جلال طالباني الزعيم الكردي الأشهر

58

حميد خلف

كثيرون يخبو عنهم بريق السلطة فتخبو شخوصهم  ولا يكون لهم بين العالمين من ذكر. ليس من هؤلاء الرئيس جلال الطالباني . الرجل الذي يتوكأ على سنوات عمره الاربع والثمانين كان يخوض في عباب بريقه الانساني المتجرد من أي منصب خلا ما كان سيرة ما انفكت تشد الانسانية الى مثالاتها في التضحية ومجالدة الظلم .

يقول مام جلال الطالباني يكفي أنني رأيت بأم عيني شعب كوردستان الذي صوت بنعم لاستقلال كوردستان ليبعث الدفء والحماسة في صقيع عمري المتبقي .

توزعت حياة هذا المناضل بين الكفاح المسلح في صفوف البيشمركة كمحارب عتيد في كهوف ومغارات  جبال كردستان الشماء  التي قال عنها ذات يوم مام جلال انها صديقة الشعب الكردي في ظروف نضاله العسيرة و بين النضال  السياسي في المنافي و الوطن من أجل حرية الكرد والعراقيين .

وبين رئاسة العراق كأول رئيس كردي بعد حقبة ذاق فيها أهل البلاد كل الوان الظلم و الاضطهاد على يد دكتاتور أرعن .

غادر مام جلال المسرح الرئاسي بعد فترة حكم ولايتين لم  يوسوس له خلالها شيطان ما بأنه ملهم وأن الامة بعده ستتيتم ان لم يحكمها ثلاث و رباع أو خماس. واليوم نودعه و معنا الشعب الكردستاني في أجزائه الأربعة و الشعب العراقي كمن يودع وصية في قلوب محبيه بضرورة الاستمرار و السعي الانساني من اجل الحرية و الاستقلال .

جلال الطلباني كان علامة مضيئة في التاريخ الحديث للمنطقة . لان التاريخ الانساني ذاخر بنماذج لشخصيات  كان موتها ايذاناَ برسوخ عقيدتها ومذهبها في نفوس الناس و يظل امثال هؤلاء قادرين على التأثير في الحياة كما لا يفعل حي طليق بعد ان طويت صفحة هذا المناضل الصلب و وجوده في الحياة اليوم .

تجربة جلال طلباني التي تمثلت في القتال ضد نظام البعث الدكتاتوري من اجل عراق حر وفيدرالي تعددي . هذه التجربة المدوية يصعب ان تغادر ذاكرة الشعوب و المكونات العراقية التي ناضلت و تناضل حتى الان من اجل القيم الانسانية كما سيكون من العسير محوها من افئدة محبي الانسانية .

 

الثلاثاء 2017/10/3

 

التعليقات مغلقة.