“المرارة ومشاكلها الصحية” حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “وعد عبدالله” اختصاصي بالجراحة العامة

28

تُعرف المرارة بأنها عضو صغير على شكل الكمثرى يقع على الجانب الأيمن من البطن تحت الكبد، حيث تحوي المرارة سائلاً هضميًا (العصارة الصفراء) تُطلقه في الأمعاء الدقيقة، وفي معظم الحالات، تُسبب الحصوات الصفراوية التي تسد الأنبوب المؤدي إلى خارج المرارة الإصابة بالتهاب المرارة.

وأوضح الدكتور “وعد عبدالله” اختصاصي بالجراحة العامة، خلال لقائه في برنامج صحتك بالدنيا، أن حجم المرارة يتراوح بين 30 _ 60 مل ليتر لاستيعاب المادة الصفراوية، وتبدأ بوظيفتها عندما يبدأ الشخص بالأكل، وتفرغ محتوياتها بشكل تدريجي لهضم الطعام.

ومن أمراض المرارة الشائعة هي الإصابة بحصيات المرارة وتصيب نسبة 9% من النساء و6% عند الرجال، وتكمن عوامل الخطورة عند النساء أكثر من الرجال، نتيجة الوراثة، وبعض الأدوية، ونوعية الغذاء التي تلعب أيضاً دوراً في الإصابة.

وأشار الدكتور إلى أن هناك أعراض وصفية للحصيات المرارية وهناك أعراض عامة، والوصفية تكون على شكل ألم بمنطقة الشرسوف وتحت الأضلاع ويشعر المريض بعد الأكل بعدم الارتياح ويصاب بالتجشؤ ويشعر بغازات في المعدة، والغثيان، ويكون الألم على شكل نوبات متباعدة وحادة ومفاجئة، ويحدث هذا الألم بعد الأكل وقد يحدث أيضاً عند الاستيقاظ من النوم، ويستمر من 15 دقيقة لساعة ويكون الألم من متوسط إلى شديد ومزعج للمريض، وقد يحدث إقياء، منوهاً أن الألم لا يزول بالإقياء، كما أنه قد يزول بشكل مفاجئ.

 وتعود سبب هذه الأعراض إلى الحصيات، فالبحصة عندما تنزل من المرارة تعلق بالقناة المرارية وتحبس المفرزات وتسبب هذه الحالات.

وبيّن الدكتور أن التشخيص يكون حسب المرحلة العمرية، حيث يحتاج مريض كبير في السن إلى استشارة قلبية، أو هضمية وداخلية إذا كان هناك ألم في مقدمة المري، كما أن القصة السريرية توجه نحو تحديد المشكلة إضافة إلى التصوير عبر جهاز الإيكو مع التحاليل الخاصة بالمرارة.

والحل الجذري للمصاب هو الاستئصال الجراحي، وقد يتطور المرض إلى الإصابة بالتهاب المرارة مع استمرار الألم لست ساعات وأكثر ويعاني المريض من حرارة ويتم تشخيص المرض عبر جهاز الإيكو.

وعندما تحدث نوبة مغص ويتعدى المريض هذه النوبة؛ فإنه يتم دراسة المرض، وإذا تطورت الحالة إلى التهاب مرارة أو التهاب بنكرياس، حيث تمر البحصة بقناة المرارية إلى قناة الجامعة وقد تمر بالأمعاء وقد يحدث التهاب بنكرياسي، لذلك توجد اختلاطات خطيرة قد تحدث، والالتهاب البنكرياسي يُعالج وله أيضا اختلاطات حيث قد يؤدي إلى حدوث كيسات كاذبة وخراجات، فإذا لم يستجب المريض للعلاج المحافظ فإنه يتم عبر الجراحة.

وإذا كان هناك التهاب مرارة حاد فإنه يحتاج للجراحة إذا استمر نحو 72 ساعة، وإذا استمر الالتهاب أكثر من ثلاثة أيام فأن الجراحة تكون نوعا ما خطيرة حيث تكون هناك التهابات، والتصاقات قد تؤذي الأمعاء والاستئصال سيكون صعباً جداً، وهذه حالات نادرة، وإذا حدثت يضطر الطبيب لفتح البطن ويحتاج إلى خبرة عالية لاستئصال المرارة.

ولفت الدكتور إلى أن المرارة قد تُصيب الأعمار الصغيرة مثل الأطفال، وهي حالات قليلة، ويُصاب الأطفال المصابين بانحلال الدم والتلاسيميا، إلا أن اشيع الحالات تصيب أعمار 30 فما فوق، وأكثرها النساء، كما أن الحمل يُعد أحد العوامل المسببة بحصيات المرارة.

وقال الدكتور إن بعض حالات الإصابة بحصيات المرارة التي لا تشتكي من وجود أعراض وألم، تحتاج إلى معالجة دوائية، ونسبة قليلة من هؤلاء قد يتطور معهم المرض، كما تتشابه أحياناً أعراض الكولون العصبي مع حصيات المرارة، وعند جزم الإصابة بحصيات المرارة فإن العلاج يكون باستئصالها.

وفي ختام لقائه قدم الدكتور “وعد عبد الله” اختصاصي بالجراحة العامة، عدة توصيات، منها: الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي قليل الكربوهيدرات، التقليل من النشويات، الاهتمام والتركيز على البروتينات وأخذ ما يقارب من 70 إلى 100 غرام يومياً لحاجة الجسم، التقليل من الدسم، أما بالنسبة لمريض المرارة الذي يعاني من نوبات المغص فيجب أيضا تجنب الطعام الدسم، لأنه المحرض الرئيسي لحدوث نوبات.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط الحلقة كاملاً:

التعليقات مغلقة.