من يتجاوز انتصارات شعبه في الجغرافيا فأن دعمه لأيّ جزء آخر سيخلو تماماً من المصداقية الوطنية

40

إن ما أنجزه شعبنا في روج آفاي كردستان وخلال الست سنوات التي مضت لم يكن أمراً سهلاً فقد تم الوصول بالموقف والدور الكردي إلى أعلى المستويات من حيث التأثير على وضعية الأحداث التي تتمحور في المنطقة حول بند واحد وهو من هم القادرون على تمثيل حالة الحل والتغيير نحو الأفضل في الشرق الأوسط، وبالتالي هذا الإنجاز وبالرغم من حالات التقصير لبعض القوى الكردستانية في دعمه إلا أنه وبالمحصلة هو دعم وإنجاز مهم على الصعيد الكردستاني ورد اعتبار للكثير من المواقف التي أخطأت فيها بعض القوى والشخصيات الكردية في تقييماتها حيال الفرق بين الداعمين للموقف الكردي والمرابطين من أجل ضربه في أوج قوته كما الحال في روج آفاي كردستان فيما يتعلق بالاستفتاء الذي جرى في باشور كردستان في ٢٥-٩ في الوقت الذي نرى أن أي خطوة نحو الاستحقاقات الوطنية الكردية مهم إلا أن حجم التعامل مع ما حدث في ٢٥-٩ وبخاصة في روج آفا كان وكأن الساحة الكردية لا تشهد سوى موضوع الاستفتاء متناسين حجم المشروع المهم الذي يقوده شعبنا في روج آفاي كردستان والدور المهم الذي تم إنجازه في تخطي الصعاب وحالة الحصار والتغلب على شتى الهجمات العسكرية منها والديبلوماسية والسياسية وحالات العزل الدولي التي دأبت بعض القوى على تحقيقها ولا تزال وإضاعة كل الجهود والمساعي والانتصارات التي حققها شعبنا في سوريا والشرق الأوسط، هذه المواقف التي تنكر هذا المشروع بحد ذاته هجوم كبير على جميع القيم والثوابت الوطنية الكردستانية، وقد بدا للعيان وبخاصة من خلال مواقف بعض القوى الموجودة في روج آفا نحو مشروع الاستفتاء وكأنه خاص بروج آفا أكثر من باشور كردستان من خلال ما تم من مواقف تأييدية (مشكورة) وحال الدعم المباشر على الرغم من أن شعبنا في باشور كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK لم يتخذ أية مواقف مماثلة حيال المشروع المهم والنوعي في روج آفاي كردستان، كما الحال في مشروع الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي لشمال سوريا، حتى أن هذه القوى التي دعمت مشروع الاستفتاء وأيدته من روج آفا لم تطلب أية استفسارات أو أية رؤى من قوى ومثقفي باشور كردستان ومن القائمين على إدارة الأمور حيال مشروع روج آفا حيث يعيشون ويمارسون نشاطاتهم وحياتهم الطبيعية باعتبارها جغرافية خاصة بهم، وكذلك لم يطلب أحد من هؤلاء الذين هم في روج آفا من سلطات وشعب الإقليم التعليق مثلاً على أولى الخطوات التي تحققت وتكللت بالنجاح في المرحلة الأولى من الانتخابات المتعلقة بتثبيت دعائم هذا المشروع الذي جرى الاستفتاء عليه في ٢٢ من الشهر الجاري والذي كان الإقبال عليه دليلاً مهماً من قبل شعبنا على أنه ماضٍ في البحث عن إرادته الحرة وممارسة حقوقه على جغرافيته الحرة وصُنْعِ مستقبلٍ يكون لائقاً به وبحجم الانتصارات التي تتحقق منذ مرحلة ما قبل 91 تموز ٢٠١٢م حتى يومنا هذا، بالرغم من أن مشروع الاستفتاء هو مشروع خاص بالشعب في باشور كردستان وأن الدعم لذلك من أي مكان في كردستان أمر طبيعي ومهم وإنجاز وطني، لكن لماذا لا نجد حالات الدعم على الأقل من الذين هم متعاطفون مع المشروع من روج آفا مع المشروع الوطني السائد هناك مع مشروع شعبنا حيث أن مشروعنا كذلك وطنيٌّ و مهم ويمضي نحو الاستحقاقات الوطنية الكردية !! ففي الحالين يوجد مشروع والالتفاف حوله. والدعم بعيد تماماً عن المواقف الحزبية الضيقة والمناشدات الفئوية فلماذا هناك ازدواجية في الموقف الوطني مثلاُ ولماذا هناك تعامل مع الموضوع والمشروع الوطني بنوع من الحساسية وكأنما هنا مشروع وهناك مشروع والموقف الوطني متعدد وليس واحد ولا يوجد هناك قضية كردستانية واحدة وإنما قضايا ؟!. إن التعامل وفق هذا المنطق لا يعبر عن دعم الموقف الوطني الكردستاني الموحد، ومثل هذه المواقف هي التي تجزئ وتفتت المعايير التي يمكن من خلالها بناء موقف كردستاني واحد كذلك المساعي الممنهجة نحو تشويه حقيقة المشروع المهم وحالة التحول التي حققها شعبنا في معادلة الصراع في سوريا والمنطقة وتطويره من خلال نضاله المقاوم أكثر المشاريع التي تؤدي إلى خلاص الشعب الكردي وتعيد إليه دوره المهم والتاريخي في المنطقة بالإضافة إلى إنقاذ جميع المكونات التي طالتها يد المركزية والسلطة القوموية وحطمت هويتها وأضاعت فرصها لنيل استحقاقاتها الوطنية الطبيعية. التعامل مع الموقف الوطني بازدواجية وتجاوز مشروع شعبنا الديمقراطي في سوريا وكذلك الجهود الكبيرة التي يسعى إليها شعبنا في بناء رؤية وطنية ضمن الإطار السوري وكذلك الموقف القوي لتحقيق الوحدة الكردستانية من خلال بعض الفئات الموجودة أصلاً في روج آفا والتي تتعايش مع الوقائع والظروف التي تشهدها روج آفا أمر لا يخدم ولا ينصف تلك الجهود والمكاسب التي تمت على مدى سنوات مضت وكانت من أكثر السنوات التي مرت على شعبنا في روج آفا من حيث احتمالات النجاح التي كانت آنذاك في أدنى مستوياتها ومن حيث حالة اللادعم والتخلي من بعض الأطراف والقوى الكردية في بناء نظام يمكن من خلال تأدية الواجب والدور الوطني والأخلاقي.

أية جهود تخدم القضية الكردستانية جهود تستحق التقدير والاحترام ولكن بشرط عدم تجاوز أية إنجازات ومكاسب وطنية بناها شعبنا في أي جزء من كردستان حيث أن محاولات البعض في النظر والحكم على الاستحقاقات والمنجزات الوطنية في جزء ما على أنه غير مهم أو يمكن تجاوزه هو غفلة حتى في حق الدعم المقدم للجهود الأخرى، فمن يتجاوز منجزات وانتصارات شعبه في الجغرافيا التي يعيش عليها فإن الدعم الذي يقدمه لأي جزء آخر يخلو تماماً من المصداقية الوطنية ودعمه هو جهد مبطن من أجل خدمة الخلافات والمحاولات نحو تشتيت الموقف الكردستاني، حقيقة روج آفا ومشروع شعبنا يتجاوز كل المعايير الكلاسيكية ومن قاوم وصارع صنوف الإرهاب العسكري وطوَّر النضال السياسي والفكري سيصنع دون شك مستقبلاً باهراً ومهماً في المنطقة، والنقد الذي نعتمده لبعض المواقف التي تثير الفتن يأتي من باب الحرص على منع أية تجاوزات بحق ميراث نضالي وفكري مقاوم فيه يتجلى خلاص الكرد ويسمو فيه كذلك الموقف الكردستاني نحو المجد والحرية وهنا أتحدث عن روج آفا وعن شعبها العظيم دون شك.

التعليقات مغلقة.