المثقف الملتزم بقضيته/ المحامي: رضوان سيدو

28

 

 المثقف الملتزم بقضيته  450 ‫‬

 

 

 

 

 

 

 

 

خاص BUYERPRESS  النسخة الورقيَّة

إن حق النقد البناء الموضوعي الذي يمارسه المثقف له دور مميز في تصحيح المسار الخاطئ وتطور المجتمعات من ضمنها الحركات السياسية , وأن تقبل النقد واحترام الرأي الآخر حالة صحية وإيجابية في التقدم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي…, إلا أن تجاهل البعض وقيامهم بإلقاء الضوء على الجانب السلبي فقط لمسيرة الحركة الكردية وتشهيره وإغفال الجانب الإيجابي لنضالها يُعد إجحافاً بحقها متناسين – إن لم يكن متقصدين – ما قامت به الحركة السياسية الكردية في سوريا من دور وطني كردي مشرف في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي منذ تأسيسها عام 1957 وحتى يومنا هذا , فقد ناضلت للحفاظ على لغة وتراث الشعب الكردي ودافعت عن حقوقه القومية ووقفت – حسب الإمكانيات المتاحة لها – ضد المشاريع العنصرية التي استهدفت وجود هذا الشعب , ونتيجة ذلك النضال لم يسلم العديد من قادتها من بطش وجور الأنظمة المستبدة التي حكمت البلاد , ودفعوا ثمن مواقفهم المبدئية سنوات عديدة من حريتهم في المعتقلات والمنفردات ناهيك عن الإجراءات القاسية التي مورست وتمارس بحقهم والتي لم تنل من عزيمتهم وإيمانهم بقضيتهم , هذا بالإضافة إلى الدور المشهود لهم في توجيه وتربية أبناء الشعب الكردي على مبادئ الديمقراطية والنضال السلمي وقيم التسامح والعيش المشترك ونبذ العنف .

 

ومنذ اندلاع ثورة الحرية والكرامة في سوريا فقد تبنت سياسة موضوعية ابعدت المناطق الكردية عن الدمار والصراع العسكري المسلح – إلى حد ما – وذلك بتبنيها للثورة السلمية واعتبار نفسها جزءاً منها , وحاولت جاهدة تجنيب الكرد من الاقتتال الاخوي وتجريم وتحريم سفك دمائه , بالإضافة إلى دورها الفعال في اعتراف المعارضة بحقوق الشعب الكردي , وإن لم يكن وفق تطلعاته واستحقاقاته.

 

ومن جانب آخر وفي الوقت نفسه يؤخذ على الحركة الكردية تشرذمها وتجاوزها حدود التعدد الموضوعي والمنطقي للأحزاب السياسية وتأثير ذلك على معنويات أبناء الشعب الكردي وتراجع الاندفاع نحوها والخمول في العمل ضمن صفوفها وعدم ارتقائها إلى المستوى المطلوب .

 

هذا ولا يخفى على أحد الدور الوطني الذي لعبه المثقفون الكرد ومازال ودفعوا تضحيات جسيمة ثمن موقفهم ونضالهم ولكن ما يؤخذ على الحركة الكردية يؤخذ أيضاً على المثقف الملتزم بقضيته عندما لا يكون موضوعياً ومنصفاً في تقييمه لا بل انتقائياً في انتقاداته وتقييمه ويخضع إلى ما يسود من مناخات تناسبه .

 

ومن هنا يتطلب من المثقف أن يمارس حقه وواجبه في انتقاد الأداء والجانب السلبي للحركة السياسية وغيرها بموضوعية وبروح المسؤولية وينبهها على مواقفها وسياستها الخاطئة ويحاول تصحيحها بما يتوافق ومصلحة القضية ويوجهها نحو المواقف الوطنية والقومية الصائبة ويحذو حذو الكاتب والمفكر المصري الوطني  توفيق الحكيم / عندما كان يرى ان من واجبه أن ينبه جمال عبد الناصر الرئيس المصري الراحل / عبر كتاباته , السلطان الحائر , بنك القلق , على اتخاذ المواقف القومية ويشجعه عليها وأيضاً كان يخشى عليه من الشطط أو الجور دون أن يأبه بأخذ الطرف الآخر بآرائه أو لم يؤخذ بها .

 

التعليقات مغلقة.