معهد الشهيدة زوزان .. أغنى مناهل اللغة الكردية في كوباني

52

%d9%85%d9%87%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9
كوباني- خاص”
Bûyerpress

– مدّة الدراسة في هذا المعهد كان ثمانية أشهر، ثم أصبح سنتان، ومستقبلا سيتحوّل إلى جامعة خاصة بالأدب واللغة الكردية.

– في مدينة كوباني لا تقبل سوى الشهادة الثانوية وبدراسة لمدة سنتين، أما في القرى فتقبل الشهادة الإعدادية والدراسة.

“أصبحنا نعتمد على نظام المحاضرات، والذي يعتمد بدوره على مقاطع من روايات ونصوص كرديّة، مثل روايات حليم يوسف وشاهين سوركلي وغيرهم من الكتاب في أنحاء كردستان

هو مبنى لا يظهر عليه الحداثة في طراز بناءه، يحتل موقعا هاما وسط كوباني، تتوزّع صفوفه المطلة على فناءه المزين بشتى أنواع الورود، كان ثانوية للشريعة الاسلامية قديما وهذا ظاهر في الرسم الهندسي القديم للمبنى.

%d9%86%d8%b3%d8%b1%d9%8a%d9%86
نسرين عبد القادر

سُمي المعهد باسم الشهيدة زوزان، تيمّنا باسم إحدى مدرساته، وهي من مدينة عفرين، كانت مدرسة للغة الكردية، وعملت في كوباني في هذا المجال، لكنها استشهدت في المجزرة التي حصلت في كوباني إبان تحرير المدينة عن طريق قناص.

الإدارية ومدرّسة اللغة الكردية في المعهد نسرين عبدالقادر أوضحت الكثير من النقاط حول تأسيس المعهد وسير العملية التربوية فيه. تقول عبدالقادر:” قبل الحرب كان لدينا معهد في كوباني، ولكن الحرب أتت عليه، وأزيل من الوجود، وكنا حينها بصدد تسجيل الطلبة، فاضطررنا للهجرة إلى مدينة سروج “باكوري كردستان” وبدأنا بإعطاء دروس اللغة الكرديّة في مخيمات “آرين ميركان – كوباني – روجآفا – قدر”، وبقينا هناك حتى انتهت الحرب، وحين عدنا كانت هناك صعوبات في المعهد من كافة النواحي فالمعهد القديم لم يكن موجوداً بسبب تفجيره، فانتقلنا إلى هذا المبنى وهو عبارة عن ثانوية الشريعة وعانينا حينها كثيرا من تأمين المقاعد والأدوات والمكتبة، وبعض الأمور التكنيكيّة”.

وعن طبيعة الدراسة في هذا المعهد تضيف عبدالقادر:” مدّة الدراسة في هذا المعهد كان بداية ثمانية أشهر، ثم أصبح سنتان، ومستقبلا سيتحوّل إلى جامعة خاصة بالأدب واللغة الكردية، وستصبح حينها الدراسة فيها أربعة سنوات. في القرى المرتبطة بمدينة كوباني يكون الدراسة فيها فقط ثمانية أشهر، بسبب مشاكل النقل والمصاريف والناحية الأمنية وغيرها، وكتشجيع للطلبة، أما هنا في كوباني فلا تقبل سوى الشهادة الثانوية وبدراسة لمدة سنتين، أما في القرى فتقبل الشهادة الإعدادية والدراسة تكون فيها لمدّة ثمانية أشهر فقط. طبعا هذا القرار صادر عن الإدارة الذاتية تسهيلاً لأمور الطلبة”.

وتشير عبدالقادر إلى الطلبة الذين لم يخضعوا للدورات بأنه يتم تدريسهم أول ثلاثة أشهر كمرحلة تحضيرية، ويتضمّن المنهاج طرق التدريس، وهو عبارة عن محاضرات، كما يشمل المنهاج اللغة الكردية والأدب الكردي والرياضيات والعلوم العامة والفيزياء والكيمياء، والفلسفة واللغة الانكليزية.

تم تسجيل حتى الآن تسجيل أكثر من سبعين طالباً، ولا زال التسجيل مستمراً، ومعظم هؤلاء يحملون الشهادة الثانوية وما فوق، وتوضح عبدالقادر أن المنهاج  يعاني من بعض النواقص، لأنه مهما حاولنا، لا بد أن يعتريه بعض الضعف بسبب وضعنا وظروف عملنا.

للمعهد مكتبة ضخمة تحوي عشرات الألوف من الكتب والمجلدات في معظم اللغات، وهذه الكتب تم الحصول عليها من المركز الثقافي العربي في كوباني قبل الحرب، وتم الاحتفاظ بها في مكان آمن، ثم نقلت إلى المعهد.

%d9%87%d9%8a%d9%81%d8%a7
هيفا محمد

وتختتم الإدارية ومدرّسة اللغة الكردية في المعهد نسرين عبدالقادر حديثها بدعوة جميع المهتمين لمدّ يد العون والمساعدة لإنجاح هذه التجربة  والتي تأمل منها أن تغدو نواة لانطلاقة جيدة في مشروع يهتم باللغة والأدب الكرديين.

مدرّسة اللغة الكردية هيفا محمد علي تحمل الشهادة الثانوية، وكانت الأولى على دفعتها في اللغة الكردية على مستوى كوباني، تقول عن طبيعة الدراسة والمنهاج:” نُخضع الطلبة في الأشهر الثلاثة الاولى للتهيئة والتحضير في اللغة الكردية، وطبعاً كانت اللغة تدرّس قبلا في المعاهد كمراحل ” أولى وثانية وثالثة” ولكن هنا ألغيت المراحل، وأصبحنا نعتمد على نظام المحاضرات، والذي يعتمد بدوره على مقاطع من روايات ونصوص كرديّة، مثل روايات حليم يوسف وشاهين سوركلي وغيرهم من الكتاب في أنحاء كردستان، بحيث ترتبط النصوص بمضمون المحاضرة، ولذلك نطلب من الطلبة التقصي والبحث حول هذا الكاتب ونصوصه”.

وتشير علي إلى جهود مدرسها “القدير” محمد أحمد حمو في اعتماد هذا النظام من التدريس، إذا كان الاعتماد سابقاً على منهاج “المراحل”.

  وتتمنى المدرسة هيفا محمد علي أن تحذو اللغة الكردية حذوّ العربية لأنها لغة متطورة ومواكبة للعصر، وهذا لا يتأتى – حسب قولها – إلا من خلال الترجمة والأبحاث، كما فعلت العربية. كما تتمنى أن يكلل تعبها ودراستها بكتابة رواية باللغة الكرديّة.

ويبقى معهد الشهيدة زوزان في كوباني قبلة المهتمين باللغة والأدب الكرديين من جميع أنحاء المدينة، يفتح أبوابه لاستقبال الطلبة الذين يدفعهم حبّ كوباني واللغة الكردية على إقبال منقطع النظير.

img_6738 %d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%e2%80%ab142141207%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac %d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%e2%80%ab142141208%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac %d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%e2%80%ab142141209%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac %d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%e2%80%ab142141210%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac %d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%e2%80%ab142141212%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac %d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%e2%80%ab142141213%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac %d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%e2%80%ab142141216%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac %d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%e2%80%ab142141218%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac %d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%e2%80%ab142141219%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نشرت هذه المادة في العدد 54 من صحيفة “Buyerpress” بتاريخ 15/11/2016

 

 

15086186_1465659980115510_1768693505_n

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.