في تيه الكوردي ..وشرعيته الضالة !!! قراءة في بعض تصريحات عبد الحميد درويش الاخيرة
أكرم حسين
الجزء الأول
حين يكون المرء وجها لوجه امام تعرض الحقيقة لمخاطر فقدانها لمضمونها وجوهرها ، ومحاولة البعض تشويها وتزييفها ، عندها يجب ان يتحلى المرء بالجرأة الكافية للرفض ، ويصبح الدفاع عن هذه الحقيقة والنضال الى جانبها امراً لا مفر منه ، هذا ما سنحاوله في السطور القادمة ، فكعادته أطلق السيد حميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي في سوريا ، و كما يسمى في الوسط السياسي الكوردي السوري بـ “الختيار” قنبلة من العيار” الثقيل،” أربكت المشهد السياسي الكوردي السوري ، بدعوته الصريحة والمفاجئة بالحوار مع النظام ، وكشفه للقاء سابق مع محمد سعيد بختيان رئيس مكتب الامن القومي السوري ،وبحضور احمد سليمان عضو المكتب السياسي، مبدياً أسفه على عدم تلبية دعوة “رئيس الجمهورية “واصفاً هذا الرفض بالخطأ، جاء ذلك في ندوة اقامها درويش في مدينة هولير يوم الجمعة, 24 نيسان/أبريل وبحضور طيف واسع من القيادات الكوردية والكوردستانية ،ثم عاد واكد موقفه هذا برد ايجابي فيما لو طلب منه مقابلة رئيس الجمهورية في حواره مع موقع بوير برس الالكتروني، في وقت بدأ يتداعى فيه النظام ، ويخسر الكثير من اوراقه الداخلية والخارجية ، بعد عاصفة الحزم وتقدم المعارضة واشتداد الازمة الاقتصادية ،وانخفاض سعر الليرة السورية امام الدولار ،والاتفاق على الملف النووي الايراني ، فحميد درويش هو احد الشخصيات المؤسسة للحزب الكوردي السوري ، الذي امسك بقيادته واحكم السيطرة عليه ، لابل على قيادة مجمل الحركة الكوردية السورية لانه يمتلك القدرة على لي عنق الحقيقة وتوجيه الاحزاب الكوردية كما يشتهي ،حدث هذا في فترة الثمانينات ،وابان انتفاضة اذار ،وغيرها من المواقف ، التي برع في صياغتها وهندستها ، واذا كان حديث درويش يسجل له ، ويعتبر ايجابيا لجرأته في التعبير ، ووضوحه في الرؤيا ، وعدم رضوخه لأي ارهاب فكري كما صرح هو نفسه ، فان كلامه لا يأتي بجديد ولا يوضح غموضا او يزيل التباسا، لان مواقف درويش هي هي لم تتغير ، وتصريحاته الاخيرة قد جاءت بعد تردي العلاقة مع حليفه الاستراتيجي الاتحاد الوطني الكوردستاني اثر تدهور صحة السيد جلال الطالباني ، وخروجه خالي الوفاض من اجتماعاته مع الرئيس مسعود البارزاني ، في ظل اشتداد الخلافات داخل حزبه ، ومطالبة البعض بالخروج من المجلس الوطني الكوردي ، في المقابل فان درويش يعلم بان “الازمة “السورية ستطول ، ولا بد من ادارة الازمة وايجاد الية للعودة بقوة الى الساحة الكوردية ، بعد سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ، واستفراده بإدارة المنطقة ومواردها ، وازدياد النفوذ الجماهيري للحزب الديمقراطي الكوردستاني –سوريا اثر انعقاد مؤتمره التوحيدي والدعم اللامحدود الذي يتلقاه من رئيس اقليم كوردستان العراق مسعود البارزاني ،والمحاولات الجارية لعقد اتفاقات ثنائية بينه وبين الاتحاد الديمقراطي.
التعليقات مغلقة.