الخط الثالث كرديا سورياً
لا شك أن القضية الكردية في سوريا تمتلك من الخصوصية ما تكفيها وتختلف مع باقي أجزاء كردستان من حيث نمط التطور الاجتماعي والثقافي والاقتصادي المحكوم بشكل النظام السياسي في هذا الجزء أو ذاك وبالتالي تؤهل حركتها السياسية من بيان ذاتها ورسم طرق نضالاتها حسب الظروف والإمكانات المتاحة.
وبغضّ النظر ما للأحزاب الكردية في سوريا وما عليها يطرح حالياً ما يسمى ( بالخط الثالث ) على أساس خدمة القرار الكرديّ المستقل قولاً وعملاً, ما يستوجب بالضرورة توافر عوامل وشروط منها أن القضية الكردية في سوريا هي قضية وطنية بالدرجة الأولى وحلّها سورياً وإن الحركة السياسية الكردية (الأحزاب ) السورية هي المخوّلة أصلاً تجاه ما تراه وحلها سورياً وعلى إنه لا يحقّ لأي طرف كردستاني بالإنابة عنها. والعمل انطلاقا من الأرضية السورية والكردية على بناء مرجعية سياسيّة ملائمة للوضع الكردي في سوريا على أساس إشراك الجميع ( الأحزاب ) مع الفعاليات المجتمعية عبر مؤتمر سلس شفاف واضح ومكرّس لخدمة قضية الشعب الكردي في سوريا وانتخاب مرجعية لها الحقّ في رسم سياسة مرنة متزنة تؤمن بالآخر وشعارها الأساس التداول ونكران الذات لخدمة أهدافها. والوقوف بشكل جدي لمعالجة مشكلة التحاق الكرد السوريين لصالح أحزاب كردستانية لزوماً بمعيار مصلحة الشعب الكردي في سوريا قبول الدعم الماليّ على أنه واجب من الأطراف الكردستانية تجاه الشعب الكرديّ في سوريا وإلغاء فواتير المعونة المالية المشروطة بالتبعية السياسية المطلقة لهذا الطرف أو ذاك وربط نفسها بسياسات لا تخدم قضيتنا الأم. والاعتراف بشكل علني من قبل الأحزاب الكردية السورية ( الخط الثالث ) بأن الخلافات البينية والتي تصل إلى الانقسامات أحياناً تعود أسبابها أو أحد أسبابها إلى الدعم المالي سواء ( كردستاني, اقليمي ) والغير معلن وربطها زوراً وبهتاناً باختلافات واختلاقات لا أساس لها والكشف عن هذه المصادر المؤلمة والموجعة تجاه قضية شعبنا الكردي في سوريا وقبول المعونات عبر طرق ومسالك مشروعة تخدم قضيتنا بالدرجة الأولى ( سلات غذائية لعموم الشعب ) وإجراء فك وتركيب في الادارة القائمة وعلى مختلف المستويات على أرضية إشراك الجميع لخدمة الجميع كأحد مهام الخط الثالث والإيمان والاعتماد على مقدرات شعبنا الكردي في سوريا على إنه الرافد الاساسي لحركته وقضيته.
والعمل على عقد مراجعات نقدية و مؤتمراتسياسية سابقة وبناء أسس مستقبلية خاضعة أولاً وأخيراً لميزان مصلحة قضيتنا.
وبناء علاقات متينة مع كافة القوى والأحزاب الكردستانية والاستفادة من تجاربهم على أساس عدم التدخل في شؤون الطرف الآخر.
والضغط على إيجاد حل سلميّ للأزمة السورية العامة, والحلّ العادل لقضية المكون الكردي في سوريا وغيره من المكونات.
ولا بأس من الاستفادة من تجربة حزب الوحدة كتجربة وحدة عدة أحزاب كردية وتغليب التناقض الأساسي على سواه. والانتقال إلى النضال العملي السلمي وبناء علاقات كردستانية على مبدأ الاحترام المتبادل والمساهمة في بناء أطر وطنية سورية ( اعلان دمشق) لحل جميع قضايا البلاد بما فيها قضية شعبنا الكردي في سوريا.
وأخيراً لابد لمن يطرح ( الخط الثالث ) أن يبادر إلى العمل النقدي الجريء لمشواره السياسي لكي ينجح في مستقبله المنتظر.
نشر هذا المقال في صحيفة Bûyerpress في العدد 37 بتاريخ 2016/2/15
التعليقات مغلقة.