قــــراءة فــــي دعـــــوة الســيد آلــــدار خــلــيــــــل
لقد كانت السنوات التي مضت في سوريا وخاصة بعد التحولات التي حدثت على الصعيد الكردي كافية لفهم مدى الالتفاف والتآمر على عدم تطور الملف الكردي ومنع أي مؤشرات تبرز الدور الهام للأكراد على الساحة السورية، حدوث تباين في المواقف ومن ثم تناقضات ما بين القوى السياسية في روجآفا سببت فيما بعد وبحكم تداخل الرؤى الاستراتيجية شرخاً فيما بين القوى تلك بفعل التفاف البعض حول المعارضة التي منحت نفسها الشرعية الحقيقية ومن ثم تبين فيما بعد لا حول لها ولا قوة، إنما تابعة راضخة لقرارات الجهات المعنية بالملف السوري ومن ثم انحرفت تلك المعارضات عن مسارها في ممارسة دورها الوطني وقد تعمم هذا الحال على كل من رأت في تلك المعارضة سبيلاً للنجاة بمن فيهم المجلس الوطني الكردي، الملفت للنظر إن هذه المعارضة لم تقدم أي أمر مهم فيما يخص الدور الكردي المستقبلي في سوريا بالرغم من وجود المجلس الوطني الكردي في تلك الصفوف وهنا إن دلّ على شيء دلّ على فشل القوى الكردية تلك في توضيح أهمية ودور الكرد في مستقبل سوريا ففي المفاوضات التي كانت يتم فيها المناقشة حول رسم مستقبل سوريا –جنيف- كانت المعارضة ترى في الأكراد غجراً وتارة طيور مهاجرة وتارة أقلية ليس لها سوى 4% من حجم السكان، أما الطرف الآخر المتمثل بالإدارة الذاتية ومؤسساتها فقد لازم خطه في العمل وتبنى الخط الثالث الذي يرى فيها ضرورة من ضرورات الحل وبالتالي رفض الدور التابع في الخطوط الواردة على الساحة السورية وأصبح بذلك التوجه هدفاً شرعياً للقوى المناهضة لنمو الدور الكردي وكذلك للقوى الكردية التي رأت في هذه السياسة توجهاً أقرب إلى الجنون وبالتالي انتهى موقفهم بموقف نفس القوى التي عادت هذه التحول- الائتلاف ومن يدعمه- وهنا يعزى الأمر إلى تورط الطرف الكردي في الائتلاف بالعديد من القضايا التي لم يعد بإمكانه العدول عنه عضويته بالسهولة المرجوة وهذا خطأ استراتيجي مقارنة بالقراءة الاستراتيجية الأخرى.
– الإدارة الذاتية الديمقراطية وفي طرحها للعديد من المبادرات التي من شانها توحيد الصف الكردي في روجآفا كانت منذ البداية حريصة على هذا التوجه بحكم إن حالة التنوع السائدة ضمنها يقتضي قبول كل منطق مادام يرنو إلى خدمة الشعب، وترافق مع ذلك العديد من النداءات كان آخرها ما أطلقه السيد آلدار خليل عضو الهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي حول إن العودة إلى المسار الوطني وتوحيد الجهود لخدمة الشعب الكردي وضرورة دعم القوى الكردية في روجآفا للمؤتمر الوطني الكردي أمراً هاماً وهنا يمكن القول إن دعوة خليل لم تكن بنية رفع العتب والقول في المحاضر والجلسات الديبلوماسية إنها دعوة وتمت، وإنما كان هناك ولازال باعتقادي الشخصي جهود جادة من أجل تحقيق هذه الدعوة لاعتبارات مهمة، ثم إن السيد خليل لم يطرح شروط لتلبية الدعوة وإنما قال إنه لابد من العودة والنقاش بما معناه إنهم منفتحون على كل ما يمكن من أجل إنماء الدور الكردي وتحقيق الوحدة الوطنية ، إن قيام أطراف من المجلس الوطني الكردي وكذلك العديد من الأقلام التي لابد لها وفي هذا التوقيت إن تكون أقرب إلى الضمير والأخلاق الوطنية من التبعية أو مساندة المواقف المنحازة فالأقلام الحرة يمكن لها تقييم الدعوات الوطنية وطرح ما يمكن تطويرها لا التعقيب عليها ولا النظر إليها إلى إنها لا تلبي الحاجة، المجلس الوطني قابل الدعوة المفتوحة بالشروط وهنا لا يمكن أن تكون دعوة إذا ما ترافقت بشروط بالتالي تحولت على اتفاق أو تفاوض وهذا ما لا يحتاجه الملف الكردي – الكردي أصلاً لإن دعوة السيد خليل تأتي في إطار اتفاق ما بين القوى الكردية ومن بينها دهوك1 وغيرها، قيام البعض من ربط الأمر بضرورات حل الإدارة الذاتية مثلاً لا يلبي الحاجة الكردية أصلاً، مشروع قائم على دعائم ثورية وقد اصبح له من العمر ما يقارب الأربع سنوات كيف يمكن له أن يحُل وثم وإن كان فما البديل عن الإدارة الذاتية من قبل المطالبين بالحل مثلاً؟، الأمر الآخر دعوة الأطراف ذاتها إلى وجود قوات عسكرية غير المتواجدة الآن كيف يمكن لها أن تتواجد ونحن نعلم إن في باشور كردستان كل ما جد جديد ما بين القوى الكردية يتم اللوح بالتدخل العسكري ناهيكم عن الصراع المرير ما بين القوى الكردستانية في باشور كردستان في تسعينيات القرن المنصرم، وتصريحات السيد نيجرفان البارزاني مؤخراً حول شنكال أوضح حال على ذلك ، لو كان هناك قوى عسكرية أخرى تابعة للمجلس الوطني لتدخلت هذه القوى في كل مناسبة ضد القوى الكردية التابعة للإدارة الذاتية وبالتالي كان النهاية اقتتال داخلي أمام مرأى داعش والنظام والدول التي لها مصالح اصلاً في تعليق تقدم القوى الديمقراطية بما فيهم الكرد السوريين في تحقيق مشروعهم الديمقراطي السوري.
– يبدو إن القوى التي لاقت دعوة السيد آلدار خليل لم تستوعب ولم تتوقع هذه الدعوة خاصة إنه لا يوجد ضغوطات أصلاً لإطلاق هكذا دعوات عدا الواجب الوطني واخلاقيات العمل كأخوة حتى كالوا بالهجوم وقراءتها بالشكل المعاكس وكأنه هناك من طلب منهم أتخاذ هذا الموقف من هذه الدعوة، حبذا لو تم قبول الدعوة ومن ثم اللقاء وبعدها تم طرح بديل الإدارة الذاتية وحبذا لم تم اللقاء وتم طرح بديل للقوات العسكرية الموجودة الآن بما يساهم في وحدة الصف الكردي وتحقيق الوحدة الوطنية، حبذا لم تم اللقاء وتم مناقشة كيفية العمل من أجل الوقوف امام الدور التركي السلبي تجاه الملف الكردي في سوريا، حبذا لو كتب من قيّم الدعوة بالسلبية ببديلات الطرح وارتقت إلى مستوى الأخلاق الوطنية، سوريا اليوم تمر في ظروف مهمة وإن الأكراد إذا ما أدركوا حقيقة هذا التحول سيكون لهم الدور المنشود في المستقبل السوري ، الائتلاف أصبح فارغاً من مضامين الحل ولم يعد له أي وزن وتعرى من دوره الوطني فالعجب إنه حتى الآن ما زال البعض يحتمى بظلاله!
– المؤتمر الوطني الكردي ضرورة من ضرورات العمل المشترك والانطلاق نحو آفاق مستقبلية يتم فيها بناء الدور والمجد الكرديين وإن أي تنصل من تلك المهام أو رفض احتضان ما يمكن له تحقيق التطور لشعبنا هو تخلق أخلاقي ووطني عن أداء الواجب المطلوب وهنا السؤال برسم الوطنيين ماذا تستطيعون فعله من اجل الشعب الكردي فتفضلوا!
التعليقات مغلقة.