سيناريـو امـرأة الـقـمح و كـونشرتو الزّو     

38

لقمان عبدالرحمن نسخجَذعُ تين

غُصنُ فل ٍ

منْ يدِ ليل ٍ

لبيتِ لهب

وكأسُ ماءٍ منْ ألف ِعام ٍ

في صباح يوم مضى

ألقى السلامَ على جمراتِ الليل

قال الحكيمُ:

أكلتُ منْ شجرةِ التين عنقودَ لوزٍ

وانطلقتُ جهةَ الغروبِ

ما علمتُ أني أصبحتُ جُـبّاً

فيه ما تشتهيهِ الأذنُ والعينُ منْ فاكهةٍ

ربّاهُ 000  أيسيلُ الكرزُ منْ فمِ الذئبِ

أم أنهُ جمرُ الليل

وكي أحيا كسروةٍ

وضعتُ بذورَ الشمس ِفي الترابِ

        * * * * *

* في وصف الجمال

سيدتي

الهيامُ سيدُ العشق ِ

كلُّ المراتبِ دونهُ عبيدُ

لهوٌ

هباءٌ

لك ِالمدائحُ

لا مكانَ للحدائق ِ

أو للشمس ِ

في حضوركِ

تبعّـثرتْ حبَاتُ الـرّمان ِ

تلعثمَ البلبلُ

وسقـطّ خجلاً إثرَ أوراقهِ التوتُ

أتسمحينَ أنْ أبحرَ في عينيكِ ثلاثاً

لأضعَ في الأولى

الترابَ على شواطئها بدلَ الرّمل ِ

وأكتبَ في الثانية بسوادها على البياض ِ

أنتِ لي 000

قـُدامَ عطرك ِ

وقـُدامَ ينابيع ِالحليب ِالزهريةِ

على طبق ِالثلج ِ

في الثالثة ضاع القلبُ

بعدَ دفن ِبذورهِ

سأغني في ليل ِشَعْركِ

                 وعينيكِ

عنْ حبِّ الياسمين ِ

            لألتقطهُ

كتفاحةٍ حمراء َ

كانَ صديقي ( العجيلُ )  فارسَ شعرٍ و قصص

 ودَوُدا حنوناً

خطَ  بيراعهِ على جبهة ِالسماءِ القطنيةِ

منْ الرمال ِإلى الرمال ِ

رحلتهُ الجملية؟

يتزينُ الخابورُ بأعوادِ الـزّل

                  والـطحالـبِ

                  وبقايا ماءٍ شاحبٍ

كآخرِ طقس ٍللماءِ

يتجولُ في شوارع ِمدينتهِ المزينة ِبالغبارِ

الحزنُ سيدُ وقتهِ

وجههُ معجونٌ بالسمرةِ

                  والصفرةِ

                  والأمــل ِ

 يدمدمُ  000

في مدينتي تتشابهُ الأشياءُ

فجأة ً

كذئبٍ تتري

صحراوي

استيقظَ فيهِ الموتُ

كلـّـلَ آخرَ أمنياتهِ بالنصر

هي امرأةٌ مطعونة ٌتلملمُ زهورها

وفي زوايا الوقتِ

تـَتـَشمـّمُ بقايا فارسٍ

لا يجيءُ

ترشُ ترابهُ بماء ِالوردِ

تمشطُ أرصفةَ الليل ِ

فتـُرفرف ُفي الذاكرةِ فصولُ الغبار

          * * * * *

* فصل الغبار

هذا الغبارُ رايةُ التصحر، زائرٌ ثقيلٌ،  ليسَ حديقةً منْ حدائق ِبابل، يراودُ المدينةَ أيَّ وقتٍ يشاءُ، يمدُّ أصابعهُ الرملية في كل الرئاتِ، يقطفُ منْ كل صنفٍ رؤوسهُ

الناضجةَ، لا يـُرهبهُ إلا قطراتَ المطر، إن سقطتْ يصبحُ وحلاً يـُزخرفُ النوافذَ والجدران، وثيابَ المارةِ، وتـُدفنُ بـذورهُ في الترابِ لتولدَ منها  امرأةً قمحيةَ الملامح ِ

رائعة َالجمال.

نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد 2015/12/1

صفحة طه

 

التعليقات مغلقة.