نداء الى القوى الديمقراطية والفعاليات المجتمعية السورية
الأزمة في سوريا دخلت عامها الخامس، ولازالت آلة الحرب تحصد الأرواح وتنشر الموت والخراب، في ظل عدم التوصل لصيغ توافقية ونتائج مرجوة تفضي إلى مخرج للنفق المظلم الذي دخلته البلاد رغم عقد عشرات المؤتمرات، ولا يوجد في الآفق المنظور أي توافق لحل الأزمة من قبل القوى الدولية المعنية بالملف السوري، فالعنف والعنف المضاد أدى لمقتل مئات الآلاف ومثلهم من المفقودين وأكثر من مليوني مصاب ومعوق وملايين المهجرين ودمار شبه كامل لمعظم المدن والبلدات والقرى وبنيتها التحتية.
مع دخول الجماعات الإرهابية على خط المواجهة والتي تعمل لتنفيذ أجندات ومشاريع تتعارض مع مصلحة الشعب السوري، دخلت سوريا معتركاً خطيراً ومتاهات ماعاد بالسهولة الخروج منها وأصبحت ساحة مفتوحة للصراع الإقليمي والدولي، كما أنها بالمقابل افرزت دروسا هامة اكدت لنا -كسوريين- بما لا يقبل مجالا للشك انه لا بد من التحرك بمسؤولية تاريخية لوقف نزيف الدم السوري وانهاء حالة التشرذم والتبعثر والتمزق في النسيج المجتمعي والتي تسببت في هدر طاقات المجتمع وديناميكيته الداخلية.
إننا في حركة المجتمع الديمقراطي لم ننجر الى متاهات الصراع الطائفي والمذهبي ولم نكن طرفاً في قتال يهدف للسلطة واستبدال حاكم بآخر، وأكدنا على الخيار السلمي، ووقفنا بالضد من عسكرة الثورة، ونجحنا وبقية المكونات السياسية والمجتمعية الكردية والعربية والسريانية في الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في المقاطعات الثلاث (الجزيرة ،كوباني، عفرين).
ولتتويج الثورة بالنصر وإعادة بناء سورية ديمقراطية حرة على أساس اتحاد التنوعات والاحترام المتبادل بين الكل والأجزاء المكونة له يقتضي التقاء القوى الحريصة على بناء سوريا الديمقراطية وطناً للجميع، وذلك بوضع خارطة طريق لحل أزمة الوطن على أسس الديمقراطية التوافقية والعدالة والمساواة والتمييز الإيجابي بين الجنسين،وحرية المرأة التي هي ضمانة كافة الحريات، والالتزام بمبادئ تتوافق عليها القوى الوطنية (ممثلي المكونات، الفعاليات المجتمعية،القوى السياسية المؤمنة بالحل السلمي) لإيجاد حل سياسي من خلال الدعوة الى لقاء تشاوري.
ندرك انه لا توجد اية وصفات جاهزة لإخراج الوطن من أزمته الذي اذا استمر سيهدد المنطقة والعالم برمته لكننا ندرك ايضا ونؤمن ان الجهود الخيرة لأبناء هذا البلد واصدقائه ستثمر عن خطط قادرة على انقاذ ما تبقى من سوريا وحماية الاخرين من آثاره وأن ذلك يحتاج الى رؤى موضوعية للقوى الديمقراطية التي تجد نفسها مسؤولة اخلاقيا ووجدانيا عن ايجاد حل لهذه الازمة؛ مما يستوجب العمل والالتزام الواعي بقضايا الشعب من خلال مشاريع ديمقراطية تسمح للجميع بالمشاركة في الحل والبناء لتكون سورية وطن ديمقراطيا تشاركياً لامركزياً لكل السوريين على اساس احترام الحقوق الديمقراطية لكل المكونات وفق ما تنص عليه القوانين والاعراف الدولية بضمانات دستورية.
نتوجه بالنداءلجميع السوريين بأن لا نوفرجهداً وفرصة من شأنه الاستدلال على طريق الخلاص، والجهود المبذولة من جميع السوريين عربا وكردا وسريان آشور وتركمان وشركس وشاشان وغيرهم؛ مسلمين ومسيحيين وإيزيديين ودروز، ووضع خلافاتنا جانباً والتكاتف قدماً نحو الحل الذي سيكون دفعاً وتأكيداً على الإيمان بأن لا نترك سوريا وحيدة في مواجهة دمائها.
– معاً لإنقاذ سوريا وبناء الوطن المشترك.
حركة المجتمع الديمقراطي
Tev-dem
في 2015/8/10
التعليقات مغلقة.