زيوريخ فاكهة المنكوبين
-1-
قرب طاحونة عتيقة
تحت شجرة الكرز
على ضفاف النهر
في حضن الجبل
ثمة مراهقان
يكتشفان مذاق النبيذ
-2-
هواء هنا
ليس مرسالاً محملاً
بالغبار والحشرات
أنما هو معطفٌ شفاف
من حبات المطر
-3-
ما يحدث في الخارج
ليس معركة من اجل
الانتصار أو الهزيمة
أنما صوت الهواء فقط
يثبت على نقاء السماء
وبراءة الغبار من الجريمة
-4-
عشرة صبيان
على جسرا ما في زيوريخ
جميعهم يجيدون السباحة
وركوب الخيل
والوقف في وجه الظالم
-5-
كبدوي تفوح منه رائحة التبغ
سأنصب خيمتي في ظلال ركبتيكِ
لأتسلق في المساء جماجم رغبتي
حيث دفنت ذات يوم قبيلة من قبلات
-6-
بقرب شجرة مبتورة من جذور الليل،
فريسة الشوق تكشف عن نفسها
المريضة وسط الظلام،
وها تعلن عن ذاتها المبقعة بزيت الرغبة
وأسرارها المجهولة بقسوة وعنف
وعلى عتبات الفجر تلمع جثتها
تحت قوام الوقت كمدية لفارس هارب
من الحرب عند منتصف الضوء،
تظهر رغبتي على هيئة ثعبان ضخم مستوحش
عيوني فريسة لأحلام مجانية وأناملي المتخشبة ترسم أسماكاً،
بيوتاً وفاكهةً للمنكوبين تحت ضوء شمعدانات حجرية،
دمي الأحمر القاني ذئب مباح، للسهر القاتل والأرق الصامت،
في استحضار جسد الماء الممدد كحبات قمح معتق على الانتظار قرب المدفأة
هبوط يُسكنني كل حالات الهطول التي عاشتها البشرية على مر اليابسة والماء
ومن عين الانتظار يراوغني صقر جامح في اقتلاع عيني الثالثة ورميها كحبة عنب،
وبين زفير وشهيق يجتاحني شوق صلد وظالم كجلاد لا يعرف الرحمة شوقي
إلى طريقة تأنيقكِ للكلمة عن الحب عند البدو والغجر.
***
نشرت هذه المادة في العدد /80/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/7/2018
التعليقات مغلقة.