خاص “Buyerpress”
– كركوكي: عدنا للقاء بكم بناء على طلب من الرئيس البارزاني.
– سربست لازكين سنّوري: حتى هذه اللحظة استشهد 100 من بيشمركة الديمقراطي في عمليات شنكال وحدها, ويؤسفني أن أقول بيشمركة الديمقراطي.!!
– كركوكي: أحترم هؤلاء الشباب الذين يجلسون قبالتي, ولم يهاجروا رغم الظروف التي يمرون بها.
– سربست لازكين : هجوم داعش على كردستان بهذه القوة، كان بسبب بعض التقصير في جاهزيةالإقليم.
– كركوكي: نحن مقتنعون أنه إذا تم نقل انتخاب الرئيس إلى البرلمان ستكون هناك صفقات سياسية داخل البرلمان بدون شك. من المحتمل أن يترأس الإقليم شخص لا يعرفه أحد ولا يحسب له حساب.
– سربست لازكين : كانت البيشمركة ووحدات حماية الشعب جنباً إلى جنب في فتح ذلك الطريق, وطبيعي لو لم نعلن قرار فتح ذلك الطريق, لما تمكنت أية قوة أن تقوم بذلك والسيد مسعود البارزاني اتخذ ذلك القرار بنفسه.
– سربست لازكين : قال البارزاني ” لو كلفني إنقاذ العالقين في جبل شنكال حياتي, لما ترددت في ذلك لحظة واحدة “.
– سربست لازكين : البيشمركة لكردستان بأجزائها الأربعة, ووحدات حماية الشعب لكردستان بأجزائهاالأربعة أيضاً.
بعد أن حضر وشارك وفد رفيع المستوى من الحزب الديمقراطي الكردستاني (عراق) برئاسة الدكتور “كمال كركوكي عضو المكتب السياسي للحزب” مراسيم افتتاح أعمال المؤتمر الدوري العام السادس لحزب الاتحاد الديمقراطي والذي انعقد في مدينة رميلان في يوم السبت 20 أيلول/ سبتمبر المنصرم ومغادرته روجآفاي كردستان إلى إقليم كردستان العراق في مساء نفس اليوم, ولدى وصوله إلى العاصمة هولير, عاد الوفد على وجه السرعة إلى روجآفاي كردستان في صباح اليوم التالي وذلك بتوجيه من القيادة السياسية ليلتقي بقيادات المجلس الوطني الكردي في مدينة ديريك, وليتوجه الوفد بعد ذلك إلى مبنى كان قد تجمع فيه الأهالي ليلقي السيد كركوكي والسيد سربست لازكين خطاباً في ذلك الجمع, وليردّا على أسئلة الحضور. صحيفة “Bûyerpress“ تنفرد بنشر ما جاء في لقاء كركوكي وسنّوري في ديريك:
نص الكلمة التي ألقاها الدكتور كمال كركوكي في مدينة ديريك :
تحية إلى أرواح شهداء الكرد وكردستان، تحية إلى هؤلاء الذين قضوا شهداء في سبيل حرية الكرد وكرامة الكرد، تحية إلى أرواحهم التي وهبوها في سبيل نيل حقوق الكرد، إلى أرواحهم السلام .
أيها السادة:
نحن سعداء جداً هذا اليوم، كوفد حزب الديمقراطي الكردستاني أتينا للقاء بكم بناء على طلب من السيد الرئيس مسعود البارزاني، أتينا لنلقي على مسامعكم رؤيتنا, ولنستمع إلى رأيكم, ولنستمع إلى أسئلتكم وإلى انتقاداتكم, فأية رؤية تذهبون إليها سواء أكانت تروق لنا, أم العكس فإنّنا بكل أمانة سننقلها إلى سيادة الرئيس مسعود البارزاني.
إخوتي وأخواتي الأكارم:
نطلب من شعبنا الكردي في روجآفاي كردستان وندعو كافة الأحزاب السياسيّة أن يكونوا يداً واحدةً في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة بداعش كي يستطيع الشّعب الكردي في روجآفا نيل حقوقه الكاملة وعلى أحسن وجه، جميع الأحزاب السياسية انطلقت من ركيزة أساسية في بنائها وهي أن تكون في خدمة الشعب، لكن من البديهي أن الشعب أفضل من أي حزب مهما كبر وبلغ من القوة فمن المحتمل أن يخطأ حزب ما أو أن تخطأ مجموعة من الأحزاب السياسية في روجآفا، لكن من غير الممكن أن يخطأ الشعب, لذا إذا وجد خلاف بين الأحزاب السياسية في مسألة ما فليكن الشعب هو الفيصل في حلّ ذلك الخلاف, لأن الشعب هو من نقتدي به وهو من يطلب منا أن نكون صفاً واحداً لتحقيق طموحاته وآماله في نيل حقوقه القومية، لذا يجب أن لا يفرض أحدٌ وجوده على غيره, وليعمل كل طرف بحسب طاقاته وإمكاناته ويحاول جاهداً في الوصول إلى الهدف, والذي هو في الحقيقة دولة كردستان، فنحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني هذه هي استراتيجيتنا وهي كوننا مع المطالب الحقة لشعبنا في تقرير مصيره بنفسه, وهذا المبدأ هو ما قررته الأمم المتحدة في قوانينها, فأي شعب يعيش على أرضه له الحق في تقرير مصيره.
شعب روجآفاي كردستان هو من يستطيع تقرير مصيره والأحزاب السياسيّة الموجودة في روجآفا تعاني بعض الخلافات, ونأمل أن يتفقوا فيما بينهم ويعملوا سوية, جنباً إلى جنب.
وكذلك بالنسبة إلى شعبنا في “باكور كردستان”هو في قلوبنا, ولا فرق لدينا بين جزء أو آخر من كردستان, لذا نتمنى أن يعمل الطرفان التركي والكردي على العودة إلى طاولة المفاوضات والحوار ليجدوا الحلول السلمية البعيدة عن القتل والدمار, وذلك بما يتفق مع مطالب إخوتنا الكرد في “باكور كردستان”.
نحن مع حقوق شعبنا وفي روجهلات كردستان, بعيداً عن الحروب, وعن التهميش, لذا ندعو إلى الحوار, فهو الحل الأمثل لنيل الحقوق، لأن جميع الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة وقّعت على أن أي شعب يعيش على أرضه, ويتعامل بالحوار كي يحصل على حقوقه هو وحده من يقرر مصيره, كانت هذه المسألة في السابق “مبدأ” وهي الآن حق واجب التنفيذ.
الحقيقة أن كردستان كانت في التاريخ أرضاً واحدة, وقد قسِّمت فيما بعد بين دول أربعة, فعلى سبيل المثال أنا من كركوك, لو تكلمت بلهجتي كما هي فلن نفهم على بعضنا مطلقاً.. لمَ؟ لأننا كنا مضطهدون, فقد أخذوا منا كل شيء, سرقوا منا أبسط حقوقنا, لأنهم لم يريدوا لنا أن نكون ذوي كيان أو دولة واحدة, وذلك بعد الحرب العالمية الأولى، ولو عدنا إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى سنرى بأنّ تكريت وحتى جبال همرين لم تكن عائدة إلى العراق العربي يوماً ما, فمنطقة غرب العراق كانت تسمى العراق العربي, وشرق العراق كانت تسمى العراق العجمي, وشمال تكريت وجبال همرين كانتا تسميان بكردستان, لكن بعد الحرب العالمية الأولى قسَّمت الدول العظمى أرضنا فضموا باشور كردستان إلى العراق العربي وقالوا هذا أفضل لكم.!
لكن هذه العملية أثبتت فشلها لأن هذه التجربة حولت كردستان إلى حقل لتجارب الأسلحة الشرقية والغربية, فجربوا علينا الأسلحة الكيمياوية, والأسلحة المحرمة دولياً, وقاموا بحملات الأنفال التي ذهب ضحيتها182 ألف بين رجل وامرأة من الكرد، هدّموا 4500 قرية كردية حتى سوّيت بالأرض.. كردستان تعرضت لإبادة جماعية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى, وحين نخاطب الوزارات الخارجية للدول يقولون؛ نعم كردستان تعرضت للإبادة, لكن لم يحن الوقت إلى الآن.!؟
من المعلوم أن ذلك يتوافق مع مصالحهم كدول, فتلك التجربة التي أقرّت في اتفاقية سايكس – بيكو أثبتت فشلها بصورة قطعية, وفي عام 2003 جاء الحلفاء مرة أخرى وقالوا لنا إن الفيدرالية تناسب وضعكم ككرد, فشكلوا العراق الفيدرالي وهذه التجربة أثبتت فشلها أيضاً لأن الحكومة المركزية قطعت الميزانية عن إقليم كردستان, بالتالي انقطعت رواتب البيشمركة وتعرضت بعدها إخواننا الإيزيديين في شنكال إلى المجازر الجماعية, وبيعت فتياتنا ونسائنا في أسواق النخاسة بــ 2 و 18 دولار, لذا لم يبقَ لنا في باشور كردستان طريقة للعيش مع هذه الدولة، يجب على الشعب في باشور كردستان أن يقرر حقه في تقرير مصيره وإعلان دولته الكردية في باشور كردستان.
السيد الأخ مسعود البارزاني ذهب إلى برلمان إقليم كردستان وقدم طلباً رسمياً لتهيئة أرضية قانونية يقررعلى أساسها الشعب الكردي حقه في تقرير المصير، ونحن في باشور نؤمن بضرورة أن نعلن الدولة الكردية, ونؤمن بأن الأجزاء الثلاثة الباقية من كردستان, لكل ظرفه وأسلوبه الخاص به, ولذا نحترم إرادة كل جزء وفيما يسعَون إليه, وأي قرار يتخذه أي جزء, ندعمه كاملاً, والماضي والتاريخ يشهد بذلك, فالبارزاني الخالد ذهب إلى مهاباد لمساندة جمهورية كردستان فيها.
عندما تعرضت كوباني للخطر دعا الرئيس مسعود البارزاني البرلمان لاتخاذ القرار بمساندة كوباني فوافق البرلمان, وأرسلت حكومة الإقليم البيشمركة إلى هناك لمساعدة القوات الكردية, ونحن فخورون بأن دماء البيشمركة والقوات الكردية اختلطت فيما بينها في كوباني, وليس لنا في ذلك منّة على إخوتنا الكرد, بل هو واجب قمنا به ونحن – كحزب الديمقراطي الكردستاني – مستعدون دائماً لتلبية هذا الواجب القومي الذي نشعر ونؤمن به.
ضيوفي الأعزاء:
هناك مسألة, تسعى بعض الجهات الإعلامية إلى تشويه الحقائق بخصوصها, فهي تحاول التصغير من مرتبة بعض قيادتنا الكبار, والتقليل من شأنهم لذا سأحاول ولو قليلاً توضيح هذه المسألة, ثم إذا كانت هناك أسئلة تودون الإجابة عليها سأجيب عنها بكل رحابة صدر وسرور وإن لم أستطع الإجابة أو لم أعرف الجواب سأنقلها إلى سيادة الرئيس البارزاني وأعدكم أن يأتيكم الجواب بشكل رسمي.
يقول البعض في وسائل الإعلام أن المدة القانونيّة لرئيس الإقليم انتهت لذا يجب أن يرحل ويترك الرئاسة لغيره, لكن الحقيقة أننا في إقليم كردستان نعيش مرحلة “تكوين الكيان” لذا لا يوجد في تاريخ أي شعب وهو في مرحلة التكوين قام بتغيير رئيسه الذي يمتلك الخبرة والتجربة والإخلاص لهذا الشعب, بل حتى إذا أراد أن يترك الحكم لم يقبلوا بالأمر بل يبقونه في منصبه ويطلبون منه العمل.
في بعض الأحيان يتحدثون عن تجربة أمريكا في زمن رئيسها “جورج واشنطن” حينما انتهت ولايته, أراد منه الشعب الأمريكي أن يبقى في منصبه لكنه رفض، و ذلك بسبب تدهور حالته الصحية حيث كان قد أجرى عدة عمليات جراحية, وبأدوات بسيطة حينها, لذا ترك الحكم لذلك السبب, وليس بسبب رفضه الولاية لمرة أخرى هذا أولاً.
وثانياً مسألة تعديل قانون أو تغييره ليست خيانة, لأن القانون لخدمة الشعب, ثم إنها ليست مسألة تشكُّل أزمة, وحقيقة الأمر أنه كان هناك طرف يريد خلق هذه الأزمة في باشور كردستان.. لماذا؟
لأن هذا الطرف أراد أن يجعل من خطوة إعلان الدولة الكردية ـ التي كنا نعمل عليها بصورة سريعة ـ خطوة ثانوية, وكي ينشغل الرأي العام بمسألة الرئاسة ويصبح التفكير بالدولة الكردية من الأمور الثانوية, ونحن على يقين بأن هذا المخطط لن ينجح, لأننا نعتمد على شعبنا ونؤمن به والنقطة الحساسة والمحورية في الخلاف بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وباقي الأطراف هي:
إن الحزب الديمقراطي الكردستاني يقول: يجب أن يتم انتخاب رئيس الإقليم من قبل الشعب, أما الأطراف الأخرى فتقول: يجب أن تتفق الكتل والأحزاب السياسية في البرلمان على اختيار الرئيس ضمن البرلمان, أي أن يكون نظاماً برلمانياً, لذا فالحزب الديمقراطي الكردستاني في خندق الشعب ويدافع عن حقوقه, أما الأطراف الأخرى فتقول نحن الأحزاب نعلم كل شيء والشعب لا يستطيع أن ينتخب رئيسه بشكل صحيح, لذا نرى بأنه ليس لهم الحق بالقرار نيابة عن الشّعب لأن الدورة التأسيسيّة للبرلمان أعطت الحق للشعب بأن ينتخب رئيس الإقليم بنفسه, أي أن هذا حق مباشر عائد للشعب, والآن لا يستطيع أي طرف سياسيّ إلغاء هذا الحق, لكنهم مع ذلك يرفضونه, فقلنا حسناً, فلنقم بإجراء استفتاء عام نأخذ فيه رأي الشعب فيما يريد, لأن هذا حق له, ولا يمكن لأي طرف سياسي أن يسرقه منه, فبعملية الاستفتاء فأن الشعب هو سيقرر سواء أكان حق انتخاب الرئيس من البرلمان أم من الشعب.
فهذه هي النقطة الجوهرية للخلاف بين الديمقراطي الكردستاني وباقي الأطراف, نقلتها لكم بأمانة وبإمكانكم متابعة إعلام كل الأطراف بهذا الخصوص, فنحن مقتنعون أنه إذا تم نقل انتخاب الرئيس إلى البرلمان ستكون هناك صفقات سياسية داخل البرلمان بدون شك. من المحتمل أن يترأس الإقليم شخص لا يعرفه أحد ولا يحسب له حساب, فنحن لم نقل أنّه لا نقبل غير الأخ مسعود, لم نقل ذلك أبداً, بل نقول من حق أي شاب أو فتاة أو أي شخص يمتلك الشروط القانونية للترشّح, فليترشح ومن حصل على أكبر عدد من الأصوات سنبارك له ونشد على يديه وحقيقة هذا هو الرأي الشخصي للأخ مسعود البارزاني أيضاً, هو يقول ينبغي أن يكون القرار بيد الشعب وأن لا يحتكره حزب أو عدة أحزاب.
حينما نقول يجب أن تكون لنا دولة مستقلة في كردستان باشور.. لماذا؟ لأن العرب السنّة ـ مع تقديرنا واحترامنا لهم ـ لا يقبلون بأي شكل من الأشكال أن يقودهم الكرد أو العرب الشيعة, وكذلك العرب الشيعة لا يقبلون أن يقودهم الكرد أو العرب السنّة, إذاً لماذا يقبل الكرد بعد كل ما تعرضوا له أن يقودهم عرب السنّة أو عرب الشيعة أو الاثنين معاً, أعني ما هو المبرر أو السبب الذي يجعل الكرد أن يقبلوا بقيادة هؤلاء لهم؟ ولكل ذلك نقول يجب أن يكون لكل مكون بيته الخاص به وأن يتعاونوا فيما بينهم ويعيشوا بأمان وسلام بعيداً عن حملات الأنفال والدمار التي جرت في عهد صدام حسين وبعيداً عن الظلم الذي تعرض له الشيعة في زمنه, بل نقول يجب أن تكون لهم دولة خاصة بهم في مناطقهم وكذلك أن يكون للسنة دولة في مناطقهم, وللكرد دولة خاصة بهم في إقليم كردستان.
إخوتي وأخواتي الأكارم.. أعود مرة أخرى إلى روجآفاي كردستان وأودّ القول أننا أخوة, والرئيس البارزاني داعم لكم وقلبه معكم, هناك وضع حرج اليوم في المنطقة, من حيث مجيء داعش, وازدياد الهجرة والأزمة الاقتصادية. كل هذه الأمور واضحة لنا جميعاً. جئنا أمس لحضور مؤتمر إخوتنا في حزب الاتحاد الديمقراطي, شاهدنا الوضع المحزن في كردستان, وحاجتها لأمور كثيرة, من حيث تطوير الأسواق, كونها في حالة مزرية. نودّ أن نطمئنكم بأنّنا وإياكم في خندق واحد, وعلينا أن نحاول مساعدة روجآفاي كردستان من الناحية الدولية, كما على شبابنا أن يدافعوا عن أرضهم بكل قوة, لا أن يهاجروا إلى أوروبا, وباقي دول العالم, وأحترم هؤلاء الشباب الذين يجلسون قبالتي, ولم يهاجروا رغم الظروف التي يمرون بها، هناك ظروف ذاتية موضوعيّة نمر بها, فكما أن قلوبنا لكردستان فإن قلوبهم لكردستان أيضاً, كنت أود التحدث إليكم أكثر لكن لا أريد أن آخذ من وقتكم الكثير, وإذا كانت لديكم استفسارات فأنا في خدمتكم وسأعطي المجال للأخ سربست سنّوري ليتحدث لكم عن شنكال, لأنه يقوم بمهامه في تلك المنطقة والحقيقة في كثير من الأحيان يتحدث الناس عن ذلك الحدث بصورة غير عادلة وغير صحيحة, لكن أقولها لكم وللتاريخ وبكل أمانة, أننا دفعنا الكثير من الضحايا والشهداء والآن لدينا مخطط لتحرير تلك المنطقة بشكل كامل, والمناطق الأخرى في العراق, ومرة أخرى إذا كانت لديكم أسئلة أنا في خدمتكم, وإذا لم تكن هناك أسئلة, سأعطي المجال للأخ سربست ليتحدّث إليكم.
نص كلمة سربست لازكين عضو المجلس الرئاسي للحزب الديمقراطي الكردستاني (عراق)
بسم الله الرحمن الرحيم..
إخوتي أخواتي الأكارم.. قيادات المجلس الوطني الكردي السوري.. قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، إنّنا اليوم سعداء جداً, لأننا هنا بينكم, فنحن إن لم نرَ أنفسنا معكم وبينكم بصورة مباشرة, فإنّنا معكم بقلوبنا وأرواحنا بكل تأكيد, سابقاً وإلى الآن:
الحضور الكريم: لا أريد أن أطيل عليكم بالحديث بل سأحاول التحدث عن معاركنا مع داعش, لكن ليس بشكل مفصل, بل سأذكر بعضها, لأن داعش بلغ من التأثير في الشرق الأوسط وحتى العالم أيضاً وذلك واضح للجميع, فهذا التنظيم قام بهجوم ضخم على المناطق الكردية, وكلفنا ذلك الكثير من الضحايا والشهداء، لن ندخل في تفاصيل من أين أتى ومن أرسله, وكيف ولماذا بدأت هذه المعارك في كردستان, لأنها أمور لها تفاصيل ومداخل سيطول الحديث عنها، فالسياسة الخاطئة التي اتبعتها حكومة نوري المالكي, كانت السبب الرئيس في وصولنا إلى هذا الحد, ومعلوم أننا لم نقف مكتوفي الأيدي أما هذه الأخطاء فقد أوضحناها دائماً, ولوعدتم إلى تصاريح السيد رئيس الإقليم خلال أعوام 2007 ـ 2010 لوجدتم أنه كان يقول وينبه دائماً على أن هذه السياسة إذا استمرت ستدخل العراق في نفق مظلم في يوم من الأيام, وهذا ما حدث فعلاً، فداعش ليس أمراً جديداً, إنما هو مكمل للإرهاب الذي تعرضنا له خلال مراحل سابقة, والذي فجر نفسه في عيد الأضحى وقتل خيرة قياداتنا كان إرهاباً والكثير من العمليات التي استهدفت كوادرنا وشعبنا كان إرهاباً تحت مسميات مختلفة, فداعش استغل فرصة ما يجري في سوريا واستغل ضعف سياسية العراق وأخطائها ليكوَّن من هذا الاستغلال قوة وتنظيماً كبيرين وخاصة الأسلحة التي أخذها من الجيش العراقي.
في 2/8/2014 عندما قام داعش بالهجوم على كردستان بهذه القوة، حقيقة كان بسبب بعض التقصير الموجود في جاهزية الإقليم, لأنه من الخطأ أن نرى أنفسنا وسياساتنا بصورة إيجابية وننظر إلى الطرف الآخر نظرة دونية أو سلبية ولكي تعلم القيادات أنها بحاجة إلى المزيد من التخطيط والجاهزية, لتتقدم وتتطور نحو الأفضل، فمناطق النزاع الخاصة بالمادة 140 في الدستور العراقي ناضلنا من أجلها وكلَّفنا ذلك الكثير من الضحايا والشهداء في كركوك ومناطق شنكال وخانقين, وحدودنا مع العراق العربي على مر التاريخ كان سبباً في الكثير من المشاكل والأحداث حتى أن “الملا مصطفى البارزاني” قالها منذ ثورة أيلول :” لا يمكن التنازل عن كركوك مهما كانت الظروف لأن الحفاظ عليها واجب وطني وقومي كردستاني “. لذا لم يستطع أن يقول سنتنازل عنها ونحن مازلنا نسير على هذا النهج فالمادة 140 التي وضعت في الدستور العراقي كانت على أساس أن تقوم الحكومة باستفتاء عام يقرر فيه الشعب الكردي مصيره, لكنها لم تـُطبق على أرض الواقع إلى اللحظة, وهذه المناطق تابعة إدارياً لمحافظة الموصل, ومع ذلك قامت محافظة دهوك بمئات الخدمات فيها, وذلك على حساب ميزانيتها, لكن داعش استغل هذا الخلاف, وقام بالهجوم على هذه المناطق وهي مناطق متنازع عليها وبطبيعة الحال من الناحية العسكرية هي مناطق غير مؤمنة بشكل كامل, فتعتبر ثغرات يمكن الوصول إليها بسهولة, لضعف القوة العسكرية فيها, لذا فهي معرضة للمشاكل في أي وقت.
وبعد أن سيطر داعش على تلك المناطق كان السيد مسعود البارزاني وبيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مواجهتهم على جبهات القتال, وحرروا بعض المناطق في تلك الأثناء، فالأخ مسعود قام بقيادة تلك الجبهة وزار المنطقة الحدودية.. لكن ما السبب في ذلك؟
نحن نعلم أن هذه المنطقة استراتيجية وتقع على الحدود العراقية السورية كما يقال ـ لكنها أراضي كردستانية ـ وهي بالنسبة لنا هامة جداً, كما أن داعش اتخذها مركزاً ومنطقة حيوية لتحركه, فمنطقة تلعفر وبعاج والمناطق المرتبطة بها جغرافياً هي بؤرة للإرهاب, لذا قرر الأخ مسعود قيادة تلك المنطقة وإقامة معسكر فيها, فقامت البيشمركة بكثير من العمليات هناك, بإشراف مباشر من الأخ مسعود البارزاني, وكان يضع الخطط العسكرية وخطوات التحرك بنفسه.
أحببت أن أوضح هذه النقطة لحضراتكم لأنه كما قال الأخ الدكتور كمال كركوكي؛ هناك بعض الجهات تقوم بتحريف الأمور وإظهارها للناس بصورة مشوهة مغايرة للحقيقة، سأتحدث لكم عن منطقة سد الموصل، لأن الحديث قد يطول إذا ما تحدثنا عن مناطق الكَوير ومخموروكركوك وغيرها، فسدّ الموصل منطقة استراتيجية للإقليم وللعراق أيضاً وهي منطقة قريبة منكم, ولما يجري فيها من أمور قد تؤثر على هذه المنطقة أيضاً، فمنذ ثلاثة أشهر بدأنا بعملية عسكرية كبيرة في تلك المنطقة وحصلنا على نتائج إيجابية مهمة خلالها, ثم قمنا بعملية “مشروع الجزيرة” وهي منطقة واسعة وتقع غرب منطقة زمار, وهي مناطق تم تعريبها في السابق, وتمكنّا من تحريرها, وبعدها أعلنا عن عملية تحرير ربيعة وما حولها, وتمكنا من تحريرها كذلك, ثم قمنا بعملية زمار, وخط النفط والدخول في عمق مناطق المادة 140 وتم تحريرها أيضاً, وفي الشهر الثاني عشر حاولنا فتح خط ليتمكن إخوتنا الإيزيديين من المجيء حيث كان الكثيرون منهم عالقين في جبل شنكال, بالإضافة إلى بعض المجموعات من بيشمركة الديمقراطي الكردستاني, فكان الخط الوحيد المفتوح بيننا وبينهم هو وجود أربع مروحيات كانت تقوم بحمل بعض الأرزاق والملابس وتنزلها على العالقين في الجبل, والحقيقة أن ما حدث في شنكال كان كارثة بكل معنى الكلمة ولا ننسى مساعدة وحدات حماية الشعب في فتح ذلك الخط وإنقاذ العالقين, وكان لهم دور هام في ذلك, والأخ مسعود البارزاني قام بشكرهم على ذلك في خطاباته, وكذلك الأخ نيجيرفان البارزاني, وكانت البيشمركة ووحدات حماية الشعب جنباً إلى جنب في فتح ذلك الطريق, وطبيعي لو لم نعلن قرار فتح ذلك الطريق, لما تمكنت أية قوة أن تقوم بذلك والسيد مسعود البارزاني اتخذ ذلك القرار بنفسه لأن المسافة بين ربيعة وشنكال 70 كم ومن زمار إلى شنكال حوالي 100 كم, فالأخ مسعود كان يقوم بعمل المستحيل كي ينقذ العالقين وكان يقول ” لو كلفني إنقاذ العالقين في جبل شنكال حياتي, لما ترددت في ذلك لحظة واحدة “.
قمنا بكل هذه العمليات وكانت النتيجة أنْ حررنا ما يقارب 15,000 متر مربع, وهذه النتيجة لم تأتِ بهذه السهولة والبساطة التي نتحدث بها الآن, لأنه في الواقع العملي عانينا الكثير من أجل ذلك وحتى هذه اللحظة استشهد 100 من بيشمركة الديمقراطي في عمليات شنكال وحدها و يؤسفني أن أقول بيشمركة الديمقراطي, لأن البيشمركة لكردستان بأجزائها الأربعة, ووحدات حماية الشعب لكردستان بأجزائها الأربعة أيضاً, لكن هناك بعض الجهات والأطراف ترغم الشخص على أمور لا يريدها, وما قدمناه من شهداء لن نندم يوماً, على استشهادهم في سبيل شنكال, لأنه لا فرق لدينا بين أية بقعة من أرض كردستان. فالمناطق التي سيطرنا عليها إلى الآن وهي المناطق التي شملتها المادة 140 بلغت 95 % منها, يعني الآن تلك الثغرات التي كانت تكشف ظهرنا أصبحت مؤمَّنة من قبل قواتنا, والمكوّن العربي الذين ساعدوا داعش سنحاول ألا يعودوا إلى تلك المناطق, أما الذين لم يساعدوا داعش فهم إخوتنا, وسيتم التعامل معهم كمواطنين مثلهم مثل الكرد وغيرهم, يعيش الآن في تلك المناطق نحو أربعة آلاف شخص من عشيرة الجحيش, إضافة إلى عشائر الجبور وشمر وغيرهم.
المهم لتلك العشائر هو الأمن والسلام والعيش باطمئنان. هم الآن يتجولون في مناطقهم بكل أريحية وأمان، هناك نقطة أودُّ الإشارة إليها وهي مسألة الحدود التي رسمناها, فكما قلت بقي 5 % من المناطق التي لم نحررها بعد, وبإمكاننا أن نقوم بتحريرها في أي وقت, والسبب في عدم تحريرها إلى الآن هو وجود بعض الأسباب والأمور الأخرى, فنحن نحسب حساباً لما بعد التحرير, وكيف سيكون المشهد بعده, من تأمين وحماية تلك المنطقة بعد التحرير, لذا نحن بانتظار أمر وقرار الأخ مسعود البارزاني لنقوم بتحرير شنكال في غضون يوم واحد, والحقيقة أن جزءً من شنكال بيد البيشمركة في الوقت الراهن, والأمر الآخر الذي لا بد أن أقوله هو “أننا لن نتنازل عن شبر سال فيه دمُ شهيد من شهداء البيشمركة”.
في عملية منطقة ربيعة كان التنسيق بيننا وبين وحدات حماية الشعب بشكل كامل, لكن لن أدخل في تفاصيل ما قمنا به, وما لم نقم به, لأننا في الواقع العملي نقدم الكثير ولا نقول إلا القليل, وهذه صفة متأصلة فينا, فأنا شخصياً أطلع على تفاصيل التنسيق بشكل يومي وأشرف عليها وأعلم تماماً ما قدمناه, لكن هذا لا يعني أنه لنا منّة على أحد, لأنه كما قلت لا فرق لدينا بين أي شبر من أرض كردستان، لكن في المقابل لا نعطي الحق لأنفسنا أن نتدخل في شأن أي جزء من كردستان, فلكل جزء خصوصيته وظروفه, بل نعطي الحق بأن نكون متعاونين فيما بيننا.
قبل ساعات كنا في مكتب المجلس الوطني الكردي ولاحظنا أن هناك ظروفاً صعبة يمر بها روجآفاي كردستان, وقد آلمنا ذلك كثيراً, لكن صدقوني أيها الأخوة أننا في الإقليم أيضاً نعاني ظروفاً اقتصادية صعبة, فكما تعلمون تم قطع حصة الإقليم من قبل الحكومة العراقية, وتم قطع رواتب الموظفين في الإقليم, كما أننا لم نكن نتوقع أن يصل سعر برميل النفط من 120 دولار إلى 40 دولار مما تسبب في الأزمة الاقتصادية أكثر, ولولا ذلك كنا نستطيع أن نقدم لروجآفاي كردستان الكثير من الدعم والمساعدات, لكن لو تمكنت الأطراف في روجآفا من حلحلة أمورهم السياسية والقضاء على الخلافات, ستستطيع أن تتقدم اقتصادياً أكثر..
أيها السادة مهما طال بقاء داعش في المنطقة فإن خطره علينا ككرد خفَّ كثيراً, لأننا أثبتنا للعالم قدرتنا على حماية أرضنا, ولذا أصبحنا رقماً صعباً في المنطقة والعالم أجمع.
شكراً لحسن استماعكم و التحية إلى أرواح شهداء كردستان.
نشر هذا الملف في العدد (28) من صحيفة 2015/10/1Buyerpress
التعليقات مغلقة.