إيفانكا!

54
15577728_1501608959853945_853736216_n
د.عماد خلف

د.عماد خلف

تذمر الكثيرين من استهدافنا الفيسبوكي الساخر لفوز الرئيس الأمريكي الجديد ترامب، من خلال زاويته العائلية الجميلة والأنيقة والسمبتيك المتمثلة بأبنته الحسناء ( إيفانكا )، وجاء هذا التذمر الذي وصل إلى حدّ الاستياء والدلعنة من بعض الكتّاب الرجال، والنفور المتشح بالغيرة الفاضحة الدغمية من غالبية النساء ، فذهب البعض بأخذ سخرياتنا محمل الجد وتذكيرنا بأن سياسات الدول لا تتغير بتغير شخص الرئيس، وأشبعنا تساؤلهم حاملين ما قاله محمل الجد، وتقديرا لسعة رامات مخّه، بأنّ سياسات الدول فعلا لا تتغير بشخصية الرئيس فقط، بل حتّى تغير زوجة الرئيس يؤثر على سياسة الدولة، وما بالك إن كانت تلك السيدة الحسناء ذات الشعر الذهبي ( ميلانيا ) أو إيفانكا ياصديقي ، وذهبت إحدى الغيورات من حسن ما وهب الله إيفانكا بسيلٍ من الدلعنة والحلاوة ولم تنقط أو ترش عليها ببخات بسيطة او طرطشات عشوائية، فذهب بها إلى استغبائنا بأننا تركنا كل شيء من نتائج نجاح ترامب وبرامجه وسياساته المستقبلية، ومسكنا ( و يا حبذا ) بأبنته وجمالها المزور، كما قالت طبعا ( وكلنا ثقة بطبيعته )، فيا عزيزتي الغيورة تغزلنا الساخر بها كان رد فعل على إعطاءنا ترامب الرقم السري الخاطئ للقنبلة النووية ، جاء ردّا على عدم استشارتنا لخططه الشرق أوسطية كما عودنا أوباما وجورج بوش ، جاء ردّا على إيقاف الدعم العسكري بالطائرات لقواتنا التي تحارب الإرهاب المصدر من قبلهم ، يا عزيزتي الغيورة نحن بسخريتنا وتغزلنا بالشقية إيفانكا نحيطكم من العلم بما حدد لنا من حجم ودور في هذه الحياة ، فالأدوات لا تستطيع القيام بالوظيفة المرجوة لها إن لم تأتِ اليد التي تحركها ، نحن نحيطكم من التغفيل والتغشيم ما فصّل خصيصا لمقاسكم ومقاسنا ، فنحن أيقنا مبكرا حقيقة ألف وباء السياسة ولكنكم أثبتم بأخذ الأمور بجديّة الغيرة مدى التخلف الذي يستشري في تلافيف أدمغتكم ، يا عزيزتي كما يقول المثل الكردي (  نحنا من اولئك اللذين يبحثون عن خيط رفيع، فكيف بوريس سميك وجميل كخاصرة إيفانكا يبهر العالم ولا نعلّق تعليق بوستي عالأقل من باب المبدأ الوجداني في العالم ، لماذا نخمن ونحلل الخطط المستقبلية المتوقعة للشرق الأوسط بشكل عام وسوريا والكرد بشكل خاص للرئيس الامريكي الجديد؟ ولماذا نتوهم ما سوف تفعله إيفانكا لبلادنا إنسانيا كان أو إغاثيا طالما هناك مثل في بلادنا يقول : سماهم في صدورهم ، فأبشركم بمستقبلِ مشرق وأشقر ونازك وسمبتيك متل ايفانكا..!!

نشرت هذه المادة في العدد 55 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/12/2016

15571087_1501615316519976_931298030_n

التعليقات مغلقة.