رئيس هيئة التربية في مقاطعة الجزيرة: منهاجنا يضاهي أفضل المناهج في الشرق الأوسط ولن يحرم الطلبة الكرد من التعلم باللغة العربيّة

49

لأسف فأن إحدى القنوات الفضائية وفي تقرير لها حاولت تشوّيه سمعة هذا المنهاج مبينة أن الكتاب مليء بصور وفكر القائد آبو ومعتمدة على كتاب لا يمتّ لمنهاجنا بصلة, إنما كان الكتاب من منهاج مخمور في جنوب كردستان, وحكومة الاقليم قد اعتمدتْها ووافقت على تدريسها”.

خاص – Buyerpress

عامودا – عقدت هيئة التربية والتعليم في “مقاطعة الجزيرة” في عامودا اليوم الأربعاء مؤتمراً صحفياً تناول أهم النقاط التي تعترض سير العملية التربوية, وأجاب كلّ من محمد صالح عبدو رئيس هيئة التربية والتعليم في المقاطعة, وسميرة حاج علي نائبة رئيس هيئة التربية والتعليم, والآنسة زوزان, على أسئلة الصحفيين بعد انتهاء المؤتمر.

وقد تلت الآنسة زوزان بياناً باللغة الكرديّة هنأت فيه الطلاب بالعام الجديد وأسباب تبنّي هذا المنهاج الجديد باللغة الكرديّة, ومدى امكانية تطبيقه ونجاحه, ثم بارك محمد صالح عبدو باسم هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتيّة بداية هذا العام الدراسي الجديد وتوجّه بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك بالتحيات القلبية والتهاني الحارة إلى جميع الأبناء الطلبة وأسرهم, كما توجه بالتحية للكادر التعليمي والتدريسي ودعاهم للعمل الجاد والمثمر في خدمة أهداف التربية والتعليم.

وأضاف عبدو :” يسعدنا أننا استطعنا أن ننجز في هذا العام المنهاج الدراسي للصفوف (الأول والثاني والثالث ) باللغة الكرديّة وإدخاله في جميع الصفوف بالمدارس العامّة والخاصّة, انسجاما مع مبادئ العقد الاجتماعي والذي ينصّ على تطهير المناهج الدراسيّة من الفكر العنصريّ والشوفينيي الأحادي واستبدالها بمناهج دراسية تعتمد الفكر العلمي الديمقراطي والأمة الديمقراطية, والتي تحدد أيضاً اللغات الرسمية في مقاطعة الجزيرة بالكردية والعربية والسريانيّة”.

وتابع عبدو:” وانطلاقا من مبادئ العقد الاجتماعي فقد تمّ انجاز منهاج اللغة الكرديّة للطلبة الكرد, وتقرر إدخاله للمدارس العامة والخاصة في هذا العام, وهو إنجاز هام وكبير وتاريخيّ تعتز به هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة, وتشكر لجنة العمل التي قامت بعملها بدأب كبير ونكران للذات”.

ورأى عبدو أنه من الطبيعي إن يثير هذا الحدث الذي يتم لأول مرة في روجآفا بعض التساؤلات لدى العديد من الجهات بمن فيهم عوائل الطلبة, وأسرهم والمشتغلين في حقل التربية والتعليم, ومن حقهم علينا أن نجيب على هذه التساؤلات, ومن هذه التوضيحات:

– من حقّ أي شعب على الكرة الأرضيّة أن يتعلّم بلغته الأم, وهو حق تضمنه مبادئ العدالة وحقوق الانسان.

– إن هذا المنهاج يرسّخ الهوية القوميّة لأبناء الشعب الكردي في روجآفاي كردستان بعد أن مرت عهود طويلة حرم شعبنا منها بكل الوسائل القمعية والسياسية والاجتماعية, ومن حق أبنائنا علينا أن نتيح لهم الفرصة ليتمتعوا بهويتهم القومية ويطوّرا ثقافتهم الخاصة.

– إن هذا المنهاج متقدّم, ويضاهي أفضل المناهج الدراسيّة في منطقة الشرق الأوسط, وتمّ وضعه من قبل مجموعة من الأساتذة الذين يملكون خبرة طويلة في مجال العمل التربوي.

– إن هذا المنهاج غير موجّه ضد ثقافة ولغة أي من المكونات السورية القومية والدينية والمذهبية, ويتمّ الآن الإعداد لتشكيل لجنة لوضع منهاج ديمقراطي للمكون العربي وآخر للمكوّن السريانيّ, ويتم تأمين مقرات عمل لها وسيتم تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لها, ومن المقرر أن يدخل المنهاجان المذكوران حيز العمل في السنة القادمة.

– لن يحرم الطلبة الكرد من التعلم باللغة العربيّة, إذ من المقرر إنجاز مقرر باللغة العربية يتضمن تعلم القراءة والكتابة والقواعد والمحادثة باللغة العربية ابتداء من الصف الرابع الابتدائي, وسوف يتم توفير الفرصة نفسها للطلبة العرب والسريان لتعلم الكردية ومن المقرر إيضاً إدخال لغة أجنبية كاللغة الانكليزية اعتبارا من الصف الخامس .

– للأسباب المذكورة فأن المناهج العربية والكردية والسريانية تعتبر انجازات تاريخية لكل مكونات مقاطعة الجزيرة تعزز تفاهمهم وعيشهم المشترك, ومصيرهم المشترك, ولأن المنهاج الجديد يعتبر انجازا تاريخيا بكل المقاييس فمن الطبيعي أن توجّه له الطعنات لتشويه حقيقته والاساءة إليه عن عمد, يحاربه النظام الدكتاتوري لأنه اعتمد منذ خمسين عاما سياسة الانكار وعدم قبول الغير وقمع الشعب الكردي ولغته وثقافته, ومن الطبيعي أن يستمر حتى اليوم في نفس السياسة العنصرية والشوفينية ويحاول إلغاء المكتسبات الكبيرة التي حققها شعبنا خلال الثورة السورية والثورة الكردية, وهناك أيضا بعض القنوات الاعلامية والجهات السياسية التي تعمل على تشويه المنهاج الكردي بالدعاية المضللة والبعيدة كل البعد عن الحقيقة تحت حجة أن هذا المنهاج أحادي وأنه يخدم جهة سياسيّة محددة.

إننا إذ نبارك المنهاج الجديد لطلبتنا الأعزاء ولعموم أبناء شعبنا الكرديّ فأننا ندعو كل جاهير شعبنا الكردي وكافة مكونات روجآفا بعدم الالتفات إلى هذه الإشاعات المغرضة والعارية عن الصحّة وتشجيع أبنائهم على الإقبال على المنهاج الجديد, لأنه يخدمهم ويخدم قضيتهم العادلة ويرسخ هويتهم القومية لبناء سورية ديمقراطية تعددية لا مركزية.. سورية لكل السوريين.

وأشار عبدو :” إن كتب المنهاج الجديد قد وزّعت وتوزّع الآن وسيعرف أبناء الشعب الكردي بعد الإطلاع عليه حقيقة أنه منهاج ديمقراطي علمي اجتماعي متطوّر باللغة الكرديّة, ولا يحوي أية إيديولوجية تتعلق بجهة سياسية محددة كما يدّعي البعض, على الأقل لأن المناهج المخصصة لهذه الفئة العمريّة لا تحتاج أساساً إلى إقحام أية إيديولجية فيها, هذا البعض الذي لا يرضى بأي شي يصدر عن الإدارة الذاتية الديمقراطية, وهو يرفض هذه الإدارة من الأساس ويرفض جميع قوانينها مثل قانون الأحزاب وقانون واجب الدفاع الذاتي,ويرفض أيضاً منهاج اللغة الكرديّة, وسيرفض كل ماهو ايجابي وتقدّمي وقيّم وكل ماهو ايجابي يصدر عن هذه الإدارة في المستقبل”.

واختتم محمد صالح عبدو حديثه بالقول: “إن قافلتنا تسير بخطى ثابتة وسنخدم قضية شعبنا بكل قوّة وحزم, غير أن منهاجنا الجديد هو أحد ركائز الثورة الكردية التي كنا نحلم بها منذ زمن طويل وهاهو بين أيادي أبنائنا الطلبة ولن نتراجع عنه تحت كل الظروف”.

ورداً على أسئلة أحد الصحفيين قالت سميرة حاج علي نائبة رئيس هية التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة أن المنهاجين العربي والسرياني سيكونان بمثابة ترجمة للمنهاج الكردي, وسيتم إدخال بعض التعديلات عليه تماشياً مع ثقافة وفلكلور تلك المكوّنات”.

وتابعت حاج علي:” لنا معاهد في كافة المدن, وخضع طلابها لتدريب واختبارين جيدين, وسيتم فرز خريجي هذه المعاهد من ذوي الخبرة الجيّدة إلى المدارس وهم ليسوا بدلاء للمعلمين الرسميين, كما أن المعلمين الذين ليس بمقدورهم إعطاء كافة الدروس باللغة الكرديّة, بمقدورهم الانضمام إلى تلك المعاهد والخضوع لدورات تدريبية ليتمكنوا من التدريس, وأبواب معاهدنا مفتوحة لجميع المعلمين والفرصة أمامهم متاحة للالتحاق”.

وحول احتمال صدور قرار من قبل وزارة التربية بفصل المعلمين المتعاونين مع هيئة التربية والتعليم في “مقاطعة الجزيرة” بإعطاء الدروس باللغة الكردية أكد عبدو :” أنهم أصدروا قرارا منذ فترة طويلة بتبنّي أي معلم يُفصل من قبل وزارة التربية السورية, وعلى عاتق هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة يقع منح الراتب له”.

وحول منهاج المكونين العربي والسرياني لهذه السنة قال عبدو أنهم سيعتمدون على المنهاج القديم, لأنهم لم يتمكنوا من تجهيزه هذه السنة, ريثما يتم إعداده والانتهاء منه السنة المقبلة.

ورأى عبدو أن الاتهام بأحادية المنهاج واتباع ايديولوجيّة حزب معيّن عار عن الصحّة, فالمناهج وزّعت على أغلب المدن عدا القامشلي, وبوسع أولياء الأمور التأكد من هذه النقطة.. للأسف فأن إحدى القنوات الفضائية وفي تقرير لها حاولت تشوّيه سمعة هذا المنهاج مبينة أن الكتاب مليء بصور وفكر القائد آبو ومعتمدة على كتاب لا يمتّ لمنهاجنا بصلة, إنما كان الكتاب من منهاج مخمور في جنوب كردستان, وحكومة الاقليم قد اعتمدتْها ووافقت على تدريسها”.

واستغربت حاج علي من البعض ممن يدّعي أن اللغة الكرديّة ليست لغة المعرفة, بل دحضت هذا الإدّعاء مؤكدة أنه من أغنى اللغات من ناحية المفردات, وهو لغة العلم والمعرفة وقابل للتطور.

وأوضح عبدو أن كتاب التربية الاسلامية لم يلغى, ولا يفكرون بالأمر حتى, لكنه من الأساس كتاب صغير ويعتمد على مناحي الحياة الاجتماعيّة, قائلاً:” نحن أيضاً اعتمدنا هذه الناحية الاجتماعيّة, في كتاب “المجتمع والحياة”. أما بالنسبة للغة الانكليزية, فهناك مؤتمر من أجل اللغة على مستوى روجآفا, وهذا القرار من المؤتمر وسيتمّ تدريس اللغة الانكليزية بدءا من الصف الخامس, وتبقى الآراء في هذا المجال شخصيّة.. المنهاج بشكل عام قابل للنقاش والدراسة والتعديل”.

وقالت حاج علي:” إن ثورة اللغة بدأت مع الثورة السوريّة, وهذا أسّس لقاعدة قوية لدى أطفالنا, وغدا بإمكان المعلمين تدريس هذه المواد بعد تخرجهم من المعاهد التي درسوا فيها, وللعلم فقد تمّ افتتاح عشرة معاهد للغة الكرديّة في مقاطعة الجزيرة. نحن نتبع سياسة التعليم المستمر حتى في فصل الصيف أيضاً وذلك لتطوير قدرات المعلم التدريسيّة في هذا المجال”.

ووجه محمد صالح عبدو رئيس هيئة التربية والتعليم في المقاطعة كلمة لأولياء أمور التلاميذ قائلاً:” إنه كان حلماً قديماً لنا أن يدرس أبنائنا ويكتبوا ويغنوا بلغتهم الأم, واليوم أتيحت الفرصة بين يدينا, نأمل من أهالينا أن يكونوا متعاونين مع أطفالهم وتوجيههم نحو هذا لمنهاج ليحبوه, لأنه يخدمهم ويخدم المجتمع, هي فرصة تاريخية بين أيديهم, عليهم التشبث بها والدفاع عنها”.

 

يي غعكق IMG_0501 IMG_0506

 

التعليقات مغلقة.