إلهام أحمد:الرقة ستكون لأهلها، لا تسليم ولا استلام ولا تنازل.. نطالب بسوريا فدراليّة
الرقة ستكون لأهلها، لا تسليم ولا استلام ولا تنازل. نطالب بسوريا فدراليّة، وهذا ما نريد التفاوض عليه مع النظام
– مجلس الرقة المدني له مكانة في دول الغرب وحضر مؤتمر إعادة إعمار الرقة في روما.
– داعش كان يريد أن يجعل من الرقة عاصمة الدولة الإسلامية ليحكم الشرق الأوسط والعالم، لكنّه انهار على يد قواتنا.
– تحرير الرقة غيّر الموازين الإقليميّة والدّوليّة، وسيكون له دور أساسي في تحديد العمليّة السياسيّة في سوريا.
– بقدر الإمكان نحاول ألا يحدُث تصادمات بيننا وبين النظام، لكن إنْ أصرّ وهاجم سيكون الدفاع هو الموقف الأساسي بالنسبة لنا.
– المسؤول الروسي الذي زار مناطقنا لم يكن نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف، الروس ناقشوا معنا مشروع الفيدراليّة.
– لو أراد النظام أن ينقُذ نفسه من الأزمة الموجودة؛ عليه البدء بالحل السياسيّ والقبول بشكل الإدارات الموجودة حاليّا.
وحدات حماية المرأة- (YPJ) رفعت صورة القائد أوجلان في الرقة للكشف عن وضعه الصحيّ، وعربوناً من المرأة للحرية التي منحها لها القائد أوجلان.
– بدايةً، نود أن نتحدث عن الحدث الأبرز عالميّا وهو تحرير الرقة، ماهي أبرز الدول التي تواصلت معكم بشأن التحرير؟
طبعاً، من القوى أو الدول التي تتواصل معنا بما يَخصُّ عملية التحرير على رأسها الولايات المتحدة الامريكيّة، الحكومات الأخرى المشاركة ضمن قوات التحالف وهي فرنسا، انكلترا والروس أيضاً لهم دور أساس في المسألة السوريّة، فهذه الدول كنّا دائماً على تواصل معهم وحتى الآن يوجد تواصل وحوارات بما يخصّ الحلّ السياسيّ أو ما بعد الرقة ماذا يُمكن أن يَحدُث.
– حسناً، عملية التحرير تمّت، ماهي الخطوات ما بعد عملية تحرير الرقة؟
لا أدري إنْ كنت تسأل عن الجانب العسكري، الجانب العسكري واضح، قبل أيام تمّ الإعلان عن تحرير أو فرض السيطرة على حقل العمر البتروليّ وستستمر الحملة إلى أنْ تصل إلى الحدود.
– أقصد بعد التحرير كيف ستُدار الرقة، الآن؟
للرقة مجلس مدني، استلم الريف بعدما تمّ تحريرها من التنظيم و مارسوا هناك نشاط مدني وتمّ تقديم الخدمات للأهالي في تلك المناطق الخاصة بالريف، وما بعد التحرير ستبدأ عملية توسيع المجلس وإعادة هيكلته من جديد، وستُدار المدينة من قِبل المجلس المحلي للرقة.
– أهم المبادرات السياسيّة التي تمّت طرحها عليكم قبيل بدء عملية تحرير الرقة أو أثناء عملية التحرير؟ هل كانت مبادرات طُرحت عليكم من قِبل الدول المؤثرة في الشأن السّوري؟
المبادرات، نعم عُقد اجتماع في روما؛ حضره المجلس المحليّ للرقة وكان بهدف كيفية دعم هذا المجلس في عميلة إعادة الإعمار، واستمرت اللقاءات لثلاثة أيام متواصلة، الوفد كان في روما إلى الآن يوجد التواصل، وهناك جهود فيما يخصّ عمليّة إعادة إعمار المدينة، والمبادرات كانت ضمن إطار كيف يُمكِن دعم أهالي الرقة وكيف يمكن أن تأتي المؤسسات الحكوميّة الدّاعمة في عملية إعادة الإعمار.
– ما هي قرارات ذلك المؤتمر؟
كان أول لقاءٍ بين مجلس الرقة والدول الأوروبيّة ومنها دول عربيّة، والحوار كان ضمن إطار كيفيّة الدّعم وهذا المجلس هل ممكن أن يتم دعمه أم لا، فالانطباعات كانت بشكل عام إيجابيّة -على ما أعتقد- وتمّ الإقرار على التّواصل، وأن تناقش كلّ حكومة مع بعضها البعض حول كيفية استمرار التّواصل وتقديم الدّعم لمدينة الرقة، وسننظر في الأيام المقبلة ماذا سيحدُث.
– من هي الدول العربيّة التي شاركت في مؤتمر إعادة إعمار الرقة؟
أعتقد، الإمارات كانت إحدى الدّول والسّعوديّة.
– سياسيّاً، ما الدور الذي لعبه مجلس سوريا الديمقراطيّة؟
مجلس سوريا الديمقراطيّة طرح مشروعا لإخراج سوريّا من الأزمة، وإنهاء الأزمة بشكل كامل. ما نعلمه أنّ سبب استمراريّة الأزمة حتى الآن هو عدم وجود مشروع واضح بما يخصّ مستقبل سوريا، المعارضة لم تكن لديها مشروع.
– أقصد معركة الرقة، ما الدور السياسيّ الذي لعبه مجلس سوريا الديمقراطية؟
الرقة كانت عاصمةً مزعومة للتنظيم وتمّ البناء عليها من قِبلهم بأن تتحول إلى مدينة الدولة الإسلاميّة لتحكم الشّرق الأوسط والعالم، لكن هذه العاصمة انهارت وانهزم التنظيم على يد قواتنا، والتعويل كان عليها كثيرا من قِبل العديد من القوى والأطراف، لكن مع القضاء على التنظيم في عاصمته، سيكون له خطوات سياسيّة حيث أنّ الجميع يعلم بأنّ القضاء على التنظيم في العاصمة هذا يعني أنّ الأزمة تقترب من الانتهاء، لن أقول أنّ ذلك سيكون خلال أشهر، إنّما قد يستمرّ لعام أو عامين أو ثلاثٍ. ومن ثم تبدأ العمليّة السياسيّة، انطلاقتها ستكون من الرقة، باعتبار أنّ الرقة لها دور أساس في إنهاء التنظيم وإنهاء مرحلة، وهي التي غيّرت الموازين الإقليميّة والدّوليّة، وستكون لها دور أساسي في تحديد ووجهة العمليّة السياسيّة.
النظام أيضاً، كان يعوِّل على الرقة لذلك عندما تم تحرير الطبقة من قِبل قواتنا، هو وجّه الرفض وأبدى موقفا سلبيّاً من عمليّة التحرير هذه ومن الرقة أيضاً وله حسابات حتى الآن بما يخص الرقة، لكن المناطق التي تمّ تحريرها من قِبل قوات سوريا الديمقراطيّة ستبقى تحت سيطرة أهاليها وستبقى تحت حماية هذه القوات.
– حسب، بعض التقارير الصّحفيّة أنّ دول كثيرة اعترفت وتساند مجلس الرقة المدنيّ، ما صحّة هذه التقارير؟
الولايات المتحدة الأمريكية صرحت بشكل صريح بأنّها ستدعم، الوزارة الخارجيّة أيضاً أدلت بتصريحٍ في الأيام الأخيرة بأنّها ستستمر بدعم المدينة، وأعتقد أنّ تصريح ترامب كان يتضمن هذا الإطار؛ بأنّهم سيبدؤون بتواصل دبلوماسيٍّ كي يتحقق الاستقرار ويتمّ الحفاظ على الاستقرار الموجود. أيضاً، فرنسا، هولندا ودول أخرى مشاركة.
لكننا لا نعوّل على دعمٍ قد يأتي من الخارج، كوباني كانت نموذجاً تم تدميرها بالكامل، لكنها حاليا مدينة تنبع بالحياة، الرقة أيضاً ستعتمد على جهودها الذاتيّة، لكنها ستحاول أن تحصُل على دعم من الدّول الخارجيّة.
– أهم الإشكاليات السياسيّة التي واجهتكم في مجلس سوريا الديمقراطيّة أثناء تحرير مدينة الرقة، وكيف كنتم تتابعون الأمر؟
طبعاً، يوجد صراع على مدينة الرقة، مثلاً العديد من القوى والمجموعات كالائتلاف وغيره من الذهنيّات الشّوفينيّة ؛ واجهت المسالة وكأنّها مسألة احتلال للرقة، مجرد ما يتم ذكر أنّ الكرد موجودون ضمن قوات معيّنة وهم الذين يديرون المعركة، يتم أخذ الموضوع وكأنّه موضوع احتلال.
لكن من الناحية السياسيّة لا توجد مشاكل كبيرة، باعتبار أنّ مجلس سوريا الديمقراطيّة هو الذي ساعد الأهالي بتشكيل المجلس المدنيّ للرقة ويدعمه، وقدمنا إلى الآن دعماً كبيراً من الناحية الخدميّة، التّجربة في الإدارة وجانب من المسائل الأخرى قدمناها ولا نزال وسنستمر في هذا الدّعم إلى أن يكون هذا المجلس قادراً على إدارة نفسه بنفسه.
– كما هو معلوم، “قسد” تتبع لمجلس سوريا الديمقراطيّة، والمجلس المدني للرقة أيضاً يتبع لكم، كيف كانت تتعامل معكم الدول المتواجدة ضمن التحالف الدّولي سياسيّا؟
توجد لقاءات مستمرة، وموضوع الحلّ السياسيّ ينتظُر النّضوج، باعتبار أنّ هنالك دول مثل تركيّا تضع التعامل مع هذا المجلس ضمن الخطوط الحمراء وتحاول الضغط على الحلفاء، كي لا يتواصلوا معنا أو حتى يتم إشراكنا في الحلّ. لكن ما نراه اليوم أنّ العلاقة بين تركيا والحكومة الامريكيّة ساءت لدرجة معيّنة، لكن لا نعوّل على هكذا أمور.
المسألة الأساسيّة أنّ مجلس سوريا الديمقراطيّة يعتمد على ذاته ويحاول التواصل مع كل القوى الموجودة ضمن إطار أنّ هذه القوى يجب أن تدعم الحلّ في سوريا، و تدعم موضوع إنهاء الأزمة. والمشروع الذي نطرحه نناقشه مع كلّ القوى الموجودة، وعلى هذا الأساس أعتقد بأنّ مسألة التعامل من الناحية السياسيّة والاعتراف تأتي في مراحل مُقبلة، حتى الآن لا ندري ماذا سيحدث في سوريا، هل ستستمر الحرب أم أنْ الرقة ستكون نقطة النهاية- هذا غير معلوم- لكنها ستكون نقطة البداية لحلّ سياسيّ قد يأتي في سنوات مُقبِلة لكن هذا لا يعني بأنّها نقطة نهاية الحرب، لذا الحلّ السياسيّ سيأخذ زمناً معيّناً.
– تقارير كثيرة تتحدث عن دعم مالي كبير من دول التحالف بشأن مدينة الرقة، من سيتسلم تلك الأموال والمساعدات وما هي تقديرات تكلفة إعمار الرقة؟ هل لديكم معلومات حول ذلك؟
طبعاً، عمليّة إعادة الإعمار تحدث عن طريق مؤسسات ولجنة ماليّة مُكلَّفة بأن تستلم وتصرُف، وسيكون المخاطب الأساسي في هذه العمليّة هو مجلس سوريا الديمقراطية والمجلس المحلّي للرقة.
– معتقلي تنظيم داعش، كيف تمّ تسليمهم إلى دولهم، سيّما أنّ تقارير عدّة تحدّثت عن وصول مسؤولين كبار من دولٍ عدّة لاستلام مواطنيهم الذين كانوا قد انضموا إلى التنظيم؟
هكذا مواضيع الجهات المعنيّة هي المسؤولة عن عقد اتفاقيّات أو التسليم بعد المحاكمات، الدواعش المعتقلون لدى قوات سوريا الديمقراطيّة و لدى الآساييش، المحاكم عسكريّة ستُحاكم أو محاكم مكافحة الإرهاب ضمن اتهامات وجرائم مكافحة الإرهاب يتم الحكم عليهم، وهذه مسائل داخليّة ما بين هذه الجهات المعنيّة.
– في اللحظات الأولى من عملية التحرير قامت قوات YPJ بالإعلان عن تحرير المدينة، وما لفت الأنظار هو رفع صورة زعيم العمال الكردستاني السيد “عبدالله أوجلان”، وتلك الخطوة التي أثارت حفيظة أردوغان، ماذا قصدتم من وراء ذلك؟
لم تكن عملية إحراجٍ؛ باعتبار وضع القائد عبدالله أوجلان في ظروف الأسر سيّما في الأيام الأخيرة ونُشرت أخبار عن تدهور حالته الصّحيّة ووحدات حماية المرأة لها جانب معنوي في الارتباط بالفكر والفلسفة الذي يمثُّلها بالشخص القائد عبدالله أوجلان وإطار الحرية الذي قدّمها للنساء بشكل خاص له جانب معنويّ لدى نساء بشكل عام، وليس لدى وحدات حماية المرأة فقط، لذلك أعتقد بأنّ هذه الوحدات أرادت الإشارة إلى أنْ هذا الفكر لا يجب أن يكون أسيراً ضمن السّجون إنّما يجب أن يكون حرّاً طليقاً، هذه كانت الرسالة.
– ماهي قراءتكم لزيارة وزير الدولة السعوديّة إلى الرقة ومجلسها المدنيّ؟ هل التقيتم به، وبرأيك هل استدارت السعودية إلى الجانب الأمريكي بدلاً من التركي؟
العلاقة بين الأمريكان والسعوديّة، نعلم بأنّها علاقات جيدة ليست منذ فترة إنّما تاريخيّا، تلك الزيارة كانت عبارة عن زيارة استطلاعيّة يُراد منها الكشف عن مدى الخراب الذي أصاب المنطقة بشكلٍ عام، وإلى أيّ درجة بإمكانهم أن يشاركهم في إعادة عملية الإعمار، لكن من الناحيّة السياسيّة بالطبع ستكون لها تداعيّات.
هل التقيتم به؟
لم أكن موجودة في تلك الفترة، لكن قيادات من مجلس سوريا الديمقراطيّة التقت به.
– في موضوع الرقة، هناك تسريبات تتحدث عن المساومة على الرقة مقابل الفيدراليّة، النظام يقول بأنّه سيستلم الرقة والمعارضة أيضاً تطالب بتسليمها لهم، لمن ستكون الرقة؟
الرقة ستكون لأهلها، وموضوع الفدراليّة هو موضوع جدّي نطرحه ونطالب بسوريا فدراليّة وليس بشمال سوريا فقط، إنّما يجب أن تكون سوريا بالكامل نظام فدرالي لامركزي، وهذا ما نريد التفاوض عليه مع النظام. والرقة ستبقى لأهلها وهم من سيقررون المصير.
– لن تتنازلوا عن الرقة؟
لا تسليم ولا استلام ولا تنازل.
– ما بعد الرقة، ديرالزور كيف تجري الأمور بشأن التحرير، لو نتحدث عن شرق الفرات وغربه، كيف سيتم الاتفاق على ذلك بينكم وبين النّظام، وهل التحالف الدوليّ سيوافق على هذه الآليّة؟
دير الزور له الدور في تحرير تلك المناطق، النظام حاول الوصول إلى حدود معيّنة من جغرافية ديرالزور، لكن قواتنا حررت مساحات واسعة من ريف دير الزور وستحاول الوصول إلى الحدود العراقية السورية.
النظام قبل أن يفكّر بالسيطرة على الأراضي السوريّة عليه أن يفكر بالعمليّة السياسيّة كيف تحدُث، وما بينهم وبين الحكومة الأمريكيّة توجد إرادة سياسيّة في هذه المنطقة، فمجلس ديرالزور تشكّل ونعطي اعتباراً كبيراً لقرار أهاليه، وهذا المجلس سيكون مسؤولاً عن هذه المناطق ومن دونهم لا يُمكن الإقرار بأيّ شيء لأنّهم أدرى بمصلحتهم وأدرى بمستقبل مدينة ديرالزور.
– ألا تخشون المواجهة مع النظام بشأن ديرالزور؟
طبعاً، توجد احتمالات، لكن المقاومة ستكون الترجيح الأساسي لنا، بقدر الإمكان نحاول ألا تحدُث تصادمات، ولكن إنْ أصرّ وهاجم سيكون الدفاع هو موقف الأساسي بالنسبة لنا.
– المشروع الفيدرالي، أين وصل ملف الفدرالية؟
الفدراليّة حاليا في طور التطبيق، تمّ الانتهاء من انتخابات الرئاسة المشتركة للكومينات ومن ثم المرحلة الأخرى سيتم البدء بانتخاب إدارة مجالس المدينة والمقاطعة والبلدات، ومن بعدها سيتم البدء بالمرحلة الثالثة من الانتخابات.
أمّا سياسيّاً والتعامل مع هذا الملف مع القوى الخارجية ومع النظام؛ توجد حوارات حاليا الروس كانوا هنا- ممثلون من الحكومة الروسية- وتم النّقاش حول كيفيّة تقديم حل مناسب ومناقشة نظام الفدراليّة، أعتقد أنّ الروس ليسوا ضدّ الفدراليّة وهم صرّحوا بذلك عدّة مرات، لكن جوهر وهيكليّة الفدراليّة التي هم يطلبونها لاتشبه هيكلية الفدراليّة هنا.
– النظام يحاول التفاوض معكم بشأن الإدارة الذّاتيّة، هل ستقبلون بما سيطرحه النّظام وتتنازلون عن المشروع الفدرالي كحل وسط؟
الإدارة الذّاتيّة تُعتبَر خطوة للتوجه نحو الفدراليّة، سقف مشروعنا هو الفدراليّة وسنصرُّ على الفدراليّة مع النظام، وسيكون الحوار بهدف التحاور على الفدراليّة، والفدراليّة هي الأساس بالنسبة لنا.
– تناولت تقارير قدوم نائب وزير الخارجيّة الروسي إلى مدينة عامودا، هل حدثت هذه الزيارة؟
حدثت الزيارة لكنها لم تكن بمستوى الذي تم الترويج له.
– ألم يكن بوغدانوف نفسه؟
لا لم يكن بوغدانوف كان مسؤولاً آخر، ولن أكشف عن اسمه.
– أهم المواضيع التي ناقشتموها مع المسؤول الروسي؟
النقاش دار حول نظام الفدراليّة، كيف ممكن أن يُطبَّق في سوريا، ما هو النموذج وكيف ستكون الهيكليّة، وعلى أيّ بنود يمكن أن نتفق، كي يناقشوها أيضاً مع النظام السوري.
– في الشأن ذاته الروس يطرحون مؤتمر وطني سوري في حميميم، ستحضرون المؤتمر؟
حسبَ المستجدات والتطورات.
– لو حضرتم، ما هي مطالبكم ومشاريعكم؟
المطاليب، مسألة الفدراليّة ستكون هي الأساس مناقشتها وطرحها في المؤتمر. باعتبار هم يسمّونه مؤتمر الشّعوب، فهذا يعني أنّ الشّعوب ماذا تطلُب، وستكون هي الحقوق السياسيّة الثقافيّة الاجتماعيّة ونظام لامركزي يضمن حقوق هذه الشّعوب، ستكون هذه المطاليب الأساسية التي ستُطرَح ضمن هكذا مؤتمر.
– أنتم مطلعون على فحوى هذا المؤتمر، هل لديكم معلومات بشأن ذلك؟
ليس بالتفاصيل، لكن لا ندري النتائج التي قد تصدُر من هكذا مؤتمر باعتبار أنّه سيحضره عدد كبير.
– من الأطراف الكرديّة أنتم ستحضرون، هل لديك معلومات عن الأطراف الكردية الأخرى؟
لا أدري، لكن إنْ تم الحضور لا يكون كوفد كردي إنّما سيكون وفد باسم الفدراليّة.
– برأيك، هل الأمور باتت أفضل أمنيّا وسياسيّا وبات بإمكانكم العمل ضمن ظروف أفضل من السابق، هل تتوقّعون اعترافا سياسيّا من النظام مثلا أو من الدّول الإقليميّة أو الغربيّة؟
حسب المستجدات، أعتقد إنّ الحلّ السياسيّ من الضروري البدء به، والنظام إنْ أراد أن ينقُذ نفسه من الأزمة الموجودة عليه البدء بالحل السياسيّ والقبول بشكل الإدارات الموجودة حاليّا؛ لأنّه لا يوجد حلّ آخر حاليّا خارج إطار ما هو موجود، ولابدّ أن يتم الاعتراف به، غير ذلك إمّا ستنتج حرب أخرى – لا أدري إنْ كان النظام جاهز اًو قادراً على إدارة حرب لمراحل أخرى- أو أنّه سيقبل بالحل الموجود.
– قوات سوريا الديمقراطية، مجلس سوريا الديمقراطيّة أين ستصل في سوريا؟
من الناحية العسكريّة ندافع عن أنفسنا والمناطق التي يتم القتال فيها حاليّا هي ضمن إطار الدّفاع الذّاتي، وحالة الدفاع الذاتي ستكون مستمرة في المناطق التي نتواجد فيها وفي المناطق التي قد نتعرض للتهديد، سندافع عن أنفسنا.
من الناحية السياسيّة سنطالب ونسعى لتحقيق مشروع الفدراليّة على كامل الأراضي السوريّة باعتبار أنّ المجلس لا يخصّ شمال سوريا فقط، إنّما يخصّ كامل سوريا، لدينا أعضاء في دمشق ولنا أعضاء في الساحل وحمص ومناطق أخرى، ونهتم بكامل المدن والجغرافيّا السوريّة ونسعى لتطبيق هذا المشروع السياسيّ على كامل الأراضي السوريّة.
– عفرين المدينة الكردية، هل ما زال توصيل عفرين بالكانتونات الأخرى صعب التحقيق، برأيك؟
هكذا أهداف أحيانا تتحقق بالحوار وأحيانا بالدفاع، لا أدري المستجدات إلى أين ستتجه، لكن القوات التركيّة دخلت إلى إدلب حاليّا، وهي تنتظر كيف ممكن أن تحاصر وتبدأ بالهجوم على عفرين، أعتقد أن هكذا محاولة ستفتح الباب أمام محاولات من قِبلنا للبدء بعمليّة أخرى.
– هل حاورتم حلفائكم في قوات التحالف حول مدينة عفرين؟
الحوارات دائمة ومستمّرة، لكن باعتبار أنّ تلك المناطق تقع ضمن إطار النفوذ الروسي، لذا على الأغلب حواراتنا ستكون مع الروس بما يخصّ عفرين. وتوصيل عفرين بالكانتونات هو ضمن الهدف، لكن كما قلت ليس شرط التوصيل أن يكون عن طريق القتال إنّما بالحوار ممكن أن يحدث.
وضمن إطار الفدراليّة توجد مناطق أخرى، فشمال سوريا يشمل جرابلس والباب والمناطق الأخرى وأهالي تلك المناطق عندما تتخذ القرار بأنّها ستكون ضمن إطار الفدراليّة؛ هذا يعني بأنّ هذه المناطق ستكون بشكل تسلسلي ضمن إطار نظام فدراليّ و على شكل إدارات ذاتيّة وكانتونات.
– كيف تابعتم ما حصل في إقليم كردستان العراق، وما هو تحليلكم لما جرى؟
حقيقةً، هو وضع مأساوي ومزعج لحدٍّ كبير، باعتبار أنّ عمليّة الاستفتاء كانت من المُتطلّب بأن تأتي بنتائج إيجابيّة، لكن القيام بعمليّة الاستفتاء في فترة زمنيّة هكذا وبتوقيت ليس مناسباً وحتى فكرة إنشاء دولة على أساس قوميّ في هكذا مرحلة، مشكلة بحدّ ذاتها.
نحن نرى نموذج الدول القوميّة بات في الزوال، فسوريا هي نموذج دولة قوميّة، إيران هي نموذج دولة قوميّة ومذهبيّة، وتركيا هي نموذج دولة قوميّة لكن جميع هذه الدول تتعرض لأزمات بنيويّة عميقة، فما بالنا نحن نقوم بالسعي لبناء دولة قوميّة ونرى بعض النماذج للدول القوميّة كيف تتعرض للتشتّت والانهيار.
تحقيق الحقوق والآمال للشعب الكردي ليس بالضرورة أن يكون عن طريق إنشاء دولة قومية، إنّما توجد نماذج أخرى تؤدي إلى الحل، لذلك عمليّة الاستفتاء في هذه المرحلة أضرّت العراق بالكامل، وأضرّت الشّعب الكردي أولاً والشّعوب الأخرى أيضاً. وما حدث هو تدُّخل إيراني مباشر وسيكون له أضرار في المراحل المُقِبلة أيضاً.
– هل لديك معلومات حول ما حصل في كركوك وعمليّة الانسحاب؟
ليست معلومات موثوقة، لكن ما رأيناه كان اتفاقا مُسبَقا؛ الاتفاق بين قِوى كرديّة وإيران ومع الحكومة المركزيّة، وتهديداً من قِبل الدول الأوروبيّة والحكومة الأمريكيّة أيضاً، باعتبار لعدّة مرات كما رأينا وتابعنا لم تتواجد أيّة دولة، أيدت الاستفتاء في هذه المرحلة.
– أطراف كرديّة رئيسة نفت علمها بموضوع الاتفاق هذا؟
لا أعتقد، الانسحاب حدث بشكل واضح، والمعلوم قوات البيشمركة تابعة لوزارة البيشمركة وهي تأخذ تعليماتها بشكل مباشر من الوزارة وهي تابعة للحكومة.
– ثمّة اتهامات متبادلة بين الحزبين الرئيسين في هذا الموضوع؟
نعم، الاتهامات متبادلة ويبدو أن الطّرفين أيضا يعلمان بما حدث، مَن تنازل ومَن انسحب؟ لكن يُعتبَر هذا موقفاً صريحا من قِبل الدّول الخارجيّة والقوى الإقليميّة والدوليّة بمعاقبة من عصا، هذه أقولها.
كانت الحكومة الامريكيّة خاصة الحليفة الأساسيّة للبارزاني، لكن عندما طلبت منه بأن يتمّ تأجيل الاستفتاء لعام آخر، رفض وهذا كان نتيجة الاصرار.
– من يتحمل مسؤوليّة ما حصل في إقليم كردستان العراق؟
طبعاً، حكومة إقليم المُتمثِلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه البارزاني تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى والأحزاب الكرديّة بالكامل.
– تقارير تتحدث عن نيّة الحشد الشّعبيّ بفتح ممر من العراق إلى سوريّا عبر أراضي روجآفا، ما صحّة هذه التقارير، وهل ستسمحون بذلك؟
طبعاً، هذه المحاولات موجودة، وما حدث في كركوك كان من ضمن إطار هذا المشروع ويحاولون فتح هذا الممر مروراً من الأراضي السوريّة ، لكن دائماً قلنا ونقول إنّ هذا المشروع إنْ كان سيمر من ضمن المناطق التي حررناها من التنظيم، فهذا صعب ومن غير الممكن القبول به، ليس لأنّه مشروع يخصّ دولة معيّنة، إنّما الدّفاع عن هذه المناطق هي من مهامنا الأساسيّة.
حاورها سيرالدين يوسف في برنامج (حوار مسؤول) الذي يبث عبر راديو BuyerFM من قامشلو على التردد 103.5
نشر هذا الحوار في العدد68 من صحيفة Buyer تاريخ 1/11/2017
التعليقات مغلقة.