” رســــالة ميـــلاد “

40

12459995_1195327810482063_182505767_nرفاقي و رفيقاتي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.. أتقدم إليكم بأسمى آيات الحب, متمنياً لكم حياة أفضل مليئة بالحب والسعادة, وتكونون على قدر من الاحترام من قبل مجتمعكم أما بعد: لقد خرجنا بالأمس من مؤتمرنا الذي جددنا فيه العهد لشعبنا أن لا نخيب آمالهم فينا, و أن نمثله أحسن تمثيل, وندافع عن آماله بإخلاص, ونسير بخطى ثابته نحو العمل من أجل تحقيق أمنياته في الحرية والعيش الكريم, وذلك بعيداً عن الاضطهاد والظلم والاستغلال من قبل الغير. إضافة إلى ذلك, أن نعمل بإخلاص من أجل تحقيق وحدة الصف الكردي وتوحيد رؤيته نحو مستقبل أفضل, لتكون هذه الوحدة أرضية صلبة تقوي من إمكانياتنا لمواجهة الأخطار المختلفة التي تهدف شعبنا ووجوده على أرضه التاريخية, وكذلك إمكانياته من موارده المختلفة التي تتوفر من الخامات الطبيعية من البترول والغاز والمعادن المختلفة, ناهيك عن وفرة المياه بغزارة وخصوبة التربة التي تنتج من الثمار المختلفة والبذور… مما تزيد من أطماع الطبقة الحاكمة في كل من تركيا وإيران وسوريا والعراق ومن خلفهم شعوبهم في التمسك بما يحصلون من الخيرات الوفيرة من وطننا, وذلك مع حرماننا من تلك الخيرات.. والإبقاء على فقرنا وإفقارنا و إضعافنا وشل قدراتنا على التحرك, وبالتالي نكون عاجزين عن تحقيق حقوقنا العادلة على أرضنا. يقيناً, أن إيماني بإخلاصكم لقضيتكم لا يتزعزع. ومع ذلك, المطلوب منكم المزيد من العمل الجاد والدؤوب بين شعبكم وإقناعه بما هو أفضل لقضيته, و ليكون ضاغطاً على حركته السياسية التي تتلاعب بها القوى الخارجية لإبعادها عن ما هو في صالح شعبها.. قضية شعبكم أمانة مقدسة بين أيديك أيتها الرفيقات.. وأيها الرفاق المناضلون, فلا تخيبوا آمال شعبكم. كونوا عوناً لشعبكم فسيكون الرب بعونكم إن كنتم صادقون.

 إخوتي.. و أخواتي المناضلون في صفوف أحزاب حركتنا السياسية: أتوجه إليكم خالص تحياتي الأخوية, متمنياً لكم التوفيق والنجاح بما يخدم قضية شعبنا المضطهد, راجياً لكم الرشد والاستقامة والوفاء لقضية شعبكم. لقد عانينا كثيراً من التشتت والتشرذم, ومن ممارسات خاطئة تجاه بعضنا البعض, إلى أن وصلنا إلى حالة فقدتنا الثقة بنفسنا قبل أن نفقد الثقة بالآخر.. يقيني بكم أنكم تتألمون في داخلكم كما أتألم أنا, لكن تنقصكم تلك الشجاعة لتصرخوا في وجه من يأخذكم إلى الضلال وبصوت عالٍ وتقولوا لهم ” كفى “.. كفاكم ضلالاً وحباً لذاتكم, فالآخر من إخوتكم مكمل لكم وليس عدواً لكم, فبدونه لا يمكن أن تحققوا ما تعلنون عنه إن كنتم أوفياءُ صادقين. أما كثرة العناوين من الأحزاب, أفلا توافقون معي أنها لم تأتي كحاجة ملحة لتكون رافدة للعمل النضالي من أجل خدمة قضية شعبنا؟ وبالفصيح من الكلام, ألم تكون هي ناتجة عن تلاعب الأيادي الطامعين والمكروهين لقضية شعبنا؟ أم أن فلتاناً مجتمعياً قد خيم على مجتمعنا كما الحال الآن في سوريا بشكل عام ليتجرأ كل عاطل عن العمل على الإعلان عن ما يسمى ” بالحزب ” ويطرح نفسه لهذه الجهة أو تلك من أجل ” الإرتزاق “.. حقيقة, لا يمكن السكوت على هذه السلوكيات المشينة والمضرة بقيمنا و بقضيتنا و بمستقبل شعبنا.. حتى أوصلت بنا إلى حالة اليأس والعجز عن التكلم في البحث عن وسائل و آليات تؤدي بنا إلى وحدة الصف حول مستقبل قضيتنا. المطلوب اليوم وبسرعة قصوى من الإطارين المعلنين ( المجلس الوطني الكردي و حركة المجتمع الديمقراطي ) الإعلان وبعلانية إفكاك ارتباطهما العضوية من خارج حدود سوريا, وذلك مع الإبقاء على الاحترام المتبادل بين الإخوة في النضال من أجل انتصار قضيتنا القومية على أرضية مشتركة في خطوطها العامة, و إعطاء الأهمية كما يجب لخصوصية كل جزء من أجزاء كردستاننا المجزأة. وأن التضحية بجزء لحساب جزء آخر لا يمكن أن تكون مقبولة, أما التعاون والتنسيق بين الأطراف في حدود الاحترام لخصوصية كل جزء فهو يجب أن يتم ويستمر. إن ما أصيبت من المآسي والأذى بأهل ” كوباني ” بالأمس القريب من الذبح والقتل والتدمير كانت شاملة فلم يفلح أحد دون الآخر, ولكن أن يتربص أحد بقرارات مصيرية فهذا هو غير مقبول مهما كانت قوته.. وهكذا يُقاس على أطراف المجلس الوطني الكردي أيضاً… إما أن نغرق سوياً أو ننقذ سوياً, فمثلما نحن في مركب واحد, يجب أن نتخذ قراراتنا موحدة في إطار مرجعية موحدة بعيدة عن كل المؤثرات الخارجية.. و أن تكون مصلحة شعبنا في كردستان سوريا هي الغاية أولاً و آخراً. إلى شعبنا السوري بكل مكوناته الدينية والعرقية… كان بودي أن أهنئكم بانتصار قضيتكم الوطنية في الحرية والكرامة. إلا أن الظروف التي مرت وتمر على سوريا لم تبشرنا بخير لطالما شعبنا أصبح كفريسة محكومة بين مخالب وحشية الإرهاب و إجرامية النظام, وتحت صمت أو عجز أو مراهنات دولية, لم يرى طوال هذه السنوات من القتل والتدمير مد يد العون و المساعدة من المجتمع الدولي في عملية إيقاف هذه الحرب المجنونة التي دمرت البلاد واقتلعت العباد من الجذور, فالقتل بمئات الآلاف والجرحى تفوق ذلك أضعافاً مضاعفة و التهجير بالملايين.. لكن الأمل بانتصار قضية الشعب لم يمت. أتوجه إلى النخبة الواعية الوطنية الصادقة من كل طوائف الشعب السوري من أديان و مذاهب وقوميات.. أتمنى لهم ومنهم صحوة الضمير والشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية. إن وطنهم يُذبح على تراتيل من آيات ذكر الحكيم من جهة, ومن جهة تحت سيف الطغيان والطاغي الذي لم يشبع من سفك دماء شعبهم.. إلى متى؟ إلى متى يا أيها السادة؟ ليس مطلوب منكم الكثير لتنقذوا شعبكم ووطنكم.. فقط مطلوب ” الصحوة ” والرشد والبحث عن بعضكم بعضاً للالتقاء من أجل البحث عن سبل إنقاذ ما بقي من شعبكم ووطنكم. فهل هذا الشعب وهذا الوطن لا يليق لملمة النخبة الواعية لتنطق ما لديها من رأي أو كلمة, والشعب بانتظارها طوال هذه السنين؟ أم أنكم استسلمتم للقدر الذي فرض عليكم النظام والإرهاب؟ إلى كل أخت و أخ سوري.. عليك حسم الموقف من الإرهاب وبكل أشكاله علانية.. فإما أن تكون معه أو ضده.. كثير ما رأيناهم من الأخوة, كانوا ثواراً أشداء, وفي اليوم الآخر أصبحوا إرهابيين مع ” داعش ” أو النصرة أو غيرهم من الكتائب.

لذلك اختلط الحابل بالنابل, وتمكن النظام من الثورة ليعلن على الملأ وللمجتمع الدولي عن الخيار الحتمي بينه وبين الإرهاب, وليختار المجتمع الدولي خيار محاربة الإرهاب وترك النظام ” لحين ” .. من المسؤول أيها السادة؟ عن فرض هذا الخيار؟ إن آمنا وقلنا النظام, فأين الشعب وخياراته؟ نحتاج إلى جبهة عريضة تشاركها كل القوى المحبة للسلام وللديمقراطية والتي تؤمن بالتعددية التي كانت قدرنا منذ ولادة سوريا ” كوطن “. وتلك التي تؤمن بالمساواة والعدالة وتحترم خصوصيات كل مكون من مكونات الشعب السوري, من أجل الاتفاق على بناء وطن نشعر كلنا بالمواطنة ونفتخر بأننا أحرار نملك وطناً حراً. هذا الذي نحتاجه بالمختصر. أرجو أن تختلط أصوات التراتيل و أجراس الكنائس للإعلان عن وحدة وطنية مع إشراقة يوم جديد في عامنا الجديد. مع تمنياتي لانتصار إرادة الشعب مع انتصار ثورته المختطفة, بعد إعادتها إلى وجهتها التي انطلقت من أجلها.. الرحمة للشهداء… الشفاء للجرحى… وعودة المهجرين.. لنبني معاً سوريا الحلم السعيد.. وعام سعيد لكل البشرية مع الأمن والأمان والعيش الرغيد. وكل عام والإنسان بخير.

أخيكم المخلص والإنسان إنشاء الله أحمــــد قاســــــم

التعليقات مغلقة.