وطن….

29

 

 

وطن
سليم مجيد

أمهلوك موتاً

وفراشة لا تقتلها عيناك

من جبل تاجه

الحجل

وسهل غرد فيه الماء والشجر

أطلقوك سهماً

في الغربة

ودمك اليروي

النخيل

يردّد

“الي مضيع وطن…وين الوطن يلقاه”

يا الحاضر في غيابك

في الليل تهبط المخادع

توزع جراحك بهدوء

وترحل فينا حتى آخر الأحلام

ويا وطناً استوطنه

الطغماموت

كم شهيداً شربه

الدجلة

كم عيناً حصدتها

البنادق

حتى تفجرت عيناً

من نار وغربة

أحنّك

وتزحف تحت الأسلاك

تتسلق قامتك

إلى الموت تهرب

من الموت تهرب

يهربك المهروبون

وأبناؤك

النخيل فيك

الحب

والموت أفقك غائم

وحبك يصعد تلال

القلب بهدوء

تتفرفص في ثياب

الغربة

تمسك ذاتك بذاتك

وجهك للحزن

قارة

جسد من ألم مكسور

أتقرّاك

أتقرّى ملامح وجهي

أتكئ على وجع

وأحتضنك حمامة

أحتسيك

أبعثر رمال غربتك

متلوثا بجمال الورد

شموخ الجبل

انكسار المسافات

أناديك… وا….

الصوت يغمد في المدى

لا الغرفة تهر من البكاء

ولا البلابل

هجرت الأزمنة تاركا عشبك يمارس بكاؤه

بين أصابع الليل

حيث الأرض تحتسي

الكيمياء والخردل

أمسك يدي

كي لا ينهدّ الجدار

وبقايا الصور

النهار يمضي

كعيني قاتل

وأنت تختبئ في جلدك

سرت نحوك خمسين وطناً

وما أطفأت ظمأي

هذا دمي يركض نحوك

فمتى ألطخك به؟

 

نشرت هذه المادة في العدد (59) من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/2/201706

التعليقات مغلقة.