باختصار: الإعلام الكردي باتجاه الاهتراء وضعف المصداقية
الموضوعية هي مبدأ هام في مهنة الإعلام, يمكن أن تشير الموضوعية الإعلامية إلى الإنصاف والتنزه عن المصالح والواقعية واللاحزبية، لكنها في معظم الأحيان تشمل كل هذه الصفات.وبما أننا نعيش عصر العولمة فإن الصحافة على الإنترنت تتيح الكتابة الصحفية والتسليم المتسارع بشدة للأخبار، والذي يكون أحيانًا متوترًا بسبب معايير الموضوعية, ومن ناحية أخرى، يمكن للصحافة على الإنترنت كوسيلة للوصول السهل للممارسة الصحفية أن تقدم تحديات لتقارير معينة مع الموضوعية التي تطالب بها وسائل الإعلام السائدة. ولكن الإعلام يتخذ حتماً وجهة نظرة معينة في تحديد أي الموضوعات التي ستقوم بتغطيتها وأي المصادر ستقتبسها, وقد وصف نقاد وسائل الإعلام مثل إدوارد هيرمان ونعوم تشومسكي (1988) نموذج دعاية قد استخدماه لبيان كيف أن هذا المفهوم للموضوعية في الواقع ينتهي لصالح وجهة نظر الحكومة والشركات القوية أو الحزب الداعم لها . هذه من الناحية العامة, وإنْ تتطرقنا إلى الوضع الخاص باتجاه الإعلام الكردي الذي ينحصر ببعض القنوات المرتبطة أو بعض المواقع الإلكترونية و الصحف القليلة التي لم تثبت حتى الآن موضوعيتها في نشر الخبر, فما يلاحظه الناقد من النظرة العامة بأنها تحاول دائماً دعم القوي الذي يملك السلطة أو التحيز باتجاه أحد الأطراف التي قد تميل إليه لغرض ما،حيث يعيش الإعلام الكردي حالة من الاهتراء و ضعف المصداقية التي تؤدي إلى ضياع الحقائق وطمسها, فهي تعتمد على أن موادها موجهة إما للموالين لها ليزدادوا ولاء ، او للرافضين لها ليزدادوا رفضاً ، فيما ينبغي أن تكرس جهدها لاجتذاب القطاع المحايد والذي لايزال لم يشكل موقفا او رؤية, و الادهى من ذلك إن بعض وسائل الإعلام على اختلافها ( المقروءة والمسموعة والمرئية ) تتصور أن متبنياتها بما انها صحيحة فلا تكرس الا رؤيتها ، ولاتفرد مجالا واسعا للرأي والرأي الآخر أو على الاقل التظاهر بالحيادية ، لكي لاتخسر المزيد من جمهورها، متجاهلة حقيقة أن لكل فكرة جانبي الصحة والصلاحية. كما إن الإعلام الكردي أصبح يميل الى العاطفة في تناول الأخبار والأحداث وليس قراءة أو مراعاة الواقع،وهي أحد الأخطاء الشائعة التي تقع بها قنواتنا الكردية، ناهيك عن بعض القنوات المرتبطة بأجندات العدو, حيث تهاجم المواطن الكردي بسياسة الحرب الخاصة, فبامتلاكها الإمكانات العالية من الناحية المادية التي تؤثر بشكل غير مباشر على المتلقي, وبالتالي المحاولة الجاهدة في تغيير الحقائق بما يناسب أهدافها الخاصة و مصالحها. إن الحيادية والموضوعية في النشاط الاعلامي يعني احترام عقل المتلقي وعرض الافكار والمواقف المختلفة بنفس الدرجة من الاحترام والمصداقية والنزاهة، وإن كان من المستحيل ممارسة العدالة المطلقة في تقييم الافكار والاحداث.
فمن الضروري الارتفاع الى هذا المستوى وفسح المجال للرأي والرأي الآخر، خاصة مع تزايد وسائل الإعلام والتسابق نحو استحصال المزيد من الثقة والقاعدة الجماهيرية. وهنا يطرح تساؤل وهو هل بالإمكان ايجاد نشاط اعلامي ليس بهدف ايصال رسالة ما بقدر مايستهدف الوصول للحقائق المجردة، أي تكون قناة لمعرفة الوقائع بعيداً عن الأدلجة والتوظيف السياسي او ماشابه من انواع التوظيف ؟.
التعليقات مغلقة.