آلدار خليل عضو الهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي لـ Bûyerpress: هناكَ مباحثاتٌ مستمرّةٌ وقائمةٌ بشأنِ حِملةِ تحرير واستعادةِ مدينة الرّقة، والملفُ الآن هو بيدِ قوات سوريا الديمقراطيّة وأستطيعُ القول أنّنا نمتلكُ موقفاً موحّداً حيالَ الأمرِ.
– البارزاني حاول إقناع الرئيس الفرنسي أن الـ (PYD) تنظيم إرهابي وله علاقات مع تنظيمات إرهابية، ولكن لحسن الحظ أن الرئاسة الفرنسية لم تتقبل الفكرة.
– المحافظ الجديد موجود في مربع أمني ضيق لا يستطيع التحكم من خلاله بالمناطق الأخرى.
– بيشمركة روجآفا مدربة على يد الوحدات الخاصة التركية، ونحن بصراحة لا نثق بهم في محاربة القوات التركية إذا دخلوا لمساعدتنا.
– المنفذ البحري ضروري ومهم من أجل شمال سوريا، ولكن قد لا يكون الآن، فهناك بعض الأمور تتعلق بالوضع السوري العام.
حاوره: قادر عكيد
– نبدأ بتركيا التي باتت تتدخل بسوريا أمام مرأى الجميع، ما الهدف من هذا التدخل وهل لديها “فيتو” مسموع؟
تركيا تتدخل بالشأن السوري منذ اليوم الأول، وهي لجأت إلى الاستفادة من الثورة التي بدأت في سوريا، ووضعتها تحت خدمة مصالحها وأجنداتها وقد سعت منذ العام 2011 وحتى اللحظة إلى تسيير الأحداث والأمور حسب خططها ومصالحها، رغم إطلاقها للشعارات المناهضة لنظام البعث والأسد، لكنها في حقيقة الأمر سعت دوما إلى مساعدة المعارضة وتسييرها ومساعدة النظام على البقاء على سدّة الحكم، كما سعت منذ البداية إلى سدّ الطريق أمام تطور وجود حل ديمقراطي في سورية، كانت ومازالت تشجع أن يكون البديل في سوريا – إن تمّ ذلك – إسلاميّاً ومكمّلاً لسياسة أردوغان في تركيا. النقطة الأخرى كانت الفوبيا الكردية ومحاربة كل مشروع كردي في سوريا، مسخّراً مجمل إمكاناته للعمل وتنشيط الخلايا الأخرى ضدّ تجربة الإدارة الديمقراطيّة ومشروع الفدرالية، هذه الأسباب مجتمعة جعلت حكومة العدالة والتنمية تعمل على تسخير تلك المجموعات المرتبطة بها وخصوصاً المدعية أنّها المعارضة السورية، وفي الحقيقة هي ليست كذلك إنّما تستعمل “شمّاعة” المعارضة للحصول على شرعية التدخل، وفي النهاية تدخّلت سياسيّاً ودبلوماسيّاً وعسكريّاً، وهذا التدخل كان على مراحل، في الأولى كان عبر بعض المجموعات وفي الثانية عبر جماعة جبهة النصرة وفي الثالثة عبر “داعش”، والآن تتدخّل بشكل رسميّ، وهذا يشير أنهم يريدون إجهاض التجربة الموجودة في شمال سوريا، وفي روجآفا إضافة إلى رغبتها في إعادة أمجاد السلطنة العثمانيةّ، وتطبيق مقولة أن كركوك والموصل وحلب تابعة لهم ولا بدّ من استعادتها.
– وماذا عن الفيتو التركي؟
طبعا ما زلنا نتواصل مع الجهات المعنية والقوى الممثلة في الملف السوري، وبصراحة رغم سماعنا لمواقف تشير أنّهم ليسوا راضين عمّا يحدث، لكنهم لم يتخذوا مواقف جديّة تشير إلى أنّهم يرفضون ما يحدث، ولكن مازالت اتصالاتنا مستمرة. ما نعلمه هو أنّهم في حقيقة الأمر لا يريدون إغضاب تركيا أو قطع المصالح معها، إلى جانب أنهم لا يريدون قطع التواصل والتعاون بيننا أيضا، أي أنّهم يحاولون خلق توازن بيننا وبين تركيا، طبعا هذا ” الفيتو” أو الموقف لابدّ منه نحن نضغط باتجاه ذلك ونتوقع أننا سنتمكن من الوصول بالنتيجة.
– وماهي الضمانات؟
نحن طالبنا بالضمانات ومازالت مرحلة الحوار مستمرّة.
– برأيكم هل سينقلب أردوغان على تجربة إقليم كردستان العراق أيضاً؟
قد يحتاج أردوغان تجربة إقليم كردستان، وهو يتعامل معها كأداة، وليس كممثلة للشعب الكرديّ، إنّما تعامله معها هو كتعامله مع مجموعات المعارضة في سوريّة أو مع داعش، فهو يستفيد من قوى المعارضة في سوريا، ويحاول الاستفادة من وجود إقليم كردستان للضغط على الحكومة العراقيّة والايرانيّة والسوريّة، وحتى لجعلها سوقاً لاقتصاده، فهو يستفيد منها، ولكنّه لا يعترف بها ككيان، وأوضح مؤشر، هو الزيارة الأخيرة لرئيس إقليم كردستان إلى تركيا، حيث لم تتناول وسائل الاعلام اسمه كرئيس إقليم كردستان، ولم يضعوا العلم الكرديّ، وهذا يعني أنّهم يرفضون أيّة صفة رسمية.
– تحدّث عن الجولة الأخيرة في أوربا والغرب، أهم الأهداف والاستحقاقات، ومدى نجاحها؟
استمرت الجولة لمدّة شهر بدءاً من مصر وصولاً إلى دول الاتحاد الاوربي وبريطانيا. طبعاً في مصر اتفاقنا مع تيار الغد السوري كان تتمّة لاتفاقية سابقة كنا قد عقدناها في 26/12/2015 حيث وُقّع عليها ولم يعلن آنذاك، طبعاً حينها لم يكن التيار قد أعلن مؤتمره ولم يكن قد أعلن عن تأسيسه، لذا لم يكونوا جاهزين حينها للإعلان، ونحن قدّرنا وضعهم ولم نعلن عن الاتفاق، وكان لديهم أمر آخر حيث كانوا في صدد إبداء موقف إيجابي من الإدارة الذاتية ومشروعنا للحل.
تمّت الاتفاقية في القاهرة، واتفقنا على أنّهم يؤيدون الحل السياسي في سوريا على مبدأ “سوريا ديمقراطيّة لا مركزيّة ” ويقصدون بها اللامركزيّة الموسّعة، المفهوم الذي يتّفقون عليه كتعريف، وجوهر لا يختلف عن حقيقة وجوهر النظام الفدرالي، ولكن يبدو أنّ مصطلح الفدرالية يتوجّس منه الكثيرون، لذلك نجد أغلب من نلتقيهم يؤمنون بأنّه الحل ولكن إطلاق مصطلح الفدرالية لا زال يلزمه بعض الوقت’، ولكن إلى جانب ذلك اعتبروا أن مشروع الإدارة الذاتية مشروع ناجح ويُحتذى به في عموم سوريا
– ماذا تمخّض عن هذا الاتفاق على الأرض؟
طبعاً هم سوريّون، ونحن قلنا لهم واتفقنا أنّه يحقّ لهم إن أرادوا افتتاح مكاتب..
– هل يحق لهم تشكيل قوة عسكريّة ؟
ليس تشكيل قوة عسكريّة في مناطقنا، ولكن إن لجأوا إلى مناطقنا وخصوصاً الذين يتبعونهم وليسوا من أهل المنطقة، نحن نقبلهم، ونقبل تواجدهم، نحن لم نتّفق أن تكون لهم قوّة عسكريّة من أبناء المنطقة، ولكننا اتفقنا وقبلنا إن كانت لهم قوات من خارج روجآفا وتعرّضوا لهجمات ومخاطر وبحاجة لمناطق آمنة، فمناطقنا مفتوحة لهم.
– فلنعد إلى جولة أوربا، الأهداف والاستحقاقات، وهل نجحت؟
اللقاء المميز كان في لندن في المعهد الملكي البريطاني، وهو ذو مكانة ضمن السياسة البريطانيّة والأوربيّة والعالميّة أيضاً، لذلك حين طلبوا منا حضور محاضرة عن تجربة روجآفا والإدارة الذاتية حضرت أنا والرفيقة آسيا عبدالله، وفي تلك المحاضرة كان مشكورا الأخ (غادي) لبناني الأصل، وكان قد أعدّ المحاضرة وألقاها، ونحن أوضحنا بعض النقاط، ثم توالت الأسئلة والمداخلات في كل المجالات السياسيّة والعسكريّة والثقافيّة، والاقتصاديّة وحتى المجتمعيّة، وكان الحضور مميزاً من الجهات الرسميّة والمعاهد والسفارات والوزارات وممثلي شركات عالميّة، والكل كان يسأل حسب تخصصه، والانطباع الذي لاحظناه حسب آراء بعضهم أنّها كانت إيجابية جداً. طبعاً التقينا على هامش الزيارة، مع وزارة الخارجيّة البريطانيّة، وكان اللقاء ودّياً حول آخر المستجدات، وأبدوا موقفاً إيجابيّاً، وخاصة حول تحرير منبج، وأوصوا بعض المنظمات لديهم بتقديم الدعم لأهالي منبج.
قبل أن أذهب إلى فرنسا كان السيّد البارزاني قد زارها، وحسب ما فهمت من بعض المسؤولين الفرنسيين، أنّه كان قد طالب من الرئيس الفرنسي أن يكون موقفه إيجابيا من اشتراك تركيا في حملة تحرير الموصل، وكان وسيطاً يريد إقناع الرئيس الفرنسي، لكنّه رفض الفكرة. وعلى ما يبدو أنّه كانت هناك مناقشة بينه وبين الرئيس الفرنسي حول الـ (PYD) وتجربة روجآفا، ويبدو أنّه حاول اقناعهم أن الـ (PYD) تنظيم إرهابي وله علاقات مع تنظيمات إرهابية، ولكن لحسن الحظ أنّ الرئاسة الفرنسية لم تقبل الفكرة.
بشل عام كانت الجولة في فرنسا وبروكسل وألمانيا وجنيف إيجابية.
التقيت بالصينيين، وعلى مستويات عالية، ولكن في بلد آخر، وتحدثنا عن تجربة روجآفا حيث ثمّنوا أيضا التجربة من جهتهم، وأبدوا استعدادهم لاتخاذ المواقف الإيجابيّة المطلوبة حيال ما يحصل في روجآفا.
في هذه الفترة التقينا بالأمريكيين وما زالت اتصالاتنا مستمرة معهم وخصوصاً في هذه الأيام القليلة المنصرمة، كانت اللقاءات والاتصالات مكثّفة لتقييم المستجدّات، والتخطيط لما سنقوم به.
“ كنّا قد أعلنا وخصوصاً في مرحلة بداية تحضيرات جنيف أننا جاهزون للتفاوض مع النظام إن تمّ إقصاؤنا في جنيف شرط أن تتوفر جهة داعمة وضامنة لما قد نتفق عليه “
– قبل الإعلان عن الفدرالية عاد السيد آلدار خليل، ماذا حملتم في حقيبتكم من صفقات سياسيّة واقتصاديّة؟
لا أستطيع الجزم حاليا أننا اتفقنا على شيء معين، لكن بالمجمل، كل من التقيناهم لم يوافقوا أن تبقى سورية مركزيّة، ولا أحد منهم يرفض فكرة أن تكون سوريا فدراليّة أو لا مركزيّة، وأن يكون نمط الإدارة مشابها لنمط الإدارة كما هو في أمريكا وبعض البلدان الأوربية، هم متّفقون، ويشجعون المشروع، لكن بالنسبة لهم ما زال يحتاج لبعض التحضيرات، مثلاً الدول أغلبها أعضاء في الأمم المتحدة، والعضو فيها ملتزم بهكذا أمور ومواقف، هم ملتزمون بالموقف الرسمي للأمم المتحدة ولا يجوز لأي دولة منها أن تعبّر عن هكذا قرارات استراتيجيّة بمفردها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأن حساسيّة الورقة السورية والوضع السوري يجعلهم يتحسبون على ردود الفعل التي قد تنجم، إن كنّا نرى أو نشهد صمتاً حيال المواقف التي لابدّ منها حيال الفدرالية، فإن ذلك الصمت لا ينبع من رفضهم للمشروع. أعتقد أنّ السبب الأساسي أنّ التوازنات المفروضة تفرض عليهم البقاء من دون موقف حالياً
– هل ستكون هناك مفاجآت سياسيّة للشعب في روجآفا قريبا؟
لا أستطيع توصيفها بالمفاجآت، لكن التطورات الحاصلة هي التي تحضّر لما سينجم عنها مستقبلاً، وما يتمّ الآن، هو توجّه نحو إنجاح ثورة روجآفا، وعلى مستويات متقدمة.
– لماذا الموصل قبل الرقة؟
على ما أعتقد أنّ قوى التحالف كانت تحاول أن تكون الرقة والموصل مع بعض، ولكن وضع الرقة والموصل مختلف عن بعضه، الموصل هي ضمن العراق، والعراق لها حكومة مركزيّة وفيها إقليم كردستان وجيش رسمي وهناك وضع سياسيّ وعسكريّ مختلف، وحتى الوضع الداخليّ في الموصل مختلف، لكن الرقة وضعها مغاير تماماً، فالمناطق المجاورة للرقة تتعرض لهجمات تركيّة وتركيا تتدخل، وهذا تَسبب في التأخر في اتفاق حول الرقة، وبصراحة أحد الأسباب التي جعلت تركيا تحتل جرابلس وتتوسع وتحاول التمدد نحو الباب هي لإيقاف حملة الرقة وإنقاذ داعش، لكن كما قلت هي في الموصل لم تنجح كما ذكرت، لكن كانت الظروف مهيّأة في سوريا، لذلك فالدور التركي كان سلبيّاً في الرقة إلى جانب بعض التحضيرات والحوارات التي تتم بيننا وبين التحالف تتعلق في كيفية وماهية وآلية المشاركة والتنسيق والتعاون بيننا حول الرقة..مُباحثاتنا مستمرّةٌ مع الأمريكيين بخصوصِ المستجداتِ الأخيرة، بالأخص ما يحصلُ في عفرين ومناطقِ الشهباء، ومن الاعتداءاتِ المتكررةِ للدّولة التّركيةِ، وهناكَ مباحثاتٌ مستمرّةٌ وقائمةٌ بشأنِ حِملةِ تحرير واستعادةِ مدينة الرّقة من تنظيمِ داعش، فنحنُ متّفقونَ من حيثُ المبدأ، ولا توجدُ خلافاتٌ حول ضرورةِ القيامِ بذلك، والملفُ الآن هو بيدِ قوات سوريا الديمقراطيّة وأستطيعُ القول أنّنا نمتلكُ موقفاً موحّداً حيالَ الأمرِ.
– الموصل تقع في دولة عراقيّة لها جيش وتحالف وقوى كرديّة تساهم جميعها في تحريرها، ولم تستطع منذ اسبوع حتى الوصول إلى مشارف الموصل، وهنا في سورية التحالف يعتمد على قوات سوريا الديمقراطية فقط، كيف ستستطيعون تحرير الرقة بمفردكم وكيف ستم الأمر؟
طبعا نحن أيضا سألناهم هذا السؤال، وأنّه قد أصبح لكم حوالي العام تتناقشون حول كيفية تحرير الموصل، وحتّى الأمم المتحدة مستنفرة لعدد اللاجئين الذين سيخرجون من الموصل، ولكن حين يتمّ التحدث عن الرقة لا يتم إيلاء تلك الأهمية والتحضيرات، وهذا قد يكون سببه الثقة الزائدة بقدرات قوات سوريا الديمقراطية وإمكاناتها.
– هل لديكم قوّات مشاركة في حملة تحرير الموصل، أو هناك تنسيق لحماية الحدود؟
كلا، لا توجد قوات، وطبعا نحن كموقف نشجع وندعم تحرير الموصل، ونحن على أهبة الاستعداد كإدارة ذاتية وقوات لحماية الحدود وسدّ الطريق أمام تسلل داعش وعبوره إلى أراضينا، وبطبيعة الحال حتى لو لم تكن هناك مشاركة مباشرة، فالقيام بهذه المهام هي القيام بنوع من المشاركة غير المباشرة.
– لو حدث خلل ما في إقليم كردستان وتوغّل داعش، هل ستدخلون للمؤازرة؟
طبعا نحن ككرد روجآفا وإدارة ذاتيّة ديمقراطيّة، عندما نرى أنّ الأمر يحتاج للتدخل ويمكننا ذلك في أي قسم من كردستان، لن نقصر، لأن الاختلاف في الرؤى السياسيّة والمواقف لا يعني أن نترك أمر داعش ومقاومته رهينا بتلك الخلافات، فأمر محاربة داعش ومقاومته نجده واجبا ًوطنيّا كما حدث في شنكال.
– أعلنت كلينتون قبل فترة أنّها تدعم القوات الكرديّة، هل هناك أي تواصل بشأن هذا الدعم؟
طبعاً السيّدة كلينتون تعبّر عن سياسة حزبها الحاكم، ويبدو أنّ هناك قرار حالي يطابق ما ذكرته كلينتون، وحقيقة، هذا أمر واقع، فإن أرادت أمريكا الحفاظ على وجودها وضرب داعش فإن أفضل حليف لها هي وحدات الحمايّة الكرديّة، فلماذا التهرب من هذه الحقيقة.
– أنتم أقرب إلى أمريكا أم روسيا حالياً؟
نفس المسافة، هناك اتصالات مع الطرفين.
– ألا تعتقد أنّهم يستخدمونكم لفترة مؤقتة كما يقال؟
ما نقوم به هو تحرير مناطقنا وضرب داعش، هذا هو الأمر المشترك بيننا، هذا الأمر لا يعود بالفائدة عليهم فقط، وإنما علينا بالدرجة الأولى، فحين ينتهي داعش قد تستفيد تلك الدول سياسيّاً ممّا يحدث، ولكن نحن كأهالي المنطقة نستفيد منهم بأن نضمن الاستقرار والأمان لشعبنا.
– هل تنوي أمريكا بناء قاعدة على غرار قاعدة “أنجرليك ” في مناطق روجآفا؟
لم يُطلب منا ذلك لغاية اللحظة، ولو طُلب منّا حينها سنتناقش ونتباحث في الموضوع.
– هل حُسم الأمر بحضوركم إلى جنيف لو تمّ التحضير لذلك؟
لو تمّ ذلك ربّما لن يكون في جنيف، جنيف الثالثة انتهت، جنيف فشلت، وللبدء بمرحلة جديدة عليهم البحث عن شيء آخر، وحينها يتطلب منهم ألّا يقعوا في نفس الخطأ، ولذلك إن أرادوا النجاح هذه المرّة وألّا تكرر تلك التجربة عليهم أن يستفيدوا من تلك الأخطاء، وأوّلها أنّهم قاموا بإقصاء ممثلي 20% من سوريا، كان هذا خطأ فادحاً تسبب في زعزعة موقفهم وفشله، كما كانت هناك أسباب أخرى للفشل، ولكن من زاويتنا سبب الفشل الأساسي هو عمليّة الإقصاء التي تمّت ولذلك حسب اللقاءات الّتي تمّت وما توصلّنا إليه من نتيجة، إن بدأت مرحلة جديدة وجديّة للبحث عن الحل السياسي في سوريا نحن سنكون موجودين، وبضمانات دوليّة.
“إن كان حزب العمال الكردستاني يمتلك هذا الموقف ويقول أنّه سيتدخل إن وجد خطراً كبيراً على روجآفا، أو تمادت تركيا في التقدم لعمق روجآفا، فهو موقف وطني كردستاني، فكما أرسلوا مجموعات من الكريلا إلى كركوك، وإذا أرسلوا مثل هذه القوات لنا، سيكون موقفنا تقدير هذه الخطوة الداعمة لتجربة روجآفا ومحاربة الإرهاب”.
– لماذا رفض النظام المطالب الكرديّة في حميميم، وهناك تسريباً أنّها كانت في أعلى المستويات؟
أعتقد أنّ الإعلام ضخّم موضوع حميميم أكثر من اللازم، وكان المبدأ أنناكنّا قد أعلنا وخصوصاً في مرحلة بداية تحضيرات جنيف أننا جاهزون للتفاوض مع النظام إن تمّ إقصاؤنا في جنيف شرط أن تتوفر جهة داعمة وضامنة لما قد نتفق عليه، وروسيا أرادت أن تفهم الموضوع وتبادر للحل، ولكن حسب متابعتنا ورؤيتنا واتصالاتنا، لم تنضج الأمور أو تصل للمستوى الذي تستحق أن نتحدث عنها حاليا.
– ما أهم البنود في مشروع الروس؟
الروس حاولوا أن يتوسطوا بيننا أو إيجاد حل، أو حتّى القبول بمبدأ التفاوض، ولكن لم يحصل هذا الشيء، من حيث المبدأ مازالت الكرة في الملعب الروسي، ولذا لا يمكن حاليّا تقييم ما سيحصل، هل ستساهم روسيا أم لا، ولا نستطيع التكهن بها.
– هل أنتم ماضون في إعلان الفدراليّة؟
الفدراليّة هي مشروع الحل، ما دام هناك ثورة، فهذا يعني أنّ هناك مُضي في أمر الفدرالية، والثورة لن تنجح إن لم يتم تطوير الفدراليّة، نعم نحن ماضون ولكن التوقيت غير واضح.
– هل ما زلتم مصرين على موضوع الوصول إلى عفرين بعد الحاجز التركي؟
موضوع عفرين لا يتعلق بالأمور السياسيّة، هو موضوع وجود أو لا وجود بالنسبة لأهالي عفرين، فهم محاصرين منذ ثلاث سنين، ومنطقة الشهباء تتعرض لهجمات داعش وتركيا ومجموعات أخرى، لذا لابدّ من حماية هذه المناطق ودعم عفرين، وهذه ضرورة وليس فقط كمشروع سياسي بل هي ضرورة حياتية لشعب عفرين.
– لو لم تنجحوا في توصيل عفرين هل ستعلنون الفدراليّة لكانتونين اثنين؟
إعلان الفدراليّة لا يتعلق بضرورة توصيل الكانتونات، إنّما يمكنك إعلان النظام الفدرالي في المكان الذي وصلت إليه، أو المكان الذي تمّ تحريره لغاية تحرير مناطق أخرى.
– لو هدأت تركيا وتراجعت هل ستحاولون الوصول إلى عفرين؟
في جميع الأحوال ستحاول تركيا عرقلة الأمر ونحن سنحاول تحرير ما يمكننا تحريره، وإحدى تلك المناطق هي المناطق الواقعة بين كوباني وعفرين.
– هل ما زلتم مصرّين على الوصول إلى المنفذ البحري؟
المنفذ البحري ضروري ومهم من أجل شمال سوريا، ولكن قد لا يكون الآن، فهناك بعض الأمور تتعلق بالوضع السوري العام، ومدى تطوّر الحل السوري أو ماهيّة التنظيمات الموجودة على الأرض، وماهيّة التوافقات التي ستحصل، ولكن كخطوات عمليّة قد لا يكون الوقت مناسبا للتحدث عنها.
– لو بقيت تركيا معادية لشعب روجآفا، هل سيتدخل حزب العمال الكردستاني للدفاع عن شعب روجآفا؟
العمال الكردستاني في حالة صراع وحرب مع الجيش التركي في جميع المناطق، ولكن في روجآفا نحن لدينا وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سورية الديمقراطيّة، وقوات الصناديد، والسوتورو، ومجلس السريان العسكري، ومجموعات تابعة للجيش الحر ومقرّبة من مجلس سوريا الديمقراطيّة، كل هذه القوات تقوم بواجبها في هذا الإطار، لكنإن كان حزب العمال الكردستاني يمتلك هذا الموقف ويقول أنّه سيتدخل إن وجد خطراً كبيراً على روجآفا، أو تمادت تركيا في التقدم لعمق روجآفا، فهو موقف وطني كردستاني، فكما أرسلوا مجموعات من الكريلا إلى كركوك، وإذا أرسلوا مثل هذه القوات لنا، سيكون موقفنا تقدير هذه الخطوة الداعمة لتجربة روجآفا ومحاربة الإرهاب.
– هل ستكون هذه القوات تحت إمرة وحدات حماية الشعب؟
هذه أمور عسكريّة ، أنا أتحدث إليك من الناحيّة السياسيّة.
– وماذا بشأن بيشمركة روجآفا لو حاولوا الدخول والمساعدة؟
الوضع مختلف، فبيشمركة روجآفا مدرّبة على يد الوحدات الخاصّة التركيّة، ونحن بصراحة لا نثق بهم في محاربة القوات التركيّة إذا دخلوا، نخشى الاتحاد مع الجيش التركي ومحاربتنا، قد يكون هناك شباب وطنيين ضمنهم يجهلون هذه الحقيقة، لكن مركز القرار أو قيادة هذه القوات مرتبطة مع “المِيت التركيّ” ونحن لا نثق بهم.
– انتصرتم في الأحداث الأخيرة بالحسكة على النظام، ماذا فهمتم من تغيير النظام لمحافظ الحسكة، وتعيين آخر عسكري بذلك؟
يحاول النظام دوماً القول “أنا موجود”، ويمارس بعض الضغط على المنطقة ولكنه حين فشل كلّف أحد قادة القوات الجويّة كمحافظ للحسكة وهذا يعني أنّهم يتّبعون الأساليب العسكريّة أكثر من المدنيّة، ولكنّهم لن يستطيعوا فعل شيء، كون المنطقة مدارة من قبل الإدارة الذاتيّة، والمربع الأمني الذي يتواجد فيه المحافظ، لن يستطيع التحكم من خلاله بالمناطق الأخرى.
نُشر هذا الحوار في العدد(53) من صحيفة “Buyerpress”
2016/11/1
التعليقات مغلقة.