الفدرالية ليست حلاً محتملاً في سوريا، ربما تكون اللامركزية هي الحل

53

الفدرالية ليست حلاً محتملاً في سوريا، ربما تكون اللامركزية هي الحل: أصدرت اليوم التالي دراسة مسحية عن الآراء والتوجهات في الفدرالية، واللامركزية، وتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية.

استبيان

 

 

 

 

 

 

 

 

تركيا، اسطنبول – مؤخراً أجرت اليوم التالي، وهي منظمة مجتمع مدني سورية، تعمل لدعم الانتقال الديمقراطي في سوريا،  دراسة مسحية عن الآراء والمواقف السورية إزاء الفيدرالية واللامركزية، وتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. تقدم الدراسة رؤية معمقة بحثاً عن مخرج لواحدة من أهم القضايا التي تواجه مستقبل سوريا: إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية وما بعدها. تتعرف الدراسة على آراء المشاركين في مناطق سيطرة النظام، ومناطق سيطرة المعارضة، ومناطق الإدارة الذاتية. وتتعمق في تصنيف البيانات وفقا للأعراق (العربية والكردية والآشورية)، والطوائف الدينية، ومن كلا الجنسين.

منذ إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي عن إقامة الإدارة الذاتية الديمقراطية، تداولت دوائر صنع القرار والسياسة النقاشات حول اللامركزية والفيدرالية في سوريا. وزاد من حضورها الدعوة التي جاءت من وزیر خارجیة روسیا، سیرغي لافروف، لاختبار إمکانیة إقامة حکم فیدرالي ﻓﻲ سوریا. المثیر للاهتمام، أن هذه الدعوة جاءت بشکل متناغم مع تصریحات وزیر الخارجیة الأمریکي، جون کیري، عن احتمال تقسیم سوریا، وﻓﻲ سیاق التحضیر لمؤتمر جنیف 3، الذي كان من المفترض أنه سیرسم معالم المرحلة الانتقالیة ﻓﻲ سوریا، قبل أن تتوقف المحادثات بعد قصف النظام الذي أدى إلى انهيار الهدنة. وبينما كان يتم إعداد هذا التقرير، وإثر الدعم الذي قدمه التحالف الدولي والاتحاد الروسي إلى وحدات حماية الشعب الكردية أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الفدرالية في شمال سوريا في ثلاث مناطق هي: الحسكة، عفرين، وكوباني. يشكل هذا الإعلان الأحادي الجانب حجر الزاوية لتعزيز النظام الفيدرالي في سوريا. وبالتالي فهذه الدراسة ترصد آراء ومواقف الناس الذين يعيشون في تلك المناطق إزاء هذا النظام من الحكم، وكذلك الآراء العامة حول الفيدرالية واللامركزية في جميع أنحاء سوريا. وتشير الدراسة إلى أن صيغةً من لامركزية الحكم هو النظام الأكثر تفضيلاً في سوريا، ولكن ليس إلى حد الفيدرالية.

وتبين الدراسة أن هناك شبه إجماع على معارضة الفدرالية في مناطق النظام والمعارضة، في حين أن أولئك الذين يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية يؤيدونها بأغلبية ساحقة، كما يعارض معظم العرب الفدرالية في حين يؤيدها الكرد. تختلف النتائج بخصوص اللامركزية، ففي حين رفضت النسبة الكبرى من المستجيبين في مناطق سيطرة النظام اللامركزية، أعربت نسبة كبيرة من المستجيبين في مناطق المعارضة عن تأييدها. يبدو أن مخاوف الانفصال تشكل مصدر القلق الأكبر بين أولئك الذين يعارضون اللامركزية، في حين أن الاعتقاد بأنها تعزز “المشاركة في الحكم” يتصدر قائمة المزايا.

 

وتبين الدراسة سبل المضي قدماً من أجل دعم تأييد السوريين لقدر أكبر من اللامركزية باعتبارها طریقاً مشتركاً یلتقي فیه الجمیع.

أهم النتائج:

یبدو أن المستجیبین ﻓﻲ مناطق النظام والمعارضة متفقون ﻋﻠﯽ رفض الفیدرالیة، والنسبة الأکبر منهم قالت إنها تعارضها بشدة: 44.0 % ﻓﻲ مناطق المعارضة وارتفعت إلی % 57.0 ﻓﻲ مناطق النظام

وهناك شبه إجماع ﻋﻠﯽ تأیید الفدرالية ﻓﻲ مناطق الإدارة الذاتیة ( 79.6 %)، علما أن نسبة الذین قالوا إنهم یؤیدونها بشدة تجاوزت نصف عدد المستجیبین في تلك المناطق.

أکثر من نصف المستجیبین (% 55.3 ) ﻓﻲ مناطق المعارضة اختاروا إجابات منحازة نحو المزید من اللامرکزیة في حين 30% قالوا إنهم یریدون سلطات محلیة بصلاحیات واسعة، و16.2% قالوا إنهم یریدون سلطات محلیة بصلاحیات أوسع من الحالیة، أخيراً 9.1 % قالوا إنهم یریدون دولة اتحادیة بأقالیم متعددة یتمتع کل منها بحکم شبه ذاتي.

النسبة الکبرى من المستجیبین ﻓﻲ مناطق النظام، والتي بلغت 65.6 %، رفضت أي شکل من أشکال اللامرکزیة وقالت إنها ترید حکومة واحدة ﻓﻲ العاصمة بیدها کل الصلاحیات.

ﻓﻲ مناطق الإدارة الذاتیة الدیمقراطیة هناك نوع من الإجماع ﻋﻠﯽ تأیید اللامرکزیة، واختار 73.7 % من المستجیبین فیها أقصی خیارات اللامرکزیة ﻓﻲ بحثنا هذا: دولة فدرالیة (اتحادیة) بأقالیم ذات حکم شبه ذاتي.

هناك شبه إجماع ﻋﻠﯽ معارضة الإدارة الذاتیة الدیمقراطیة ﻓﻲ مناطق النظام والمعارضة، ونسبة کبیرة تقول أنها تعارضها بشدة، تجاوزت ال 40 % ﻓﻲ هذه المناطق.

باستثناء الإسماعیلیین، یبدو أن کل الطوائف تعارض الإدارة الذاتیة الدیمقراطیة، تصل المعارضة إلی أشدها عند العلویین، حیث قال معظمهم أنهم یعارضونها بشدة (%70).

یبدو أن الدافع الرئیسي لمعارضة الإدارة الذاتیة ﻓﻲ مناطق النظام والمعارضة واحد، إنه الخوف من التقسیم.

أما الکرد المعارضین للإدارة الذاتية فانقسموا ﻋﻠﯽ تیارین رئیسیین، الأول یقول إن سبب المعارضة الرئیسي هو أن هذه الإدارة ماهي إلا مشروع خاص بحزب الاتحاد الدیمقراطي الذي لا يحاز على ثقتهم ( 50 %)، والثاني یقول إن السبب الرئیسي هو ممارساتها القمعیة (40.6 %).

نسبة المعارضة عند غیر الکرد ارتفعت بشکل کبیر عند السؤال عن موقفهم من الإدارة الذاتیة الدیمقراطیة، فلقد أصبح هناك شبه إجماع ﻋﻠﯽ رفضها، الأمر الذي یوحي بحالة استقطاب کبیرة، بین اتفاق معظم الکرد ﻋﻠﯽ تأییدها ( 69,8 %) واتفاق جیرانهم من المکونات الاجتماعیة الأخرى ﻋﻠﯽ معارضتها (78.1 %).

عن موقع: اليوم التالي

التعليقات مغلقة.