البارزاني : آذار هو شهر حلبجة الشهيدة

30

2015_7_25_20_44_59_627 أيها المواطنون الأحبة

يُعتبر شهر آذار بالنسبة لشعب كوردستان، شهر الانتصارات والمآسي في نفس الوقت، شهر الصمود والثقة بالنفس لجماهير كوردستان، وهو شهر انتصار الانتفاضة الكردستانية العظيمة، وفيه نستذكر القصف الكيمياوي اللاإنساني الذي تعرضت له مدينة حلبجة الشهيدة، كما شهدنا في هذا الشهر أيضا توقيع اتفاقية الحادي عشر من إذار لعام 1970م، وفيه نحتفل بعيد نوروز المجيد، عيد بداية الحياة الجديدة.

إن انتفاضة شعبنا لعام 1991 هي رسالة دائمة للعالم أجمع، وهي أن الشعب الكردي لا يقبل بالظلم ولا العبودية، وسيقف دائما ضد المحتلين والمستبدين، وهو شعب حي ويؤمن بالسلام والتسامح وحماية المبادئ الانسانية، ففي انتفاضة شعب كوردستان التاريخية في عام 1991، هبت جميع الأحزاب الكردستانية بغض النظر عن الاختلافات في الأفكار والتوجهات، في جبهة واحدة ضد الدكتاتورية والاحتلال، وبانتصار الانتفاضة أكد الكرد للجميع بأنّ وحدة هذا الشعب هي ضمان لتحقيق الكثير من الانتصارات التي لا يستطيع أحد إعاقتها.

وفي شهر آذار، يستذكر شعبنا ذكرى اتفاقية الحادي عشر من آذار 1970، والتي كانت تتويجاً لانتصار ثورة أيلول العظيمة التي أجبرت الحكومة العراقية بأن تعترف بحقوق شعب كوردستان وتختار طاولة المفاوضات، وقد كان هذا الاتفاق انتصاراً حقيقيا اً طبيعياً للإرادة القوية لشعب كوردستان.

وآذار هو شهر حلبجة الشهيدة، حيث تم قصف هذه المدينة بالأسلحة المحرمة دوليا، ولذا فإن الإنسانية بأجمعها مسؤولة عن هذه الجريمة النكراء، وحلبجة هي دليل على قساوة المحتل وإجراميته، ورمز لمظلومية شعب كردستان، فقد استشهد الآلاف من أهلها الكرد الأبطال بأكثر الأساليب وحشية على يد عدو معدوم الأخلاق والإنسانية.

وبعد كل هذه الصفحات المشرقة من النضال والتضحية والتشرد لشعب كردستان، لا يحق لأي شخص أو طرف أن ينظر بشك وتردد لحقوق شعب كردستان والاستقلال، ويتوجب على الجميع أن يدركوا جيدا بأن ثمن ما دفعه شعب كوردستان وكافة التضحيات التي قدمها لهو أكبر بكثير من الاستقلال، وإن العالم برمته مسؤول عما تعرض له شعب كوردستان .

إننا في الوقت الذي نحتفل اليوم بمناسبات شهر آذار ونستذكر أفراحه وأحزانه وأيامه السعيدة ومآسيه، يقاتل أبناؤنا البيشمركة ضد أكثر وأخطر وأعتى أعداء الإنسانية، ويدافع البيشمركة بكل بسالة وشجاعة عن كوردستان ويحمون الإقليم بدماء أبنائه وقد حقق البيشمركة الانتصارات على هؤلاء الإرهابيين الذين لن يتكرر مثيلهم على مر التاريخ، وقد تزامنت هذه الانتصارات العظيمة مع الأزمة المالية ومحاولات الأعداء لتكثيف الضغوط على إقليم كوردستان، لكن شعب كوردستان كان دائما وأبدا صامدا.

إن العمل من أجل أن تخرج كوردستان من هذه المرحلة الصعبة، هو أهم واجب يقع على عاتق المناضلين ومحبي الوطن من أبناء شعبنا، ويجب أن نكون دائما داعمين لقوات البيشمركة التي تحمي كوردستان، وأن نحارب الفساد بإقرار الإصلاحات في النظام الإداري والسعي لإلغاء الفساد بشكل كامل، ولإحقاق العدل بالتوازي مع المحاولات الهادفة لتثبيت حق تقرير المصير لشعبنا، وبالتوكل على الله وعلى إرادة شعبنا، سنقف في وجه الفساد وسنعمل على محوه بنفس الحماسة التي شهدناها لمحاربة ومواجهة إرهابيي داعش.

وبمناسبة أعياد شهر آذار ونوروز، أتقدم بأحر التهاني والتبريكات لعموم شعب كردستان، وأدعو بالرحمة لشهدائنا الأبرار، وأقدم محبتي واحترامي وتقديري لعوائل الشهداء الأبرار ولجميع أفراد قوات البيشمركة، وأتمنى لهم الموفقية والنجاح والانتصارات الدائمة.

مسعود بارزانی

رئيس اقليم كردستان

التعليقات مغلقة.