خمسة أحزاب في المرجعيّة السياسيّة: بيان إلى الرأي العام
منذ انطلاقة الحراك الشعبي السلمي في 15/3/2011 ، قيّمناها بأنها ثورة سلمية من أجل سوريا ديمقراطية تعددية برلمانية ، و على هذا الأساس شاركنا فيها منذ اليوم الأول من أجل تغيير بنية النظام الدكتاتوري ، و من أجل انتزاع الحقوق القومية و الديمقراطية للشعب الكردي في سوريا ، غير أن النظام لم يقدم سوى الحل العسكري الأمني ، و واجه المظاهرات السلمية بالحديد و النار ، و حاول جاهدا جرّ المعارضة إلى حمل السلاح و بالتالي إلى تسليح الثورة ، و في مقابل ذلك كانت هناك أطراف في المعارضة تميل أصلا إلى تسليح الثورة ، و حملت السلاح بحجة حماية المظاهرات السلمية ، و بعد حوالي ستة أشهر من عمرها تحولت الثورة إلى صراع مسلح متعدد الأطراف و بدأت التوجهات الطائفية تطفو على السطح ، و بذلك تحولت عن مسارها الحقيقي ، و يتحمل النظام المسؤولية الرئيسية عن ذلك ، كما تتحمل تلك الأطراف من المعارضة ذات التوجه الإسلاموي قسطها أيضا من المسؤولية ، و في مقابل ذلك و إزاء هذا التطور في مسار الثورة ، فقد أكدنا من جانبنا على أننا جزء من الثورة السلمية بخصوصيتنا القومية و بالترابط مع توجهنا الوطني الديمقراطي السوري العام ، و أكدنا بشكل خاص على وحدة الصف الكردي و حماية المناطق الكردية و قضية السلم الأهلي .
إن تشبث النظام بالسلطة و ممارسات بعض أطراف المعارضة تلك قد عمقت الأزمة السورية ، و أخرجتها من أيدي السوريين أنفسهم ، و تسببت بسقوط أكثر من / 250 / ألف ضحية ، و اعتقال و اختطاف عدد مماثل لدى الطرفين و تشريد نصف الشعب السوري و تهجيره داخل و خارج سوريا ، و تدمير البنية التحتية للبلاد ، كما أدت إلى تنامي ظاهرة الإرهاب و بخاصة تنظيمي داعش و النصرة اللذين يستقدمان آلاف الإرهابيين من الخارج ، و يرتكبان المجازر الجماعية ، و يحتلان اليوم أكثر من نصف مساحة البلاد .
إن المناطق الكردية كافة في سوريا تعرض إلى هجوم واسع من قبل المجاميع الإرهابية و بخاصة داعش و النصرة بهدف إخضاعها لمشروعهما السياسي و فرض سيطرتهما على الحدود مع تركيا و تشديد الحصار على تلك المناطق لتجويع الكرد و إرغامهم على الاستسلام بالاعتماد على الدعم اللا محدود الذي تقدمه لها بعض الدول الإقليمية ، و بخاصة تركيا التي تفتح حدودها لتنطلق منها داعش و النصرة في هجماتهما على روجآفايي كردستان ، و بالرغم من كل ذلك تبقى روجآفايي كردستان صامدة تتصدى لهجمات القوى الإرهابية و حلفائها ، و كذلك ألاعيب النظام السوري ، و استطاعت وحدات حماية الشعب و المرأة بمساندة التحالف الدولي ضد الإرهاب و كذلك البيشمركة و الجيش الحر في كوباني و بعض فصائل الجيش الحر في تل أبيض و محافظة الرقة من تحقيق انتصارات كبيرة في حماية المناطق الكردية و الإدارة الذاتية القائمة فيها .
إن الحركة الوطنية الكردية في سوريا تعاني ضعفا لا يتناسب مع هذه الانتصارات و مع ضرورات المرحلة و المتغيرات المحلية و الإقليمية و الدولية و ذلك بسبب حالة الانقسام التي تعاني منها ، و بكل أسف فقد تصرفت بعض القوى و الأحزاب السياسية الكردية بشكل سلبي أدى إلى مزيد من الانقسام ، و إلى تعطيل اتفاقيات هامة كان آخرها اتفاقية دهوك 2014 التي أنجزت بتوافق كردستاني و ارتياح دولي .
و بهدف معالجة الجوانب السلبية القائمة في الوضع السياسي الكردي و سد الثغرات الموجودة فيه ، و من أجل تطوير العامل الذاتي و الارتقاء به إلى مستوى المسؤولية ، فإننا في الأحزاب الموقعة على هذه الوثيقة ، و هي أحزاب أعضاء في المرجعية السياسية الكردية ، سنعمل معا وفق الأسس و المبادئ التالية التي تعزز مسيرة روجآفايي كردستان نحو الحرية و العيش المشترك و تساهم في إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية :
1- تنطلق أحزابنا من الأرضية السورية ، ومن الالتزام الثابت بقضية و مصالح الشعب الكردي في روجآفايي كردستان و سوريا.
2- تناضل أحزابنا من أجل سوريا دولة ديمقراطية تعددية برلمانية لا مركزية .
3- تناضل أحزابنا من أجل الإقرار الدستوري بوجود الشعب الكردي على أرضه التاريخية و حل قضيته وفق العهود و المواثيق الدولية في إطار وحدة البلاد.
4- ضرورة استكمال بناء العامل الذاتي و نبذ سياسات التفرد و الاستئثار بالقرار السياسي الكردي و العمل على قاعدة العمل الجماعي المؤسساتي و التخلص من المؤثرات الخارجية التي تعرقله في روجآفايي كردستان
. 5- دعم و مساندة الإدارة الذاتية الديمقراطية و العمل على تطويرها و توسيعها و توحيد مقاطعاتها الثلاث ، و تعزيز قدرات وحدات حماية الشعب و المرأة و العمل على تطويرها .
6- التفاعل الايجابي مع العامل الدولي ، و مواكبة المتغيرات و المناخات الايجابية المتاحة .
7- العمل من أجل وضع أسس و قواعد واضحة لبلورة مشروع سياسي و آليات عمل بهدف الوصول إلى بناء إطار سياسي يعيد التوازن إلى صفوف الحركة الوطنية الكردية و منفتح على القوى و الفعاليات المجتمعية و المهنية و منظمات المجتمع المدني . ونبذ الإنعزالية والتقوقع.
الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا(البارتي)
حزب الوفاق الديمقراطي الكردي السوري
حركة الإصلاح-سوريا
الحزب اليساري الديمقراطي الكردي في سوريا
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا
قامشلو 17/7/2015
التعليقات مغلقة.