سياسيّون وعلماء دين وإعلاميّون:
– بعض الأطراف استغلت الظروف وحاولت أن تشوه سمعة البيشمركة بتقصّد
– البيشمركة انسحبت بقرار سياسيّ, على القيادة والشعب والتاريخ محاسبة المسؤولين عن هذا
– نحن الكرد مصابون بسرطان أسوأ من سرطان “داعش” ألا وهو داء التفرق
– خطر هذا الحقد الدفين أكبر من خطر أي جماعة مارقة غير كردية
–على حكومة الإقليم محاسبة المسؤولين عما جرى، دون الإعلان عن ذلك في المرحلة الراهن
ما حصل في شنكال يُعدّ من أكبر الكوارث التي وقعت في القرن الحادي والعشرين ضد الكرد من قبل تنظيم تبنّى أفكاراً بعيدة عن الدين الإسلامي الحنيف ولا يحترم الأديان والعقائد والمذاهب، واعتمد في دعوته على آيات قرآنية محاولاً تغيير الكثير من مضمونها كي يستطيع العمل بحرية أكبر على تشويه الدين الإسلامي,.!
والآن يواجه الكرد هذا التنظيم، والذي بات يشكل تهديداً للبشرية جمعاء، مشاهد الدم والذبح والإعدامات الميدانية باتت العناوين الرئيسية للمشاهد، حتى المحُلليين والباحثين في أمور التنظيمات الإرهابية لم يعد بمقدورهم شرح ما يجري وكيف صعد نجم هذا التنظيم، وكيف نـَظّم وموّل نفسه.
كافة الأحزاب و القوى والمؤسسات الدينية من كافة الأديان والطوائف في الشرق الأوسط عامة والمناطق الكردية خصوصاً مقّصرة للوقوف على ما يقوم به هذا التنظيم من تجنيد وتسويق لأفكاره الإرهابية وفضحها؟
سياسيّون, وإعلاميّون, وحقوقيون, ورجال دين, أبدو رأيهم حول ما يجري في شنكال, برؤى مختلفة, تصبّ في النهاية لمصلحة الشعب الكرديّ ومساعدة النازحين.
ابراهيم برو – سكرتير حزب يكيتي الكردي
بعض الأطراف استغلت الظروف وحاولت أن تشوه سمعة البيشمركة بتقصّد
إن وجود أي منظمة إسلامية راديكالية أو جهادية تكفيرية يشكّل خطراً على تلك المنطقة حتى إن لم تتدخل في معارك معهم, وكان متوقعاً إعلان الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق عند دخولهم الموصل كما كان متوقعاً التدخّل في المناطق الكردية.
كان الإعلام الكردي غير موفقاً في تغطية الهجوم الداعشي بحق الإخوة الايزيديين بسبب لخلافات السياسية بين الأطراف الكردستانية. وبعض الأطراف استغلت الظروف وحاولت أن تشوه سمعة بيشمركة الديموقراطي كردستان بتقصّد. لا توجد معارك دون خسائر, وفي كل المعارك هنالك ربح وخسارة, ولكن الوضع في شنكال كان مختلفاً, فعوضاً عن اتحاد الكرد لرفع المعنويات استغلّت الظروف وحاول البعض أن يضع كل ما جرى في شنكال على عاتق البيشمركة وهذا خطأ فادح في السياسة الكردية.
الخلافات السياسية الكردية تعود لسنوات الاقتتال الكردي – الكردي, وهذا تنظيم خطرعلى كردستان عامة, نتخوف مما جرى في شنكال أن يجري في أي مدينة كردية.
نناشد الأخوة في شنكال أن لا يغتروا بالإعلام الفتنوي على أساس الانتماءات السياسية, وأناشد الإعلاميين أن لا يستغلوا هذه الظروف. فإذا تساءلنا ماذا جرى في شنكال يجب أن نسأل ماذا جرى في تل حاصل وتل أبيض وريف كوباني ومنطقة تل حميس, وأخصّ بالذكر تل معروف, أين سكانها الآن؟ ماذا حصل لهم؟ أرجوا من الجميع التزام الهدوء وأن لا يكونوا طرفاً في إثارة الفتنة في هذه المرحلة.
د. علاء الدين حنكو – عالم شريعة
نحن الكرد مصابون بسرطان أسوأ من سرطان “داعش” ألا وهو داء التفرق
مواجهة “داعش” يمكن في أمرين مهمين يقع الأول على عاتق العلماء والثاني على الساسة أما الأول فيجب على العلماء بيان الموقف الواضح والصريح بأن “داعش” تنظيم إرهابي يخالف كل مبادئ وقيم الإسلام ويجب الكشف عن جرائمهم وأنها تنافي كل ما دعت إليها الاسلام من الحقوق الانسانية.
أما الأمر الثاني فيطلب من الساسة وهو توحيد الصف الكردي سياسيا وعدم اتباع سياسة الحفر تحت الأقدام والعمل لصالح داعش وهم مغفلون.
يجب الوقوف بكل شجاعة وصلابة أمام “داعش” لتحرير شنكال منهم لأن التنازل عن شنكال سيؤدي إلى التنازل عن غيرها وحينها سيتحقق فينا المثل العربي ( اوكلتم يوم أكل الثور الأبيض ). مع الأسف نحن الكرد مصابون بسرطان أسوأ من سرطان “داعش” ألا وهو داء التفرق والاختلاف على أساس المصالح الضيقة وهذه التفرقة يتحمل الساسة مسؤوليتها وعليهم أن يتقوا الله في هذا الشعب المسكين والنظر إلى مستقبله وخاصة أنه شعب راق أثبت للعالم أنه قادر غلى إدارة الدولة.
د. عبدالكريم عمر – عضو مكتب العلاقات الدبلوماسيّة (Tev – Dem)
البيشمركة انسحبت بقرار سياسيّ, على القيادة والشعب والتاريخ محاسبة المسؤولين عن هذا.
كنا نطالب بالتوحيد بين القوى الكردستانيّة وبمؤتمر قومي كردستاني عاجل للتأسيس لمرجعية كرديّة لاتخاذ القرار السياسيّ ومواجهة المخاطر معا لأن الفرصة تاريخيّة, وحتى لا تتكرر المأساة لا بدّ من مؤتمر قومي وتوحيد كافة القوى الكردستانية العسكريّة وبشكل عاجل ومنسق وبقيادة مشتركة دون المصالح الحزبية الضيقة.
البيشمركة لم تقاوم قبل وصول “داعش” وتركوا آلاف النساء والمسنين والأطفال تحت رحمتهم, ربّما لأنه لم تكن لديهم امكانيات, فالمسؤول هنا هو من لم يحضّر البيشمركة لهذا اليوم ولم يؤمّن له السلاح, وكذلك المسؤول عن القرار السياسيّ لأن البيشمركة انسحبت بقرار سياسيّ, على القيادة والشعب والتاريخ محاسبة المسؤولين عن هذا.
استقبلنا نازحي المجزرة بأرواحنا وفتحنا لهم مخيّم نوروز والآن إحدى عشرة هيئة تنفيذية وكافة مؤسسات (Tev- Dem)أيضا هي ضمن الحركة من أجلهم, شعبنا يساعدهم بإمكاناتهم المتواضعة في كافة المناطق, كما أطلقنا نداءً نحن والمجلس لكافة التنظيمات والشخصيات الكردية على طول العالم للمساعدة وخاصة في مجال الادوية والأطفال والأساسيات وحتى المواد أيضاً مفقودة في الاسواق, لأننا نعاني سلفا من أزمة معيشية في روجآفا.
“داعش” لا علاقة له بالإسلام, ويمارس ممارسات الجاهلية من سبي وغارات وغيرها, هو مرتبط بأجندات سياسية, ومساعدة دول اقليمية لتحقيق مشروع سياسيّ عن طريق الأنظمة الدكتاتورية التي ساعدتهم وساهمت في ايصال المنطقة إلى ما آلت إليه.
بسّام مصطفى – إعلاميّ
خطر هذا الحقد الدفين أكبر من خطر أي جماعة مارقة غير كردية
شنكال ولاسيما الجبل جزء من ذاكرتنا الكردية. أتذكر كان المرحوم جدي يذكرها كثيراً في أحاديثه بحنين ولهفة. شنكال كردية حتى العظم. المأساة الإنسانية والوجدانية الكبرى التي حصلت لشنكال أبكتنا جميعا، ولا نريد سوى ألا تتكرر مرة ثانية. وبينما كان أهلنا يعيشون المأساة بكل تفاصيلها المروعة، كانت بعض القوى والأطراف الكردية تقدم بالأدلة والوثائق والتقارير عبر وسائل إعلامها الحزبية للمشاهدين الكرد الدليل على خيانة قوى كردية مختلفة معها لأهل شنكال, بمعنى آخر، بينما كان الوجود الكردي والحضارة الكردية والحلم الكردي على شفا هاوية كبرى، كان البعض الحزبوي الفئوي ضيق الأفق والرؤية يحاول بكل ما أؤتي من جهل أن يشوه صورة طرف كردي شريك له في الحلم والألم.
برأيي خطر هذا الحقد الدفين أكبر من خطر أي جماعة مارقة غير كردية. شكرا لكل من ساهم بتخفيف مأساة كردنا الإيزديين, وكما يحصل عادة، يجب أن نتعلم من الأعداء كم نحن أخوة، بكل أطيافنا وأحزابنا ورؤانا واختلافاتنا, قدرنا واحد, هذه المحنة – التي لن تقتلنا- يجب أن تزيدنا وحدة وقوة, كذلك يجب أن تدشن مرحلة المراجعة الشاملة والنقد الذاتي المعمق بغية تلافي الأخطاء والهفوات التي حصلت نتيجة تراكمات كثيرة, ويجب أن نكون قد تعلمنا أن انكسار أي طرف انكسار لكل الأطراف ، بل للكرد برمتهم. في الوقت ذاته، أي انتصار لأيّ كردي في أي مكان، هو انتصار لكل الكرد بكل أحزابهم وأطيافهم.
سلمان الخليل – رئيس مركز العدالة لحقوق الانسان والديمقراطية في سوريا (Dadmend)
على حكومة الإقليم محاسبة المسؤولين عما جرى، دون الإعلان عن ذلك في المرحلة الراهنة
إن ما جرى في شنكال كارثة إنسانية بكل المقاييس، ويمكن اعتباره جريمة ضد الإنسانية، ترتقي إلى مصا ف جرائم التطهير العرقي, ارتكبه تنظيم داعش الإرهابي ضد الكرد الايزيدين، وجرائم وخطورة داعش لن تقف عند هذا الحد بالنسبة لنا نحن الشعب الكردي، كونه أصبح يهدد الوجود الكرديّ في المنطقة لذلك يجب علينا جميعا وأقصد هنا القوى السياسية الكردية والكردستانية الوقوف صفا واحدا ونبذ كل الخلافات الحزبية، لأن المرحلة مصيرية وتتطلب منا التسامي فوق الخلافات الحزبية والاختلافات السياسية، وهذه الأحزاب الكردية الكبرى قادرة على تجاوز صراعاتها الحزبية، لأنها جميعا تسعى لتحقيق تطلعات الشعب الكردي في نيل حقوقه القومية والديمقراطية, وأي طرف سياسي كردي إذا ابتعد الآن عن وحدة الصف الكردي فهو يغرد خارج السرب ويخدم الأعداء، والجميع يتحمل المسؤولية التاريخية، والواجب القومي يتطلب منا أن نكون على مستوى الأحداث وعلى مستوى القضية.
على حكومة الإقليم محاسبة المسؤولين عما جرى، دون الإعلان عن ذلك في المرحلة الراهنة، حتى انتهاء الحرب. أما بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان الكردية، من المعروف عنها بأنها منظمات انترنيتية فقط ولم تستطع حتى الآن القيام بدورها كاملا، أما المؤسسات الدينية، فهي ما زالت مؤسسات تابعة للحكومات وتأتمر بأمرها وتنفذ ما تطلب منها هذه الحكومات، أي أصبحت مطية للساسة .
التعليقات مغلقة.