عفرين والاحتلال التركي

51

يحاول كل محتل تجميل صورته، ونقل انطباع جيد عن تعامله مع سكان المنطقة التي احتلها، إلا أن عملية تجميل ذلك لن تنطلي على جميع الناس، ولن يتم تصديقها من قبلهم، وستصاب تلك العملية بالفشل الذريع، رغم المحاولات والكتابات التي يكتبها الكتاب والصحفيون المحسوبون على سلطة الاحتلال والذين يدورون في فلكها، حيث يكتبون وينقلون صورة الواقع وما يجري فيه وفق رغبة تلك السلطات، لا وفق ما هو حقيقي وممارس على الأرض، فما يذكرونه في كتاباتهم وتقاريرهم يتعارض كليا” مع ما يجري في المنطقة التي ترزح تحت سلطة الاحتلال .

إن عملية تجميل تعامل سلطات الاحتلال مارستها منذ القدم السلطات التي كانت تحكم باسم الدين أيضا” في فرنسا صدر قرار في شباط 2005 ونص على أن تؤكد كتب ومقررات التاريخ في المدارس الثانوية على العوامل الإيجابية لمرحلة الاستعمار الفرنسي، وفي عفرين التي احتلها الأتراك لا يشذ الوضع عن القاعدة، ففي عفرين يتم نهب بيوت الناس، وسرقة أغراضهم وسلبها، والاستيلاء على وسائط نقلهم ، واغتيالهم ، حتى الدجاجات لم تسلم من النهب، بحجة حماية الأمن القومي التركي والتي تتذرع بها تركيا منذ سنوات.

 في عفرين يتم السطو على محلات المواطنين ونهب ما بداخلها، تحت حجج وذرائع واهية لا أساس لها من الصحة، سواء كانت تلك الحجج سياسية أو دينية، ومن تلك الحجج وقوف الذين يتم نهب ممتلكاتهم وسلبها مع حزب الاتحاد الديمقراطي، أو لكونهم ملاحدة كفرة.

السلب، السرقة، النهب، الاختطاف، الاعتقال، الابتزاز، التعذيب، والقتل الذي يمارسه الجيش التركي والفصائل التابعة له هو أمر طبيعي، فمن ينكر وجودك ولا يعترف بك وبكيانك، من الطبيعي أن يمارس ضدك كل ما سبق، ويسلب منك كل ما تملك، فلو كان يتحكم بعوامل الطبيعة لمنع عنك ضوء الشمس، واستنشاق الهواء، ولحرمك من أبسط حقوقك .

في عفرين يتم إسكان مجموعات بشرية هاربة من جحيم الحرب بدل أهالي عفرين، يتم إسكان أناس تم طردهم وترحيلهم وتهجيرهم من مكان سكناهم بدل أناس هجروا من مكان سكناهم، وهذه العملية هي إحدى المفارقات الكثيرة التي تشهدها سورية خلال سبع سنوات عجاف مرت.

في عفرين لا يحتاج الأمر إلى كثير من العناء حتى يعرف المرء ما يجري، ففي عفرين هناك سلطة محتلة (و مختلة إنسانيا” ) تمارس كل ما هو مخالف للشرائع السماوية وللقوانين الدولية و للمبادئ الإنسانية.

التعليقات مغلقة.