنيف لم تبصر النور منذ ثلاثة سنين, هي مشكلة, أما بالنسبة للرياض فلم يحدث شيء بعد, هناك معلومات عن مؤتمر سيعقد في الرياض, أنا أؤيده, وقد يكون فاتحة خير أكثر من جنيف.

التقينا في جنيف بـ “دي مستورا”, وهو الآخر ليس لديه رأي معين وواضح للحل, يريد طرح بعض الاقتراحات والحلول. أنا أؤيد أي حلّ يضع سوريا في الإطار السلميّ الصحيح. يجب أن تستقر سوريا, وتبتعد عنها جبهة النصرة, داعش وأخواتها.

– أين الكرد من هذه الاجتماعات لتحديد مصير النظام وبناء حكومة انتقالية؟

حتى الآن الكرد لم يشاركوا, وهذا أمر خطير جداً, إذا لم يشاركوا ستكون النتيجة سيئة جداً, وهو استبعاد جزء مهم من الشعب السوري وهم الكرد, الذين يعدون خمس الشعب السوريّ.

– ماهو الموقف التركيّ ما يحصل في المناطق الكرديّة؟

موقف غير جيد حتى الآن, بصراحة, لا نعلم ما يوجد بينهم وبين الـ “PKK”أما أن يفتخروا ويقولوا لا نريد أن يحصل الكرد في سوريا على حقوقهم, فهذا أيضاً شيء مخيف, وغير مقبول.

– هل كان قدوم عبدالحميد درويش لحضور المؤتمر سبباً في نجاحه وعدم ظهور المشاكل فيه- بحسب بعض المهتمين طبعاً-؟

لا توجد أية مشاكل في حزبنا, وهو بعيد عنها, هو حزب سياسي عريق, قد يختلف على الجوانب السياسيّة, ولكنه لا يختلف على الجوانب الشخصيّة, ولذلك لم يكن هناك أي خلاف بالنسبة لرفاقنا في الحزب.

– كان البعض يهمس أنّ سلامة المؤتمر مرهونة بالانسحاب من المجلس الوطني الكرديّ؟

أبدا هذا لم يكن موجودا, درس المؤتمرون بكل صراحة ووضوح موقفنا السياسي من جميع الجوانب وتوصّلوا إلى صيغة متفق عليها.

– بانتخابك سكرتيراً عاماً للحزب، هل سيكون هناك منصب نائب للسكرتير أو سكرتير المكتب السياسي في الحزب؟

هي ليست انتخاب, أنا طلبت من رفاقي أن يعفوني, وسأطلب مرة ثانية وثالثة, أريد أن أعيش حياتي التي لا أعلم كم بقي لها, والذي يعيش بين الكرد ستين سنة, يجب أن تعرفوا كم هو معذّب.. حتى الآن ليست هناك أي شيء من هذا القبيل, سوى المكتب السياسيّ واللجنة المركزيّة.

قد تكون هذه المناصب مهمة لدى بعض الأحزاب, ولكن في نظر رفاقنا في الحزب هذا أمر غير مهم بالنسبة لهم.

– هل عاد مجدداً السياسيّ عبدالحميد درويش إلى محور السليمانية؟

أنا لا أعود إلى أي محور في هذه الدنيا, ظلمني الكثيرون خلال ستين سنة وحتى الآن. أنا صديق للرئيس جلال الطالباني منذ العام 1956 وحتى اليوم, ودرسنا معاً في الجامعة السوريّة في كليّة الحقوق, وكنا سياسيّا متفقين على الكثير من المسائل, كما كانت هناك خلافات في وجهات النظر. محورنا محور سوريّ كرديّ مستقلّ.

– سيعقد قريبا في روجآفا برعاية حركة المجتمع الديمقراطي مؤتمر للمعارضة السوريّة بمشاركة العديد من الأحزاب السورية والكرديّة والشخصيات المعارضة, هل لديكم معلومات عنه وهل ستحضرونه؟

طبعاً سنحضره, وسنبدي رأينا فيه بكل صراحة, ولكن معلوماتنا عنه شحيحة.

– هل سيعود السكرتير العام للحزب الديمقراطيّ التقدّمي عبدالحميد درويش إلى السليمانية لمزاولة مهامه الحزبية من هناك؟

قد نعود إلى السليمانيّة لفترة معينة, لتسوية بعض الأمور, ولكننا قررنا البقاء في روجآفا…

كلمة أخيرة.

تشاهدون ما آلت إليه الحركة الكرديّة للأسف, وصلت إلى مستنقع آسن, لا تستطيع الاقتراب منه لمئات الكيلومترات, أرجو أن ينتهي هذا الوضع وأن يعود الشّعب الكرديّ إلى موقعه الصحيح, يتخلص من الشمولية الكردية والعربية ويقود نفسه إلى الديمقراطيّة.

شكرا لكم ولموقعكم وصحيفتكم, وأتمنى لكم كل التوفيق والنجاح.

نٌشر هذا الحوار في العدد (32) من صحيفة buyerpress

2015/12/1

حوار

التعليقات مغلقة.