“تسرع القلب” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “محمد خليل” اختصاصي بأمراض القلب والأوعية الدموية
يتراوح معدل نبضات القلب الطبيعي ما بين 60 و100 في الدقيقة، فإذا كان المعدل أقل من 10 أو أكثر يتغاضى الطبيب النظر عنها، وعندما تكون ضربات القلب أكثر من المعدّل الطبيعي يسمى تسرع القلب، سواء كان تسرعاً سليماً أو تسرع مَرضي، وغالبا يكون سليماً.
وأوضح الدكتور “محمد خليل” اختصاصي بأمراض القلب والأوعية الدموية، خلال لقائه في برنامج صحتك بالدنيا، أن ضربات القلب لها عدة أنواع، وتنقسم لنوعين، وهي تسرّع ضَيّق المُركّب وتسرّع عريض المركّب، وأشهر الأنواع تسرّع الضيق المركب وهو “التسرع الجيبي” ويعني زيادة عدد ضربات القلب عن 100 ضربة، ويكون خارج من العقدة الجيبية التي تنظّم ضربات القلب، وهو ناجم عن “التهابات، حرارة، مشاكل تنفسية والكولون العصبي”، ومعدله غير ثابت، ويبدأ بالتدريج وينخفض بالتدريج، ولا يحتاج لأي علاج دوائي، إنما يختفي باختفاء الأسباب.
أما تسرع القلب عريض المركب “البطيني” فهو خطير ومهدد للحياة، سببه بنيوي بعضلة القلب، ناجم عن مشاكل في الصمامات أو ضعف في عضلة القلب.
بينما إذا كانت هناك شكوى من التسرّع ولكن في التشخيص لا يوجد شيء، فأن المريض يحتاج إلى تخطيط القلب عبر جهاز (هولتر)، الذي يُسجِّل نظم القلب لمدة يوم أو يومين عادةً، ويُستخدَم لاكتشاف اضطراب نبضات القلب، ويراجع تخطيط القلب خلال هذه المدة، أو إذا كان هناك تسرع شاذ للتدخل، وأكثر الإجراءات المتخذة للتدخل هي الدراسة الكهربائية الفيزيولوجية للقلب.
كما أن الرجفان الأذيني شائع جداً، وهو اختلال في نظم القلب وأسبابه خمسة، وهي: البدانة، التدخين، ارتفاع التوتر الشرياني، الأمراض الرئوية، ومرض نقص التروية، وهذه العوامل تكون محرضة، فالأذينة في هذه الحالة تعمل بشكل عشوائي وتؤدي إلى خسارة عمل القلب بنسبة 20 % وتستدعي بروتوكولاً خاصاً للعلاج وقد تؤدي إلى جلطة دماغية.
وبيّن الدكتور أسباب التسرّع، حيث يوجد لكل حالة سبب معين، فالتسرّع الجيبي يكون له أسباب ليس له علاقة بأمراض القلب بل بأمراض أخرى ويحرض على التسرع.
أما تسرع “ضيق المركب” فتكون المشكلة هي حدوث خلل بكهربائية القلب والتي تؤدي إلى التسرّع فوق البطيني، بينما تسرع “عريض المركب” فيكون سببه مشاكل قلبية بنسبة 80 %.
وهناك أدوية تتسبب بتسرع ضربات القلب مثل “حاصرات بيتا” التي توصف لمرضى الربو مثل البخاخ ورذاذ الربو، مشيراً إلى أن معظم الشباب المراجعين للعيادة يعانون من تسرع غير حقيقي ويكون مجرد إحساس بالتسرع.
وقال الدكتور أن التشخيص يكون عبر التخطيط ويستفاد المريض من هذا الإجراء خاصة أثناء النوبة، أما جهاز (هولتر) فأنه يستخدم للمريض في غير أوقات النوبة للمراقبة والتأكد من الإصابة، وعملية الكي تستخدم لعلاج تسارع القلب البطيني.
ولفت الدكتور إلى أن اختبار الجهد يُجرى لتحديد البؤرة الشاذة، وفي حال إذا كان هناك تحريض على تسرع ضربات القلب، فإن الطبيب يضطر إلى عملية “الكي”.
وأكد الدكتور أن تسرع الرجفان البطيني خطير جداً قد يؤدي إلى الوفاة خلال دقائق، إذا لم يتدخل الطبيب خلال 24 ساعة، كما أن تسرع عريضة المركب خطير ويجب التدخل في الوقت المناسب، وبقاء المريض في العناية المشددة مع دراسة مفصلة لمعرفة السبب ومعالجته.
أما التسرع فوق البطيني يعتبر سليم أكثر ويعالج دوائياً، كما أن التسرع الجيبي غير خطير ويعالج بسهولة.
ويُحدد العلاج حسب الحالة ونوع التسرع، فالتسرع الجيبي لا يستدعي للعلاج إنما يعالج السبب، والتسرع فوق البطيني يعالج بحاصرات البيتا والكلس، وأثناء النوبة الحادة يكون العلاج وريدي.
وقدّم الدكتور “محمد خليل” اختصاصي بأمراض القلب والأوعية الدموية، في ختام لقائه عدة توصيات، منها: عدم الخوف من التسرّع الجيبي خاصة عند الشباب ولا سيما الذين يعانون من انسدال الصمام التاجي، وهو حالة عرضية وعلاجه دعم نفسي فقط، عدم إهمال التسرّع عند المصابين والمتابعة حيث يؤدي أحياناً إلى اكتشاف الإصابة بمتلازمة “وولف باركنسون وايت” وهي حزمة شاذة وتحتاج للعلاج بالـ (كَي)، وعدم إهمال التسرّع البطيني لأنه يحتاج للدراسة والمتابعة، ويجب أيضاً زيارة طبيب القلبية مرة واحدة في عُمر الـ 40 لإجراء التخطيط، ثم مرة في الـ 50، وبعدها كل 5 سنوات، ثم كل 3 سنوات.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط الحلقة كاملاً:
التعليقات مغلقة.