مؤتمر الرياض والخيارات الكردية المستحيلة ..!!!
نجحت السعودية عبر مؤتمر الرياض في توحيد المعارضة السورية المعتدلة بعد أن خرجت الأمور من يد السوريين جميعاً نظاماً ومعارضة واستحوذت عليها القوى الدولية، وبناء على طلبهم تم عقد المؤتمر تمهيداً لما اعتمدته من حلٍّ في اجتماع فيينا2 للأزمة السورية حيث لأول مرة تم جمع السياسيين والعسكريين تحت سقف واحد وخرج المؤتمرون ببيان ختامي متوافق، وتشكيل هيئة عليا للتفاوض ستلتقي وفد النظام في الاول من شهر كانون الثاني (يناير)القادم للتفاوض وتطبيق مخرجات فيينا2 ، وهو ما يعتبر اختراقا كبيرا قياسا بوضع المعارضة قبل المؤتمر وانجازا مهما لتوحيد الرؤى وتفويض هيئة عامة من معارضة الداخل والخارج السياسية والعسكرية رغم كل ما يمكن أن يقال حولها هنا أو هناك ، سواء لجهة التمثيل أوتدخل الدول في دعوة واختيار الاعضاء بما فيها الدولة المضيفة التي تركت للسوريين حل خلافاتهم والاتفاق على مبادئ عامة ومشتركات وطنية اتفق الجميع في صياغتها لكنها لم توافق رغبة عدد من الحضور وخاصة ممثلي المكونات القومية بالإضافة إلى حضور هيئة التنسيق الوطنية وجماعة مؤتمر القاهرة عدا ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وقوات سوريا الديمقراطية- التي تتشكل من وحدات حماية الشعب والسوتورو والصناديد وجيش الثوار وغرفة بركان الفرات- حيث تم تغييبهم عن المؤتمر ،رغم تواجد حزب الاتحاد الديمقراطي في هيئة التنسيق ومؤتمر القاهرة وهذه القوات هي الأكثر فاعلية في مواجهة الارهاب في الشمال السوري ، فهي من حاربت داعش وزودت بالسلاح من قبل طائرات التحالف الدولي ولازالت ، ويبدو أن استبعادها قد تم بناء على طلب الدولة التركية التي تعتبر هذه القوات ” ارهابية” لارتباطها بحزب العمال الكردستاني و”تحالفها” مع نظام الاسد وحمايته ومنعه من السقوط ! لكن في الجانب الآخر من المشهد يعتبر حضور المجلس الوطني الكردي مؤتمر الرياض عبر ممثليه الائتلافيين دون تلقي دعوة خاصة بالمجلس الوطني الكردي ضربة أليمة وصفعة لكل الطموحات والاقاويل التي روجها العديد من قادة المجلس الوطني الكردي قبل المؤتمر واللذين كانوا يأملون حتى اللحظات الأخيرة حضور رئيس المجلس مع ممثل عن بيشمركة روجافا التي تحول اسمها منذ أيام قليلة الى بيشمركة روج تمهيدا لحضورها المؤتمر المذكور لكن حساب البيت لم يطابق حساب البيدر وخرجت الامور عن السيطرة بدون حضور حقيقي للكرد سواء في التمثيل أو في مجريات المؤتمر أو في الاعلام أو الهيئة العليا للمفاوضات ، وجاء البيان الختامي خاليا من أية إشارة للحقوق القومية الكردية التي تم تضمينها في المحددات العامة المتمثلة بالمواطنة ووحدة وسلامة الأراضي السورية ولا مركزية الدولة الادارية، رغم أن معظم هذه القضايا ادرجت في إعلان دمشق عام 2005 وفي وثائقه وتم رفضها من قبل كل من تيار المستقبل وحزب ازادي ويكيتي وعلى اثرها تم تشكيل لجنة التنسيق الكردية من الأحزاب الثلاثة وقامت بعدد من النشاطات الميدانية وفي أكثر من مناسبةْ ،وقد انسحب الشهيد مشعل التمو في العام 2011 من مؤتمر الانقاذ لنفس أسباب الرياض ؟ الذي رفض ابداء موقف واضح وصريح من القضية الكردية وأكد (عدم مساومته وتفريطه بالحق والوجود القومي الكردي في الجزء الكردستاني الملحق بسوريا) …!!! إن خلو بيان الرياض من أي اشارة ولو ضمنية إلى الحقوق القومية الكردية مع ضعف التمثيل الكردي أقلق الكثير من المحللين والمراقبين وحتى المتابعين للإعلام الكردي والعربي وأبناء شعبنا الكردي ايضاً، لان الائتلاف لم يلتزم بالوثيقة الموقعة بينه وبين المجلس الوطني الكردي التي لم يجف حبرها بعد – وكأنّ اللي فات مات – وتنازل المجلس عن كل ما جاء فيها تنفيذا لأجندات محددة داخلية وخارجية ! وتنكر لكل الشعارات التي كان يرفعها بدون أية مناسبة من حيث تمثيله للمشروع القومي وتمسكه بالثوابت الوطنية وعدم مساومته عليها تحت اية مبررات ! في اشارة للطرف الاخر ، أي حزب الاتحاد الديمقراطي، ولم يستطع ترجمة الاقوال الى افعال وربطها بممارسات محددة او نصوص مضمرة حتى ولو كانت لذر الرماد في العيون الكردية التي لم يساوم عليها رعاة المؤتمر وقد عبر عن ذلك بشكل واضح و صريح جمال خاشقجي عضو مجلس الشورى السعودي في مقالته المنشورة في موقع صفحات سورية” مؤتمر الرياض وغمغمة كيري” بالقول (أسهم في نجاح المؤتمر هيثم مناع وصالح مسلم بغيابهما، الأول زعم يوماً أنه ناشط حقوقي، والثاني زعيم لحزب كردي انفصالي، وحسناً أنْ غابا ومن يوافقهما الهوى، فلو حضرا لفجّرا الاجتماع، ليس بطريقة «داعش» المفضلة، وإنما بإثارة قضايا الهوية وحقوق الأقليات والمرأة و «علمانية الدولة» وإلى كم من الديمقراطية تحتاج سورية المستقبل، وحدود الإقليم الكردي وعلاقته بكردستان الكبرى. يفعلون ذلك بينما لا يجد السوري في الداخل ملجأ يحميه من قصف وقتل القوى «العلمانية» الروسية، أو البعثية «التقدمية»، وحتى الطائفية الإيرانية الحريصة على «نصرة المستضعفين»، بحسب زعمها.) وبالتالي فقد كان على ممثلي المجلس الكردي الاحتجاج والتذمر وبيان عدم الرضى على اقل تقدير لعدم ادراج حقوق الكرد في البيان أو اصدار تصريح حتى لو كان مقتضبا لتوضح حقيقة موقفهم وتمسكهم بالحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا المستقبل ونحن هنا نتفهم تقصير المجلس وتلكؤه في اصدار مثل هكذا تصريح لأنه مرتبط بعلاقات اقليمية تمنعه من القيام بذلك ولذلك عمل على اغلاق الباب على نفسه وبدأ بالصراخ كعادته كي لا يسمعه أحد وبعد أن تعب من الصراخ قرر إرسال رسالة احتجاجية إلى مجلس الامن وكل اصدقاء الشعب السوري لحفظ ماء وجه المجلس في الجولات القادمة وبعيدا عن المزاودات نسأل هل يستطيع المجلس الوطني الكردي أن ينطلق من الأرضية الكردية السورية في علاقاته الاقليمية والكردستانية وفي صياغة مواقفه وقرارته وتحالفاته وهل هو قادر في الوقت نفسه أن يلتقي مع حركة المجتمع الديمقراطي في منتصف الطريق !! وأن يمنح فرص حقيقية لبناء الثقة والاتفاق على حماية الوجود القومي الكردي وانتزاع حقوقه لأنه الحل الوحيد لانتصار قضية الشعب الكردي السوري ، أسئلة برسم المجلس الوطني الكردي وقيادته الموقّرة ؟؟!!
التعليقات مغلقة.