الكسندرا مزهر تهتم باللاجئين في السويد… فوقعت ضحية أحدهم
مقتل الشابة اللبنانية الكسندرا مزهر(22 عاما) في السويد طعناً بالسكّين على يد لاجئ يفتح باب الجدل مجدّداً على قضية اللجوء في الدول الأوروبية والمعايير التي تتبّناها حكومات هذه الدول لحضن ورعاية قنابل موقوتة لا أحد يعلم ساعة تفجيرها وشعاع أذيّتها.
من بلدة القليعة، هاجر والدا الكسندرا بيار وشيماء نقولا الى السويد بحثاً عن الأمان والاستقرار، أرادا لاولادهما الأربعة(ثلاثة صبيان وبنت)حياة كريمة ومستقبلاً آمنا، لكن القدر منع الكسندرا التنعّم بمستقبل جميل والتحضير لعائلتها الخاصة، فخطفها الموت الذي لبس ثياباً بشرية متنكّراً بوجه انسان له جسد وروح وحواس، وُلد هو ايضا في بلاد غير بلاده بحثا عن حياة كريمة، لكنّ الشرّ غلبه فوضع حدّا لحياة كريمة كان يمكن ان يعيشها في بلاد تحترم الانسان، أيّ انسان، ووضع حدّا لحياة صبيّة مفعمة بالحياة، اختارت لنفسها مهنة الاهتمام باللاجئين عبر اختصاصها في علم الاجتماع والعمل مع دائرة الهجرة السويدية.
ثلاث طعنات في قلبها كانت كفيلة بإنهاء اثنتين وعشرين سنة من الحياة التي كانت في بدايتها، خرجت من مكتبها للتحقّق من مشكلة بين اللاجئين القاصرين التي تأويهم دائرة الهجرة ضمن تجمّع سكني فنالت نصيبها، ولم تتضّح بعد حتى الساعة ما اذا كانت مقصودة شخصيا، لأن الشرطة لا تزال تتحفّظ على هوية المجرم وجنسيته، علما ان المعلومات المتداولة بين الجالية اللبنانية انّه ليس بقاصر كما أُشيع لأنّها حيلة يلجأ لها اللاجئون القاصرون للاستفادة من خدمات واقامة ومسكن، وكان تردّد انّه افغاني ووالدته سورية، فيما تذكر معلومات اخرى انّه سوري… وبانتظار جلاء الحقيقة ومعرفة سبب مقتل مزهر الحقيقي، تقف عائلتها مذهولة غير مصدّقة ما حلّ بابنتها التي كانت تضجّ بالحياة وكانت تعيل أهلها، كذلك الجالية اللبنانية في السويد التي تأسف لخسارة صبيّة بعمر الورد بلحظة جنون وطيش لشاب حمل سكّينه بهدف القتل، فيما كان يجب ان يحترم بلادا تُعرف باحترام الانسان.
وفي بلدتها الأم القليعة، سقط هذا الخبر كالصاعقة فظروف موتها ليست عادية، بل هي بفعل فاعل. أعمامها وعمّاتها مذهولون، أضاؤوا شمعة قرب صورتها فيما لا تزال صورتها وهي صغيرة الى جانب صور اشقّائها معلّقة على الحائط في منزل العائلة.
عمّها الياس ذكر ان شقيقه غادر الى السويد منذ نحو 25 عاماً مشيرا الى ان ابنة شقيقه تتمتّع بشخصية قوية وتعمل بإخلاص من اجل مساعدة اللاجئين القاصرين، وقال: “تحب لبنان كثيرا، وتزور بلدتها واقرباءها كل عام تقريباً، وكنّا ننتظرها الصيف المقبل، لكنّ من قتلها حرمها من حياتها وحرمنا منها”.
عمّتها نهى قالت: “خسارة! صبيّة مفعمة بالحياة تقضي في مقتبل العمر. هاجر والداها بحثا عن مستقبل آمن لأولادهم فوقعوا ضحية قتل رخيص!”
الى ذلك، أشار سفير لبنان في السويد علي العجمي الى ان الشرطة السويدية تتحفظ عن التحقيق الذي لا يزال جارياً، مضيفاً ان هناك روايتين لجريمة القتل، الأولى مفادها ان اشكالاً وقع بشكل مباشر بين الشابة الضحية وأحد اللاجئين القاصرين، والثانية تفيد ان اشكالاً جماعياً وقع بين اللاجئين ذهبت الكسندرا ضحيته.
وفي حديث نقلته صحيفة “ديلي مايل” البريطانية عن والدة الضحية، تقول السيدة شيمين “الكسندرا هي كل شيء في حياتي، هي ملاكي، كانت محبة لعمل الخير، والجميع أحبها وقدر عملها …”.
سواء أعلنت الشرطة السويدية هوية القاتل وعمره الحقيقي أو سبب قتلها وموجبات حكم القاتل، علما انّه تردّد عن توقيف ستّة اشخاص رهن التحقيق، فهل يكون مقتل الكسندرا جرس الانذار لحكومات ودول لا تضع معايير واضحة وصارمة في مسألة اللاجئين؟، سيّما وان الناطق باسم الشرطة السويدية توماس فوكسبورغ اعلن اثر هذه الجريمة أن “بلاده تتعامل مع هذا النوع من الحوادث الذي تكرّر مؤخرا منذ وصول اعداد كبيرة من اللاجئين”… هل يكون مقتلها حافزا لهذه السلطات التي تحرم لبنانيين يعيشون على ارضها منذ نحو عشر سنوات ويحترمون قوانينها ويفعّلون اقتصادها وتمنح جنسيات لمن لا يستحقّها؟.
النهار
التعليقات مغلقة.