قبل تحرير الرقة
لقمان يوسف
بغض النظر عن المواقف المؤيدة أو المعارضة لخوض القوات الكرديّة معركة الرقة، وبعيداً عن المواقف السياسيّة من قبل الأحزاب، لا بدّ من الوقوف على بعض الملاحظات التي من شأنها التخفيف من العبء عن كاهل شبابنا وشاباتنا المتوجهين إلى جبهات القتال لتحرير الرقة من براثن تنظيم داعش الإرهابي.
فرغم أنّ قوات سوريا الديمقراطيّة تعتمد بشكل أساسي على قوات الحماية الكردية، بل هي العمود الفقري لها، ولأنّ الرقة هي الموطن الأصلي لمستوطني الغمر الذين استوطنوا في المنطقة الكردية إبّان عهد البعث من خلال مخطط مسبق الصنع لتغيير ديمغرافية المنطقة، حيث يبلغ عدد مستوطناتهم إحدى وأربعين مستوطنة، ولا يخفى على أحد بأنّ هؤلاء لا يحملون الضغينة والحقد للكرد فقط، بل هم بمثابة الخلايا النائمة لداعش وتتحين الفرصة لتنفيذ أجنداتها الإرهابيّة، ولقد استولى سكان هذه المستوطنات على أراضي الفلاحين الكرد، وتمّ تأمين الوظائف وفرص العمل لهم على حساب أصحاب الأرض، ومازال لسكان هذه المستوطنات اليد الطولى والتقرب صوبهم من الممنوعات، بل هي خطوط حمراء ممنوع تجاوزها، وقاطنو هذه المستوطنات أصحاب الامتيازات مثل الحماية، والحصول على حصّة الأسد من المساعدات الإنسانيّة وبشكل دوري!. والأنكى من ذلك أنّهم مازالوا مغتصبين لأراضي الفلاحين الكرد في الوقت الذي يتحسّر ويبحث الفلاح الكردي في الملاجئ ومعسكرات اللجوء عن مأوى يأويه.
بمناسبة التحضير لمعركة تحرير الرقة يتوجّب على المعنيين في الإدارة الذاتيّة مراجعة مواقفها من هذه المستوطنات واتخاذ الإجراءات التالية:
1- إبلاغ المستوطنين بالاستعداد للرحيل إلى موطنهم الاصلي بعد تحريره من داعش.
2- سوق شباب هذه المستوطنات إلى التجنيد الإجباري وفرزهم إلى الجبهات الأماميّة كون الرقة موطنهم الأصلي.
3- التحضير لإعادة هؤلاء المستوطنين إلى ديارهم وفق القوانين المرعية.
4-التحضير لإعادة اللاجئين الكرد من المخيمات ومراكز اللجوء داخل وخارج كردستان، وإسكانهم في هذه المستوطنات، وتوزيع الأراضي عليهم، وذلك لتشجيعهم على العودة إلى ديارهم، وإزالة الأسباب التي أدّت إلى هجرتهم.
هذه الاجراءات – برأيي – كفيلة بإعادة الحقوق إلى أصحابها، وسيتمّ التخفيف من العبء الملقى على كاهل شبابنا في جبهات القتال، فليس من الحكمة والعقل، بل ليس من العدل أن يراق دماء شبابنا، والمغتصبون يسرحون ويمرحون على أرض اغتصبوها من أصحابها عنوةً ونحن نزجّ بشبابنا إلى ساحات الوغى دفاعاً عن مسقط رأس المستوطنين.
إنّها خطوات عمليّة لرسم الخريطة المستقبليّة من أجل إعادة الأمور إلى نصابها وإزالة آثار المشاريع العنصرية التي نفّذها البعث خلال عهود حكمه.
هذه الخطوات إن تمّ تنفيذها من قبل القائمين على الإدارة الذاتية في روجآفا، سيزيد من رصيدها في الساحة الكرديّة، وسيسجل التاريخ لهم كواحدة من أهم الإنجازات، بل سيحوّل حلم الكردي في هذا المجال إلى حقيقة.
نشرت هذه المقالة في العدد 54 من صحيفة “Buyerpress”
بتاريخ 15/11/2016
التعليقات مغلقة.