تقرير: فنصة تمو
أكثر ما واجهنا خلال عملنا أمور تعلقت باستخدام بعض المصطلحات ورُفعت ضدنا ثلاث دعاوى في هذا الشأن.
لم نتعرض إلى أية عراقيل فثمة مساحة للحرية في مناطق الإدارة الذاتية وهذا ماينبغي ذكره.
أكثر ما واجه عملنا هو عدم وجود التمويل واعتمادنا كان على مردود الإعلانات فقط.
برزت خلال السنوات الثلاث الماضية منذ بدء الأزمة في سوريا العديد من الوسائل الإعلامية في المناطق الكردية من “كالات إخبارية, إذاعات, مواقع الكترونية إخبارية, وقنوات تلفزة, حيث تبثّ اليوم من مدينتي قامشلو وعامودا عدّة إذاعات كرديّة محلية على الموجات العادية, تبثّ برامجها مخاطبة مختلف الشرائح والمكوّنات, وتعكس في مضامينها وسياساتها البرامجية سياسة الجهات الممولة والقائمة عليها, ليكون العامل الماديّ أهم معوّق واجه عمل بعضها, إن لم يكن معظمها, ليضاف إليها حيناً قلة الكادر المتخصص إعلامياً وغير المتقن للغة الأم.
إذاعة “Arta FM“:
تأسست في السابع من حزيران/2013وتبثّ برامجها باللغة الكردية والعربية, والسريانية” على الموجة العادية 99,5 وموجهة اليوم من خلال القمر الصناعي النايل سات, رُخصت من قبل الهيئة الكردية العليا إلى أن تأسس اتحاد الإعلام الحر كمؤسسة تابعة للإدارة الذاتية.
يقول صفقان أوركيش المدير التنفيذي لإذاعة: “Arta FM”إذاعة مجتمعية محلية, وأكثر ما واجه عملنا أمور تعلقت بالتعامل مع بعض المصطلحات ورُفعت ضدنا ثلاثة دعاوى بهذا الشأن من قبل بعض هيئات الإدارة الذاتية, وتولى محامي الإذاعة هذا الموضوع وتم حله. مركزنا الرئيسي في مدينة عامودا أما الفروع تتوزع في مدن ” قامشلو, ديريك, سري كانيه, كوباني “و نحاول حاليا إيصال البث إلى مدينة الحسكة”
وعن برامجهم الإذاعية أضاف صفقان: نقوم بتغطية كافة الفعاليات والنشاطات, ونواكب الحدث اليومي, وخصصت له برامج خاصة على خلاف برامجنا العامة فهناك الاجتماعي والثقافي والديني و السياسي, نعتمد الاعتدال في كافة برامجنا ونقف على مسافة واحدة من جميع الجهات السياسية والمجتمعية وكل الثقافات والمكونات الموجودة, وكون أغلبية المجتمع كرد, فأن70-80% من برامجنا هي باللغة الكردية, فبالنسبة للسياسية منها, هناك برنامج “روجفا آرتا” نتناول فيه مواضيع سياسية, كما نحاول تغطية الأحداث السياسية بشكل مباشر لإيصال الصوت لكل المستمعين.
وحول التمويل والسياسة البرامجية لإذاعة “Arta FM” تابع صفقان: “نحن مرخصون من قبل الحكومة الألمانية بشكل رسمي وتمويلنا من منظمة أمريكية, أما بالنسبة لسياستنا البرامجية فهي تتجه إلى إلقاء الضوء على كل ما هو محلي. وكانت الصعوبة التي اعترضت طريق العمل في “Arta FM” هي مشكلة انقطاع التيار الكهربائي والاعتماد على المولدات التي تقف وراء كل الأعطال, ليزيد إغلاق المعابر الحدودية من المشكلة فيضطر الكادر لتدبر وظيفة المعدات المعطلة بإمكانياتهم المتوفرة.
إذاعة جودي:
هي أول إذاعة شبابية أخذت طابعاً ثوريا وهي تابعة ومموّلة من قبل إعلام اتحاد شبيبة روجآفا, تأسست في 26 تشرين الثاني 2012بمدينة قامشلو, والبداية كانت في مدينة عامودا, لتنتقل بعد ثلاثة أشهر إلى مدينة قامشلو نتيجة عملية التشويش التي تعرضت لها من قبل الحكومة التركية وهي اليوم متوقفة عن البث.
يقول سربست عفرين المسؤول الإداري للإذاعة: أنشأت جودي بجهود الشبيبة الكرد واعتمادنا كان على إمكانياتنا الذاتية المتواضعة؛ الإذاعة موجهة إلى الطلبة والشبيبة, لها سياسة خاصة وهي العمل على ترسيخ الفكر الثوري لدى هذه الشريحة وبناء جيل مثقف واع لطموحاته ولمتطلبات المرحلة .
وأضاف عفرين:” نبث برامجنا على الموجة 101.5FM , كما أننا تعمل بـ 12كادراً, ومرخصون من قبل اتحاد الإعلام الحر”.
وعن طبيعة البرامج والتمويل قال عفرين:” في البداية كانت برامجنا مركزة على الشريحة الطلابية وكانت لدينا شبكة مراسلين موزعين على جميع الجامعات في سوريا, ثم تنوعت برامجنا فكان هناك السياسي الحدث والثقافي والترفيهي يضاف إليها برامج الطلبة والشبيبة أما الجهة الممولة لنا فكانت في البداية حركة الطلبة الكرد التي أصبحت اليوم اتحاد شبيبة روجآفا.
وختم عفرين حديثه بالقول: صوت جودي متوقف عن البثّ منذ عدة أشهر نتيجة عطلٍ في جهاز البث يبلغ تكلفة شراءه ثلاثة ملايين ل.س, ونحن عن طريقكم نتوجه إلى جميع الجهات المعنية في روجآفا وفي سوريا لمساعدتنا وبابنا مفتوح أمام الجميع.
إذاعة بيشفرو:
إذاعة حزبية, لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا, تبث على الموجة 99,0تأسست في 10-12-2013 في سوريا, تحاول من خلال برامجها أن تجمع بين ما تذهب إليه سياسة الديمقراطي التقدمي الكردي وبين ما تذهب إليه الثقافة والأدب والتاريخ والفلكلور الكردي, فتنوعت برامجها فيما سبق ذكره دون أن تتطرق للناحية الاجتماعية والخدمية والصحية وإن كان هناك برنامج عن المرأة وآخر ترفيهي.
فارس عثمان – مسؤول الإعلام في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا أوضح أنهم أرادوا أن تكون إذاعة بيشفرو صوت حزبنا لذا أسميناها (صوت بيشفرو) ولكن أردنا إلى جانب ذلك أن تكون إذاعتنا منبراً لآراء كل الجهات السياسية الكردية في سوريا حيث استضفناهم ليعبروا عن مواقفهم ورؤاهم السياسية.
وأضاف عثمان: إذاعة بيشفرو تعمل اليوم بـ 7 كوادر من أصل 12 كادراً بعد موجة الهجرة الحالية, أما البرامجفهناك السياسي والثقافي والأدبي والتاريخي منها ضيف ولقاء, ليلة أدبية, برنامج الشاعر والباحث صالح حيدو الفلكلوريّ, برنامج خاص بالمرأة – برنامج شخصيات من التاريخ الكردي, برنامج ترفيهي وهناك خمسة نشرات إخبارية ثلاثة منها باللغة العربية واثنتان باللغة الكردية.
وعن الصعوبات والتمويل تابع عثمان أن الصعوبات هي تكنيكية ونضطر لأجلها السفر إلى إقليم كردستان أو تركية لتأمينها, يضاف إليها ندرة الكادر المتقن للغة الكردية, وبالنسبة لموضوع التمويل نحن كحزب التقدمي نقوم بتمويل إذاعتنا.
إذاعة ولات اف إم :
إذاعة مجتمعية تأسست في 14الرابع عشر من شهر حزيران/2014 بمدينة قامشلو، تبث برامجها باللغتين العربية والكردية على الموجة 106FM وبثها محصور في مدينة قامشلو فقط, وهي مرخصة من قبل اتحاد الإعلام الحر. لديها شبكة مراسلين موزعين في كافة المدن الكردية في الجزيرة.
يقول آراس اليوسف مدير إذاعة ولات: ولات إذاعة شبابية اجتماعية خدمية إخبارية, ونحن نعتبر أنفسنا أول راديو محلي في غرب كردستان يعمل على مدار الساعة, فكرة إنشاء الإذاعة جاء تلبية لرغبتنا في تغطية الفراغ الذي كان موجوداً في المنطقة ونرفض العمل إلا بما نؤمن به, هدفنا الأساسي أن نكون صوت المجتمع وننقل همومه وتطلعاته, وليس على حسابه.
وعن العراقيل التي واجهت الإذاعة ونوعية البرامج تابع اليوسف: العراقيل كانت مادية فقط ولم نتعرض إلى أية عراقيل أخرى فثمة مساحة للحرية في مناطق الإدارة الذاتية, وهذا ما ينبغي ذكره. وبالنسبة للبرامج يوجد إلى جانب النشرات الإخبارية اليومية التي تذاع باللغتين لكردية والعربية، برامج سياسية, ثقافية , تاريخية, شبابية, اجتماعية, خدمية .
وحول كادر العمل والجهة الممولة أضاف: هناك كوادر تملك خبرة إعلامية سابقة، وكوادر تم تدريبها داخل الإذاعة ، بالإضافة إلى وجود حَمَلة إجازة في الصحافة, أما بالنسبة للتمويل فليس لدينا أي عقد تمويل مع أي جهة, ونحن نعمل ضمن امكانيات بسيطة, هدفنا هو التركيز على معاناة الناس وتقديم الحلول المناسبة لها, والحفاظ على كل ما هو جميل كما نسعى للحفاظ على السلم الاهلي والمحبة بين أطياف المكون السوري ودعم مفاهيم الحرية والديمقراطية.
إذاعة VÎN :
أول إذاعة ذات صبغة فنية ترفيهية, تأسست في العاشر من تموز/ 2014بمدينة قامشلو وهي مرخصة من اتحاد الإعلام الحر, كانت تبث على الموجة 9909FM
ولكنها اليوم متوقفة عن البث منذ ما يقرب من 6 أشهر لأسباب يقول عنها فهد صبري مدير الإذاعة أنها تقنية “صيانة”, واقتصر بث VÎN على تقديم برنامجين ثابتين يبثان يومياً” صباح الخير كان يبث من 9-10:30صباحاً, وبرنامج اهداءات من 5-6 مساءً” وتخلل فترة البثّ فقرات إعلانية ومزيج منوّع من الأغاني الكردية والعربية والسريانية.
وعن الصعوبات التي واجهت عمل VÎN تابع صبري أن أكثر ما واجه عملنا هو عدم وجود التمويل واعتمادنا الأساسي كان على مردود الإعلانات فقط.
إذاعة أوركيش:
بدأت بثها المباشر في الأول من آب /2014 من مدينة عامودا, مرخصة من اتحاد الإعلام الحر و تمولها حركة المجتمع الديمقراطي, تبث برامجها على الموجة 103.0 FM بعدد متواضع من الكوادر والمعدات, إلى أن تماسكت وهي اليوم حاضرةفي الساحة الاعلامية بشكل جيد, , ليس لها أية فروع, ومركزها الرئيسي في عامودا.
تعمل أوركيش اليوم بـ 8 كوادر ذات مؤهلات دراسية مختلفة, البعض أتم الدراسة الأكاديمية والبعض لازال طالبا, ولكن ليست متخصصة في العمل الإعلامي, تقول : البعض ترك العمل في الإذاعة لعدم قدرتهم على متابعة العمل لصعوبته, متوسط ساعات البث في أوركيش هي 12 ساعة تبدأ من 7- صباحاً وإلى 7 مساءً, وتتوزع البرامج بين الاجتماعي, الخدمي, الاقتصادي, السياسي, و الثقافي.
المناطق التي يصلها بث إذاعة أوركيش “الحسكة, الدرباسية, ديريك, قامشلو” وبعض مدن باكور كردستان “قزل تبه ونصييبن”
وحول الصعوبات والسياسة البرامجية تضيف ميرزا: نعاني من عدم توفر الكادر المؤهل للعمل الإذاعي والمتقن للغة الكردية, أما السياسة البرامجية فتعتمد على إحياء الثقافة الكردية الحقيقة ونحن مرتبطون بالمجتمع ولا نفرق بين أحد, كما أننا مرتبطون بثورة روجآفا, ونعتبر أنفسنا اذاعة ملتزمة ومرتبطة بـحركة المجتمع الديمقراطي.
إذاعة هيفي:
إذاعة مجتمعية كانت انطلاقتها من مدينة ديريك في السابع عشر من تشرين الثاني /2014 لتنتقل في الشهر السادس من العام المنصرم إلى مدينة قامشلو وتصبح هي المركز وديريك الفرع, كانت تمولها منظمة إيفا الألمانية, المعنية بمجال التمنية, وهي مرخصة من اتحاد الإعلام الحر وتبث برامجها على الموجة100.5FMيبلغ متوسط ساعات البث فيها12ساعة تذاع على ثلاث فترات.
أوضح أن التوسع تم بمراعاة خصوصية كل منطقة, واستفدنا مما أخذ على تجربة البث الموحد لبعض الإذاعات المحلية.
وعن طاقم العمل ونوعية البرامج تابع مراد: ” يبلغ العدد في ديريك 10 وفي قامشلو 13 يتوزعون بين “إداريين, مذيعين, مراسلين”. ليست هناك تخصصات فالمذيع يقوم بعمل المذيع والمعدّ في ذات الوقت لعدم وجود الامكانيات المادية الكافية .أما البرامج فهي اجتماعية وخدمية وصحية في أغلبها, أما السياسية فهي قليلة جداً, ووجودها يقتصر على النشرات الإخبارية وعند حضور حدث مهم نقف عليه من خلال بعض اللقاءات ونعتمد في إخبارنا على الوكالات العالمية ولدينا أيضاً مراسلين, كما هناك اتفاقية تبادل إخباري بيننا وبين موقع ولاتي نت.
وعن الصعوبات أكد مراد أنهم يواجهون مشكلة بالنسبة للكادر المؤهل وكذلك صعوبات مادية تتعلق بالتمويل, وأشار مراد أنه ليس لديهم الإمكانيات المادية الكبيرة التي تتيح تأمين طاقم كافي من المراسلين وكذلك أجهزة تقوية تتيح إيصال الصوت إلى كافة المناطق الكردية, إذ يقتصر البث على مدن” الدرباسية, تربه سبيه, ديريك, منطقة الكوجرات” ولا تصل لمعظم مدينة عامودا وجل آغا وكركي لكي, ويُعزى هذا إلى عدم وجود الإمكانيات المادية الكافية.
إذاعة جين:
إذاعة مجتمعية تعمل بكادر نسائي وتبثّ على الموجة 104 FM من مدينة عامودا ولا تتجاوزها, نقص عدد الإناث اللواتي يعملن- في مجال العمل الإذاعي كان وراء فكرة إنشاءها حسب ما ذهبت إليه, شيرين إبراهيم مدير إذاعة جين:
جين هي أول إذاعة تعمل بكادر نسائي في سوريا, والهدف منها هو إعداد وتدريب فتيات المنطقة على العمل الإذاعي, والفكرة خرجت من داخل إذاعة “Arta FM” وقد عملنا على هذه الفكرة منذ سنة حيث افتتحنا مركز “جين “لتدريب المرأة الإعلامية و قمنا حينها بتدريب حوالي 10 فتيات على يد القائمين على كافة الاختصاصات في إذاعة “Arta FM”
وتابعت ابراهيم: “حصلنا على جهاز البثّ, وقمنا بتأمين المكان المناسب, وبدأنا بالعمل في الثاني عشر من تشرين الأول /2015 كان لدينا حينها مجموعة فتيات قمنا بتدريبهن إضافة إلى أخريات انضممن إلى المجموعة المدربة ومعظمهن أكاديميات, ولكن في غير مجال الإعلام.
وأشارت ابراهيم أن تمويلهم هو من قبل منظمة “Arta FM” للإعلام والتنمية, وبرامجهم تقتصر على الجانب الثقافي والصحي والاجتماعي وعلى تغطية الفعاليات المجتمعية, منوّهة أنهم سيكونون بعيدين حالياً عن البرامج السياسية لحداثة تجربة إذاعة جين كون معظم الفتيات بحاجة إلى تدريب ومتابعة أكثر.
وعن خصوصية إذاعة جين قالت ابراهيم: “إنها تنبع من أن جميع العاملين فيها من العنصر النسائيّ, ولكن سنتناول في برامجنا جميع المواضيع المتعلقة بمجتمعنا وليس المتعلقة بالمرأة فقط, كما سيكون للمرأة نوعاً من الخصوصية ولن تكون هناك خطوط حمر”.
واختتمت شيرين إبراهيم مدير إذاعة جين حديثها بالقول” تنحصر صعوبات العمل في المجال التقني حيث تعطّل جهاز البث, وهذا ما جعلنا نتوقف عن العمل لمدة عام, وأيضا طبيعة مجتمعنا مغلقة, كان هناك تحفظ لدى عوائل بعض الفتيات حول موضوع الاختلاط في العمل وكذلك موضوع السفر لتلقي التدريب, لكن جين حققت نوع من الراحة لدى هذه العوائل”.
وما يلح طرحه فيما أوردناه عن واقع الإذاعات الكردية المحلية والتي تبث اليوم من مدينتي عامودا وقامشلو هو هل استطاعت هذه الإذاعات بالفعل أن تحقق إحساس المستمع بالانتماء إليها في ما تقدمه من أخبار وبرامج؟
والأهم من ذلك هل استطاعت أن توفر له المشاركة المباشرة وغير المباشرة من خلال برامجها؟ وعند المستمع الكريم تكون الإجابة.
ملاحظة: بقي الملفّ مفتوحاً لأكثر من شهرين بانتظار الرد من مسؤول إذاعة الإدارة الذاتية في عامودا, دون ردّ.
نُشر هذا التقرير في العدد 37 من صحيفة “Buyerpress”
2016/2/15
التعليقات مغلقة.