المقدم في قوات البيشمركة عزالدين تمو: أخبرت عائلتي لن أعود إلا شهيداً أو منتصراً

136

 المقدم الطبيب في قوات البيشمركة عزالدين تمو لـ Bûyerpress: كوباني ليست ملكاً لأحد، ولم تسجّل على اسم أي حزب، كوباني هي للشعب، والأرض للشعب

عزالدين تمو

 

– القوة التي حاربت في كوباني تحت اسم وزارة البيشمركة كانت تابعة لحزبيْ البارتي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لم نكن نريد أن نعلن هذه الأشياء لوسائل الإعلام لكننا نقولها من أجل التاريخ.

– لا نستطيع أن ننسى دور الـ YPG والـ  YPJ في هذه المعارك، من لم يكن في معارك كوباني لا يعرف ماذا حصل.

بعد أن حررنا كوباني عدت إليها ثانية في ذكرى دخولنا إليها، وكانت بحوزتي تكريم من وزارة البيشمركة للسياسيّ صالح مسلم، وتكريم آخر مرفق برسالة رسمية من جبار ياور الأمين العام لوزارة البيشمركة موجّه لوزير الدفاع عصمت حسن، وقمت بتسليمهم.

– صالح مسلم هو خالي اللزم، شقيق أميّ، ولكن بعد منتصف النهار هو PYD  وأنا من البيشمركة. واليد التي ستمتدّ إليه بسوء سأقطعها.

– في  اقليم كردستان ينادونني بالبيشمركة الآبوجي, وهنا في كوباني يسمونني بالبيشمركة، ولا يقدّرونني حقّ تقدير.

فضلت الذهاب إلى كوباني وتركت طفلي الوحيد, وأخبرت عائلتي  لن أعود إلا شهيداً أو منتصراً, فإن استشهدت ستزورون قبري في كوباني.

 

عزالدين تمو؛ طبيب برتبة مقدم من كوباني من مواليد 1965، سافر إلى كوريا الشمالية بتاريخ 10/10/1990ودرس في كلية الطب العسكري خلال خمس سنوات، في الـ   2000 اصطحبه السيد مام جلال طالباني معه الى كردستان لبعض الضروريات في مجال السياسة والطب،  وبقيا هناك حتى  سنة 2010  واستطعا دمج وزارتيْ ( بارتي ويكيتي) في وزارة واحدة ثم ترك السليمانيّة واستقر به المطاف في هولير كرئيس للجنة الطبية لوازرة البيشمركة.  و لم يمارس العمل الحزبي في حياته،  حياديّ ومستقلّ، عمل كضابط دكتور في وزارة البيشمركة.

إن البيشمركة التي يسمونها ببيشمركة روجآفا هي قوة تابعة للـ” زيرفاني” والعائدة للحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الرئيس مسعود بارزاني. أنا من  ضباط بيشمركة إقليم حكومة كردستان وليست لنا أية علاقة مع هذه القوة. بيشمركة روجآفا قوّة حزبية تابعة للرئيس البارزاني، ويقودها عزيز ويسي زيرواني، وغير مسؤول عن هذه القوة حكيم بشار أو إبراهيم برو أو غيره، إنما د. حميد دربندي هو مسؤول روجآفا وهو مكلّف من قبل الرئيس البارزاني. لو أراد الرئيس البارزاني أن يخلق صراعات في المنطقة لكان أرسل هذه القوة إلى روجآفا، لكنه يبحث دوماً عن الحلول السياسيّة”.

 

 

هل لك أن تحدّثنا عن تجربتك كقائد بيشمركة في باشور كردستان وكمشارك في تحرير كوباني؟

كان بوسعنا تقديم قوّة أثناء الهجمة الوحشية الشرسة التي تعرّضت لها كوباني من قبل تنظيم داعش الارهابيّ والقيام بدور لأجل كوباني، ليس لأنها مدينتي فقط، بل أن أي جزء أو مدينة من كردستان يُطلب منّا القتال -من أجلها سنلبي النداء- وفي هذا المجال قمنا بالتنسيق مع القوات المقاتلة، و التنسيق كان موفقاً.

القوة التي حاربت في كوباني تحت اسم وزارة البيشمركة كانت تابعة لحزبيْ البارتي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لم نكن نريد أن نعلن هذه الأشياء لوسائل الإعلام لكننا نقولها من أجل التاريخ، لا نستطيع أن ننسى دور الـ YPG والـ  YPJ في هذه المعارك، من لم يكن في معارك كوباني لا يعرف ماذا حصل، ولو أردنا شرح ذلك فالأمر سيطول. في الأيام الأخيرة لم يبقَ في كوباني سوى 15 أو 20 من نسبتهم، وكوني من أهالي كوباني، مطّلع على جغرافيتها، وأعرف كل شوارع المدينة، فلو قمنا بشرح كيفية دخولنا وخروجنا لتطلب ذلك وقتاً طويلاً.

بفضل هذه القوّة غدونا قوّة كردية استطاعت أن تدافع عن كوباني، وكنّا نصرّح دوماً لوسائل الإعلام أننا قوة كردية، لم نكن نرضى القول بأننا من وحدات حماية الشعب أو المرأة أو من قوّة البيشمركة، ولذلك أصبحنا أساساً لتحقيق قوة كردية مشتركة للمرة الأولى في هذا التاريخ. أعتقد تاريخياً أن بيشمركة الملا مصطفى برزاني ذهبوا إلى مهاباد، ونحن مثلهم قطعنا آلاف الكيلومترات من بلد آخر، ومررنا ببلد معادٍ للكرد؛ تركية التي أخطأت حينما سمحت لقوة البيشمركة العبور من أراضيها، ولكنها كانت تحت ضغط كبير.

تقبيل كبار السنّ لسيارتنا  جعلوا إرادتنا تقوى أكثر وأكثر، فكلّ عنصر من  البيشمركة ذهب بإرادته، وليس تحت أي ضغط أو أمر عسكري. آمل من ساسة الاحزاب الكردية أن يقتدوا بنا، كيف حاربنا يداً بيد، واستطعنا إيصال صوت كوباني إلى العالم. كلما تقاربت الأحزاب الكردية في السياسة نتفاءل بتقارب عسكري على غراره.

لا أقول هذا لأنني حاربت بكوباني؛ ما قمت به عمل وطني، طفلي وهو بعمر خمسة أشهر تركته، فضلت الذهاب إلى كوباني على البقاء معه, ووعدت عائلتي  لن أعود إلا شهيداً أو منتصراً, فإن استشهدت ستزورون قبري في كوباني، بقيت أربعة أشهر في كوباني وانتصرنا أخيراً وهذا محل فخر واعتزاز لنا.

هل قررت البقاء في كوباني؟

الآن أقيم في كردستان، وأنا في زيارة، لدي التزامات وأعمال هناك عندما أنتهي منها سأختار لي حياة جديدة، لا أعلم بعد أين ستكون..! بعد أن حررنا كوباني عدت إليها ثانية في ذكرى دخولنا إليها، وكانت بحوزتي تكريم من وزارة البيشمركة للسياسيّ صالح مسلم، وتكريم آخر مرفق برسالة رسمية من جبار ياور الأمين العام لوزارة البيشمركة موجّه لوزير الدفاع عصمت حسن، وقمت بتسليمهم. وكان هناك تكريم شخصي من قبل أحد العمداء في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لحزب الاتحاد الديمقراطي تم تسليمها لهم، أيضاً. وبعد أن عدت إلى كردستان كان هناك تكريم لي أيضا من قبل نائب وزير البيشمركة أنور حجي عثمان، وأنا بدوري أهديت ذلك التكريم لأمهات الشهداء في كوباني.

وحول سؤالك عن عدم التغطية الإعلامية لهذا التكريم، أقولها –للأسف- كان هذا مطلبهم في كوباني، رغم أني أوضحت لهم أن دخولنا إلى كوباني كان بتغطية إعلاميّة عالمية وعلى مرأى ومسمع من العالم.

في هذه المرة  زرت كوباني كشخص مشارك وله دور في معاركها، حينما قرأنا بيان تحرير كوباني في 26/1/2015 وكنت من الأشخاص المشاركين والحاضرين وأردت أن أكون موجوداً في الذكرى الأولى لتحريرها 26/1/2016، لم يطلب أحد مني المجيء؛ جئت لوحدي، عدت لبيتي. كوباني ليست ملكاً لأحد، ولم تسجّل على اسم أي حزب، كوباني هي للشعب، والأرض للشعب.

ما هو صلة القرابة بينك وبين السيد صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الـ (PYD

 

صالح مسلم هو خالي اللزم، شقيق أميّ، ولكن بعد منتصف النهار هو PYD  وأنا من البيشمركة. واليد التي ستمتدّ إليه بسوء سأقطعها. كبرنا في بيت واحد له احترام خاص لديّ.

كيف تتابع عمله؟

في كل أعماله هناك وفي كردستان كنت مرافقاً له. في كردستان ينادونني بالبيشمركة الآبوجي, وهنا في كوباني يسمونني بالبيشمركة، ولا يقدّرونني حقّ تقدير.

هذا هو حال الذي  يعمل لأجل الكردايتي، ولا يكون حزبيّاً، المشكلة أننا لم نبلغ تلك المرحلة من الوطنية، بقيت ثماني سنوات في كوريا، كنت الشخص الكردي الوحيد، كانوا يقولون لي هذه هي شهادتك، أذهبْ وأخدمْ بها  قوميتك، لم يقولوا لي أذهبْ وأخدمْ بها سوريا لأنك سوري، ليس مهما لديّ ما تقوله الأحزاب ما يهمني احترام الناس لي حين أمشي في الشارع، الشعب يحترمني، وهو المهم.

عندما كنت في جبهة كركوك اتصلتُ مع القيادية آسيا العبدالله وسألتها عن أخبار “شيران ” فقالت قد اقتحمتها الدبابات، حينها وقع الهاتف من يدي، وقلت في نفسي: من المعيب ألا أكون هناك، فعدت فوراً.

والشي الأجمل أنه في الخامس والعشرين من كانون الثاني حررنا مدينة كوباني وأعلنّا تحريرها في اليوم التالي، وفي يوم الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني كان يوم ميلادي، ذهبت إلى بيتي لم يكن فيه أحد!

إلى أين وصلت الأزمة الرئاسية في كردستان، وأين توقفت؟

هي أزمة خاصة بكردستان، بالنسبة لي كنت الطبيب الخاص للسيد مام جلال، وفي نفس الوقت كنت أحظى باحترام وتقدير لدى عائلة البارزاني، والوسيط بينهم وبين السيد صالح مسلم كنت أريد أن تنحل الأمور فيما بينهم، كان لي دور كبير في ذلك.

هل الوضع السياسيّ مستقرّ؟

أعتقد لو أننا التفتنا للوضع، فأن الأمور ستتحسن بشكل أفضل؛ لأن هناك لا يوجد سوى شخصيتين كاريزميتين هما السيد مسعود البارزاني والمام جلال الطالباني، كذلك حزبين وقوتين كانتا سببا في اقتتال أخوي راح ضحيته أكثر من عشرة آلاف شخص، أما بالنسبة لروجآفا فلم نصل إلى تلك المرحلة من الاقتتال والاغتيالات. هناك تقصير، ومع ذلك يجب ألا ننسى أن كوباني تعرضت لتدمير كامل، رغم ذلك نشاهد أن التيار الكهربائي لا ينقطع فيها، لازال اقليم كردستان يعاني من أزمة الكهرباء، تصوّر أني لم أقبض راتبي كبيشمركة منذ الشهر التاسع.

هنا أيضا أزمة سياسية، المجلس الوطني الكردي يطالب بدخول بيشمركة روجآفا إلى روجآفاي كردستان، كيف تنظر إلى هذه الأزمة؟

إن البيشمركة التي يسمونها ببيشمركة روجآفا هي قوة تابعة للـ” زيرفاني” والعائدة للحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الرئيس مسعود بارزاني. أنا من بيشمركة إقليم حكومة كردستان وليست لنا أية علاقة مع هذه القوة. بيشمركة روجآفا قوّة حزبية تابعة للرئيس البارزاني، ويقودها عزيز ويسي زيرواني، وغير مسؤول عن هذه القوة حكيم بشار أو إبراهيم برو أو غيره، إنما د. حميد دربندي هو مسؤول روجآفا وهو مكلّف من قبل الرئيس البارزاني. لو أراد الرئيس البارزاني أن يخلق صراعات في المنطقة لكان أرسل هذه القوة إلى روجآفا، لكنه يبحث دوماً عن الحلول السياسيّة.

اجتمع السيّد صالح مسلم مع الرئيس البارزاني والسفير الأمريكي عدّة مرّات، وكان يُناقش فيها أحياناً مسألة بيشمركة روجآفا وإنشاء قوّة عسكرية لمواجهة داعش، إلا أنْ السيّد مسلم كان يقول دوماً نحن لا نعرف ولا نعترف إلا بوزارة البيشمركة.

هذه القوّة تمّ تدريبها في الوقت الذي كان شبابنا يفرّون فيه من النظام السوري إلى الإقليم. وهي قوّة وطنيّة وكذلك هي القوّة الأكثر دفاعا ومقاومة أثناء دخول “داعش” إلى مدينة “شنكال”، واستشهد منهم العديد.

نُشر هذا الحوار في العدد 44 من صحيفة buyerpress

2016/6/1

حوار2

 

 

التعليقات مغلقة.