منطقة آمنة في شمال سوريا على غرار شمال العراق

60

عماد مجول

جولات ماراثونية لمؤتمرات عدة حول الأزمة السورية منذ بدايتها إلى اليوم والتي لم ترَ النور سوى أعداد تتزايد وأشخاص تتصارع للحضور وعواصم تستقبل تلك المؤتمرات.

وبعد ثمان سنوات عجاف من عمر الأزمة السورية لاحت في الأفق مصطلح المنطقة الآمنة في الشمال السوري هذه المرة بتوافق أمريكي سعودي و ترقُّب تركي طامح لموطئ قدم  له في المناطق الكردية بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني وادعاء تركيا بأنهم يهددون أمنهم القومي. 

فالولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي الذي يحارب الإرهاب في سوريا والداعم الرئيس لقوات سوريا الديمقراطية و التي بدورها تقود حملات التطهير ضد الإرهاب العالمي في سوريا والتي هزمت داعش في آخر قلاعها في الباغوز والتي فرضت سيطرتها على ثلي الجغرافية السورية _حيث تريد حماية حليفتها هذه _ ضمن شكل توافقي مع الدولة التركية.

وفي الجانب الآخر يعمل أردوغان الراعي للتنظيمات الإسلامية الراديكالية المتطرفة في سوريا والتي بدورها تقود العمليات العسكرية ضد النظام السوري والتي عملت على عسكرة الثورة السلمية وبعد الفشل الذريع لها في بسط سيطرته على المناطق التي انتزعتها من النظام والتي سرعان ما تنازلوا عنها برغبة من سيدهم أردوغان الذي باعهم بحسب مصالحه وتجميعهم في ريف إدلب وعفرين.

 أردوغان الذي استخدم الفصائل المتطرفة لأجنداته حوّل انظار واهتمام تلك الفصائل العسكرية وائتلافه المعارض إلى الخطر القادم من الشمال السوري ألا وهو الخطر الكردي تحت ذريعة الانفصال.

فبعد فشل ما تسمى بالمعارضة السورية على تصدير نفسها كجسم بديل للنظام السوري، وتباطؤ الدول الراعية للأزمة السورية للوصول إلى تفاهم فيما بينها على تقسيم الكعكة السورية  أو عدم رغبة هذه الدول لوجود حلول جذرية لتلك الصراعات أو الوصول إلى تسوية شاملة بشأنها.

تصدّر مصطلح المنطقة الآمنة عناوين الأخبار والمهتمين بالشأن السوري إثر إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سعيه لإنشائها في سوريا لعودة اللاجئين السوريين الفارين من العنف في بلادهم التي دمرتها سنوات من الحرب الأهلية. 

فمن أبرز الدول التي شهدت مناطق آمنة عقب الحروب هي دولة العراق إبان الانتهاء من تحرير الكويت وانتفاضة الأكراد عام 1991حيث أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات الأمريكية المتحدة إنشاء منطقة آمنة في شمال العراق على غرار مثيلاتها في العالم كالبوسنة والهرسك وسيرلانكا و.. غيرها.

وارتبط نجاح المنطقة الآمنة في شمال العراق بوجود قوات كردية احترافية وشبه نظامية آنذاك (قوات البيشمركة ) والتي أسهمت بشكل كبير في دحر القوات الحكومة العراقية آنذاك.

انطلاقا من أن الخبرات التاريخية لإقامة المناطق الآمنة مفادها أن ( المناطق الآمنة نادرا ما تكون آمنة ) وخصوصا كان أحد أطراف الصراع له الدور الرئيس في إدارة هذه المنطقة كما هو الحال في طلب أردوغان بإدارة المنطقة الآمنة في الشمال السوري ولكن طلبه هذا يلقى رفضا لدى قيادة قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة الأمريكية التي بدورها تريد منطقة آمنة إن صح التعبير على غرار المنطقة الآمنة في شمال العراق فمع وجود قوات احترافية منظمة دحرت أعتى التنظيمات الإرهابية عالميا وبوجود مؤسسات خدمية ضمن إدارة ذاتية تعطي التطمينات على نجاح المنطقة الآمنة في شمال وشرق سوريا.

التعليقات مغلقة.