هناك أشخاص مقرّبون من المجلس الوطني الكردي, متواطئون في إصدار الاتهامات وليس الحقائق، نحن لا نخشاها.. ولكنّا نرفض الاتهامات الكاذبة والفوضوية
– ليست هناك حصانة لا للإعلاميين ولا للسياسيين ولا لأيّ من الإداريين، عندما يتحولون إلى أشخاص مسيئين يرتكبون جرماً أو يفتعلون مشاجرة.
– الإعلام الكردي لم يمنح كوباني حقّها كاملا، لذا عليه تسليط الضوء على هذه الملاحم.
-لا نقصّر تجاه أي التزام أو مسؤوليّة تقع على عاتق الإدارة بخصوص عوائل الشهداء، ولدينا مشروع سكني وتعليمي وصحّي خاص بهم.
– هناك أحزاب تتحسس من موضوع الترخيص، ونحن ندرك تاريخهم القريب، عندما كانوا يطالبون النظام بإصدار قانون للأحزاب.
– استطعنا تأمين مدارس للطلاب الذين بلغ عددهم هذه السنة رغم شحّ الإمكانيات 35 ألف طالب وطالبة، فتحنا أكثر من 260 مدرسة، وبوجود أكثر 1900 مدرّس ومدرّسة.
– الميزة الأساسيّة لشهداء كوباني أنّ معظمهم كانوا من القياديين.
بداية لو نتحدث عن حملة إعمار مدينة كوباني، أين وصلت تلك الحملة، وما الذي تمّ إنجازه حتّى الآن؟
منذ تحرير مدنية كوباني في 21/1/2015، كانت هناك وعود كثيرة سواء من قبل المنظمات الدولية أومن بعض الدول والقوى الكردستانية، ولكن للأسف عند البدء بعملية الإعمار أو إعادة الحال إلى ما كان عليه، فقط أهلنا في باكوري كردستان هم الذين قدموا الدعم عن طريق تقديم الآليات لرفع الأنقاض.
وهذا الدعم كان عبارة عن تقديم الآليات لرفع الأنقاض في كوباني، وكانت حوالي مئة آلية من الآليآت الثقيلة مثل القاطرات والتركسات، إضافة إلى العاملين من السائقين وعمّال الانتشال ومجموعة من فرق الإنقاذ، وذلك لانتشال جثث إرهابيّ “داعش” الموجودة بين الأنقاض، إضافة إلى تقديم الأدوية أو ما يسمى بالمبيدات الحشرية، وتقديم الخدمات بما يخصّ مياه الشرب وتنظيف الأحواض، كحوض قرقوي، وحوض الإذاعة الموجود في المقاطعة، صراحة المنظمات التي أتت إلى كوباني كان عددها كبيرا منذ البداية، ثم تقلّص العدد إلى العشرات. وقد وعدونا حينها بالمساعدة إلى جانب الاهتمام بالبناء والبنية التحتية وفي الجانب الزراعي والاقتصادي أيضاً، وكانت هناك وعود حتى من الاتحاد الأوروبي، ففي بلجيكا عقد مؤتمر لإعادة الإعمار، حينها وعد المؤتمر من الاتحاد الأوروبي بإعطاء دعم مادي ولكن بقي الوعد حبرا على الورق. فقط ما قدّمه أهلنا في باكوري كردستان، هو الدعم الوحيد.
– ما هي أسباب عدم دعم المنظمات العالميّة لمدينة كوباني؟
أعتقد أنّه هناك بعض الأمور السياسيّة، كما أنّ تركيا تقف عائقاً أمام هذا الدعم، فهي أغلقت المعبر أكثر من خمسة أشهر ولا تسمح بدخول أي شيء، وفي الجانب الآخر، هناك القوى الكردستانية، أقصد إقليم كردستان الذي أغلق المعبر، ولدينا عدّة آليات عائدة لمقاطعة كوباني مازالت في الطرف الآخر من معبر سيمالكا، ممنوحة من منظمات أجنبية وقوى كردستانية، والبعض منّها تمّ شراؤها من تبرعات بعض مواطني كانتون الجزيرة، وهذا الحجز والتأخير أيضا أثر على إعادة إعمار كوباني، لذا أرى أن عدم تقديم الدعم مرتبط بأجندات سياسيّة.
– كوباني، ماذا يعني هذا الاسم لدى الغرب؟
راهنوا كثيرا على سقوطها، مثلها مثل الرقة والموصل، لكن المفاجأة كانت كبيرة، لأنّ الأعداد من مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة كانت قليلة، إضافة لبعض الأعضاء من كتائب الجيش الحر، ذو التوجهات الديمقراطية مثل شمس الشمال، وثوار الرقة، وجبهة الأكراد، وبعض اليساريين الأتراك، فمنذ بداية الهجمة، وخاصة حين دخولهم أطراف المدينة، كانت هناك أصوات داعمة لداعش، ما بين أن كوباني ستسقط ولا مجال للحديث عن الصمود، وكانت المفاجأة صمود قواتنا، وعندها أُثبت للعالم أنّها ليست كما توقّعوا وراهنوا عليها، لذا أخذت هذا الصيت لدى أحرار العالم.
– هل أخذت كوباني نصيبها من الإعلام العالمي؟
أعتقد أنّ صمود المقاتلين وبطولاتهم الملحمية منحتها شهرة عالميّة.
وماذا عن اللإعلام الكرديّ؟
أعتقد أنّه منحها جزء من حقّه، ولكن بقي الجزء الكبير، لم يمنحها حقها كاملا، لذلك على الإعلاميين تسليط الضوء على هذه الملاحم. حصلت الكثير من المجازر بحقّ الكرد منذ القرن الماضي وحتّى اليوم، لكن كوباني منحت الكرد روح المقاومة والانبعاث مجدداً.
– كيف كانت أوضاع المدينة قبل فتح الطريق بينها وبين كانتون الجزيرة؟
يعني أصبحت المدينة منذ 19/7 وبعدها بسنة، محاصرة من كافة الأطراف، من تركيا والجيش الحر وداعش والكتائب الراديكاليّة، ومع ذلك استبسل أهلها واعتمدوا على الذات، حتّى الكهرباء ومياه الشرب كانت مقطوعة عن المدينة.
– هل لديكم رؤية أو مشاريع تفيد المدينة في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمرّ فيها المدينة؟
لدينا مشاريع اعتماد على الذات، وهي مشاريع اقتصاديّة خدميّة، حاليا نركز على الجانب التربويّ والزراعيّ والصحيّ، هناك خطط لتخديم هذه الجوانب، ومعظم الهيئات المرتبطة بالجانب الخدميّ تركز عليه دوما.
– هل لديكم خطط قيد التنفيذ في مجال التدريس حالياً؟
لدينا الآن مشروع المعاهد الصحيّة والمعاهد الحقوقيّة والقانونيّة، بالإضافة إلى المعاهد الإداريّة، وقد استطعنا تأمين مدارس للطلاب الذين بلغ عددهم رغم شحّ الإمكانيات 35 ألف طالب وطالبة، الآن فتحنا أكثر من مئتين وستين مدرسة، في المدينة اثنا عشر مدرسة، وفي القرى 252 مدرسة، وبوجود أكثر من1900 مدرّس ومدرّسة، حيث يوجد لدينا معهد لإعداد المعلمين، ومعهد للغة الكرديّة، وأيضاً لدينا مشاريع مستقبلية خاصة بالتدريس مستقبلاً.
– لم تمّ التغاضي عن مشروع تخصيص جزء من مدينة كوباني كمتحف؟
لم يتمّ التغاضي عنه، ولكن تمّ تخصيص قسم من المدينة وهو القسم الذي لم يستطع داعش اختراقه في الشمال الشرقي، بمحاذاة الحدود، يمتدّ من البوابة الحدودية إلى سوق الهال، هناك عشرات من المقاتلين الذين استشهدوا ببسالة، وبالرغم من عشرات السيارات المفخخة لم تستطع داعش اختراق الخطوط الدفاعية لهذا القسم، وهناك مبانٍ سطّر المقاتلون فيها ملاحم، مثل المجموعة التي أتت من حلب لمساندة كوباني وكان عددها أكثر من 15 مقاتلاً وكان لهم دور ريادي، وأيضا هناك مجموعة “دستينا قنديل”، المؤلفة من 13مقاتل والتابعة لوحدات حماية المرأة، استشهدوا أيضا مع مقاتلي مجموعة حلب. فتحنا في المنطقة متحفاً يحوي بانوراما وسردا لتاريخ المقاتلين، إلى جانب بطولاتهم، وكيفيّة معيشتهم، ويُظهر وحشية داعش في هذه المنطقة.
– على ذكر المتحف والشهداء، ماذا قدّمت الإدارة الذاتية لعائلة الشهيد أبو ليلى بعد استشهاده، رغم أن عائلته تلقّت دعوات من بعض الدول لمنحهم حق الاقامة، وضمان حياة حرّة كريمة لهم؟
طبعاً الشهيد أبو ليلى كان له فضل كبير في كوباني، ونتذكر بطولته في 29 تشرين الثاني 2014، عندما تمّ استخدام الأراضي التركية لصالح داعش ودخولهم عبر البوابة الحدودية وتفجيرهم لعربة”BMB”، حيث كان هناك مجموعة من وحدات حماية الشعب إضافة للمجموعة التي كان يقودها الشهيد أبو ليلى، وأيضاً كان للشهيد أبو ليلى دور في صمود المنطقة الشمالية الشرقية، وبالنسبة لعائلة الشهيد أبو ليلى فإنّ أي التزام أو مسؤولية تقع على عاتق الإدارة لا نقصر، كما هو الحال بالنسبة لجميع عوائل الشهداء، فلنا مشروع سكني وتعليمي وصحي خاص بعوائل الشهداء.
– قبل أيام كانت الذكرى السنوية لتحرير كوباني، وتمّ التغاضي عن دوره، وحتّى لم يُذكر اسمه؟
– لم يكن التغاضي مقصوداً، فهناك الآلاف من الشهداء فلا يمكن تسمية جميع الشهداء بالاسم، ونحن حين نذكر كلمة “الشهداء” نشمل جميع الشهداء، أبو ليلى كان قائداً شهيداً، الرفيق كلهات كان قائداً، والرفيق قابون كان قائداً شهيداً، الميزة الأساسيّة لشهداء كوباني أنّ معظمهم كانوا من القياديين، لذلك الشهيد أبو ليلى وغيره من الشهداء يبقون نبراساً ومثالا نحترمهم، وهم موجودون في قلوبنا وقلوب جميع الوطنيين والأحرار.
– الحالة السياسيّة في كوباني وحرية الرأي وعمل الأحزاب السياسية، هل هناك قمع ضد الأحزاب التي لم تأخذ ترخيصها من الادراة الذاتيّة؟
لا أعتقد أنّ هناك قمع بمفهومه المتعارف، ولكن هناك إدارة موجودة في مقاطعة كوباني، وهناك الجانب الأمني، وجانب المسؤولية. عندما اقتحم داعش في 25 حزيران 2015 كانت المسؤولية تقع على عاتقنا، فنحن نتحمل الجزء الأكبر، وبذلك لنا الحقّ في أن ندير البلد، فالأحزاب الموجودة في مقاطعة كوباني تعمل بحريّة وليس هناك أيّة إشكاليّة، ولكن نحن في الإدارة والمجلس التشريعي نفكر بترخيص الأحزاب، واللجنة المكلّفة تقوم بالتواصل معهم وإبلاغهم، في أي بلد ديمقراطي عندما يفتتح أي محل يتمّ أخذ ترخيص، فأخذ التراخيص لا يعني شيئاً آخر، هناك أحزاب تتحسس من موضوع الترخيص، ونحن ندرك تاريخهم القريب، عندما كان يطالبون النظام بإصدار قانون للأحزاب وعندما تأسست الإدارة صاروا يمتنعون عن أخذ التراخيص وهذا تناقض واضح.
ومع هذا عندما يعمل أي إنسان – في كوباني – ضمن أي نشاط ثقافي سياسي غير معاديّ، وأقصد بـ”غير معادي” أن لا يكون موجّهاً للرموز والمقدسات، فهو حرّ، مع العلم بأنّ هناك بعض الأشخاص متواطئون في إصدار الاتهامات وليس الحقائق، ونحن لا نخشى من الاتهامات والنقد البناء، ولكن الاتهامات الكاذبة والفوضوية نرفضها، ومع ذلك هناك بعض الأشخاص في كوباني يعيشون في حالة طبيعية رغم إطلاقهم لاتهامات كاذبة على الإدارة الذاتية والقوات الموجودة في كوباني، في الفترات السابقة، وهم مقرّبون من المجلس الوطني الكردي، والآن قسم منهم لديهم مسمّى آخر يسمّون أنفسهم بالمستقلين، ومع ذلك يأتون لكوباني ويذهبون دون أن نتعرض لهم.
– ماذا عن عمليات الاعتقال التي تطال، مؤيدي المجلس الوطني الكردي وبعض النشطاء والإعلاميين؟
هناك قانون ومحكمة، وأيّ إنسان عندما يرتكب جرماً سواءاً بحقّ المؤسسات أو غيرها، فبرأيي الشخصي يجب أن تتمّ محاسبته عن طريق المؤسسات القانونية والحقوقية القائمة في الإدارة الذاتيّة، وإذا كان بريئاً يتمّ إطلاق سراحه وإن كان مذنباً يحاسب حسب القانون.
– إذاً تقصد أن هؤلاء المتّهمين لديهم تهم موجّهة اليهم بانتظار التحقيق والمحاكمة؟
أي معتقل أو موقوف يكون توقيفه عن طريق النيابة العامة، ومنها يتمّ إحالته إلى المحكمة، ومن المحكمة يتمّ إطلاق سراحه أو يتمّ إصدار مذكرة توقيف بحقّه ريثما يتمّ إصدار أحكام نهائية.
– هل أنتم مع اعتقال الإعلاميين؟
أن لست مع اعتقال الإعلاميين كمهنة، ولكن عندما يتجاوز هذا الإعلامي مهامه المهنية، يتحول لشخص عادي، ولا بدّ أن يحاسب هذا الشخص، ليست هناك حصانة لا للإعلاميين ولا للسياسيين ولا لأيّ من الإداريين، عندما يتحولون إلى أشخاص مسيئين يرتكبون جرماً أو يفتعلون مشاجرة، فهؤلاء لا بدّ أن يحاسبوا جنائياً، ولكن يتمّ استغلال هذا الظرف سياسياً.. شخص يرتكب مخالفة مرورية فيحوّل هذه المخالفة إلى أمور سياسية، الإعلامي الذي يقوم بمهامه لا يجوز اعتقاله ولكن عندما يستغل صفته الإعلامية، فوفق القانون يُحاسب وتتمّ محاكمته.
– كم كانت تقدّر نسبة السكان قبل الهجوم على كوباني، والآن كم تقدّر نسبة السكان في المدينة؟
قبل الهجمة كان يبلغ عدد السكان في كوباني أكثر من 400 ألف بالإضافة إلى اللاجئين الذين أتوا من معظم المدن السورية، ويقدر عدد السكان الذين عادوا إلى كوباني وريفها بعد الهجمة بنسبة 60إلى 65 في المئة، وما زال قسم منهم في باكوري كردستان وقسم آخر في باشور وآخر هاجروا إلى أوروبا، ولكن هناك عودة مستمرة إلى كوباني ليست بالعدد الكبير.
– كوباني تختلف عن الجزيرة، بمكوناتها الكثيرة، ما هي نسبة المكونات الأخرى المشاركة معكم في الإدارة الذاتية؟
في كوباني هناك أرمن وتركمان وعرب ولكن بنسب قليلة جداً، وهم مشاركون في مؤسساتنا، ولدينا مشروع بخصوص اللغة فأيّ مكوّن يرغب بتعليم لغته ليس لدينا أي مانع، وحتّى بخصوص فتح معاهد ومدارس لهم أيضاً.
– لو نتحدث عن الاختراق الموجع الذي نفذه تنظيم داعش بعد حرب كوباني وراح ضحيته مئات الشهداء، أين وصلت تلك التحقيقات، ومن كان المسؤول عمّا حدث؟
طبعاً نحن نتحمل المسؤولية أولاً، كان هناك خلل، وتمّ حسم هذه الهجمة في ذلك اليوم، حيث راح ضحيتها 252 مدنياً بالإضافة إلى 25 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب و16 عنصراً من الآساييش، والعدد النهائي تقريباً 292 شهيداً، مع ذلك نحن نتحمل الجزء الأكبر، ولكن الهجمة كانت أكبر، ومدعومة من تركيا وأجنداتها واستغلوا الظروف حيث كنّا في حالة حرب.
الخلل كان في الآساييش ووحدات حماية الشعب التي كانت مشغولة في الجبهات، حيث كانت تحرر القرى المتبقيّة من داعش في الجهات الغربية والشرقية والجنوبية، بالإضافة إلى أن الآساييش كانت أيضاً مشغولة بتنظيم الأمور المدنية، وكان عدد المتواجد منهم قليل، معظمهم كانوا في جبهات القتال، وهذا ما انعكس سلباً على الوضع الأمني للمدينة، واستغلّت داعش هذا الضعف، لذلك قدّمنا تقريراً حقوقياً حول ما جرى في كوباني وقتها وقلنا أننا نتحمّل الجزء الأكبر، ووعدنا الشعب بعدم السماح بتكرار هذه المأساة مرّة أخرى، لأنّ هناك أعضاء من الإدارة أيضاً تضرروا بالشهداء وهناك عوائل أيضاً تضررت.
– كانت لكم جولات في الدول الاقليميّة وفي أوروبا، أهم الاستحقاقات التي حصلتم عليها بشأن هذه المدينة ..سياسيا، اقتصاديا، عسكريا.
طبعاً، سياسياً، لم يكن أحد قد سمع بروجآفا، لم يكن أحد يعلم بوجود شعب يقدّر بأكثر من ثلاثة ملايين محروم من اللغة والعادات والفلكلور والثقافة ومن التاريخ، فبانتصار كوباني وانتصار روجآفا في الجزيرة وعفرين، فـُتحت البوابة الدبلوماسيّة أمام السياسيين وأمام الإدارة الذاتية في روجآفا، هناك لقاءات على مستوى عالي سواءً مع الاتحاد الأوروبي أو مع روسيا أو مع أمريكا، حيث تمّ فتح أكثر من مقر وممثلية لروجآفا في الدول الأجنبية، طبعاً هذا ينعكس على تبادل الثقافات والمعلومات بين تلك الدول وروجآفا، وأعتقد بأنّه سيكون لها نتائج وتأثيرات إيجابية على مستقبل سوريا لأننا في شمال سوريا – روجآفا، نسعى لأن تكون سوريا فدرالية ولجميع المكونات وأيّة علاقات سياسية سيكون لها أثر ودعم لهذا المشروع بالنسبة للمكونات في روجآفا.
– كيف هي علاقتكم مع الدولة التركية، من الناحية السياسيّة والاقتصاديّة؟
– تركيا دولة جارة، وعلاقاتنا مع الشعب التركي مستمرة، ولكن الحكومات المتعاقبة في تركيا تخشى من القضية الكردية سواءً في روجآفا أو في باشوري كردستان، ليس هنالك تواصل رسمي معهم، بعد التحرير كان هناك زيارات ولكن للأسف الفوبيا الكردية كما يقال، قد أعمت الحكام أو الحكومة التركية وبدأت بفرض الحصار وبدأت بتنفيذ جميع ما يضيق الحصار على روجآفا، لإفشال المشروع الفدرالي ومشروع الإدارة الذاتية في شمال سوريا، وعدم نيل الكرد لحقوقهم في سوريا.
– نتحدث عن الزيارات المتكررة لمبعوث الرئيس الامريكي باراك اوباما إلى كوباني عن ماذا تحدثتم، وكيف كانت انطباعاته وهو في قلب مدينة كوباني، وأهم الوعود التي يمكنك أن تصرّح بها لنا؟
طبعاً المبعوث الأمريكي بريت مكورك أتى إلى كوباني، وتمّ عقد اجتماع بيننا وبينهم، محور النقاش هو أننا نحارب داعش من أجل تحقيق الديمقراطيّة، والقوة الوحيدة التي استطاعت هزيمة داعش هي الكرد وقوات سوريا الديمقراطية وخاصةً وحدات حماية الشعب، وعدم إشراك وضم الكورد في المعادلات الدولية يؤثر على سوريا المستقبل، من أجل الحفاظ على سوريا مستقبلية فدرالية، عليهم إشراك الإدارة الذاتية وجميع القوى والمكونات الموجودة على الأرض، وقد تم نقاش ذلك حينها، والهدف الأساسي هو إيصال حقوق جميع المكونات في المنطقة، وكان هنالك تفهّم من جانب مبعوث الرئيس الأمريكي لما تعرضت وتتعرض له روجآفا، ولكن ما زال التواصل والعلاقات مستمرة.
– كيف تجري عملية التعليم في كوباني، كونها خالية من النظام، هل هناك في كوباني مدارس للدولة، ومدارس للإدارة الذاتية، وكيف يتقبّل الأهالي فكرة الدراسة باللغة الكرديّة، هل من امتعاض؟
ليس هناك امتعاض بمعنى الكلمة، ولكن هناك ظروف صعبة، المدارس التي تمّ ترميمها كانت قد دمّرتها داعش وكنّا نعاني من قلة المدرّسين، أيام الحرب كان الطلاب يدرسون في عدّة بيوت، وكانت بمثابة مدارس، أعضاء الإدارة الذاتية والمعلمين والمعلمات الذين كانوا موجودين كانوا يقومون بتدريس الأطفال، في السنة الأولى كان هناك 28ألف طالب، المناهج كانت باللغة الكردية، كانت جيدة وبعد السنة الثالثة كانوا يقومون بتدريسهم اللغة العربية والإنكليزية، لا ننكر أن هناك نقص، وتجري نقاشات، ولكنه لا يرتقي لمستوى الامتعاض، هناك تعاون من قبل أولياء الأمور، ومواظبة على دوام الأطفال، ونستطيع أن نقول بأننا نقفز قفزات تاريخية في مجال التربية.
– هل هناك من امتنع عن إرسال أبنائه للمدارس؟
ربّما يوجد هكذا شيء عند الجامعيين الذين يدرسون في جامعاتهم، أمّا أولاد الساسة فأغلب الذين نعرفهم موجودون في كوباني ويدرسون فيها، أمّا أعضاء المجلس الوطني الكرديّ فموجودون في أورفا وسروج، فقط بعض الوطنيين موجودين في كوباني.
– انتهت عملية الاحصاء في كانتون الجزيرة، هل لديكم مشوع مشابه هنا، ومتّى يبدأ العمل به؟
المفوضيّة العليا للانتخابات تقوم بذلك حاليا، وهم مستمرون وقائمون على عملهم بإحصاء السكان الموجودين في المقاطعة، وهي جارية في كوباني عن طريق المفوضيّة العليا للانتخابات.
– ماذا بشأن حملة تحرير واستعادة مدينة الرقة، كون مدينة كوباني هي الأقرب للرقة من الجزيرة؟
الرقة لابدّ أن تتحرر، المدن التي تسيطر عليها داعش لا بدّ أن تتحرر، ولابدّ أن يعيش السكان بحريّة، والرقة أيضاً من ضمن خططنا وستتحرر بمشاركة أبناء الرقة وقوات التحالف.
– كيف يتمّ مناقشة مشروع الفدراليّة في مدينة كوباني بين الأحزاب السياسية وعامة الناس؟
لا توجد أحزاب للمجلس الوطني في كوباني، هناك أحزاب أخرى، مثل حزب الوحدة والحزب التقدمي، هناك تفاهمات وتواصل مع أحزاب الإدارة الذاتية، وهناك بعض التحفظات وبعض التفاهمات، تحفظات فيما يخصّ سرعة طرح المشروع وإشراك الأحزاب الأخرى، ونحن قلنا بأنّ باب النقاش والانضمام والمشاركة مفتوح للجميع سواءً كانوا أشخاصاً أو أحزاباً أو منظمات.
– كيف يتمّ تمويل الإدارة الذاتية في مدينة كوباني، كون المدينة تفتقر للزراعة والنفط والغاز؟
كانت تقوم مقاطعة الجزيرة – سابقاً وحتّى الآن – بدعمنا ولكن هناك بعض الأمور حالياً يتمّ فيها الاعتماد على الذات بالإضافة لدعم مقاطعة الجزيرة لنا.
نشر هذا الحوار في العدد 55 من صحيفة “Buyerpress” بتاريخ 15/12/2016
التعليقات مغلقة.