صدور عارية قريباً… في لبنان؟
بينما تتوافد النساء إلى المحلاّت لشراء الحمّالات الأكثر إثارة لإغواء الشريك، تعمد فئة أخرى إلى وضع الـ Pads لرفع الثديين وللتباهي بالصدر الذي تمتلكه. إلاّ أنّه لجميع هذه الوسائل الرائجة مخاطر تجهلها المرأة و هي:
• هبوط الثدي:
تعتقد النساء أنّ حمّالة الصدر ترفع الثدي وتجعله أكثر إثارة، غير أنّها في الحقيقة، تعززّ هبوط الثدي. السبب يشرحه الدكتور Jean-Louis Rouillon من جامعة Franche-Comté الفرنسيّة في بحث يدعى test du triangle de Buffon ، كان قد أجراه على 320 امرأة (تراوحت أعمارهنّ بين 18 و 35 سنة) لدراسة تغيّر شكل الثدي من غير ارتداء حمّالة صدر. أظهرت النتائج أنّ حلمة الثدي ارتفعت بمعدّل 7 ميلليمتر في السنة بالنسبة إلى الكتف. كما ولاحظ أنّه من دون حمّالة الصدر يثبت الثدي ويرتفع حتّى يصل إلى مستوى القفص التنفّسي. و يستنتج أنّه ليس لحمّالة الصدر أيّة ضرورة وأهميّة، بل تسببّ هبوط الثدي.
• آلام الظهر:
كلّما كانت حمّالة الصدر ضيّقة كلّما سببّت أوجاعاً في الظهر، الرقبة و الكتفين. فهي تشكّل وزناً على العضل الذي يصل بين الكتفين و الرقبة، ممّا يسببّ ألماً دائماً على مستوى الكتفين، الرقبة والظهر.
• إضطرابات في التنفّس:
توصّل أطبّاء من جامعة British School of Osteopathy البريطانيّة إلى نتيجة تقول إنّ حمّالة الصدر تضغط على عظام القفص التنفّسي وعضلاته ممّا يؤدّي إلى صعوبات في التنفّس.
• سرطان الثدي:
تعددّت الدراسات التي تثبت أنّ حمّالة الصدر تسببّ سرطان الثدي (و تبيّن أنّ جميعها مستوحاة من كتاب Dressed To Kill ل Singer و Grismeijer الذي صدر عام 1995) وذلك من خلال:
o ضغطها على الخلايا اللمفاويّة (التي تتصدّى لخلايا السرطان)، مانعة السموم من الخروج بطريقة طبيعيّة عبر الصرف اللامفاوي، فتتجمّع هذه الأوساخ في الثدّي مشكّلة الأورام السرطانيّة.
o تحمية الثدي: فالنسيج الذي تتكوّن منه حمّالة الصدر والذي يغلّف الثدي يجعله أكثر حماوة. والثدي الحامي هو أكثر عرضة للسرطان.
o حبس الثدي: إنّ حركة الثدي الطبيعيّة خلال المشي تخلق تدليكاً طبيعيّاً يحرّك الخلايا اللامفاويّة. مع توقّف هذه الحركة، تتجمّع السموم وتظهر الأورام.
• حمّالة الصدر مضرّة بالأمعاء:
من خلال ضغطها على الغشاء التنفّسي، تعرقل حمّالة الصدر عمليّة الهضم.
• ضعف الدورة الدمويّة:
تحبس حمّالة الصدر الدم و تعرقل الدورة الدموية خصوصاً إن كانت ضيّقة.
من هنا تبرز ضرورة توعية النساء على المخاطر الصحيّة لحمّالات الصدر الصحيّة. لذا يطالب بالعودة إلى اللباس التقليدي الذي يطلق سراح الثدي والذي بدأ الغرب بالترويج له، إذ أصبح أمراً ملّحاً و ضروريّاً، فصحّة النساء باتت بخطر. ولكن ماذا عن المرأة اللبنانيّة؟ أتتمكنّ من التخلّي عن حمّالة الصدر هذه والسير من دونها في مجتمع تهيمن العادات والتقاليد عليه؟ تشرح الإختصاصيّة في تحليل السلوك الشخصي منى كنج “للنهار”، أنّه من الصعب على المرأة اللبنانيّة التّخلّي عن حمّالة الصدر لأنّها تشعرها بالثقة و الإرتياح. و هذا عائد إلى مجتمعها المحافظ الرافض لفكرة خلع الحمّالات، فيعمل بمثابة رقابة على المرأة ويفرض عليها العقاب الإجتماعي إن تخلّت عن هذه الأسس. بالنسبة إلى المجتمع اللبناني، الصدر العاري أو الحرّ ما زال مصنّفاً في فئة الممنوعات، ما زال مثيراً للجدل ومثيراً للنظر، فيوجّه للمرأة “المتحررّة” ، بالنسبة إليه، الإنتقادات والتعليقات. ممّا سيجعل اللبنانيّة، في حال تجرّأت على التخلّي عن حمّالة الصدر، تشعر بالخجل والإنزعاج. أمّا بالنسبة إلى أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركيّة ساري حنفي “للنّهار”، فهو يعتقد أنّ الطبقة الوسطى من المجتمع اللبناني ستقدم على اعتماد موضة اللباس التقليدي، خصوصاً أنّ الغرب قد بدأ بالترويج لها، بعكس الطبقة الدنيا. فيا أيّها اللبنانيون، تحضّروا لظاهرة الصدور العاريّة… قريباً!
التعليقات مغلقة.