الأحزاب السياسية تحدد موقفها من أستانة: لسنا ملزمين بقرارات لا نشارك فيها
عبّرت الأحزاب السياسية في روج آفا عن قناعتها التامة بأن الحوار الديمقراطي السوري السوري هو أساس الحل في سوريا، وأكدت أنّ أي مصادرة للإرادة السورية الحقيقية ستبوء بالفشل، وقالت “لن نكون ملزمين بنتائج أي حوار لا نشارك فيه .. نحن واثقون من أنفسنا، ونمتلك الإمكانية والإرادة لإنجاح مشروعنا الفيدرالي الديمقراطي لشمال سوريا والتأسيس لبناء سوريا دولة فيدرالية ديمقراطية”.
وأصدرت القوى والأحزاب السياسية في روج آفا بياناً كتابياً مشتركاً إلى الرأي العام بخصوص موقفها من اجتماع الأستانة المزمع عقده في الـ 23 من كانون الثاني الجاري، أكدت فيه أن أحد رعاة الأستانة هو في نفس الوقت “أحد رعاة وداعمي الإرهاب وأحد الأطراف الرئيسية الأكثر سلبية في الأزمة السورية ولا يمكن أن يكون راعياً صالحا للحل فيها”.
ونص البيان هو كالتالي:
“نحن القوى الموقعة على هذا البيان، ومنذ بدء الأزمة السورية أكدنا على ضرورة الحل السياسي المبني على معالجة الأسباب العميقة والبنيوية للأزمة والانطلاق منها نحو بناء سوريا المستقبل وفق الإرادة الحرة لأبنائها، ونبذنا دائماً الخيارات الأمنية والعسكرية المدمرة لسوريا ولشعبها، وأبدينا استعدادنا الدائم للمشاركة الفعّالة في أي مسعىً حقيقي وجدّي لإنهاء الأزمة عبر حوار سوري سوري برعاية دولية ووفق قرارات الشرعية الأممية ذات الصلة. إلّا أن المحاولات والمساعي السابقة للمفاوضات جميعها لم تؤدي إلى أي نجاح يذكر، لعدم تعبيرها عن الإرادة السورية ومصالح الشعب السوري ولعدم مشاركة الممثلين الحقيقيين لهذه الإرادة.
وفي الوقت المستقطع الذي تمليه ظروف الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تبدو الأزمة السورية وكأنها تأخذ منحىً آخر في محاولة من القوى المؤثرة في الأزمة لتغيير الواقع العسكري الميداني وبالتالي التوازنات السياسية القائمة، فبعد الاتفاقات الروسية التركية الإيرانية المعلنة منها وغير المعلنة وبالتناغم مع النظام السوري، تمّ الاحتلال التركي لأجزاء كبيرة وهامة من الأراضي السورية في جرابلس وشهبا ومنطقة الباب أعقبه سيطرة النظام على شرقي حلب، بحيث بات واضحاً بأنّ التغيرات العسكرية على الأرض تدفع المحور نفسه لخلق تغييرات على الخارطة السياسية بهدف وضع الشعب السوري وكذلك الإدارة الامريكية القادمة أمام أمر واقع جديد للانطلاق منه نحو تقاسم المصالح في سوريا والمنطقة.
وفي هذا السياق يتمّ في الوقت الراهن سباق مع الزمن لعقد مؤتمر حوار ومفاوضات حول الأزمة السورية في أستانا عاصمة كازاخستان، برعاية روسية تركية إيرانية، في أجواء ضبابية وغامضة لم يتبين من تحضيراته وترتيباته الشيء الكثير على الرغم من أنه لم يعد يفصلنا عن موعد انعقاده إلا بضعة أيام، مما يخلق هواجس جدّية بأنه سيكون حلقة أخرى من الحلقات الفاشلة لمفاوضات حل الأزمة السورية، خاصة وأن أحد رعاة هذا المؤتمر هو في نفس الوقت أحد رعاة وداعمي الإرهاب وأحد الأطراف الرئيسية الأكثر سلبية في الأزمة السورية ولا يمكن أن يكون راعياً صالحا للحل فيها، وهو بعد أن ساوم على رأس الفصائل المسلحة في شرقي حلب والشمال السوري يريد أن يساوم على إبعاد أهم وأكبر القوى المواجهة للإرهاب في سوريا وصاحبة المشروع الحقيقي للحل الديمقراطي للأزمة السورية.
إننا في الوقت الذي نؤكد فيه على قناعتنا التامة بأن الحوار الديمقراطي السوري السوري هو أساس الحل في سوريا، نؤكد بأن أي مصادرة للإرادة السورية الحقيقية ستبوء بالفشل، ولن نكون ملزمين بنتائج أي حوار أو مفاوضات لا نشارك فيها، كما أن تحريك بعض العناصر والجهات الداخلية المرتبطة بالقوى المعادية لتجربتنا ومشروعنا للحل كطابور خامس، لن تنفع رعاتها ولن تشكل أية قيمة سياسية، وأية محاولة لتزييف تمثيل المكونات المجتمعية والكيانات السياسية ستبقى فارغة من أي مضمون ولن تمثل إلا شخوصها.
نحن واثقون من أنفسنا، ونمتلك الإمكانية والإرادة الكافية في الاستمرار في إنجاح مشروعنا الفيدرالي الديمقراطي لشمال سوريا والتأسيس لبناء سوريا دولة فيدرالية ديمقراطية. وسنبقى منفتحين دائماً للقيام بدورنا للمساهمة وإنجاح أية مفاوضات وأي حوار سوري سوري مبدأي، جاد يبحث عن الحل السياسي الحقيقي للأزمة السورية.
والأحزاب الموقعة على البيان:
-أحزاب حركة المجتمع الديمقراطي.
-التحالف الوطني الكردي في سوريا.
-تجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد.
-الهيئة الوطنية العربية.
-الحزب الديمقراطي الكردي السوري.
هاوار
التعليقات مغلقة.