” المؤتمر الكردستاني ” بعهدة أنصار المشروعين ” الكردستاني والأمة الديمقراطية” وإمكانية تحقيق “تسوية تاريخية” بينهما…!!

33
16144240_1533286286686212_1461092238_n
عبدالصمد موسى

عبدالصمد موسى

 إن إظهار الدعم الكامل لمسيرة الإعلان عن “دولة كردستان المستقلة” في قسمها الجنوبي من قبل أنصار مشروع “الأمة الديمقراطية” يعد بادرة جدية وبمثابة الشرط اللازم والكافي لعقد “المؤتمر الكردستاني” وكمقدمة لتحقيق “تسوية تاريخية “ومدخل للحوار والمصالحة وتعزيز الثقة بين أنصار المشروعين..هذا من جهة ومن جهة أخرى يتطلب من أنصارالمشروع”الكردستاني”الإقراربالدور الكبير الذي يضطلع به قوات الـ”YPG”والـ”YPJ” في هذه المرحلة في حماية “روجآفاي كردستان ” من خطر التنظيمات الإرهابية والتأكيد على أهمية البحث عن الشراكة الحقيقية واستئناف الحوار فيما بين الطرفين، على أرضية جديدة وبروح الإتفاقات السابقة هولير1،2ودهوك وملحقاتهما.. للتوصل الى حالة وفاق “دستوري”  ينظم العلاقة بينهما ويساهم في وضع صيغ لشكل ونظام الحكم وعرضها على إستفتاء شعبي عام ليتم اعتمادها بشكلها النهائي ..

ويأتي طرح “الفدرالية” المعلن من قبل الطرفين كأحد اوجه هذه الصيغ للنقاش حولها والتي يجب أن تساعد على تعزيز التفاهمات والرؤى المتماثلة لإستحقاقات المرحلة، بغض النظر عن الخلافات والتباينات التي قد تظهر في المرحلة الانتقالية والتي يمكن تجاوزها، من خلال اعتماد آليات حوار دائمة كوسيلة مثلى سياسية وحضارية لتخطي كل ذلك. وبهذا المعنى يتحول موضوع وجود “المشروعين” إلى عامل قوة ووئام بدلا من أن يكون عامل ضعف وصدام، ومحاولة لقطع الطريق أمام الاستفراد بطرف دون آخر وزرع الفتنة بين الطرفين كما يراد ويخطط له من قبل الدول المقسمة لكردستان وعبر المتواطئين معهم من “الطابور الخامس “الذين باتوا ينشطون تحت عناوين سياسية، ثقافية، اجتماعية…متعددة، ويعلنون جهارا معارضتهم  لمطلب الإعلان عن “دولة كردستان” المستقلة تحت حجج وذرائع باطلة ..تساق باسم الشعب ومصلحته..! وكَردّ مسؤول من قبل أنصار المشروعين على هذه المواقف في هذه المرحلة المصيرية ،يتطلب الإسراع لتحقيق “التسوية التاريخية” تمهيدا لعقد “المؤتمر الكردستاني” المنشود. لتشكل ردّا على كل هذه المحاولات والتحركات المفعمة”بكردايتية” زائفة ومضللة ..وللتخفيف من أجواء الاحتقان والتوتر السائدة بين أنصارالمشروعين”الكردستاني”                                                                                         و”الأمة الديمقراطية “على ساحة “روجآفاي”كردستان والتي تنذر-إذا ما استمرت- بنتائج وخيمة لا على صعيد التقليل من حجم المكاسب المأمول أن يحققها الشعب الكردي مقارنة بتضحيات أبنائه البطولية في مواجهة الإرهاب عند أيّة فرصة سانحة بل إن الإخفاق والفشل في هذا الحال قد يطيح بوجوده وبمستقبلة  ويجعل من مسألة حقوقه لا تتجاوز في أحسن الأحوال ديماغوجيا “المواطنة “في البلدان التي يعيش فيها .

إزاء هذه الأخطار المصيرية وما أن يلوح في الأفق أجواء من الانفراج حتى نتفاجأ بتصريحات وممارسات تصعيدية عبر وسائل الإعلام وعلى أرض الواقع هنا وهناك، لتنال من الرموز والمقدسات القومية منها حرق العلم الكردي كما حصل مؤخرا في عامودا…في محاولة من الساعين للفتنة تغييب لغة الحوار والدفع بالأوضاع نحو المزيد من المواجهة الى حدّ الاقتتال الكردي – الكردي. رغم كل ذلك ليس بخاف على أحد أن دول الهيمنة العالمية التي تسعى لترتيب المنطقة وفق مصالحها تتجنب الدخول في مواجهات تقليدية مع الدول المقسمة لكردستان وتجعلها تستعر بنار ” الفوضى الخلاقة “كما أنها تعمل بالتوازي مع ذلك للحد من حجم التحولات الديمقراطية التي تجري في المنطقة خاصة في كردستان بما تنطوي علية من كمون  ثوري مقاوم قد يلعب دور “المولد “لأي تغير ديمقراطي لذا نراها تقدم دعمها من جهة لإقليم كردستان والبشمركة وكذلك الـ”YPG”والـ”YPJ”  ومن جهة أخرى تسعى لطمأنة الدول المقسمة لكردستان والتأكيد لها على وحدة وسيادة أراضيها..وأن دعمها للكرد لا يتجاوز حدود دورهم في محاربة الارهاب ..

إزاء كل ذلك وتحسبا لأسوء السيناريوهات لا بدّ من تفعيل “العامل الذاتي الكردستاني ” وتوحيد طاقاته وذلك من خلال العمل على تحقيق “تسوية سياسية” بين أنصار المشروعين كَردّ ناجع لما نواجه من تحديات وهذا يستدعي اعتماد الحوار كأولوية سياسية وحضارية بين الطرفين انطلاقا من قناعة أنه لا يمكن  الحديث عن أي انتصار حقيقي في أي جزء ما لم يتكامل مع “استراتيجية “الانتصار في الأجزاء الأخرى ..بعيدا عن الحسابات الضيقة والعقلية الشمولية والعمل بروح الشراكة الحقيقية ودعوة جميع الكردستانيين المشاركة في تحديد مصيرها ومستقبلها كما يجب أن نرتقي بأدائنا لنكون عند مستوى تضحيات أبطالنا في محاربتهم للإرهاب من الـ”YPG”والـ”YPJ” والبشمركة وعدم تفويت الفرصة التاريخية لتحقيق تطلعات شعبنا المشروعة، لذا لا بدّ من إنجاز هذه التسوية المصالحة التاريخية بما يعزز روح”الكردايتية “الحقة في مواجهة “الكردايتية” المزيفة التي ترعاها وتساندها الدول المقسمة لكردستان والتي تبدأ أولا بوضع “دستور ديمقراطي” يوائم بين المشروعين لتحقيق “تسوية تاريخية ” تأخذ من دولة كردستان الجنوبية نواة لـ”دولة كردستان” الفيدرالية الواحدة كاستراتيجية وليبقى الاختلاف في المراحل الانتقالية بالاتفاق على تحديد شكل وآليات نظام الحكم حسب الظروف الملموسة لكل جزء لتتوفر بذلك الأرضية اللازمة لعقد “المؤتمر الكردستاني” لتقوم بوضع الاستراتيجيات اللازمة والميكانيزمات المطلوبة فيما يتعلق بكل جزء وبكردستان عامة وعليه نؤكد أن “دولة كردستان” التي ننشدها لا تحاكي أي نظام “قوموي” شمولي ألِفناه بل ستكون بمثابة الأم الحاضنة لجميع أبنائها نظام” لامركزي”فيدرالي تعددي يستمد من إرث “شعوب كردستان” ومن روح هذا الشرق العظيم مثاله ونموذجه بذلك ننتصر لقضيتنا ونقطع الطريق على”الهار باكيين” الجدد للتظاهر ب”كردايتية “زائفة والتخفي وراء هذا المشروع أو ذاك لزرع الشقاق والاستقواء بأحدنا في مواجهة الآخر خدمة لمصالحهم الضيقة وتغطية لتواطؤهم التاريخي مع محتلي كردستان..!!

نشرت هذه المقالة في العدد 57 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/1/2017

16118352_1532483513433156_1266549255_n

التعليقات مغلقة.