نصوص / زينة عازار/ بيروت
خاص بالنسخة الورقيَّة / العدد الرابع/
1
سوف يُكتَب كلامٌ هنا
في وقتٍ دائم التأخّر
ثم يَذوي مع كلَ نفَسٍ في العالم
مجرّد امّحاء لِما كان يجب أن يحدث
لكنّه لم يَحدث
لسببٍ واحد
كي لا يستقرّ دهراً ويتعفّن داخل قلبي
لم يحدث في الواقع أيّ شيء
سوى الوقوع في صمت هذا العالم المنظور
سوى أنّ ما كنتُه لم يسعَه كلامي
لن يُعطى هذا العالم اسماً لئلا يموت في اللحظة
القادمة …
يجب أن تكون الأشياء هكذا
مجهولة ..
كي تبقى جميلة وبعيدة عن المُتناوَل
2
هكذا
من دون حبّ ولا قسوة
خلف ملامح كل شيء
في وسط العالم
لا نهر ولا ضفّة
هناك تجاهُلُ ما يمكنه إيلامك
لا يمكنك أن تعود ولا يمكنك أن ترحل
تبقى عالقاً هناك
في الوسط
حيث لا شيء يؤلمك فعلاً
أكثر من هذا الموت ..
3
ثمَّة أوقات غير محتَسَبة
حين لا تحتاج الى أحد أو إلى شيء
كأنَّ زمناً أرادك أن تبقى هكذا، في عالم حفظته غيباً
زمنٌ انسحب عند مفترق ما في الداخل
من الاحتمالات، الرائعة كما الرهيبة
تتحسّس سماء عديمة المعنى
وحدك وبكاء ذاك الطفل كلّ ليلة تحت النافذة
لا يسمعه أحدٌ غيرك
زاعماً أنه لا يخصّك ولا يشبهك،
لا أحد هنا غيرك يجثو على ركبتيه
ترى شيئاً فشيئاً من أيّة كسرة تقع
ينهشك صوت التراب وسكون الحجرة
كلاهما يجوّفك
الصوت ليس موجّهاً إليك
هو ينظر إلى فراغ مستقبله وصودفَ أنك موجود هناك
الذي يرشح من هذه الحياة لا يحتاج لاسم،
ثمَّة أوقات نمضيها على الشرفة الخلفية
بزهور حول عنق ميت …
4
على بُعد خطوتين
في الليل الأصمّ
أنتهي
أجمعُ قلقي في الغرف الخالية
والرحيل الدائم
أنا التي تمضي دون نسيان
التعليقات مغلقة.