مساءات خرساء
شوق معقود الكفين
١-
حين يأتي المساء
أصحو من همهمات التعب
مشدوهة الحركة
حواسي كلها مغلولة هناك..
***
لاتزين سمائي النجوم
تلك التي أضاعت مراقدها
تتراكض خلف الحرائق نحوكَ
***
حين يأتي المساء
أتكوَّر ككرة الثلج دونما ملامح
إلا من عادة قضم الأظافر
تستمر بلا ملل .
٢-
لاشيء خلف وجهي
سوى أعينهم القلقلة
تجمع حزني.
سوى أيدٍ خجولة
تحتضر.
سوى أسطرٍ فارغة
تتلعثم بحضوركَ.
سوى بسملات الرجاء
وترقب الدهشة.
سوى أرجوحة الخيبات
الثمِلة ضدي.
سوى تهالك الصور
على جدران يومي.
لاشيء خلف وجهي
سوى وجهي
لا يمازح الحقيقة.
٣-
أتظاهر بالقوة
أشحذ صدأ المفاصل
لا اهتزاز أو خلل
صوتي يرجّ الصدى
وقامتي تسابق الفراغ
يُسلِّم النهار ودائعه
أرتمي حطباً هشّاً
يسكنني الصمت
تحاربني عظام رقبتي
والأوراق التي أخفي بها قلبي
يرمقني الصحن الجائع لمفرداتي
يستفزّ برودي
وهو على يقين
أنّ أسطولي
ليس إلا حفنة مسامير
٤-
أنا الضعيفة اليابسة
الهاربة من انفلات الزمن
أحرقها الصقيع
و أهاج الضباب ذاكرتي
فرطبها ببعض الفرح
واهنة القوى
في سحن كلابهم المسعورة
و شزر عيونهم
ضعيفة أنا
مطيعة لأضلاع الوقت
دون تَسيُب
كآلة الليل و النهار
في الدوران
أمضي بعكازين من الهواء
و قلب ينبض بالكاد
يستند على ثقب في السماء
لم تدهشني بلاد الغرب أبداً
فهي مَدينةٌ لي
بما حمَّلتني من الفقد
منذ يومي الأول
و حتى يومي هذا
أتوسدُ كلّ مساء قشة هراء
و أسحل الموت
لأجل البقاء
نشرت هذه المادة في العدد (59) من صحيفة “Buyerpress”
التعليقات مغلقة.