النص الكامل للحوار الذي أجرته صحيفة ” Bûyerpress ” مع العقيد طلال علي سلو الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطيّة

46

 

“العقيد طلال علي سلو قائد لواء السلاجقة التركماني في منطقة ريف حلب الشمالي, قائد جيش الثوار في منطقة الجزيرة, عضو القيادة العامة، والناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية”

لقاء

– أنا من المؤيدين لفكرة وجود النظام بالحسكة, لأن هذا الوجود يساهم في تقديم خدمات للمواطنين, نحن نعتبره منظمة خدميّة.

– من غير المعقول أن يكون لخالد خوجة الذي لا يجرؤ على الدخول متراً إلى الأراضي السوريّة دور في المستقبل.. هذا أمر مستحيل.

– مثلما انضممنا نحن إلى قوات سوريا الديمقراطيّة, بوسع أخوتنا البيشمركة أيضاً الانضمام إليها في حال قرّرت القيادة ذلك.

– لدينا استقلاليّة تامّة وقيادة خاصّة نتبع لها, وليست لنا علاقة بوزارة الدفاع في الإدارة الذاتيّة الديمقراطية.

– نعتبر تركيا دولة جارة وصديقة, ولا ننظر إليها الآن أو حتى في المستقبل كدولة عدوّة لنا.

– الغاية من تشكيل هذه القوّة توحيد مكوّنات الشعب السوري من عرب وكرد وتركمان وآشور.

– كل اهتمام قوات سوريا الديمقراطيّة ينصبّ في محاربة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش. أما النظام فأننا لم نتطرق له حتى ضمن الاجتماع التأسيسيّ أيضاً.

– يستحيل العودة إلى حالة العيش المشترك قبل الثورة, حصلت هناك دماء وفتن طائفية ومئات الآلاف من الشهداء, وهذا لن يمر مرور الكرام.

– الضابط الذي خدم الثورة ومرّ بظروف قاسية, من غير المعقول أن يحرم من رتبته التي يستحقها, ولا بدّ من مكافئته.

– وحدات حماية الشعب والمرأة لها دور كبير وأساسي وهو التعداد الأكبر من بين قوات سوريا الديمقراطيّة,

– يجب أن نقوم بطرح وجهات نظرنا للخارج, ولا بد للقادة من ارسال موفد خاص بالأمر.

أجرى الحوار: قادر عكـيد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

– بداية نود أن نتعرف عن قرب على التشكيل العسكري الجديد ( قوات سوريا الديمقراطية) والغاية من تشكيله؟

تتألف قوات سوريا الديمقراطية من جيش الثوار, وحدات حماية الشعب, وحدات حماية المرأة, قوّات الصناديد, تجمّع ألوية الجزيرة, غرفة عمليات بركان الفرات, والمجلس العسكري السرياني.

تم التشكيل وإعلان البيان التأسيسي لقوات سوريا الديمقراطية في العاشر من شهر تشرين الأول عام 2015 والغاية منها توحيد مكوّنات الشعب السوري من عرب وكرد وتركمان وآشور, إضافة إلى العمل على بناء سورية تعددية ديمقراطية ينال فيها المواطن السوري حقّه في الكرامة والعدالة والحريّة.

هل نسب القوات المنضوية تحت لواء “قوات سورية الديمقراطية” متساوية أم متفاوتة؟

طبعاً، النسب متفاوتة كلٌّ شارك بالتعداد الذي يملكه, بالنسبة لجيش الثوار تواجدنا الأكبر في منطقة الجزيرة هو في مدينة كوباني, والتشكيل الأكبر بالنسبة لنا هو في منطقة عفرين, لأن بداية تأسيسه كان من هناك, في المنطقة بين اعزاز وميمين, والمالكية حتى أطراف عفرين مثل كفر جنة. وبالنسبة لعدد قوات سورية الديمقراطية لا نذكره كونه من الأمور السريّة العسكريّة, ولكنه بعشرات الآلاف, وعلى سبيل المثال يبلغ تعداد جيش الثوار فيه حوالي5000 خمسة آلاف مقاتل, طبعاً أنا أصرّح بهذه المعلومات العسكريّة لأنه هناك معلومات سابقة عنه, أما الباقي فكل فصيل يقدّم الامكانيات المتوفرة لديه ولكن ليست هناك نسبة دقيقة, لأنه ليست لدينا تعليمات بالإفصاح عن النسبة.

أفهم من كلامك أن نسبة جيش الثوار أكبر من نسبة وحدات حماية الشعب والمرأة؟

لم أقصد ذلك, لكني ذكرت نسبة جيش الثوار لأني قائده في منطقة الجزيرة وكذلك كنت أقوده في المنطقة المتواجد فيها الآن, بالنسبة لتشكيل قوات سوريا الديمقراطية لم يتمّ تفعيل المكاتب بعد, حاليا وبالتزامن مع الحملة الحالية وتحرير ريف الحسكة نقوم بتجهيز المكاتب, والمبنى ضمن الحسكة وهو قيد التجهيز.

تقرر أيضاً أن يكون لقوات سوريا الديمقراطية أيضا قيادة عامة من تسعة أعضاء, وتكون النسبة كالتالي:

وحدات حماية الشعب (2)

وحدات حماية المرأة (1)

جيش الثوار           (2)

غرفة عمليات بركان الفرات (2)

الصناديد             (1)

والمجلس العسكري السرياني (1 )

– عادة لا تحمل أسماء القوات العسكرية مصطلح الديمقراطية, لماذا استخدمتم مصطلح الديمقراطية؟

عدا عن أن قوّات سوريا الديمقراطيّة فصيل عسكري, سيكون له فصيل رديف هو فصيل سياسي, ويتم العمل عليه حالياً, وحين ننادي بسورية ديمقراطية تعددية فأننا ننادي بأفكار سياسية, والفصيل السياسي – يقينا – سيتبع الفصيل العسكري.

– ما هو المغزى من تشكيل هذه القوة العسكرية في هذا الوقت بالذات؟

مثلما ذكرت, هو موضوع محاربة الإرهاب المتمثّل بداعش وتحرير أراضينا المحتلة من قبل هذا التنظيم, والظروف مواتية حالياً, كونه يوجد اتفاق دولي للقضاء على داعش إضافة إلى أن قوات التحالف رأت فينا الوجه الأمثل لمحاربة داعش بعد تجربتهم الخاسرة والقاسية بتشكيل الفرقة 30 في الريف الشمالي لمدينة حلب, وتسليم الرائد المسؤول الفصيل كاملا مع كامل عدتهم لجبهة النصرة, الأمر الذي أدى إلى فقدان الثقة بأي فصيل آخر سوانا.

– هل هناك خطة عسكرية لتحرير الرقة بعد الحسكة والهول والشدادي؟

هناك خطّة لتحرير المنطقة بالكامل, سواء الشمال, أو الشمال الشرقي, أو الشمال الغربي, وأية مناطق يتواجد فيها داعش سوف يتم تحريرها من قبلنا بمشيئة الله, لكن لم يتمّ تحديد الخطوة اللاحقة بعد مرحلة تحرير ريف الحسكة, قد تكون الرقّة, أو منطقة شمال حلب إضافة إلى مدينتيْ منبج والباب, لكن حالياً القوّات متفرّغة لهذه الحملة, ولا يلوح في الأفق غيرها, لكن “كل شيء ممكن”. ستجتمع القيادة العامّة لقوات سوريا الديمقراطيّة وتقرّر إما الانتظار أو القيام بحملة أخرى, والحملة الثانيّة بالتأكيد ستكون بحاجة إلى دعم.. طبعا في العرف العسكريّ لا يوجد توقيت محدّد لتاريخ انتهاء أي حملة عسكريّة, أحيانا تكون بعض المناطق عديمة المقاومة وبعضها الأخرى تكون ذو مقاومة متوسطة, بينما نلقى في بعض الأماكن الأخرى مقاومة شرسة وعنيفة من قبل تنظيم داعش وهذا ما يحدّد توقيت انتهاء الحملة.

لأي إطار سياسي تتبع قوات سوريا الديمقراطية؟

لا نتبع حالياً لأي طرف سياسيّ, لكن سيتم التشكيل مستقبلاً.. تواصل العديد معنا حتى الآن, وطُلب منّا مؤخراً كقوات ترشيح أشخاص سياسيين للعمل باسم القوّات, لكننا حاليا لا نتبع أي جهة سياسيّة.

– هل كانت الجهات المتواصلة سياسيّة؟

التواصل كان داخلياً بيننا, هو مقترح القادة أن يكون لنا رديف سياسي لعملنا, وتواصلنا نحن القادة لاختيار مرشّح سياسيّ ضمن المشروع السياسيّ القادم.

كيف يتم تأمين العتاد العسكري لهذه القوة العسكرية لا سيما أنكم اعلنتم عن معركة كبيرة ضد داعش؟

سابقاً, كانت كل قوة تعتمد على مصادرها الخاصة, وليس هناك فصيل جديد, جميعها فصائل موجودة سابقاً, لديها تجهيزاتها العسكرية الخاصة بها قبل الانضمام لقوات سوريا الديمقراطية.. شكّلنا حاليا غرفة عمليات خاصة للحملة الحالية, وشاركت فيها كل القوات بعدد قواتها إضافة إلى تجهيزاتها العسكرية, عدا ذلك كان هناك دعم من قبل قوات التحالف منذ حوالي شهر, وكانت الكمية مثل ما أعلنتها وسائل الإعلام العالمية حينها حوالي خمسين طناً.

– هل ما تمّ إنزاله من سلاح وعتاد من قبل قوات التحالف الدولي كانت حصراً لقوات سوريا الديمقراطيّة؟

طبعاُ, هي كانت حصرية لنا, وتمّ الاتفاق حينها أن يستخدم حصراً لمحاربة داعش, وحاليا الدّعم وطيران التحالف والتجهيزات العسكرية, وحتى الخبراء الذين سيصلون قريباً, كل هذه الجهود تنصبّ في مكافحة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش, وسيصل قريبا حوالي خمسين مختصا مابين خبراء ومدربين, وخبراء اتصالات من دول قوّات التحالف.

أين دور قوات حماية الشعب والمرأة في الخريطة العسكرية الجديدة؟

لهما دور كبير, وهما من القوى القوية والعاملة والأساسية في قوات سوريا الديمقراطيّة, إضافة إلى تعداد مقاتليهم الكبير, وهو التعداد الأكبر من بين القوات.

هل تم التواصل معكم من قبل دول وقوات دولية بخصوص التنسيق معكم في هذه المعركة الكبيرة؟

حاليا لا يتم التنسيق مع أية جهة عدا التحالف, ولا نعمل على التنسيق مع أي جهة عدا التحالف.

– أي دولة من التحالف هي الأكثر تنسيقاً معكم حالياً؟

بالتأكيد أمريكا هي الدولة الأكثر تنسيقا من بين دول التحالف, والتحالف لديه لجنة خاصة في هذا الموضوع, ولكن الدولة الأكثر تعاملا هي امريكا.

– هل فكرتم بإيفاد موفد خاص لقوات سوريا الديمقراطية إلى الخارج لشرح ماهية تشكيل هذه القوات؟

حاليا لا نفكر بالأمر, كوننا حديثي التكوين, وحتى ننهي الحملة قبل بدء الشتاء وقسوة الظروف الجويّة, لذلك فضّلنا إنهاء موضوع تحرير ريف الحسكة, بالتأكيد سنتدارك هذا الأمر في حينه, وأوافقك الرأي في أنه يجب أن نقوم بطرح وجهات نظرنا للخارج, ولا بد للقادة من إرسال موفد خاص بالأمر.

– كيف تم التنسيق مع قوات التحالف الدولي في هذه المعركة, هل كان كلاسيكيا مثل الأول, التحالف في الجو, وقواتكم على الأرض؟

طبعاً, نحن نعطي الإحداثيّات وقوّات التحالف تقوم بالقصف, إضافة إلى أن قواّت التحالف حين تشاهد رتلا, أو تعزيزات متحركة من قبل تنظيم داعش فأنها تقوم بقصفها مباشرة, دون الرجوع إلينا.

– ماتزال تركيا تحاول وتهاجم القوات الموحدة للدفاع عن المناطق الكردية, كيف ستتعاملون مع تلك الهجمات والتصريحات الجديدة للقيادة السياسية والعسكرية التركية؟

أستطيع وصف هذه التصريحات بالإعلاميّة, بالنسبة لنا كقوات سوريا الديمقراطيّة نعمل للقضاء على الإرهاب المتمثل بداعش, وتحرير أراضينا, لم نتطرق في تصريحاتنا أو في بياننا التأسيسي لموضوع تركيا, لم نظهر أي عداء تجاهها, نعتبر تركيا دولة جارة وصديقة, ولا ننظر إليها الآن أو حتى في المستقبل كدولة عدوّة لنا, أما بالنسبة لهم, فسياستهم تعود لهم, وأي تصرّف شخصي هم يتحمّلون مسؤوليته.

– لكنهم قصفوا قوّات وحدات حماية الشعب في الآونة الأخيرة مرّتين, والصديق لا يقصف قوات صديقة.!

نحن نعتبرها دولة جارة, وبالنسبة لهذا العمل فهم يتحمّلون مسؤولية عملهم, أعني أننا لم نعتبرهم دولة عدوّة بالأساس, ولم نعادهم بالأساس, بالنسبة لنا مضى فقط عشرون يوماً على التأسيس, ولم نتطرّق إلى موضوع تركيا البتّة, أما ماذا يعتبروننا, فهم أحرار, سواء اعتبرونا أصدقاء أم أعداء, فهم يتحمّلون وزر عملهم.

– من يترأس عملياً قوات سوريا الديمقراطيّة؟

ليس لدينا رئيس, لدينا قيادة عامة تتألف من تسعة أعضاء هم الذين يتخذون القرارات, وقد ذكرتهم لك مسبقاً.

ما هي أهم الرتب العسكرية ضمن قوات سوريا الديمقراطية ؟

ما أعلمه ليس هناك ضابط سواي في جميع قوات سوريا الديمقراطية , بالتأكيد ستكون هناك توسعة مستقبلا, لأننا دعونا جميع الأطراف والفصائل المقاتلة للانضمام لقوات سوريا الديمقراطية, من الممكن انضمام ضباط ذوي رتب, وفي هذه الحالة ربما تقرر القيادة ترفيعه أو احتفاظه بالرتبة السابقة.. سابقا في الجيش الحر, وكوني كنت ضابطا – قائد لواء – في الجيش الحرّ, أنا أحد الذين تركوا الخدمة برتبة, وكنت حينها برتبة مقدّم, وأثناء انضمامي إلى الجيش الحر, قررت قيادة فرقة الفتح الأولى الآتي: كل ضابط ترك الجيش النظامي, يتساوى مع رفاقه في الرتبة الأخيرة التي حصلوا عليها, أي أنه لا تفوته أي رتبة عسكرية, وبعض من زملائي كانوا برتبة عمداء وعقداء, وتقرّر منحي رتبة عقيد. سيكون الأمر نفسه بالنسبة لنا في حال انضم إلينا ضباط, فالضابط الذي خدم الثورة ثلاث أو أربع سنوات وتعب ومرّ بظروف قاسية وتعرض لمواقف عديدة, من غير المعقول أن يحرم من رتبته التي يستحقها, ولا بدّ من مكافئته, وهذا الشيء يقرر من قبل مجلس القيادة وأنا أحد الضباط الذين جرى معهم ما أسرده الآن, بالنتيجة أنا ضابط ضمن هذه القوات وليس ضمن فصيل آخر سواء أكان الجيش الحرّ أم النظام.

المجلس الوطني الكردي لديه قوات بشمركة روجآفا, هل ستوافقون انضمام هذه القوات إلى قوات سوريا الديمقراطية, سيما وأنه سبق أن رفضت وحدات حماية الشعب وجود قوتين عسكرتين قبل الآن؟

هكذا قرار لا بد من البتّ فيه – حصرا – من قبل القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطيّة, انضمام أي فصيل أو عدم انضمامه يقرّر من قبل القيادة العامة المؤلفة من تسعة أعضاء.

– رأيك الشخصي في وجود قوتين عسكريتين في روجآفا؟

لا أفضّل وجود قوتين في الوقت نفسه, إلا إذا كان هناك اتفاق وتوافق, مثلما انضممنا نحن إلى قوات سوريا الديمقراطيّة, بوسع أخوتنا البيشمركة أيضاً الانضمام إليها في حال قرّرت القيادة ذلك..

– هل تتبع هذه القوات عمليا إلى وزارة الدفاع في الإدارة الذاتية الديمقراطية؟

كلا, نحن لدينا استقلاليّة تامّة وقيادة خاصّة نتبع لها, وليست لنا علاقة بوزارة الدفاع في الإدارة الذاتيّة.

– هل أولوية هذه القوات هي محاربة الارهاب وتنظيم داعش, أم محاربة النظام؟

حالياً لم نتطرق إلى النظام نهائياً, وكل اهتمام قوات سوريا الديمقراطيّة ينصبّ في محاربة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش. أما النظام فأننا لم نتطرق له حتى ضمن الاجتماع التأسيسيّ أيضاً.

– بعد الانتهاء من داعش هل ستحاربون النظام أيضاً؟

هذا ماستقرره القيادة, حين تجتمع القيادة ستقرر الوقوف على الحدود التي وصلنا إليها من ناحية العمل العسكري, أو ستقرر الاستمراريّة, وهذا عائد إلى مجلس القيادة.

– ماهي دور قوات النظام المتواجدة في الحسكة أثناء هذه الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش في ريف الحسكة؟

حالياً ليس له أي دور عسكري, وأنا من المؤيدين لفكرة وجود النظام بالحسكة, لأن هذا الوجود يساهم في تقديم خدمات للمواطنين, نحن نعتبره منظمة خدميّة يقدّم خدماته للمواطنين لا أكثر, فالمواطن الذي يحتاج اليوم إلى إبراز وثيقة, أو جواز سفر, للعلاج أو السفر إلى خارج القطر, يحصل عليها من النظام الذي ليس له دور سوى تأمين الخدمات للمواطن.

بدليل أن كل دول العالم التي تسافر إليها, ستطلب منك وثيقة من النظام حصراً, وهذا يعني أن كل دول العالم لا تزال تعترف بالنظام, فمن واجبنا نحن أيضاً أن نريح المواطن من الضغط الذي يتعرّض له.

– أفهم من جوابك أن هناك تنسيقاً بينكم وبين النظام؟

لا يوجد أي تنسيق أو تواصل أو اجتماعات غير معلنة بيننا وبين النظام. صحيح ليست هناك حربا معلنة بيننا, ولكن هذا لا يعني أننا في خندق واحد, بل كلّ منا في طرف.

هل ستتجه تلك القوات إلى تحرير مارع وطرابلس باتجاه كانتون عفرين مستقبلا؟

مثلما ذكرت, إما سنتوجّه إلى الرقة, أو ريف حلب الشمالي المتمثل بمنبج ومارع والباب واعزاز حتى الوصول إلى عفرين, من هذا الطرف سيكون عبر كوباني وجرابلس وصولا إلى اعزاز, والمحور الثاني منبج عن طريق جسر قراقوزاق والباب.

ما هو تصوركم لمستقبل سوريا الآن وبعد سقوط النظام؟

حاليا لم يسقط النظام, منذ خمس سنوات ننتظر سقوطه, لكنه لا زال قائماً, ولا زال يحظى باعتراف دولي, وكل ما نسمعه هو كلام إعلامي لا أكثر, حتى الآن لا زالت له سفارات بالخارج, ومنها تركيا التي تعتبر العدو الأول للنظام السوري, ما زال للنظام فيها قنصلية وبحراسة الأمن التركي ضمن مدينة اسطنبول, لو كان للغرب والعالم الخارجي نية في إسقاط النظام, كان من المفروض أن ينهار قبل أربع سنوات من الآن, هناك ترتيبات دولية بين القوى العالميّة, لم تحصل اتفاقات على اسقاط النظام.. بدليل دخول الجيش الروسي إلى الحرب بشكل مباشر مع طرف النظام يؤدي إلى العمل على عدم اسقاط النظام.

– برأيك، لم يتمّ الاتفاق على اسقاط النظام, أم لم يتم الاتفاق على تقاسم سوريا؟

لن يتم تقسيم سوريا, هذا أمر غير وارد, ربما تكون هناك إدارات ذاتيّة, يستحيل العودة إلى حالة العيش المشترك قبل الثورة, حصلت هناك دماء وفتن طائفية بين طبقات المجتمع السوري وأطيافه ومئات الآلاف من الشهداء, وهذا لن يمرّ مرور الكرام, سيؤدي هذا مع الأيام أن تبقى سوريا موحدة مع إدارات ذاتيّة لنوع الحكم في سورية.

– ماهو عدد الإدارات وأين ستتوزع برأيك؟

ستكون هناك أربع إدارات ذاتية, إحداها في الشمال وستكون فيها نوع من التقاسم في السلطة ما بين الفئات الأربعة في قوات سوريا الديمقراطية وهم يمثلون مكوّنات المجتمع السوري في المنطقة, الثانية ستكون خاصّة بالدولة العلويةفي الساحل, وكذلك السنّة وتشمل حلب وحماة وجزء من ريف حمص ودمشق, والدروز في السويداء, إضافة إلى درعا كإدارة ذاتية للسنّة.

من غير الممكن عودة الحياة لطبيعتها وتعايش السنيّ مع العلوي, والشيعيّ مع السني, لكن مع الأيام وبعد عشرات السنين قد تنسى الناس هذه الأمور, أما الآن وفي فورة هذا الأمر فمن المستحيل تحقيق ذلك.

هل سقط شهداء لقوات سوريا الديمقراطية في الحملة العسكرية الأخيرة؟

يقيناً, لأن التنظيم الذي نحاربه ليس بالسهل, إنما هو تنظيم مدرّب عسكرياً, وذو خبرة بالمعارك العسكريّة, إذاً لا بدّ من أن يرتقي بعض الشهداء, وهناك بعض الجرحى أيضاً, لكن مقارنة بقتلاهم فأن عدد شهدائنا قليل جداً, هم بالعشرات وأغلبهم عن طريق القصف الجويّ, كما أن التفخيخ يفقدهم بعضاً من عناصرهم, فقبل أيام تعرضت قواتنا لخمس سيارات مفخّخة جرح على إثرها عنصرين فقط من قواتنا, لآنه تمّ استهدافهم قبل الوصول إلى الهدف. على سبيل المثال أمس فقط قتل منهم 19 عنصراً في موقعين أحدهما عند البحيرة (13 قتيل) وقرية قريبة من أبو حيدر (6 قتلى). تبقى جثثهم بأيدينا حتى يتمّ التبديل أو ما يصدر عن القيادة من أوامر.

– ذكرت بعض وسائل الإعلام ومنها (الشرق الأوسط) أنكم استوليتم في الأيام القليلة الماضية على ستة معابر حدوديّة, ماذا قصدتم بذلك؟

هناك التباس في الأمر, نحن لم نصرّح عن تحرير أية معابر حدوديّة, وبالأحرى ليست هناك أية معابر حدودية في هذه المنطقة, نحن صرّحنا أننا استعدنا ست مخافر حدوديّة, وليست معابر.

– كيف تقرؤون عموم تصريحات رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السوريّة خالد خوجة حول سوريا الجديدة؟

نحن بالنسبة لنا كقوات سوريا الديمقراطيّة, وكجيش حرّ أيضاً لا نعترف بأي ممثل خارج سورية إذا لم يكن موجودا في الداخل على الأرض, وخالد خوجة حينما يتحدّث اليوم لا يعبّر إلا عن رأيه الشخصي.

– لكنّه رئيس ائتلاف, ومعترف به من قبل العديد من الدول!

ولو كان الأمر كذلك.. لكن أغلب الدول وحتى أمريكا تبحث عمن هو موجود في الداخل, فقوات سوريا الديمقراطيّة تملك اليوم عشرات الآلاف من المقاتلين , وهذا نوع من القوّة على الأرض, فالمنطقة الشماليّة والشماليّة الشرقية, والغربية كلها – تقريباً- بأيدي قوّات سوريا الديمقراطيّة.. إذاً من غير المعقول أن يكون لخالد خوجة الذي لا يجرؤ على الدخول متراً إلى الأراضي السوريّة دور في المستقبل.. هذا أمر مستحيل.

هل تعتبرون معارضة الخارج معارضة حقيقيّة؟

بالتأكيد لا نعتبرها معارضة حقيقيّة, لأنها معظمها تمثّل أجندات خارجيّة إضافة إلى أنّها منتفعة بما يحصل داخل سوريا, ولهم مصالح شخصيّة, فلو ألقينا نظرة على مستوى الائتلاف سنرى أن كلّ مجموعة تابعة لدولة ما, وتؤتمر بأمرها, وحتى ضمن الائتلاف نفسه توجد تكتلات.

كنت هناك, وشاركت بالمجلس الوطني التركمانيّ, كان هناك نوع من الاختلاط مع الصفوف السياسيّة التركيّة, وحضرنا اجتماعات مع قادة سياسيين أتـراك, وأصبحنا مطلعين على الوضع هناك, وهو كالآتي: إنّ مجلس الائتلاف غدا مثل (الورثة), مناصبهم ثابتة لا تتغير, وحتى حين يتمّ تغيير شخص ما, فأنهم يطلبون من الجهة التي يتبع لها ذاك الشخص أن يأتوا ببديل له. نحن -كتركمان- كانت لدينا ثلاثة مقاعد, وحينما بقي اثنان منها شاغراً طُـلب منا تعبئته بشخصين آخرين, المقاعد ثابتة لا تتغير..!

– بكم تقدّر مساحة الأراضي تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطيّة الآن؟

في حال أنهينا تحرير ريف الحسكة ستغدو الجزيرة وتل أبيض, وجبل عبدالعزيز وكوباني, إضافة لمنطقة عفرين كاملة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطيّة.

هل هناك تنسيق بينكم وبين القوّات الروسيّة سيّما أنكم الاثنان تقاتلان داعش؟

ليس هناك أي تنسيق بيننا وبين القوّات الروسيّة, لكن الهدف واحد, وهو محاربة الارهاب, تنسيقنا فقط مع قوّات التحالف الدوليّة, هم يقصفون مواقع خاصّة لداعش, ولم يتمّ الاقتراب حتى الآن لأية مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطيّة من قبل الطيران الروسيّ. وأسباب عدم التنسيق معهم تعود إلى كوننا ننسق مع قوات التحالف حالياً.

كلمة أخيرة توجهها للشعب السوريّ.

نتمنّى أن يعم الأمن والسلام والازدهار في سوريا ولصالح جميع الشّعب السوريّ, ونعود لنعيش أيام سوريا السابقة في ظلّ الوحدة والوئام والتوافق بين جميع أبناء الشعب السوريّ, ويتمتع المواطن السوري بالحرية والعدالة, وتحصل جميع المكوّنات في سوريا على حقوقها كاملة.

نُشر هذا الحوار في العدد (31) من صحيفة “buyerpress”

 

2015/11/15

 

حوار

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.