البارزاني: ذهنية بغداد ترفض الشراكة وتنبذها وهذا قد يؤدي إلى حروب

34

– السيد الرئيس أعلنتم منذ اسبوعين أن استفتاءً بشأن اقليم كردستان سوف يُجرى في 25 أيلول القادم، هذه اول مرة يعلن فيها تاريخ عن هذا الاستفتاء، كثيرون هنا وفي أنحاء العالم يتساءلون لماذا هذا الاعلان الآن، بينما الوضع متفجر في المنطقة، ولم تنتهي، إن كان في العراق أو الشرق الاوسط، فلماذا الآن؟؟

جوابي، هو لمَ لا الآن، لقد تأخرنا كثيرا وأجري الاستفتاء عد مرات، وإن انتظرنا مدة طويلة حتى توجد حلول للمشاكل وحتى بتّ الاستقرار في المنطقة، فسننتظر مدة مطولة ومطولة ، ولن نتمكن من تحديد تاريخ لإقامة هذا الاستفتاء. علاوة على ذلك فان هذا من فائدة شعبنا ومن أمن المنطقة كذلك.

هل يمكن اتخاذ قرار لتأجيل هذا الاستفتاء أو إلغاءه أم  أن تاريخ 25 سبتمبر تاريخ ثابت لا يتغير؟

إن هذا القرار لا رجعة فيه، القرار اتخذ وهو أن تاريخ الاستفتاء هو 25 سبتمبر

– بطبيعة الحال لقد واجهتم عدة ردود افعال سلبية من الجيران مثل تركيا وايران ومن طرف الحلفاء أي الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوربي والانتقادات تقول هذا خطأ والتوقيت غير مناسب لا تنظموا ولا تجروا هذا الاستفتاء، طبعا كنتم تتوقعون ردود الافعال، هذه بلدان لها نفوذ في المنطقة، فما ردك على هذه الانتقادات؟

شخصيا لم أسمع عن دول سواء كانت أميركية او أوربية اعلنت عن رفضها للاستفتاء، هذه الدول أعلنت عن قلقها من تبعات هذا الاستفتاء،  ونفس الشي ينطبق على تركيا وايران، لم يرفضا الاستفتاء.. وجوابي هو كالتالي ان هذا حق طبيعي ، هل من الجرم أن يقرر شعب بشكل ديمقراطي وسلمي إبداء رأيه وتقرير مصيره،  في الواقع أن هذا الاستفتاء هو وسيلة لمواجهة كوارث ممكن أن تقع مستقبلا في المنطقة ، البعض يقول بان هذا الاستفتاء سيؤدي إلى مشاكل وكوارث، بالنسبة لي هذا الاستفتاء سوف يجعلنا نتفادى هذه الكوارث، البعض يتحدث عن حقوق الانسان، حقوق الشعوب، الديمقراطية، والحرية، أنا اخاطب المجتمع الدولي واقول لماذا لا نطبق هذه المبادئ على الشعب الكردي.

– لقد تحدّثت عن كوارث ربما تنشب إن لم ينظم الاستفتاء، ما الذي تقصده؟ هنالك كوارث طرأت في المنطقة، فما الذي يجول ببالك؟ هل يمكنك ان تكون اكثر دقة؟؟

لا أدري متى ستحدث هذه الكوارث، ولكن الوضع الحالي لا يمكن أن يدوم بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان العراق، يجب أن نقوم بكل ما في وسعنا لتفادي حروب دموية، وإن وقعت حرب، فستكون حربا دموية وفتاكة.

– أنت ذكرت الحرب الدموية، هل لك أن تتوخى الدقة أكثر .؟ هل تخشى وقوع حرب بين البيشمركه والجيش العراقي؟ أو هل بذهنك مثلا أنك تفكر بالميليشات الشيعية مثل الحشد الشعبي الحاضرة بالقرب من وجودنا هنا؟

لا يمكن لي أن أكون أكثر وضوحا، فالعلاقات مع السيد العبادي جيدة، ولدينا تنسيق بيننا وبين الحكومة المركزية لا سيما في معركة الموصل، لقد أنشانا خططاً بالتنسيق والتعاون مع بغداد والتحالف الدولي، في البداية كانت هناك هواجس من مواجهات محتملة بين البيشمركه وقوات الجيش العراقي، ولكن لحسن الحظ هذه المواجهات لم تحدث ، بالعكس التنسيق ممتاز بين البيشمركه والجيش العراقي .. ولكن هذا لا يعني أن الوضع سيتواصل، أنا اكون هنا وحيدر عبادي لن يكون هنا، وستنشأ مشاكل اخرى ونزاعات اخرى، يجب إيجاد حل لها ولهذا لدينا قلق وهواجس ..

علاوة على ذلك، هناك ذهنية وعقلية في بغداد ترفض الشراكة، وتنبذ هذه الشراكة .. وعندما ترفض الشراكة فإن ذلك يفتح الباب أمام امكانيات أخرى واحتمالات أخرى، وهذا قد يؤدي إلى حروب قد تتعلق بالحدود او بنقاط وأمور ليس فيها اتفاق، ولهذا ارتأينا أن نستفيد من البيئة والمناخ الجيد لإقامة هذا الاستفتاء.

 

لا أدري من سيواجه من، ولكن أنا على ثقة أن هذا الوضع لا يمكن يتواصل أو يدوم .. إن لم نتمكن أن نكون شركاء جيدين، فلنحاول أن نكون جيراناً جيدين. كان هناك دستور تم اعتماده، والدستور العراقي جيد، ونود ان نطبق هذا الدستور، ولكننا نطرح السؤال لماذا لم يطبق هذا الدستور منذ سنة 2005 ؟ انا اخشى هذه المواجهات، لا أدري من ستجمع هذه المواجهات ولكنا نود تفادي هذه المواجهات .

عودة الى ردود الافعال الدولية تجاه الاستفتاء يبدو ان الحكومة الاميركية قد طلبت منك تأجيل هذا الاستفتاء لما بعد الانتخابات التي ستجري لشهر آذار مارس القادم. هل لك أن تؤكد ما طلبته منك إدارة ترامب؟

بالطبع كانت هناك اوجه آراء مختلفة فيما تتعلق بهذه النقطة، ولكن من جهتنا شرحنا وجهة نظرنا فيما يتعلق بموضوع الاستفتاء. بالنسبة لنا نحن ننتظر هذا الاستفتاء منذ 14 سنة ولا يمكن أن ننتظر أكثر.

– عندي سؤال عملي، هذا الاستفتاء سيجرى في 25 ايلول سبتمبر واعلان الاستقلال لن يليه فورا وانه ستكون هناك مفاوضات مع بغداد ونظراً للتوترات الحالية ستكون المحادثات والمفاوضات صعبة وبالتالي هل تضع موعد، هل تقول أننا سنفاوض على مدى ستة اشهر أو  عام وبعدها إن لم نتوصل إلى حل، هل سنعلن الاستقلال أم ستقول أنكم مستعدون للتفاوض  حتى تصلوا  إلى حل؟

بالتأكيد أن هذه المفاوضات لا يمكن ان تطول إلى ما لا نهاية، سنأخذ الوقت اللازم لكي نتفاوض، ونصل إلى الأهداف المحددة.

– إحدى المسائل الأكثر اثارة مع بغداد هو أنك أعلنت إجراء الاستفتاء حتى في المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد في مناطق كركوك وجبل سنجار ومناطق اخرى، بطبيعة الحال أنتم سوف تطرحون نفس السؤال في الاستفتاء في هذه المناطق، لكن بغداد لن تقبل ذلك بسهولة، هل ستقومون بالاستفتاء في هذه المناطق على كل الأحوال؟ أم ستتفاوضون مع بغداد، وإن قالت بغداد هذه المناطق ليست كردستان، وإنما متنازع عليها، فلن تجروا الاستفتاء فيها.

في سنة 2005 عند صياغة دستور العراق، شعب كردستان العراق صوت بقوّة لصالح هذا الدستور، وفيه مادة معروفة أحكامها تؤطر كيفية حل مشاكل المناطق المتنازع عليها سواء تعلق الأمر بكركوك أو جبل سنجار أو خانقين، وكنا نودّ أن تحلّ هذه المشاكل بطريقة تشريعية قانونية ودستورية.

نحن كنا في إطار الدستور نريد طرح هذا السؤال على سكان هذه المنطقة ليقرروا بأنفسهم، أما السؤال المطروح الآن فهو منذ 2005 وحتى الآن لماذا لم تطبق الحكومة المركزية  هذ هالمادة الموجودة في هذا الدستور, نحن قبلنا بهذا الدستور، وحينما قبلنا به لم يكن يساورنا أي شك أن هذه المنطقة هي مناطق كردية.

نحن نود أن نطرح هذا “الاستفتاء ” على جميع سكان هذه المناطق المتنازعة, قد يكون هناك مناطق يسكنها عرب، وبالطبع سنحترم رأيهم وصوتهم, إن أرادوا أن يكونوا جزء من منطقة كردستان, فسنحترم رأيهم, وإن رفضوا أيضاً سنحترم رأيهم، نحن لن نفرض أي شيء على طرف, ونحن لا نودّ أن يفرض أي طرف شيء علينا.

– ولكن إذا قالت بغداد لا، يمكنكم تنظيم استفتاء في هذه المناطق، ما الذي ستفعلون؟

لكن الاستفتاء لم يحدث ، فلماذا نذهب في فرضيات.

هل تخشى إجراءات انتقامية مثل إغلاق الفضاء الجوي، أو حشد القوات العراقية حوالي هذه المناطق، أم أنت مرتاح البال من هذا الاتجاه؟

أملنا هو إيجاد حل سلميّ لكل هذه المشاكل،  ونودّ أن نتفادى كل المخاطر.

–  إذا أنك متفائل أي تظن أن المتفاوضون من الطرف الكردي ورئيس الوزراء في بغداد سيتوصلون الى حل بحيث تصبح كردستان دولة مستقلة في المستقبل المنظور؟

هذا هو أملنا، نتمنى أن تكون النتيجة إيجابية, الأمر لا يخصّ ولا يعني شخص حيدر العبادي  فحسب، بل يخص كل شعب كردستان، وكل العراقيين والأحزاب, نتمنى أن يكون جواب كل الأطراف ايجابياً.

– عودة إلى حضور الميليشيات الشيعية، ميليشيات الحشد الشعبي في جبل سنجار، البعض يقول أن هذا الوجود ليس نتيجة لطلب من حكومة بغداد، وإنما لأن إيران تودّ ان تتحكم بممرّ على طول الحدود السورية للتدخل بسوريا، هل لديكم نفس هذا التقييم لحضور ميليشيات الحشد الشعبي في المنطقة، وما هو ردة فعلكم؟

أنتم تتحدثون عن هذا الممر، ولكن الجميع يتابع هذا الممر، إن لم تقل الحكومة العراقية وقوات التحالف أي شيء، فلسنا نحن من سيبتّ في هذه القضية.

– إذا إيران هي وراء هذه المناورة؟

من الواضح والمعروف أن قوات الحشد الشعبي الشيعية تتدرب وتحظى بمشورة الإيرانيين.

– حسناً، هل أنت تناشد المجتمع الدولي الرد على ذلك لأنك تخشى ان تتفاقم المشكلة؟

بالنسبة لنا، لن نسمح لأي قوة أخرى بأن تقوم بنفس الشيء على أراضينا.

–  أود التطرق لمعركة الموصل التي تبدو على وشك الانتهاء  بعد أشهر من الحصار والدمار, هل اقتربت هذه المعركة من الانتهاء وهل تظن أنها تشكل منعطفا، وهل تواصل إطلاق التحذيرات التي لطالما أطلقتها؛ هو أن ما بعد معركة الموصل لم يحضّر لها كما ينبغي ؟

منذ سنة ونصف أو سنتين حينما شرعنا في إعداد الخطط لتحرير الموصل بيننا نحن قوات التحالف وبغداد, تحدثنا عن خطتين, واحدة عسكرية وأخرى بعد التحرير لإدارة المدينة بعد تحريرها, وحينذاك كان الجميع جديا لتنفيذ الخطتين, ولكن  مؤخرا كان لدي شعور أنه من قبل الأمريكيين و من قبل حكومة بغداد تم التركيز على الشق العسكري، وتم خطة وضع ادارة الموصل ما بعد التحرير جانبا. لقد ذكرتُ هذا في السابق، وأعربت عن قلقي فينما يتعلق لمرحلة ما بعد التحرير، قلت هذه المرحلة ستكون صعبة، واليوم نرى بعض بوادر هذه الصعوبات، بعد تحرير الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية، وهذا التحرير قريب، ما زالت هناك بعض المناطق في مدينة الموصل القديمة حيث تجري معارك حامية, وللأسف هناك ضحايا كثر، ولكن التحرير قريب، نحن نقترب من نهاية هذا المعركة،  ولكن نهاية المعركة لا تعني نهاية تنظيم الدولة الاسلامية، لأن هذا التنظيم سيغير   – مثلا – وجهه وشكله أو سيصدر في نسخة جديدة، بالطبع التنظيم قد تلقى ضربة قاتلة.

– هل تودون بقاءً لقوات أجنبية لبعض الوقت في المنطقة لأنك ترى أنه نظرا لسوء التنظيم في المنطقة لما بعد التحرير سيكون هناك مشاكل في المنطقة، هل أنت تناشد  المجتمع الدولي ليس فقط لاستعادة الموصل ولكن أيضاً للبقاء ما بعد معركة التحرير؟

في سنة 2011 كنت ضد انسحاب القوات الامريكية من العراق، لأن الظروف وقتها لم تكن سانحة، اليوم بعد تحرير الموصل يجب تموقع القوات في هذه المنطقة لتفادي إعادة ظهور منظمات تشبه تنظيم الدولة الاسلاميّة، علاوة على ذلك يجب معالجة الأسباب وجذور هذه المشكلة التي أدت إلى نشوء مثل هذه التنظيمات. كل هذه المشاكل والأسباب ما زالت لم تعالج حتى اليوم.

– البعض يقول أنكم ستجرون الاستفتاء بسبب مشاكل اقتصادية تعتري الاقليم ونظرا للمأزق السياسي, فولايتك الرئاسية انتهت من عامين, والبرلمان لم يجتمع منذ عامين وبالتالي الانتقادات تقول بأنكم ستجرون الاستفتاء لأسباب سياسية وليس للأسباب الصحيحة, ما هو ردكم.

كما تعرفون الناس أحرار في الإعراب عن آرائهم في تقديم تحليلاتهم، الجميع حر للقيام بهذا ولكن النتيجة والمستقبل وحده هو سيظهرها ويقولها لنا.

– هل تتمنى أن تشارك كل الأحزاب الكردية الرئيسية في هذا الاستفتاء؟

السابع من يونيو كل  الأحزاب الرئيسية اعتمدت هذا التاريخ ما عدا حزبين

– لقد أعلنت تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية ما بعد الاستفتاء, أي في السادس من نوفمبر، هل تؤكد أن هذه الانتخابات ستجرى وهل سترشح نفسك لمنصب الرئاسة؟

راسلت مؤخرا اللجنة العليا للانتخابات، بالطبع الانتخابات الرئاسية ستجرى في شهر نوفمبر, ولكن كل ما يتعلق بالنقاط الفنية والتقنية فان اللجنة العليا للانتخابات ستبتّ فيها، هذه الرئاسيات انتخابات مهمة، وأنا أعي أن عهدتي ووكالتي كرئيس انتهت منذ سنتين، وعند ذاك اقترحت إما إقامة انتخابات رئاسية أو تعيين شخصية في منصب الرئيس، ما كان يمكننا أن نترك هذا المجلس شاغرا،  كنا في حالة حرب, وعندئذ استشرت مجلس الشورى والمجلس قرر أنه يجب علي أن أبقى في منصبي كرئيس حتى إقامة الانتخابات الرئاسية التالية، وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسيّة المقبلة، شخصياً لن أكون مرشحا لهذا المنصب، أنا أحترم قوانين بلدي.

لقاء خاص بقناة فرانس 24

التعليقات مغلقة.