الرياحُ تتدلَّى في حديقتي /مفيد حسن
خاص بالنسخة الورقيَّة / العدد الرابع /
– جماهيرٌ تُغادرني وأخرى تناديكُم بثوبها الأسود, ورياحٌ تتدلَّى من الحلقات, صخورٌ ملساءُ في حديقتي!!
كأنَّما لاحَ ليَ المشهدُ من قبل, شعاعٌ رقيقٌ يخترقُ نافذتي كأنَّما فارقتِ الظلالُ الحياة, صناديقٌ بجانب الباب.
ها هيَ النفوسُ الممزَّقَةُ تتقدَّم من خلف الأشجار, إنَّها تشاهدني وقد أصبحتُ تمثالاً من الجليدِ قرب المدفأة, حينما أصعَدُ السلَّمَ تزولُ عنّي قُبُلاتُ البرد, الصَّمتُ يهمسُ ويضحكُ بينما أغوصُ إلى عنقي في سماء الموسيقى, الأرضُ المتوَّجَةُ بُخطى المطَرِ تُزيلُ الأخطاءَ في داخلي كي يَعُمَّ الضبابُ ما تبقَّى من شرفتي.
أصِلُ بأقدامٍ حافيَةٍ إلى قَعْرِ القَمَر, هَكذا لن يستيقظَ الأزَلُ وأنا أعبرُ الغابَةَ ذاتِ الصفات العديدة, أحمل شمعتي معي, تكادُ كوابيسي أن تتملَّكني, وأنا أكسرُ الحلوى بأسناني, لا أعرفُ متى سأنهَضُ ولكنني أعلَمُ بعيداً عنّي هناكَ نفقٌ ضيّقٌ ممتلئٌ بأجسادٍ نقيَّة, هناكَ صريرٌ داخلَ حُلُمي, لا وجودَ لمائدةٍ أمامَ الشاطئ, في النهايةِ أجلسُ شاردَاً في تعابيرِ الجملَةِ, يلمعُ شيءٌ ما فوق الأبد.
القدماء سعَوا بجهدٍ للعودةِ إلى الصِغَر, ها أنا أرى القديسة كأنَّها جناحُ طيرٍ, هبَطَ من النّعيمِ إلى نبع الذنوب, تنكمشُ بردَاً عند الولادة كي تعودَ فيما بعد, كجدولِ ماءٍ متدفِّق, فأعودُ إلى المنزلِ وأنا أحترقُ تهيّجَاً, إنَّ الطفل مكسوٌ بالغموض !! والرغباتُ التي كانت تُقْلِقُ الوقتَ التوَت, لا تحتملُ الأعين أقداماً عاريةً لأنثى, فأذهبُ بعيداً حينما أبكي, يَطرقُ الأسرى بأناملهم الغضَّةَ الباب فيزدادُ هذا الصّوتُ في الردهَةِ الخلفيَةِ للخَلاءْ.
حينما تخلّيتُ عن ثيابي وأنا أرتجفُ بردَاً في حَضرَةِ الثلج اندهشتُ حينما عَلِمتُ أنّني أجري مع الآخرينَ وأنا بينهم كأنَّما كنتُ ميَّتاً على قيد الحياة .
التعليقات مغلقة.