“عمليات الانفال”.. هولوكوست الكرد

32

قبل 29 عاما ، انطلقت “حملات الانفال” وهي إحدى عمليات الإبادة الجماعية التي شنها النظام العراقي السابق عام 1988 ضد المواطنين الكرد في إقليم كردستان وقد اوكلت قيادة الحملة إلى علي حسن المجيد المعروف بعلي الكيمياوي،ابن عم رئيس النظام صدام حسين الذي كان يشغل حينها منصب امين سر مكتب الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي وبمثابة الحاكم العسكري للمنطقة ،فيما كان وزير الدفاع العراقي الاسبق سلطان هاشم القائد العسكري للحملة .

وقد سميت الحملة بالأنفال نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. وقام بتنفيذ حملة الابادة هذه قوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل مع قوات النخبة من الحرس الجمهوري بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي وافواج ما كان يسمى بالدفاع الوطني التي شكلها النظام العراقي انذاك لمحاربة أبناء جلدتهم وقد تضمنت العملية ثمانية مراحل.

وقد حددت حكومة إقليم كردستان يوم الـ 14من شهر ابريل/نيسان من كل عام يوما سنويا لإستذكار ضحايا عمليات الأنفال.

المرحلة الاولى بدأت بالهجوم على منطقة سركلو وبركلو وقد استغرقت هذه المرحلة 3 اسابيع. فيما المرحلة الثانية بدأت بالهجوم على منطقة قره داغ و بازيان ودربنديخان واستمرت هذه العملية من 22 مارس/اذار إلى 30 منه  عام 1988.أما  المرحلة الثالثة فقد شملت الهجوم على منطقة كرميان ، كلار، باونور، كفري، دووز، سنكاو، قادر كرم في محافظة كركوك. والمرحلة الرابعة بدأت عندما قام النظام العراقي السابق بشن هجوم على منطقة حوض الزاب الصغيرأي منطقة كويسنجق وطق طق وآغجلر وناوشوان . والمراحل الخامسة والسادسة والسابعة من العملية بدأت بالهجوم على المناطق الجبلية في محافظة اربيل ومحيط شقلاوة و راوندوز وجرى تدمير القرى بالمنطقة بالكامل . والمرحلة الثامنة ، وهي اخر مراحل العملية فقد بدأت في 25 من أغسطس/آب سنة 1988 وقد شملت منطقة بهدينان ، آميدي(العمادية)، آكري(عقرة) ، زاخو، شيخان، دهوك ، وقد استمرت هذه العملية حتى الـ 6 من سبتمبر/ ايلول  من نفس العام.

وقد ادت عمليات الانفال هذه الى تدمير أكثر من 5 آلاف قرية واستشهاد أكثر من 182 ألف من المدنيين الكرد الابرياء بينهم الآلاف من النساء والاطفال دفنوا أحياء في صحارى جنوب العراق في مقابر جماعية .

كما استخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع انواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي من الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور.

وقد اصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا الخاصة بجرائم الانفال، في 24يونيو/ حزيران 2007، احكاما بالاعدام والسجن المؤبد على خمسة متهمين في قضية الانفال.

1  ــ الاعدام شنقا على المتهم علي حسن المجيد الملقب بعلي الكيمياوي إثر ادانته بارتكاب ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية في جرائم الانفال.

2   ــ حكم الاعدام شنقا على المتهم سلطان هاشم أحمد الطائي وزير الدفاع.

3 ــ  حكم الاعدام شنقا على المتهم حسين رشيد التكريتي معاون رئيس اركان الجيش .

4 ــ حكم السجن مدى الحياة على المتهم صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية.

5 ــ  حكم السجن مدى الحياة على المتهم فرحان مطلق الجبوري بتهمة المشاركة في التهيئة لجريمة الابادة الجماعية.

6- واسقط القاضي التهم عن طاهر توفيق العاني المحافظ الاسبق لنينوى لانعدام الأدلة.

هذا وافادت نائبة عن الكتل الكردستانية  في البرلمان العراقي،امس الخميس، بتصويت البرلمان بالاجماع على صيغة قرار نيابي بشأن جرائم الانفال التي قام بها النظام العراقي البائد ضد الكرد في العراق  .

التعليقات مغلقة.