نحو يد المنقذ – محمّد بيجو

47

مَدْخَلْ:

%d9%86%d8%ad%d9%88-%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d9%82%d8%b0
محــمّد بيـــجو

 

حدودُنا حدود الدّمِ

والخارطةُ هي سقوط الرّجالِ

شهداءَ أو قتلى

لا فرقَ, لا فرقْ

أينما وجدتَ دمنا, وجدتَنا أحياءْ.

 

 

قدّم عذرك  لتتباهى الحقيقة بي كأني ابن لها وطيب كالحقيقة …

 

كل الذين دخلوا البيت

وأشعلوا صوف المخدات تبغاً

هم إخوتي

تطايرت رئاتهم غيوما في الغرف

حين جلسوا

وسالت ظلال الموتى من العيون

كنبع

لم يشأ أن يصل أرضا

تائها في أخاديد الدنيا دون راحة

هرع

يقيس الألم على العتبة تلك

القريبة من درج النهايات

كضفة

وليل طويل كالسنة

خفت من العراء المتكاثر

ولم يرشدني أحد لأحترق

كأحلام غريب أضاع العناوين كلها

ولا لنافذة أفتحها بعنف

ليأتي الهواء خلسة

وتبدأ الخيانات بين الحدائق

والفاكهة العمياء …

 

الفراغ على درع العدم

يكسّر خزف المأساة بلهوه

غير أن الأدوار تتبدل

يحزم الحاضر رجاله, ويمضي كغريق كلما تثاءب الماضي

بفم يخفي المشهد كله …

 

فلتشهد هذه الأرض

أن شموساً وأقماراً ونجوماً هوت

وأن حدائق بجسورها وشجرها اختفت

حتى بكت الحقول, والسماء والغيم والأجنحة

وركعت الريح خجلاً لك

 

 

كل حجر نجمة

وأنا مرشد نهر أعمى إلى مجراه

الجهات بوصلاتي

والبعد أنينك الأبدي

أيها العجول في مقتله ومقتلي

 

لكن ضيوفي يسرقون باحة البيت

ورق عنبه

وماء بئره

ويحلفون بالرياحين حول أنهارهم

أن عيون الباز والبازيار قد سالت على الرمال منذ مدة

وأن هذا الحمام ينتظر حظّه من الأسماء ليطير

يحملون بعدها الأرض على أكتافهم

مطوية كمنديل عزيز على صدر جندي غادر البيت الذي يحب

ولم يعد إليه

يضعون في صرر بالية ألمك

سرك كذلك

فأي عذر لهم

وهم يراهنون على الدم ؟

 

قدم عذرك دونما خجل

لست الوحيد الذي أضاع قبلته

كل ما عليك أن تعطّر التراب

أتراه؟

يمشي معك

كما لو أنه ماء

وكما لو أنك منحدر

يستوي على الجهة التي تريد

حين نكون بلا عيون بعدك

حين نكون بلا عيون.

 

نشرت هذه المادة في العدد 55 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/12/2016

6

التعليقات مغلقة.