حوار مع الشاعر ابراهيم اليوسف 2/1

40

10396441_648932735187596_1713774053_n

 

– هناك بعض المضللين، دخلوا على خط الإعلام الكردي، من خلال تشكيل مجموعات في شبكات التواصل الاجتماعي، لتشويه ماهومضيء.

– المطالبة بتسليح اتحاد التنسيقيات، هي إحدى افتراءات أعداء الحراك الشبابيالحاقدين عليّ

ابراهيم اليوسف شاعر وسياسي  مخضرم وشخصية متعددة المواهب ,لهُ باعٌ طويل في مجال كتابة الشعر والمقالات  الصحفيَّة, يكتب الشعر بِنَفَسٍ بارعٍ وهو من الجيل القديم في منطقة الجزيرة في مجال كتابة الشعر ….. عن أمور عديدة كانت لـ BUYERPRESS معه هذا اللقاء وهنا ننشر القسم الأول من الحوار على أن ننشر القسم الثاني منه يومَ غَد :

 أجرى الحوار : أحمد بافي آلان

– لنبدأ الحديث عن الثورة السورية السلمية في بدايتها, والعسكرية الآن (في سورية عامة و المناطق الكردية خاصة)

عندماخرجت منقامشلو،للمرة الأخيرة، وأنا في طريقي إلى الإمارات، بعد كل ماتعرضت له، لاسيما بعد عودتي إلى مدينتي، ومنذ وصولي”مطارحلب”، على أيدي زبانية النظام، من ضغوطات ومنع السفرالذي أدى لانقطاعي عن أول فرصة عمل في إحدى مدارس الإمارات، بعدأن أتيت للوطن في إجازةكنت موقناً أن شيئاً ما سيحدث، وكنت متأكداً أن النظام لن يستمر، وهوساقط لامحالة، وعندما اشتعلت الثورة السورية في آذار2011، هذه الثورة التي أعتبرأن هناك كتاباً وإعلاميين من عدادأصحاب الأقلام الذين مهدوا لها إلى جانب من واجه النظام ميدانياً، وفق أساليب كل مرحلة، قلت في نفسي: هاهي نبوءة كل ثوارسوريا ضد الظلم قدتحققت، أعترف أنني لم أكن لأصدق أن الثورة ستتعرض لكل هذه المثبطات، والسكاكين،والكيد العالمي المبرمل وهي الحقيقة. وهنا، لا أتحدث عن دهاء للنظام، بل عمن استقوى بهم النظام، وكانوا وراء استمراره، وإسقاط كل التوقعات، هذه الثورة السلمية، وجدتني منخرطاً فيها بكليتي. وعندما واجه النظام هتافات الشباب بالرصاص، واستأصل حنجرة القاشوش، وتم اغتيال مشعل التمو، وغياث مطر، وهدمت البيوت فوق رؤوس أصحابها، وهجِّرالسوري من بيته، ظهرمشروع حسين هرموش، ولدهنا رأي منظري الثورة، ولسان حالهم” حسبهم، يدافعون عن أهلهم، وأن حق الدفاع مشروع بكل الأعراف والدساتير”، وبدهي، أن النظام لم يبق الأمورعندهذه الحدود، إذ سعى ل”خلط الأوراق”، وتحريك أدواته في لباس الثورة، فظهرقطاع الطرق، وخاطفوالأبرياء، والجبهنصريوين، والدواعش، وقبلهم ممن غزوا”سريكانيي” من الأنذال، الذين استهدفوا وجودنا الكردي، هنا، غدونا أمام حالة إجهازعلى كل ماهوجميل في الثورة السورية..

– كنت في الكثير من التفاصيل من هذه الثورة مع المعارضة السورية أثناء التحضير للمجلس الوطني السوري, ومع الحركة الكردية والنشطاء الكرد في تشكيل المجلس الوطني الكردي. أبرز المراحل التي قرأها إبراهيم اليوسف أثناء التحضير؟

بعدالثورة السورية، ولد السؤال: هل نحن جاهزون لها، وقدسبقنا صناع الثورة في الداخل بمسافات هائلة؟ ومن هنا، فقد تحركنا على أصعدة عدة، إذ أعدنا لأكثرمن مؤتمرفي الخارج، ولكن، كل هذه المؤتمرات أجهضت عندما وجدنا أن هناك مشروعاً لتأسيس مجلس وطني كردي، أجل، كنت من عداد أول نواة للمجلس السوري، كما أرسلت ثلاثة مندوبين إلى المجلس الوطني الكردي في مؤتمره الأول:أحدهم كممثل لماف، والآخرللرابطة، والثالثلمنظمة”صحفيون بلاصحف”، تدريجياً، صدمت بالمجلس السوري عندما تسلقه الانتهازيون، وتفاجأت ببعض من قدم نفسه لموقع القيادة، نظراً لظروفه، كي يفكر” كيف أحقق أمنيتي في القيادة؟”، أكثرمن كيف أسعى لإنجاح الثورة، وكانت هنا-تماماً- محنة المجلس السوري، ولدي الكثيرمما يمكن أن أقوله، إذا أتيحت لي الظروف المناسبة، لأنني طالما أرجأت نقودي لهذه الهيئة لأنني وجدت فيها واجهة الثورة، وكانت رؤيتي تتلخص في أن أي إساءة لهذه الواجهة إنما تأتي للإساءة للثورة، لأن هناك من حارب المجلس قبل أن تظهرهذه الأخطاء، لأهداف في ذاته، وكان النظام السوري يواصل تشويهه، بكل السبل. ورغم أنني لم أقصرأثناء وجودي في الوقوف في وجه أي خطأ كان يتم في هذا المجلس. في شهرتشرين أول 2012 تركت المجلس السوري، وكانت هناك أسباب عديدة، لذلك، وعدت بعد سنة، وتحديداً في صيف2013 ،لأجمد عضويتي بعدأيام من عودتي إليه في مهمة من اتحاد التنسيقيات، لتثبيت الأعضاء بعد أن تم تجاهلهم ، قمت بذلك احتجاجاً على عدم صدورموقف رسمي من المجلس ضد القوى المتأسلمةوالشوفينية الحاقدة على الكرد، وهي تحاصرمناطقنا. أما المجلس الوطني الكردي، فقدمر بمراحل عصيبة، ولم يحسن تفعيل دوره المطلوب منه، ما أدى إلى محاولات وأده المعروفة من قبلنا جميعاً.

– أين هو الآن اتحاد تنسيقيات الشباب الكرد؟ وهل صحيح انكم في اتحاد التنسيقيات حاولتم التسلح في بداية الثورة؟

ثمة من لايعرف علاقتي ب”اتحاد تنسيقيات شباب الكرد” الذي كان أغلب مؤسسيه مقربين مني، ومن بينهم بعض أفرادأسرتي، حيث لم أكن عضواً في الاتحاد، وإن وقفت معهم، ومثلتهم، لاسيما أن التمثيل كان مكلفاً، ولعل صورة ماجرى للشهيد مشعل التمو ماثلة أمام أعيننا. لأن من بينهم إحدى أولى تنسيقيات شباب الكرد، وهم” حركة شباب الانتفاضة”، لم تكن لي أي علاقة بقراراته، وكنت أدافع عن قراراته الصائبة التي يتخذها، بعد أن أطلع عليها عبروسائل الإعلام، أوعبرالبريدالإلكتروني، أوعبر التواصل الهاتفي، وهولم يكن ليتعدى حدود دائرة وسقف مهماتي، ومسؤولياتي في المجلس السوري، ولم يتم أخذ رأيي في أية قضية من قضاياه، فإنجازاته إنجازات شبابنا، وإخفاقاته هم مسؤولون عنها، ومسؤوليتي تقع ضمن أدائي لمهمتي في المجلس السوري، فحسب. وقدكنت غيرموافق على بعض قراراته، كماهوحال رفض بعض قيادييه، الانضمام إلى المجلس الوطني الكردي. كنت قدشكلت لجنة في الخارج لمؤازرة الاتحاد إعلامياً، وتأمين الاتصال مع الفضائيات لناطقيه الرسميين، ولم أكن أتدخل شخصياً في قضاياه المالية، لأنني أبتعدعماهومالي، وهوموقف أعتزبه، فأنا أفرح لأن يدي نظيفة، وستظل كذلك، والحمدلله، و لم أقبض ليرة سورية واحدة، حتى من أجل الاتحاد، حيث كانت قيادته هي المعنية بتدبيرأموره. أما في مايتعلق بالمطالبة بتسليح اتحاد التنسيقيات، فهوكما يبدولي أحد افتراءات أعداء الحراك الشبابي الحاقدين، لاسيماأن النظام سعى لمحاربة هذا الاتحاد، وتمت ملاحقة كوادره، وتشتيتهم، بأساليب عدة، واعتقل من اعتقل من قيادييه-كما المناضل شبال إبراهيم- عموماً اترك أمرالإجابة عن هذه التهمة لرموزالاتحاد،أنفسهم، باعتباري لم أكن تابعاً لهم تنظيمياً، ولم أكن من عداد “مطبخ صناعة قراراته،. وقدتم عن طريقي تبني مشروع جريدة”آزادي” في عدد من أعدادها، قبل أن يمضي بها من أصدرأعدادها التجريبية خارج الاتحاد..

– هل كنتم تنسقون في بداية الثورة مع النشطاء الكرد كونك كنت بالخارج؟

-التنسيق مع النشطاء-تنظيمياً- لم يكن من مهماتي، كممثل لاتحاد التنسيقيات في المجلس السوري، أما ضمن الإطارالشخصي، فقدبذلت كل مافي وسعي، من أجل ذلك.

– رأيكم بالحراك الشبابي الأول في المناطق الكردية (ائتلاف شباب سوا) ودور الحركة الكردية في التظاهرات الأولى في المناطق الكردية

مؤكد، لايمكن التحدث عن اتحاد التنسيقيات، وحده، بل سرعان ماباتت التنسيقيات تتوالد، وقدبرزاسم”سوا” ، كما حركة الشباب الكرد الذين انفصلوا عن اتحاد تنسيقيات شباب الكرد- وكانوا أول نواة شبابية تشكلت بعد انتفاضة قامشلو، وأعرف مؤسسيها الفعليين عن قرب- وتم الانشقاق بسبب الموقف من بيان أصدره شبال إبراهيم، تبرأ فيه من لقاء تم في تركيا-حضره عرعور وآخرون- وكان الكاتب الصديق العزيز عبدالمجيدتمرفي السجن، وتدخل “بعضهم” من المجلس الوطني الكردي، وأعرفهم بالأسماء لشق اتحاد التنسيقيات.ولايمكن النظرإلى التظاهرات التي تمت في مناطقنا الكردية، من دون الحراك الشبابي الذي كان موجوداً في الثورة السورية، منذ احتجاجات الحريقة، ووزارة الداخلية، والاعتصام أمام السفارة المصرية، وغيرذلك.

– شبال ابراهيم أمير الحراك الشبابي (كما يسمّى). ماذا قدم اتحاد تنسيقيات الشباب الكرد له؟ ولماذا انفصل عن الاتحاد, وأعلن منظمة (ٍSOZ

إعلامياً، أعرف ماذا قدم لشبال، وحقوقياً، أعرف ماذا قدم لشبال، وكل ماقدم له لايعادل دقيقة واحدة، من صموده و معاناته أمام جلاديه، أما ماذا قدمه له زملاؤه في الاتحاد، فهوأمريجيب عنه الطرفان: شبال ورفاقه، كل من جهته، لكنه، رغم كل شيء، رمزشبابي شاهق، مجرب، نظل جميعاً نعتز به. أما عن إطلاقه لمنظمة”سوز” فهوأيضاً مالا أتدخل فيه، ومؤكدأن الإجابة-هنا أيضاً- لدى شبال ورفاقه في”سوز” التي لاعلاقة لي بها، إلا من خلال تقديري لشبال ومن أعرفهم من رفاقه.

– كصحفي وكاتب عاصر الانتفاضة الكردية 2004, والثورة السورية2011, كيف يقيـّم إبراهيم اليوسف دور الإعلام في الثورة السورية؟ ودور الإعلام الكردي في الثورة السورية وبالتحديد بالمناطق الكردية؟

ثمة إعلام شبابي مهم بدأ، وكل الأخبارالتي تصلنا، أينما كنا، فإن ثمة إعلامياً باساً، وراءها، ميدانياً، ولقدعرفنا-لأول مرة- المواطن الإعلامي كما وعرفتقامشلو ثاني بثٍّ فضائي لتظاهراتها، وكان ذلك من قبل إعلاميين أبطال، عموماً، ثمة مؤامرة على هذا الإعلام، وعلى الخبرالكردي، من قبل بعض أمهات منابر الإعلام المرئي، حيث يتم تهميشنا، وهناك من يقفون وراء تهميش الصوت الكردي، وأعرفهم، وبالأسماء، كل لغرض خاص به.

كما يمكن التأكيد، أن هناك بعض المضللين، دخلوا على خط الإعلام الكردي، من خلال تشكيل مجموعات في شبكات التواصل الاجتماعي، لتشويه ماهومضيء، بشكل مبرمج، منظم، فيما لو لم يتوافق مع وجهات نظرهم، وتشكيل رأي عام، مزور، وهوما انفضح أمره، في أكثرمن محطة، وكان هناك من يتصدى لمثل هذا الإعلام.

– كيف تابع الصحفي والكاتب إبراهيم اليوسف, جنيف(1- 2)؟ وهل لديكم تصور عن كيفية الخروج من هذه الأزمة والتي أصبحت عالمية, بسبب تدخل دول إقليمية وعالمية بالشأن السوري؟

أبديت رأيي في مؤتمرجنيف1، في وقت مبكر، سواء عن طريق كتاباتي، أوعبروسائل الإعلام المرئي، واتخذت الموقف نفسه، من جنيف2. طبيعي، أن رأيي في ” الجنيفين” معاً، يختلف عن رأي من يشن هجومه عليه، إن لم يكن من عداد وفوده، ويصوره كأنه”اليوتوبيا”، و”حبل النجاة” فيما لوانضم إليه.

– كيف تُقيّم دور المجلس الوطني الكردي في الثورة السورية؟ ودوره في المناطق الكردية؟

ثمة تخبط كبيرتعرض له أداء المجلس الوطني الكردي، وكان وراء انفلات زمام الأمورمن بين يديه، ليضعف حضوره في الساحة، ويبرزدورسواه، ممن تعامل بعقلية:”كيف أستفرد بالهيمنة على كل شيء و أقوم بإقصاء سواي؟”، وهنا فإن أي نقد يوجه إلى أي طرف كردي، فهولايعني براءة المجلس الكردي الذي كان يمكن أن يحافظ على سلمية الثورة، دون أن يخسرنفسه، ويخلي الساحة، حتى تغدومناطقنا هدفاً لداعش ومن شابهها، على مختلف تسمياتهم.

– كيف تقيـّم دور المستقلين الكرد المشاركين في المجلس الوطني السوري أولاً والائتلاف ثانياً؟

الثورة السورية-في نسختها الأولى التي أدهشتنا، جميعاً، أشعلها الشباب السوري، ومن بينهم الشباب الكردي-شباب التنسيقيات والذي كانت نواته من المستقلين و”بعض” منتسبي أحزاب الحركة الكردية- بيدأن هناك مثبطات للدور السلمي للشباب في سوريا عامة، وفي مناطقنا، خاصة، كما أنه تمت محاربة شبابنا، بأساليب عديدة، لاخوف على توثيقها.

-استطاع المستقلون في المجلس الوطني الكردي، وبالتعاون مع من هم ممثلوبعض الاحزاب الكردية، تسجيل مواقف مهمة، في اكثرمن محطة خلال حوالي عام ونصف من عمرالمجلس، وكانت وثيقة تونس إحداها، وهوتسجيل للخط البياني للسؤال الكردي، تمت وتتم الاستفادة منه، حتى الآن، بيدأن أدوارهؤلاء المستقلين كانت مستهدفة، مالم يكونوا مصفقين لغيرهم، وهناك تهميش-الآن- لدورهم، حيث أن صوتهم يكاديكون غيرمسموع.

-لابد من وضع الضوابط الصارمة، لتذويب”الأنا” والعمل على أساس مؤسسي، ويمكن أن يكون ذلك، بمثابة ضخ دماء جديدة، في جسدالحركة الكردية، لتفعيل هذه الأحزاب والمجلس الكردي، من جهة، مقابل، تشكيل أنموذج إيجابي، يحتذى به، لاسيما في مواجهة ما يبدو من تفكك، وانتهاكات، ويأس، تهجير، ومعاناة. وأؤكد، أن عمل هذا الحزب، بالأدوات القديمة، المهيمنة، ومن دون أن يكون هاجس التجديد، خدمة قضية شعبنا الكردي، ماسيعيد به إلى” خانة التقليدية” التي سئمناها، وأكدت فشلها الذريع..

– من قتل الشهيد مشعل التمو؟

هوسؤالي أيضاً: من قتل الشهيد مشعل التمو؟. مؤكد، لابدمن الاستعانة بآراء وشهادات من هم ميدانيون-مثلكم- لتشخيص هوية القتلة، وإن كان مثل هذا العمل الجبان لايتم إلا من قبل أجهزة الأمن، وأدواتهم، المتعددون.

– هل لديكم معلومات عن حجم المساعدات المالية للمجلس الوطني الكردي؟ أين تذهب الملايين من الدولارات؟

لاأتدخل في القضايا المالية، ولا أتابعها، ولا أعرف أي شيء عن وارداتهم، وكيف ينفقونها.

طبعاً دخلت المجلس السوري، وفي أكثرمن مرة دفعت أجرة طائرتي من جيبي، وعلى حساب لقمة أطفالي، أحتقركل من يسرق لقمة أهله، باسم الثورة، مهما كانت مسوغاته، سارق أموال الثورة عديم الكرامة، وعديم الأخلاق، وأولى خطوة بعد نجاح الثورة تكون في تقديم هؤلاء اللصوص للمحاكمة. أجل، والتاريخ سيحاسب كل من يمديده إلى المال الحرام. وأنا هنا: أرفع صوتي في وجه المجلس السوري والائتلاف، على حدسواء، أن يقطعا الطريق على هؤلاء اللصوص، ويكشفا عمابين أيديهما من وقائع وأسماء، وفي مظنتي أنها موجودة.

  • – حدثنا عن مشاريعك الثقافية في روجآفا قبل الثورة وبعدها؟
  • كشخص، مشروعي: الكتابة، وهي في عصرالثورة المعلوماتية باتت”لامركزية”، لكني أعمل ضمن مشروع مجتمع مدنيله حضوره في الداخلعبرالمؤسسة التي أنتمي إليها، وهوماكان قبل الثورة، وهاهومستمربعدها، ولن يتوقفحتى ولوتوقفت أنا كشخصبل لايمكن الحديث عن” هيئة للكتاب والصحفيين” دون أن يكون لمشروعنا دوره، ولايمكن الحديث عن مشروع حقوقي، إلا وأننا في قلبه عملاً، وفعلاً، بل لعل طرفي سؤالك لاينطبقان إلا على حالات مدنية قليلة، كنا من صلب نوياتها الأولى، ألايكفي…..!؟؟؟ .
  • 2- كنت تكتب كثيرا قبل الثورة, قليلاً ما تكتب الآن؟ هل هناك ما يشغلك عن الكتابة في زمن الثورة؟
  • لا.لا..، لم أنقطع عن الكتابة، رغم هيمنة حالة اليأس، منذ جرِّ الثورة إلى التسليح، ودخول المندسين، المرتزقة، لقطاء القتل والدمار، والتوائم السيميائية للنظام ورعاته، على الخط، من ضمن البلاد، أومن وراء عوالم البحار، وبتخطيط دولي، إقليمي، وبالتنسيق مع النظام السوري. وكتابتي ذات شقين، أولهما: متابعةإ حداثيات ويوميات الثورة على الصعيد الحقوقي-بما أستطيع- وثانيهما كتاباتي العادية، شبكة التواصل الاجتماعي تستنفذ طاقات الكاتب، حيث لي متابعات يومية للشأنين: الكردي، والسوري، وأكتب مقالات موسعة، أنى كانت هناك دواع لذلك، لم يمرموقف إلا وكان لي رأيي، رغم قناعتي أن الكتابة، منذ بداية”خلط أوراق” الثورة، باتت غيرمجدية، بالشكل اللازم، وإن تعد لموقعي الفرعي في الحوارالمتمدن تجدأن الخط البياني لما كتبت، ينم عن متابعة واضحة لكل مايدور، وأعترف أنني رغم نقدي للواقع الكردي، فإنه ولدواع عدة، لايرتقي نقي ونقود سواي إلى مستوى الواجب، سواء أكان على صعيد رصد الانتهاكات، والاستبداد، أوعلى صعيد سرقة لقمة أهلنا، ولهاث بعضنا وراء الربتات والرتب الخاوية، بينما شعبنا في أصعب وضع مرَّ به عبرالتاريخ، حيث ثمة”عقل” رافض للنقد، من قبل بعض المتحكمين بسياساتنا، عقل مبرمج على تلقي الثناء والتصفيق و المديح، وللأسف فإن هناك من يفعل ذلك، بل إن هناك من ينقد قليلاً، ليمرركثيراً من مدائح للسياسات الخاطئة، القاصمة لظهورنا.
  • بعد تمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني-سوريا، من عقد مؤتمره-بنجاح- رغم كل المعوقات الداخلية، والخارجية، على حدسواء، وإن كان لابد من دفع-الضريبة- في المقابل، لاسيما أن بناءجسدجديد، ومن دون التخلص من الكثيرمن رواسب الأمس، سيكون أمراً غيراعتيادي بالنسبة إلى بعضهم، لاسيماهؤلاء الذين ألفوا وأدمنوا مناخات حزبهم التقليدي، أو هؤلاء الذين ستصدم أحلامهم أورؤاهم الخاصة بجدران الواقع. ماخلا هذه النقطة، فقد استطاعت أربعة أحزاب كردية، متفاوتة الحضورالجماهيري، والتنظيمي، والرؤيوي، أن تتخلص من الكثيرمن المعوقات والمثبطات، وتلتقي على نقاط مشتركة، وذلك في ظل الحالة التي تمربها منطقتنا عامة، وغربي كردستان على نحوخاص، وهومايدعوللتفاؤل. مانأمله، أن تذوب الحدود الحزبية بين أعضاء الجسد الجديد، وأن ينهمك جميع كوادرالحزب الجديد، وقياداته، على تنفيذ ماسيصلون إليه من خطط وبرامج، متعلقة بواقع ومستقبل أبناء شعبنا الكردي الذي يعيش أصعب مرحلة في تاريخه، بلااستثناء، في ظل حالة الفوضى المثولثة، بل وفي مواجهة واقع الانفلات الأخلاقي الذي أنتجته آلة الحرب، بسبب اشتغال النظام السوري، ومن يؤازرونه على ذلك، بعدأن غدت هذه الحالة الوصفة الوحيدة لاستمرارية حكم النظام، وبالتساوق مع الإبادة، والدمار، وخراب القيم والأخلاق. ثمة فرصة كبيرة أمام هذا الجسد الجديد، في أن يعمل على محاورعدة، في مطلعها: توسيع دائرته، وتثبيت دعائم المجلس الوطني الكردي وعدم الإرفاط به، بالإضافة إلى ضرورة الإسهام في تشكيل مايبعث على طمأنينة أبناء شعبنا، ووضع حد لواقع الهجرة، والجوع، وغيرذلك، مما بات سبباً لإفراغ مناطقنا، لاسيما أن وصفات كثيرة تمت، وكلها أثبتت أنها غيرناجعة، بل إن هذه الأحزاب نفسها، تتحمل جزءاً من الوزرالذي وصلنا إليه، بسبب عدم تصرفها بالشكل اللازم، منذ انطلاقة الثورة السورية، وكان عليها أن تعد لهذه المرحلة، بعد أجراس الثاني عشرمن آذار ودروسه غيرالمستفاد منها على الإطلاق. وينبغي على القيادات التي يتم انتخابها، التأسيس لمرحلة جديدة، لاتتقاطع مع الأدوات القيادية في المرحلة الماضية، وأن تبادربقراءة الواقع، ونقد نفسها، والتعهدأمامالجماهيربقيادة لوائها، بل قبل كل شيء ردم أية هوة تبدومن قبل أطراف الحركة الكردية، حيث أن مسؤولية هذه القيادات جد صعبة، وهي امتحان كبيرلها، وإن أي فشل لهذه التجربة لايعني فشل الأحزاب التي هي نواة الوليد الجديد، بل سينعكس ذلك على شعبنا الكردي، لاسمح الله، في هذه المرحلة الأكثرحساسية وخطورة.

 

 

التعليقات مغلقة.