«داعش» ينسحب من جنوب كركوك.. والجيش يهاجم تكريت

22

09_03_06_22_

 

 

 

 

 

 

كثفت قوات الجيش العراقي هجومها المضاد على تنظيم «داعش» مدعومة بالضربات الجوية الأميركية، واستعادت السيطرة على كامل الطريق بين بغداد ومدينة كركوك المقطوع منذ نحو ثلاثة أشهر.

 

وتمكنت القوات العراقية بمساندة سرايا الحشد الشعبي وميليشات شيعية من فك الحصار المفروض على بلدة آمرلي التركمانية الشيعية التي كان يحاصرها «داعش» وقطع عنها الماء والغذاء والكهرباء. وإلى جانب التقدم الذي حققته القوات العراقية في هذه المناطق، رافقها انسحابات من قبل «داعش» من عدد من المناطق جنوب كركوك. وقال هادي العامري، المشرف العام على أمن ديالى وقائد قوات بدر التي شاركت في تحرير آمرلي، إن «طائرات المراقبة رصدت انسحابات (داعش) بمعدل 17 مركبة كل ثلاث دقائق باتجاه جبال حمرين».

 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن العامري، الذي قام بزيارة كركوك قادما من آمرلي، أن «الطريق أصبح مؤمنا بين بغداد وكركوك وأنا جئت من هناك»، مشيرا إلى أن «أنجانه وسرحة مرورا بآمرلي وسليمان بيك والطوز وصولا إلى كركوك هي مناطق آمنة وهي هدية متواضعة نقدمها لأهل كركوك».

وأشار «نحن عاقدون العزم على تحرير كل الأرض العراقية لأن العراق لا يحتمل جرائم (داعش)».

 

والعامري وزير النقل الحالي وزعيم منظمة بدر وكان له دور كبير في تحرير المناطق الواقعة في شمال ديالى. ورفع الجهد الهندسي العراقي 160 عبوة ناسفة زرعت على الطريق المؤدي إلى بلدة آمرلي، فيما لا يزال العمل جاريا على تطهير باقي الطرق.

 

وقال العامري إنه اتفق مع محافظ كركوك على تطهير جميع المناطق التي يحتلها «داعش» في غرب كركوك والتي باتت المعقل الرئيس له بعد أن فقد السيطرة على سليمان بيك التي كانت مركز العمليات في وسط العراق. وأضاف العامري بهذا الصدد «كنا في نفق مظلم لكننا وصلنا لنهايته فالإرهاب بدأ ينهزم والنصر سيتحقق قريبا بالعمل المشترك والتنسيق العالي بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية».

 

وفي آمرلي بدأت السلطات العراقية بتوزيع المساعدات على الأهالي. وقالت أم أحمد التي فقدت زوجها وطفلها البالغ 10 سنوات قبل ثلاثة أسابيع، «استشهد زوجي وابني إثر سقوط هاون على رأسهم، نشكر الله على أي حال. عانينا كثيرا. لا يهم ماذا نأكل لكن كنا ننتظر أن تنتهي المعاناة».

 

وتضيف هذه المرأة التي تبقى لها ثلاث بنات أكبرهن عمرها ثمانية أعوام، «الحكومة تأخرت علينا كثيرا. لم يتبق لنا لا غذاء ولا مياه نشربها والأطفال الصغار وكبار السن كانوا يموتون بسبب المياه المالحة والجوع». وأضافت «حاول (داعش) أن يدخلوا علينا عشرات المرات وكنا نجاهد للدفاع عن شرفنا ودافعنا. جميع العشائر توحدت مع الشرطة والجيش ووقفوا وقفة واحدة ولم نسمح لهم بالدخول على الرغم من أنهم حاولوا خداعنا».

 

بدوره، أفاد مسؤول الأمن الكردي بقضاء داقوق في محافظة كركوك أن «داعش» بدأ فجر أمس بسحب مسلحيه من عدة قرى تابعة للقضاء جنوبي المحافظة. وأوضح المقدم بولا عبد الله أن تنظيم «داعش» بدأ بسحب مسلحيه بشكل تدريجي من قرى العطشانة والعزيرية والبو نجم وطويلعة التابعة لقضاء داقوق جنوبي كركوك وتوجهوا صوب جبال حمرين. وأضاف أن «التنظيم لا يزال ينشر عددا من مسلحيه في نقاط تفتيش على الطرق الرئيسة الواقعة في الجهة الثانية من مشروع ماء كركوك الموحد».

من ناحية ثانية، رجح مسؤول أمني عراقي سابق رفيع المستوى نجاح خطة استعادة مدينة تكريت من تنظيم داعش الذي سيطر عليها في 11 يونيو (حزيران) الماضي بعد ساعات من احتلاله الموصل، ثاني كبرى مدن ومحافظات العراق.

وكان الجيش العراقي بدأ أمس، مدعوما بأفواج الحشد الشعبي، عملية تحرير تكريت ومحاولة الدخول إليها من 3 محاور.

وقال المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية العراقية، اللواء عبد الكريم خلف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «عملية فك الحصار عن آمرلي وطرد (داعش) من القرى المحيطة بها، وتطهير تلك المناطق من الحواضن والخلايا النائمة، سيمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في تلك المناطق؛ لأنها مترابطة مع بعضها. يضاف إلى ذلك أن القوات العراقية والمتطوعين تخطوا مرحلة التأثر النفسي بما حصل وتردي المعنويات، وفي مقابل ذلك جرت عمليات تدريب جيدة أدت إلى تعزيز قدراتهم»، مضيفا أن «العمليات السابقة التي حصلت في تكريت وفشلت في اقتحامها تعود أولا إلى ضعف القدرات القتالية وزرع العبوات الناسفة داخل المدينة، ووجود فضاء مفتوح أمام (داعش)، بينما الآن تكريت محاصرة، وهو ما يسهل من مهمة القوات التي قد تواجه مقاومة شديدة، إلا أن قطع طرق الإمدادات لـ(داعش) سيكون عاملا هاما في نجاح العملية، وهو ما سيؤثر إيجابيا على العملية المرتقبة في الموصل».

وبالتزامن مع عملية تكريت فقد تم الإعلان في المحافظة عن تشكيل لواء عسكري من أهالي تكريت لمحاربة «داعش».

وفي هذا السياق، أكد محافظ صلاح الدين السابق وعضو البرلمان العراقي أحمد عبد الله الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا اللواء تم تشكيله منذ نحو شهر، وهو يضم في غالبيته عناصر الشرطة المحلية الذين كانوا انسحبوا بعد دخول (داعش)، وقسم كبير منهم خرج إلى منطقة كردستان».

عن الحياة

التعليقات مغلقة.