على مهج الشعر تنسج الأحزان

65

%d9%85%d9%84%d9%81%d8%a7%d9%86-%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%84كنت متردداً في الكتابة حول وقائع انعقاد مهرجان الشعر الكردي 21 – والمفروض أن أكتبه باللغة الكردية, وأظن أن الرسالة سوف لن تبلغ العامة من غير المتمكنين بلغتهم الأم- والذي أقيم في قرية “مصطفاوية” منطقة كركي لكي , غير أن المغالاة في التعظيم والتبجيل ونقل صورة مغايرة عبر الإعلام حول حقيقة مجريات المهرجان, كان لابدّ لي من الإدلاء بدلوي حول اللغط والإصطفافات الشخصية و”الحزبية” الذي اعترى المهرجان ابتداءً من لجنة التحضير وختاماً لساعة انتهاء مشاهدتي لوقائع المهرجان, دون المساس بالنتاجات التي تليت على مسامعنا, سأذكر بعضاً من الشلل على المستوى التنظيمي والإعداد ونسبة حضور الشعراء.

– بلغ عدد الحضور ما يقارب 100 شخص ضيوف ومشاركين وحاضرين, وهي نسبة لا تناسب أبداً مهرجاناً يمثل الشعر الكردي في غرب كردستان, أما فيما يخصّ الشعراء المشاركين, لوحظ غياب السواد الأعظم من شعراء غرب كردستان, ترى هل يعود السبب إلى خلل تنظيمي أو أنها مجرد محسوبيات بنزعات شخصية أو مزاجية أو حزبية ضيقة, وبناءً على ما لاحظت حول طريقة استدعاء المشاركين, كان لمجرد اصطفافات حزبية , بدلالة أن عدداً من الشعراء لم يتم تبلغيهم بتاتاً والقسم الآخر تم تبليغهم عشية انعقاد المهرجان وفي الساعة 11 ليلاً علماً بأنني كنت مشاركا في لجنة تنظيم المهرجان لعدد من السنوات الماضية, ويندرج هذا التصنيف على أغلب الشعراء غير المنتمين لطرف الأوصياء على المهرجان.

– حالة الفوضى وعدم الانضباط من جانب لجنة التحضير وتسببهم لنشر الفوضى وعدم الاتزان خلال وقائع المهرجان, إضافة إلى امتناع حضور أعضاء من ضمن اللجنة التحضيرية لأسباب مبنية على قناعات (Bavê Helbest) مثالاً.

– التجهيزات الفنية من صوت ومنشورات وصور وزينة, كانت في أدنى مستوياتها, حتى أحيانا لم نكد نسمع قصائد الشعراء لطغيان صوت الموسيقى المرافقة كأنما أراد فني الصوت أن يسمعنا موسيقاه عوضاً عن الشعر أو كان متعمّداً حتى يطغى على النتاجات الشعرية الهابطة.

– الهرج والمرج والتسفف في جانب غالبية الحضور.

– عدم حضور الشعراء الشباب والعنصر النسائي والمرأة الشاعرة كاد أن يكون مفقوداً.

– التغاضي بل استبعاد دعوة مؤسسات واتحادات ثقافية كردية فاعلة (هيئة الثقافة – واتحاد المثقفين) مثالاً بالإضافة إلى إلغاء مشاركة حتى بعض الشعراء الحاضرين.

– التغطية الاعلامية كانت محسوبة على طرف حزبي واحد.

– عدم مراعاة التوقيت في ساعة البدء وساعة الانتهاء.

– عدم خضوع الأشعار الملقاة الى معايير شعرية, وهذا ما جعلنا نسمع كلاماً انشائياً وخطاباً تلقينياً.

– صالة المهرجان (خيمة عزاء) غير مخدّمة فنياً وخدمياً, وما أكثر الصالات المتاحة لانعقاد هكذا نشاط أدبي, والسبب واضح لأنه قرار مبني على حسابات حزبية.

– العرض السينيفزيوني حول مسيرة مهرجان الشعر الكردي كان منقوصاً ومتعمّداً بدلالة عدم الاتيان على ذكر أسماء لشعراء مؤسسيين للمهرجان الأول وكان حاضراً بيننا (lorî Tildarî) مثالاً, واقتصر التركيز على دور البعض بانتقائية فظيعة, والتعمد في عدم ذكر بعض الشعراء الذين نالوا شهادة تكريم مهرجان الشعر الكردي (Melevan Resûl) نموذجاً .

– التركيز على بطولات (Pêşmerge) وتحاشي بطولات (YPG) في غرب كردستان , حتى وصل الأمر بأحدهم أن يقول: (ma ji te pêve kî heye Barzanî), مع احترامي الشديد للسيد البارزاني لكن احتار في التصنيف , ترى هل نحن في كرنفال حزبي أم في مهرجان للشعر الكردي حتى يغفل الجانب الفني والأدبي وهموم الأمة الكردية ويتصدره خطاب تقريري؟.

– تقديم الشكر والامتنان وتكراره لأكثر من ثلاث مرات لأهالي قرية المصطفاوية لأنهم استضافوا الشعراء في خيمة العزاء التابع لقريتهم ,وإفراد كلمة خاصة باسم شخص من أهالي القرية كي يتباهى بفضله على تلك المكرمة, وهل خطر ببال أحدهم أن الفضل الأكبر في أمنهم وحياتهم وبقاء وجودهم على أرض الوطن يعود الى مقاومة قوات (YPG-YPJ-ASAYÎŞ) ودماء الآلاف من الشهداء الذين ضحوا في سبيل وطننا وشعبنا.

أبارك للشاعر (Xemgînê Remo) تقلده لوسام الشعر الكردي ومع احترامي الشديد لكل المشاركين, لكن الكثير من الشعراء الذين حضروا المهرجان كان لرفع العتب وأحجم بعضهم عن إلقاء قصائدهم لسبب طريقة دعوتهم وطغيان الجانب الحزبي على الجانب الأدبي, إضافة الى المواقف المبنية مسبقاً حول عدم جدية بعض الزملاء القائمين على المهرجان.

 

التعليقات مغلقة.