أزمة الكهرباء في قامشلي والمولدات

50

قامشلو المدينة الأصيلة ذات الطابع الفسيفسائيّ المتعايش، المدينة التي ارتبط اسمها بالحب وطالما ترادفا معاً، بعد ثلاث سنوات من الأزمة الخانقة والمزمنة من انقطاع الماء والكهرباء والاتصالات وارتفاع الأسعار، إن تمشِ في شوارعها لا ترى إلا مولّدات تعترض طريقك بين الخطوة والأخرى، عداك عن صوتها المزعج الذي أصبح مشكلة بحد ذاته.

عندما يغدو الحلّ مشكلة:

DSCF2030

وللحديث عن أزمة الكهرباء التي جعلت حياة المواطنين متعبة ومضنية والحلول التي أضحت مشاكل وعبئاً على المواطنين وخصوصاً أصحاب الدخل المحدود الذين لا يستطيعون أن يتحمّلوا أعباء إضافيّة على كواهلهم، التقى موقع Bûyerpress عدداً من أصحاب الشأن في هذا المجال.

صاحب إحدى المولّدات الكبيرة الذين التقيناهم على طريق السياحي قال معبراً: ” الحياة صارت زفت، هذه المولّدة لها أعطال لا تنتهي، فنصف يومي أقضيه هكذا – وهو يشير يديه المدهونتين بالزيوت والشحوم- ” واستطرد قائلاً: ” تصوّروا، قبل قليل مرّت ثلاث فتيات من الشارع وشاهدن المولّدة الكبيرة، فتوقّعن توفّر الماء البارد وبعد أن قدّمته لهن، أخبرنني أنهنّ لم يشربنه منذ شهر”.

وفي لقائنا مع عدد من ربّات البيوت كانت أوضاعهنّ متشابهة، حيث لم يعد بمقدورهنّ التعامل مع أدوات المنزل الكهربائية، والطعام كما قلن (نصفه للكبّ) بسبب الحرارة، والماء البارد سلعة مفقودة، والاستغلال وصل إلى بيع الجليد، وحسرة التلفاز شغلت قلوب كل الأطفال.

مصائب قوم عند قوم فوائد:

بدون عنوان

وما يلفت النظر أنّ محلات تصليح المولّدات صارت منتشرة في المدينة، التقينا مع صاحب إحدى هذه المحلات وسألناه عن جودة هذه المولدات فأكّد قائلاً: “أنا مهندس ميكانيكي توجّهت لهذه المهنة بسبب الأعباء الاقتصاديّة، وكل هذه المولدات مخالفة لمواصفات الجودة العالمية إلا ما ندر، وهناك تجار يستغلون عدم توفر الرقابة ليقوموا بصفقات تجارية بهذه المولدات التي تكون ذات قابلية سريعة للأعطال”.

منتزه السياحي نموذجاً:

DSCF2031

مدير منتزه السياحي شكا الحالة قائلاً: ” الحالة التي نعيشها من أسوأ الحالات، إنّنا نجد الكثير من المصاعب في العمل بسبب انقطاع الكهرباء، والتكلفة المادية لتشغيل وإصلاح المولّدة، وبالتالي ينعكس على المستهلك في ارتفاع الأسعار، فقرن البوظة يباع بـ50 ليرة والصحن بـ150 وساندويش الفلافل بـ100ليرة”.

طبيبان يمتنعان عن الحديث:

internal1

وللحديث عن الأضرار الصحية توجهنا إلى أحد الأطباء الاختصاصيّين، وبعد انتظار دام نصف ساعة التقى بنا وقال أنه لا يتحدّث (بالسياسة)، أمّا الطبيب الثاني نصحنا بأن نتحدّث إلى طبيب غير موظف واعتذر عن اللقاء لكنه أكد وجود الأضرار الصحية ,والمتصلة بأمراض التنفس والرئتين.

وأخيراً الحلول مبتورة:

روضة حسن الرئيسة المشتركة لبلدية قامشلو

 

 

 

 

 

 

 

 

الرئيسة المشتركة لمركز تطوير البيئة والبلديات السيدة روضة حسن أرجأت أسباب الانقطاع الكهرباء إلى خط الرقة المقطوع بفعل المجموعات الإرهابية، ويبقى الضغط على خط السويدية الوحيد الذي يغذي المنطقة وبعض عنفاته معطلة، لم يتم تصليحها إلى الآن.

وعن الحلول التي قامت بها البلدية أضافت الرئيسة المشتركة للبلدية: تمّ وضع مولّدات في بعض الأحياء ومنح الكهرباء مجاناً لبعض العائلات التي تشتكي من وضع مادّي صعب، وقامت شركة روناك بوضع مولدات كبيرة لتزويد المناطق المحيطة، والآن نحن نعمل على وضع حلول أكثر فعالية لتزويد أكبر عدد من المواطنين بالطاقة بأسعار معقولة وتحديد الأسعار منعاً للاستغلال.

تقرير: مريم تمــر

 

التعليقات مغلقة.