(Tev-Dem, EKES) والأرضية المشتركة

33

التقاط” أليس الائتلاف السوري خاضع للإرادة التركية وأصبح في  الآونة الاخيرة يعارض إرادة الشعب الكردي وبشكل علني, وعلى لسان البعض من قيادييها من أمثال ميشيل كيلو وغيره؟. ألا تفتقر أحزاب المجلس الوطني الكردي إلى القيادات التي بإمكانها قلب الموازين لصالح الشعب؟ ألا توجد بعض القيادات التي تهرول خلف مصالحها الشخصية؟ ألا تُتهم الحركة الكردية بأنها اصبحت مفرخة للأحزاب غير القادرة على تحريك الساكن والبعض منها في عداد الموتى أو في غرفة لانعاش!؟.ألا يتعالى حزب الاتحاد الديمقراطي على الجميع, ولا يصغي حتى إلى رأي الشارع الكردي؟ ألا يفرض نفسه بقوة المال والسلاح؟. “

قد يطول الحديث حول المحاولات التي جرت سابقاً للتقريب بين المجلسين الكرديين (Tev-Dem, EKES) للعمل معاً في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به المنطقة بشكل عام وسوريا بشكل خاص. خاصة المحاولات التي جرت من قبل اقليم كردستان وما تمخضت عنها من اتفاقيات “هولير 1و2ودهوك1 و2” والتي باءت بالفشل لأسباب يعلمها المتابع للشأن الكردي. ومع ذلك لا بد ذكر مبررات الطرفين (المجلسين الكرديين)لعدم الاتفاق.

فالمجلس الوطني الكردي يتهم حركة المجتمع الديمقراطي بأنها حركة تعتمد الديماغوجية في نهجها, وهذا النهج خاضع لأجندات النظام وغيره, وهذه الحركة وبمؤسساتها العسكرية والمدنية بعيدة كل البعد عن القومية الكردية, والدليل أن أسماءها لا تقترن بما هو كردي, وأن ما أنجزته هذه الحركة وبشكلٍ عملي ضد المصلحة الكردية لم تنجزه جميع الانظمة المتعاقبة على الحكم في سوريا من خلال تهجير السكان الكرد, وتثبيت المستوطنات وحمايتها من أجل إحداث التغيير الديموغرافي, وكذلك حرمان الطلاب من الدراسة وذلك بفرض مناهج مؤدلجة, وغيرها الكثير من التصرفات التي تهدف هذه الحركة من خلالها افراغ المنطقة الكردية من سكانها الكرد حتى لا يكون لهم الحقوق المشروعة مستقيلاً! انها حركة تفرض نفسها بقوة السلاح و المال- كل هذا بحسب المجلس الوطني الكردي-.

بالمقابل تتهم حركة المجتمع الديمقراطي المجلس الوطني الكردي بالجثة الهامدة التي لا تستطيع التعامل مع الواقع المستجد, وهي أسيرة لقرارات الائتلاف السوري المعارض والذي بدوره ينفذ أجندات الحكومة التركية, وأن أحزاب المجلس الوطني الكردي ومنذ تأسيسها منشغلة بالصراعات والانشقاقات, وقياداتها مهتمة فقط بالزعامات والحصول على الموارد من هنا وهناك, وأهمها الإقامة خارج الوطن وفنادق “الخمس نجوم”, وبالتالي فأن هذه الأحزاب غير جديرة بحمل راية النضال ولا يحق لها أن تدّعي بأنها تمثل إرادة الشعب الكردي, وأن نشاطاتها عبارة عن ضجيج إعلامي, وزوبعة في فنجان!.

بالتدقيق في اتهامات الطرفين لبعضهما البعض, ألا تتضمن جزءاً من الحقيقة؟ فبحسب حركة المجتمع الديمقراطي, أليس الائتلاف السوري خاضع للإرادة التركية وأصبح في  الآونة الاخيرة يعارض ارادة الشعب الكردي وبشكل علني, وعلى لسان البعض من قيادييها من امثال ميشيل كيلو وغيره؟. ألا تفتقر أحزاب المجلس الوطني الكردي إلى القيادات التي بإمكانها قلب الموازين لصالح الشعب؟ ألا توجد بعض القيادات التي تهرول خلف مصالحها الشخصية؟ ألا تُتهم الحركة الكردية بأنها اصبحت مفرخة للأحزاب غير القادرة على تحريك الساكن والبعض منها في عداد الموتى أو في غرفة لانعاش!؟.ألا يتعالى حزب الاتحاد الديمقراطي على الجميع, ولا يصغي حتى إلى رأي الشارع الكردي؟ ألا يفرض نفسه بقوة المال والسلاح؟. “

إذا أردنا نحن المهتمون بالمصلحة الكردية (من خارج الحركة السياسية) الاصلاح ومحاولة رأب الصدع بين الطرفين, فعلينا ألا نشكك في وطنية ونضال الطرفين. وأن الخلافات الموجودة حالياً والتي كانت موجودة في السابق ليست بالداء الذي لا دواء له, وليست بالمشكلة المستعصية على الحل. أما بشأن التشنجات الموجودة على الساحة فهي حالة صحية متلازمة مع آليات النضال, خاصةً عندما تكون الظروف بالشكل الحالي, حيث نعيش حالة الحرب المدمرة يكل معنى الكلمة. لذلك نستطيع القول بأن هذه التشنجات الموجودة  ما هي إلا سحابات عابرة وتصرفات  تكتيكية لا أكثر, فالمرحلة دقيقة وحساسة وتحقيق حلم الشعب الكردي الذي قدم دماء أبناءه عربوناً للحرية يحق له أن يطالب الطرفين بالوحدة والتكاتف ونبذ الخلافات. إننا نذكّر الطرفين وهم على الدراية التامة بأن تحقيق الحلم أصبح قاب قوسين أو أدنى أن كانوا بمستوى المسؤولية, والفرصة الحالية لن تتكرر, وأن تكررت فلن تكون في عهدهم. إن مراهنتهم على الائتلاف والنظام سوف لن تجدي نفعاً, طالما كلاهما لا يعترف بحقوق الشعب الكردي, ولتكن مراهنتهم على وحدتهم وإرادة شعبهم.

إن آمال الشعب الكردي معقودة عليهم وأمانة في أعناقهم, وهم وجدوا من أجل تحصيل حقوقه, وسوف تكبر ثقة الشعب بهم إن وضعوا مصلحته فوق أي اعتبار, وعملوا جنباً إلى جنب, ويداً بيد, خاصة بعد أن اصبحت رؤيتهم للحل متقاربة, وهي الفدرالية التي أصبحت بدورها منسجمة مع رؤية اصحاب القرار. هذه الرؤية التي خلقت الارضية المشتركة ليلتقوا من خلالها, ووضع الخلافات جانباً, والتوجه نحو الوحدة التي تكمن فيها مصدر قوتهم, وهم ضعفاء ولا احترام لهم لدى أصدقائهم ولا حتى أعدائهم في تشرذمهم وفرقتكم, ومهما حاولوا ايجاد المبررات للبقاء على التباعد فهي غير مقنعة للشعب. هذا الشعب الذي عانى من القتل والتدمير والتهجير وجميع أشكال الاضطهاد عبر القرون.

إن الشعب الكردي الذي يعقد الآمال عليهم يتطلع إلى اللحظة التي يتكاتفوا فيها من أجل الحصول على حقوقه المشروعة التي طالما حلم بها عبر العصور وضحى بالغالي والنفيس من أجلها.

لقمان يوسف *نائب رئيس اتحاد كتّاب كردستان سوريا

نشر هذا المقال في صحيفة Bûyerpress في العدد 39 بتاريخ 2016/3/15

36

 

التعليقات مغلقة.