الجندي
أحمد بغدادي/دمشق
الجنديُ الذي كان على الحاجز اليوم
الجنديُ الذي أتى من القرية البعيدة
الذي لا يعرف سوى
أن يمشطَ شعره قبل ذهاب وانصراف صبايا المدارس
الذي يضع بندقيته على كتف الكرسي
وبسطاره على حافة الرصيف .. متبجّحاً ببذلته المرقطة
وحرف ( القاف ) المُصطنع
الجندي الذي أوقفَ السيرَ البارحة وهو يشتم ويصرخ
لتعبر سيارات الإسعاف
سوف يعود غداً إلى قريته
موشوماً بحبِ فتاةٍ مراهقة لم يعرف اسمها قطعاً
بحربٍ لم يدرِ لماذا اشتعلت
باسم طاغية عابر
بشظايا لا تفسّر وقوفه على الرصيف
ولا تعتذر
سوف يعود إلى قريته
شلواً
شلواً … ينام في قبرٍ ضيّق
يتّسع له حتماً
ولكلِ
هذي الحكايات الخرساء .
التعليقات مغلقة.