– الاتفاق تمّ في قاعدة حميميم، والذين توجّهوا إلى هناك هم قادة من وحدات حماية الشعب، إضافة إلى الطرف الروسيّ.
– لا يوجد قائد عسكري واحد بينهم، كلّهم عبارة عن مجموعة من المرتزقة، وذبح كتيبة نورالدين الزنكي لذلك الطفل خير دليل على ذلك، وكذلك لدينا كتيبة “السلطان مراد”، و”المنتصر بالله”، و”استقم كما أُمرت”، وكلها تشكيلات إرهابيّة.
– من المؤكد أننا سنتوجه لفك الحصار عن مدينة عفرين، ونعتبر هذا التوغل التركي “فقاعة”, لأن الفئات التي تعتمد عليها مرتزقة لا يملكون أي بُعد قومي أو وطني.
– توجد إحصائية تفيد بوجود ثلاثة ملايين تركماني, ولكن أتوقع أن الرقم مبالغ فيه، أعتقد أنهم حوالي المليونين ويشكلون من 8-10 % من سكان سوريا.
حاوره: قادر عكيد
– السيرة الذاتية للعقيد طلال سلو الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية.
بعد حصولي على الشهادة الثانوية في العام 1985 دخلت الكلية الجويّة وتخرجت في العام 1987 برتبة ملازم، وفي العام 2004 ولأسباب سياسيّة وطائفيّة تتعلق بعلاقتي مع النظام تمّ إيداعي في سجن صيدنايا لمدة 600 يوم، وتمّ على إثرها تسريحي من الجيش، وكنت سأصبح مقدّماً في الجيش حينها، أمّا رتبة العقيد فحصلت عليها بداية الثورة وكانت رتبة فخريّة. انضممت إلى الثورة بعد مرور سنتين على بدئها، كقائد لواء السلاجقة، ضمن فرقة فتح الأولى وكنّا متواجدين في الريف الشمالي لحلب في قرية الراعي، وبعد معركة جرت بيننا وبين تنظيم داعش استمرت ستة أيام، استطاع التغلب علينا نتيجة الغدر والخيانة من قبل بعض العناصر، غادرنا بعدها إلى تركية، وبقيت هنالك سنة ونصف، كانت هناك لقاءات بيننا وبين المخابرات التركيّة،كنا في لواء السلاجقة نتلقى الدعم العسكري والمالي واللوجستي وحتى العتاد والآليات من المخابرات والحكومة التركية بشكل مباشر، وحصلنا على رواتب منظمة لمدة ثلاثة أشهر، ثمّ تمّ قطع الامداد المادي عنّا بشكل كامل، وفضّلوا الاعتماد على مجموعة غير أكفّاء، لا زالت تعمل لصالح المخابرات التركية حتّى الآن، مثل لواء السلطان مراد والمنتصر بالله، ومحمد الفاتح على أساس أن يتدخلوا على النهج الذي رسموه لأنفسهم باسم التركمان، لكن للأسف حتّى الوقت الحالي، فإن لواء السلطان مراد ليس فيه إلّا خمسة وعشرين عنصر من التركمان.
وحين تمّ التواصل بيني وبين الأخوة في منطقة عفرين، تمّ الاتفاق أن نحيي لواء السلاجقة مرّة أخرى ضمن جيش الثوار، وكان العدد قليلاً، تضاعف فيما بعد، ويتوزع اللواء حاليا في منطقة عفرين وحمّام التركمان، لدينا حوالي 400 مقاتل، ويتم تجهيز مائة آخرين الآن، ليتوجّه الجميع لتحرير الريف الشمالي. انضمّ لواء السلاجقة ككتيبة ضمن مجلس منبج العسكري تحت تسمية كتيبة تركمان منبج، وساهموا في عملية تحرير منبج.
بالنسبة لوضعي الاجتماعي، أنا متزوّج، لدي ثلاثة أبناء، يدرس اثنان منهم في تركيا، الكبير سنة أخيرة في قسم الهندسة المعمارية، والأوسط إدارة أعمال، أمّا الصغير فهو طالب ثاني عشر/ ويقيم حاليا في السعودية، مع أمّه. هناك مضايقات لأبنائي في تركيا حالياً. حين كنت في تركيا تمّ منحهم “منحة” دراسيّة، أمّا الآن فقد تمّ سحبها منهم، وأخشى أن يأخذ الموضوع بعداً أكبر، لأنّي أتلقى التهديدات دوماً منهم، كوني أنا الوحيد التركماني ضمن هذا المشروع، وأنا المشرف على موضوع تواجد التركمان سواء سياسياً أو عسكرياً والتنسيق بينهم وبين إدارة روجآفا، والإدارة العسكرية لقوات سورية الديمقراطيّة.
– برأيك وحسب المعلومات التي لديكم، ماذا كان يريد النظام من زيادة التوتر في الاشتباكات الأخيرة في مدينة الحسكة؟
للأسف، كان هناك موضوع قد نسميّه غباء من قبل الذين وضعهم النظام موضع المسؤوليّة في الحسكة أو القامشلي، ومنهم عبدالقادر حمو، مسؤول الدفاع الوطني، ويبدو أنّهم انجروا نتيجة بعض الأكاذيب من هؤلاء، فمثلاً كانوا يوهمون النظام أنّهم يمتلكون العدد الكبير من المقاتلين، وأنّ العشائر العربية ستفزع له حال حدوث أي شيء، أتوقّع لولا هذه الأكاذيب لما تورّط النظام هذه الورطة التي انعكست عليهم بشكل سلبي. حسب بنود الاتفاقية التي تمّت بين وحدات حماية الشعب والنظام، فإنّها بمجملها لصالح وحدات الحماية، وحسب المعلومات فإنّ الموعد النهائي لتنفيذ البنود هو الثاني من شهر أيلول.
– هل تفاجأتم بإقدام النظام على هذه الخطوة، وهل كانت قواتكم جاهزة للرد؟
كانت لدينا معلومات استخباراتيّة أنّ النظام يعدّ لشيء ما من خلال التواصل مع العشائر ولقاءاته، ودعمهم بالمؤن والتسليح.. كناطق رسمي باسم قوات سوريا الديمقراطيّة كنت أقول دوماً أنّ العلاقة بيننا وبين النظام، هي فقط لتسيير أمور المواطنين، وتأمين الخدمات الخاصّة بهم، والعلاقة بيننا تحددها التشريعات الدوليّة، ومجلس الأمن، والأمم المتّحدة، والجميع كان يصرّ أنّ العلاقة بين المعارضة والنظام يجب أن تحلّ بطريقة سلميّة، وعبر المفاوضات المباشرة، هذا ما كنّا نردده دوماً. لكن كما يبدو فإنّ النظام في لحظة من اللحظات خُدع بالناس الذين كانوا يصرّحون له أنّه بالإمكان تحقيق مكاسب له على الأرض.
– هل صحيح بأن قواتكم هي التي بدأت القتال والهجوم على النظام ومرتزقته في الحسكة؟
منذ عدّة شهور، وهناك مناوشات واشتباكات بين الطرفين، لكن هذا الاشتباك أخذ صدى وبعداً أكبر نتيجة تعنّت أزلام النظام الموجودين هنا، ولم يأخذ النظام بنصيحة وحدات حماية الشعب التي طالما نصحتهم “أن اتّعظوا”، لكنهم لم يأخذوها على محمل الجدّ.
– هل بالفعل كان هناك قراراً سياسياً بطرد النظام من الحسكة، بعد تحريركم لمدينة منبج مباشرة؟
كلا، لم يكن هناك قرار سياسيّ، لأنّه لو كان هناك قرار، لتابعنا القتال، ولا سيّما أننا كنّا منتصرين، ومثلما لاحظتم نتيجة تدخّل العشائر وأطراف أخرى لبّى الأخوة في وحدات حماية الشعب وقف الأعمال القتالية،وأعتقد لو أنّ القتال استمر يومين آخرين لكان النظام منتهياً في الحسكة بشكل نهائيّ. إذاً عدم الاستمرار يكمن في أن يكون هناك حلّ سلميّ وهدنة بين الطرفين.
– النظام وللمرة الأولى بدأ باستخدام طيرانه الحربي ضدّ قواتكم، كيف قرأتم خارطة المعركة بعد استخدام النظام للطيران الحربي؟
نحن نراها خطوة جيدة ونوع من الاختبار لقوات التحالف، لأنّه حين استُهدفت مقراتنا من قبل طيران النظام، فإنّطيران التحالف ونتيجة اتفاق بيننا على أن يكون هو الحامي لمجالنا الجويّ، تدخّلَ، وحذّر النظام السوري من الاقتراب من مجالنا الجوي والنظام التزم بذلك، لأن تحذير التحالف يعني تحذير ستين دولة للنظام السوري.
– النظام من خلال تصريحات قيادته الأمنية والمدنيّة في الحسكة كان منهاراً وعلى وشك السقوط، لماذا أعطيتم فرصة أخرى لبقائه في المنطقة؟
الإبقاء على النظام في مناطقنا هو لتأمين الخدمات للمواطنين، فثلاث محافظات تستلم رواتبها من محافظة الحسكة، والوثائق الرسميّة الصادرة لا يُعترف فيها على مستوى العالم، صحيح أنّ الجميع يقول أننا نحارب النظام، لكن العالم لا يعترف إلّا بجوازات السفر الصادرة عن النظام، مطار القامشلي يخدمنا جدّاً، ونحن اليوم محاصرون من تركيا وكردستان العراق ومن الجنوب داعش، وليست لدينا وسيلة اتصال إلّا المطار، فعلى هذا الأساس كنّا نغضّ الطرف عن وجود النظام ولو بشكل رمزي، فقط لتأمين خدمات المواطنين.
– بدايةً مَن مِنَ القوى الدولية تدخلت لوقف الاشتباكات في الحسكة؟
بصراحة، الطرف الروسي فقط تدخّل، أمّا التحالف فقد حذّر النظام من استخدام الطيران، أمّا الطرف الروسيّ فقد كان سبّاقاً للتدخّل والبحث عن صيغة مناسبة وحلّ سلميّ بين الطرفين، واستمرّ في مساعيه حتى ثبّت هذه الصيغة للهدنة.
– أسباب إصرار الطرف الروسي على وقف القتال بين الطرفين، وتوقيع الهدنة؟
نحن نعتبر بالنسبة للطرف الروسيّ من المعارضة المعتدلة، وبالنسبة للنظام، يعتبر الداعم الأساسي له، وكان يهمّه ألّا يخسر أي طرف من الطرفين، نحن كمعارضة معتدلة، والنظام كحاكم للبلد وحليف استراتيجي لروسيا، وعلى هذا الأساس تدخّل.
– موقف قوات التحالف الحليفة لكم في مقارعة الإرهاب من استخدام الطيران الحربي من قبل النظام في الحسكة؟
حذِر، وكان في طلعات متواصلة بالجوّ، لعدم السماح لطيران النظام باستهداف مقراتنا مرّة أخرى.
– هل بالفعل حركت قوات التحالف طائراتها في أجواء الحسكة، وقامت بغلق أجواء الحسكة على طيران النظام؟ السبب من وراء ذلك هل لحماية قواتها على الأرض أم هو تحالف استراتيجي بينكم وبين قوات التحالف؟
بكل تأكيد الطيران خرج في طلعات، وهدد النظام كما أسلفت. النظام يعرف مكان تمركز قواتهم، ومن المؤكد لن يستهدف أماكن قواتهم، ما حصل لم يكن فقط لحماية قواتهم، ولكن ما حصل أنهم آتون، وبالحسبان تعرّضهم لشتّى أنواع القتال، ما حصل هو نتيجة الشراكة الاستراتيجيّة بيننا وبين قوات التحالف، كوننا شركائهم في مكافحة الإرهاب على الأرض، ونحن الذين أثبتنا قدرتنا على مكافحته.
– هل تواصل معكم الروس مباشرة بشأن وقف إطلاق النار؟
طبعا تواصلوا بشكل مباشر، وهذا أمر غير مخفي،فالاتفاق تمّ في قاعدة حميميم، والذين توجّهوا إلى هناك هم قادة من وحدات حماية الشعب، إضافة إلى الطرف الروسيّ.
– أهم النقاط الخلافية في البداية؟
أولاً موضوع تواجد المقنعين، وحلّهم، وعدم تسليح العشائر العربية وإمدادهم بالمال، وعدم تحريضهم ضدّ الإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب. وكذلك موضوع الخدمة، واعتقال الشباب الكردي وسوقهم للخدمة الالزامية، والإفراج عن المعتقلين أيضاً.
– هل كانت أمريكا راضية عن ذهابكم للتفاوض مع النظام برعاية روسية؟
بالنسبة للطرف الأمريكي، لا يتعلق الموضوع بالرضى والمفاوضات، إنّما هناك موضوع أمني وقتال بين الطرفين، ويجب إيجاد صيغة لإيقاف هذا القتال، بالنسبة لهم الموضوع أنّهم لا يحبّذون فتح عدّة جبهات من ضمنها جبهة النظام.
– بإمكان النظام مهاجمة الحسكة مرات عديدة باعتبار أنّ قواته العسكرية مازالت في أطراف الحسكة ومدفعيته في جبل كوكب؟
الطرف الروسي هو الضامن لذلك، المعاهدة تمّت على أساس أن يلتزم النظام حدوده ولا يعود لاستهداف مقراتنا والمدنيين.
– ماذا إن تمّ اختراق الهدنة من قبل قوات النظام؟
من المؤكد سيكون الرد حاسماً من قبل القوات المتواجدة على الأرض، سواء أكانت وحدات حماية الشعب، أو الآساييش، وبعيداً عن مدح أنفسنا فإن الذي انتصر مرّة واثنتين وثلاثة وعشرة، بإمكانه الانتصار مرّة أخرى، ليس كمن خسروا الكثير من المرات فإنهم سيفكرون مليّاً هذه المرة قبل اللجوء إلى قتال قواتنا.
– لو نتحدث في المحور الثاني، عن الأحداث العسكرية الساخنة في مناطق الشهباء، والتوغل التركي المباشر في الاراضي السورية؟
نحن نعتبرها تدخّلاً واحتلالاً مباشراً من قبل تركيا، ست سنوات وهي شريكة في سفك الدمّ السوري، بينما قرّرت الآن أن تكون السبب الرئيسي في سفك الدمّ السوريّ بشكل مباشر، بداية كانت لها أيدي من المعارضة تتلقى التوجيهات، بينما الآن تسفكه بشكل مباشر عبر مرتزقتها، تحت مسمّى قتال قوات سوريا الديمقراطية، وهي حجج واهية من الطرف التركي.
– ألا تعتقد معي بأن خطة احتلال جرابلس، وإخراج المئات من القوات العسكرية من مدينة داريا وتجميعهم في ادلب، هو لكسر المشروع الفدرالي الذي أعلنه مجلس سوريا الديمقراطيّة؟
الموضوع يتعدّى الفدرالية، النظام يلجأ حالياً في تلك المناطق إلى موضوع المصالحات التي تتم مع هذه الأطراف، تركيا التي كانت تدعم الأطراف الإرهابيّة الموجودة بكل الساحة السوريّة، تركّزدعمها حالياً في منطقة جرابلس، أمّا مشروع الفدرالية فأبناء هذه المناطق يحددون استمراريته من عدمها، من خلال التضحيات التي يقومون بها، وحتى كل الحملات والمعارك التي خضناها هي نتيجة الاستجابة لنداءات أهلنا، الفكرة ليست فكرة الفدرالية حالياً، نحن نسعى الآن لتحرير شعبنا وأرضنا، ومن ثمّ هم أنفسهم أبناء هذه المناطق التي يتم ّتحريرها يطالبون أن يكونوا موجودين ضمن الإدارة الذاتية أو الفدراليّة.
– هل لديكم معلومات عن الفصائل العسكرية التي سمّت نفسها بالجيش الحر في مدينة جرابلس؟ أبرز القادة العسكريين وتاريخهم العسكري في الأزمة السورية؟
لا يوجد قائد عسكري واحد بينهم، كلّهم عبارة عن مجموعة من المرتزقة، وذبح كتيبة نورالدين الزنكي لذلك الطفل خير دليل على ذلك، وكذلك لدينا كتيبة السلطان مراد، والمنتصر بالله، واستقم كما أُمرت، وكلها تشكيلات إرهابيّة لأنها منذ عامين تقوم بقصف أهلنا ضمن حيّ الشيخ مقصود بشكل عشوائي عن طريق “مدافع جهنّم”، وهذه الأعمال لا يمارسها إلا من يحمل الفكر الارهابيّ، وأنا أعرف أغلبهم شخصيّاً ومن أبرزهم فهيم عيسى قائد فرقة السلطان مراد وهو عبارة عن “قندرجي”، وفراس باشا قائد “المنتصر بالله” وكانت لي معه علاقة شخصيّة، هو الآخر ” قندرجي”، لا علاقة له من قريب أو بعيد بالأمور العسكريّة. لا تسعفني الذاكرة لتعداد أسماء البقيّة، ولكنهم عبارة عن فئة من اللصوص والقتلة والمرتزقة بأيدي المخابرات التركية التي لم تستطع أن توجد ضباطّ أكفّاء لقيادة هذه التنظيمات.
ألم يشاهد العالم وحلفائكم المسرحية الهزيلة التي تمت فيها تحرير مدينة جرابلس، ماذا كان ردكم لحلفائكم بشأن ذلك؟
كنا نذكّر حلفائنا دوما أن الطرف التركي هو داعم أساسي للإرهاب ويجب أن يكون رادعاً للطرف التركي للقضاء على الإرهاب، وأنا أحد الذين كنت أقول أن هناك مسافة 98 كم من أعزاز لجرابلس بخط حدود مفتوحة، مضت سنتين ولم تطلق رصاصة من الجانب التركي تجاه داعش، وهذا دليل أنه يوجد تنسيق بين الطرفين, وأذكر نقطتين, بمجرد التفكير فيهما نجد أنه لا يوجد فقط تنسيق ما بين الطرفين, وإنما أوامر كانت تصدر من الحكومة التركية تجاه تنظيم داعش الإرهابي. الحادثة الأولى هي التي جرت في العراق، استلمت الحكومة التركية القنصل التركي مع 41 شخصاً من المسؤولين وعائلاتهم وادّعوا بأنهم قاموا بعملية نوعية، وهذا الكلام مرفوض، والحادثة الثانية هي إخلاء قبر سليمان شاه الذي جرى العام الماضي, وحينها كان داعش متواجد هناك بنسبة كبيرة ولمسافة كبيرة فهناك مسافة “35” كم ما بين منبج ومنطقة تواجد قبر سليمان شاه على ضفاف جسر قرقوزاق، ودخلت مجموعات كاملة التجهيزات ونقلت القبر دون إطلاق رصاصة واحدة, وادّعوا أيضاً بأنهم قاموا بعملية نوعية، هذا الكلام أعتبره تمثيلية هزلية ساذجة والإخراج كان ضعيفاً كثيراً، وهذا لا يدل على أنها كانت عملية نوعية إنما عناصر داعش كانوا يتلقون أوامر مباشرة من الحكومة التركية.
– هل صحيح أن القوات التي دخلت جرابلس هي من الجيش الحرّ, أم أنها قوات داعش, ولكن تحت مسمّى آخر؟
بحسب رأيي, هناك من الطرفين، طبعاً هم ليسوا “جيش حر” إنما مرتزقة، لو كانوا جيشا حراً لتوجهوا باتجاهات ثانية, لأنه عندما اشتعلت الثورة كانت لإسقاط النظام ولم تقم ضد الكرد أو أية مكونات أخرى، واليوم عندما يحرّفون اتجاه الثورة نحو اتجاهات اثنية أو قومية أو طائفية فهذا يدل على أنهم مرتزقة، تابعين للطرف التركي، يتلقّون الدعم بشكل مباشر منه بالسلاح والذخائر والعتاد, وحتى رواتبهم، بدليل أنهم تركوا الاتجاهات الأخرى كلها وتوجهوا للمنطقة الممتدة ما بين إعزاز وجرابلس، وذلك لخلق بُعدْ ومساحة لحماية الطرف التركي، وسيطرتهم على هذا الشريط الحدودي لا يعني أنهم يملكون الحدود, فالحدود السورية التركية 900 كم تقريباً, إذاً الفكرة التي يطرحونها ليست هي السبب الرئيسي لاحتلال جرابلس.
– ماذا بشأن التهديدات التركية حول عدم تقدم قواتكم والرجوع إلى شرقي الفرات؟ هل بالفعل عادت قواتكم إلى شرقي الفرات؟
أصدرنا بتاريخ العشرين من آب بياناً باسم القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية بأن قواتنا بعد أن قامت بمهامها في دعم مجلس منبج العسكري حتى تحرير منبج, سلّمت المدينة عسكرياً لمجلس منبج العسكري، ومدنياً لمجلس مدينة منبج، وعادت قواتنا لقواعدها على ضفاف سد تشرين، وحالياً هناك جزء من قواتنا في منطقة “الخفسة” يتابعون عملهم مع قوات مجلس منبج العسكري، فإذاً القوات المتواجدة هناك هي قوات مجلس منبج العسكري وقوات مجلس جرابلس العسكري وقوات مجلس الباب العسكري، أما قوات سوريا الديمقراطية تم سحبها بناءً على قرار من القيادة العامة إلى ضفاف الفرات, وليس إلى شرقه,ولحماية السد يجب تأمين مسافة 3 كم غرب السد، لم ننسحب بضغط أمريكي أو تركي. جو بايدن ورئيس الوزراء التركي اجتمعوا في الرابع والعشرين من شهر آب ونحن أصدرنا البيان في العشرين من آب, وهذا يدل على أن سحب قواتنا تم قبل لقائهم وتم بقرار من القيادة، ويعتبر هذا القرار من القرارات الخاصة التي تصدرها القيادة العامة.
– هل هناك قرار سياسي وعسكري، بالتصدي أو الهجوم على القوات التركية في حال توغلت أكثر باتجاه مناطق سيطرة قوات(قسد)؟
لا، نحن أصدرنا بيان يفيد بأننا نؤيد مجلس جرابلس العسكري ومستعدون لمساعدتهم في حال تعرضهم لهجوم، وفي حال توغلت القوات المحتلة التركية بالتأكيد سنكون جنباً إلى جنب مع قوات مجلس جرابلس العسكري ومجلس منبج العسكري, لأن هؤلاء حلفاء استراتيجيون لقوات سوريا الديمقراطية، ومن المستحيل أن نتركهم وحدهم في ساحة المعركة.
حالياً لم يتم انضمامهم لقوات سوريا الديمقراطية، وأنا أتوقع أن ينضموا لاحقاً وخاصةً أننا قدمنا لهم الدعم اللوجستي والعسكريّ بالعتاد والسلاح وحتى بالمقاتلين، فالقوة دوماً في الاتحاد.
– كقائد عسكري من أصل تركماني، هل بالفعل القوة التي دخلت جرابلس من على الدبابات التركية، هم من التركمان؟ هل توجد قوة عسكرية تركمانية بهذا الحجم؟
هذا الكلام كذبة تركية، لأن الأتراك يلعبون دوماً على الوتر القومي, بأنهم حماة للتركمان، وأراد الطرف التركي أن يتاجر بالقضية التركمانية، ساهم التركمان بدايةً بالثورة, ولكن عندما انكشفت الحقائق بالنسبة لهم ابتعدوا عن المجال العسكري والسياسي، واعتمد الأتراك على مجموعة من المرتزقة والتجار التركمان، والمجلس التركماني ضمن تركيا عبارة عن 42 شخص, لا يمتلك أغلبهم أيّة حاضنة ضمن تركمان، واليوم الألوية التي تدخل على أساس أنها ألوية تركمانية، للأسف, كنا نتمنى أن لا يُزَج اسم التركمان كجهة محتلة لأرض سوريا، فالتركمان أبناء الوطن مثلهم مثل باقي مكونات الشعب السوري.
لا توجد قوّة تركمانيّة بهذا الحجم, لدينا تصريحات لقائد السلطان مراد بأن لديه خمس وعشرين مقاتل تركماني فقط, وما تبقى لا يتجاوز العشرة أو الخمسة عشرة، أي إذا دخل التركمان لمدينة جرابلس لا يصل عددهم لـخمسين مقاتل, لكنهم للأسف استُغِلّوا إعلامياً من الطرف التركي.
– هل لدى التركمان مشروع سياسي في سوريا، أم يقوم أردوغان باستخدامهم لتمرير مشاريعه ضد الوجود العسكري لقوات سوريا الديمقراطية؟
بالنسبة لنا, أردنا في البدايات الحصول على حقوقنا المشروعة المتمثلة باللغة خاصتنا وتدريسها في المدارس, وفتح مدارس باللغة التركمانية, وأن لا تكون الوظائف ضمن الدولة حكراً عليهم, وتكون متاحة لنا أيضاً, والسماح بالنشاطات الثقافية مثلنا مثل باقي المكونات المتواجدة، فاليوم المكون الكردي يطالب بحقوقه المشروعة والمكون الشركسي والآشوري والأرمني, كلٌّ يطالب بحقوقهم القومية, ونحن أيضا كتركمان كأبناء هذا الوطن نطالب بالحقوق نفسها.
– ماهي نسبة التركمان في سوريا؟
توجد إحصائية تفيد بوجود ثلاثة ملايين تركماني, ولكن أتوقع أن الرقم مبالغ فيه، أعتقد أنهم حوالي المليونين ويشكلون من 8-10 % من سكان سوريا فقط، مناطق تواجدنا في الريف الشمالي لحلب (المنطقة المتنازع عليها أي المنطقة الممتدة ما بين أعزاز حتى جرابلس حتى الباب حتى منبج) يتواجد فيها التركمان بشكل كبير وأيضاً ريف اللاذقية إضافةً لمنطقة الجولان وريف حمص حيث توجد قرى كاملة.
.
– كيف تابعتم موقف النظام من التوغل التركي للأراضي السورية، هل تعتقدون بأن هناك تفاهم بين النظام السوري والتركي بشأن التوغل التركي، وإلا لماذا لم يحرك النظام طائراته التي تبقى في الأجواء 24 ساعة؟
النظام من مصلحته أن يكون هناك صراع وقتال في أي منطقة، فأي منطقة يتم فيها القتال بين أي طرفين فهو لصالح النظام، والقتال بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش التركي سيكون بالتأكيد من مصلحة النظام.
– بعد تحرير مدينة منبج ماهي وضع قواتكم في المدينة، ومن هي القيادة العسكرية و المدنية التي تسلمت أمور المدينة؟
ذكرنا سابقاً بأن قواتنا تم سحبها للأماكن في محيط سد تشرين، وتم تسليم المدينة من الناحية العسكرية لمجلس منبج العسكري بقيادة أبو أمجد ومجلس منبج المدني بقيادة الأستاذ فاروق الماشي بشكل كامل، وهم المسؤولون عن المدينة من الناحية المدنية والعسكرية وريف منبج.
– كيف سيفك الحصار عن مدينة عفرين، خاصة بعد التوغل والاحتلال التركي لمدينة جرابلس؟
من المؤكد أننا سنتوجه لفك الحصار عن مدينة عفرين، ونعتبر هذا التوغل التركي “فقاعة”, لأن الفئات التي تعتمد عليها مرتزقة لا يملكون أي بُعد قومي أو وطني، ونتيجة تلقيهم الأموال يقومون حالياً بالمهاترات تجاه مجلس جرابلس العسكري، من المؤكد أنهم لن يستمروا للأمام لعدم امتلاكهم العقيدة للقتال، ومن المؤكد أن المناطق هذه سيتم السيطرة عليها من قبل المجالس العسكرية الحليفة لنا.
– أهم الارشادات والنصائح التي تقدمها لكم قوات التحالف، بشأن التوغل التركي في مناطق الشهباء؟
لم يقدموا لنا أي شيء نهائياً، ولكن دوماً ينصحوننا بالاعتماد علىضبط النفس وأن لا نفتح صراعا عسكريا ما بيننا وما بين الطرف التركي.
– سوريا إلى أين؟
سوريا إلى الفيدرالية لا مجال، سابقاً كنا نتوقع أن يكون هناك خمسة مناطق تشكّل الفيدرالية السورية، ولكن حالياً أتوقع بعد تقدّم النظام في داريا وسيطرته على ريف دمشق والمنطقة الجنوبية والوسطى، لن يكون هناك سوانا والنظام بالنتيجة كفيدرالية، جزء منها سيكون روجآفا والآخر سيكون باقي النظام.
نُشر هذا الحوار في العدد (50) من صحيفة Buyerpress تاريخ 1/9/2016
التعليقات مغلقة.